أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ، وارحمني ،واهدني ، واجبرني، وعافني،وارزقني ، وارفعني           
العودة   منتدى الإحسان > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي جواهر من كلام الشيخ احمد جامي

:extra138:

جواهر


من كلام الشيخ أحمد جامي



الشاذلي من روض الرياحين

أحببت أن أنقل لإخوتي في هذا المنتدى المبارك بعض كلام شيخي وسيدي أحمد جامي حفظه الله , ومقتطفات من أقواله أيام الاعتكاف, من باب نقل الخير إلى الغير , ورأيت أن أبدؤها بكلام سيدي وأخي في الله جامع هذه الدرر حفظه الله وبارك لنا فيه , حيث يقول:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، الذي منَّ علينا بهذا الدّين القويم، وجعلنا من أتباع سيّد المرسلين، ودلّنا على وارث من ورّاث نبيّه الصّادقين. فله الحمد وله الفضل وله المِنَّة وله الثناء الحسن الجميل.
والصّلاة والسّلام على هادي الأنام، ومنقذ البشريّة من الظّلام، سيّدِنا وحبيبِنا وقدوتِنا محمّدٍ دليلِنا إلى دار السّلام، وعلى آله وأصحابه الأعلام، رضي الله تعالى عنهم وعمَّن تبعهم بإحسان.
وبعد: يقول الله تعالى في مُحْكَم آياته: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} [النحل / 18]. فمِن أجلّ النّعم وأعظمها بعد نعمة الإيمان والإسلام نعمةُ السّلوك في الطّريق الموصل إلى التَّحقيق في بلوغ المرام من مقام الإحسان، على يد مَن جعلهم الله ورَّاثاً لأنبيائه في دلالة الخلق عليه، ومشاعلَ نور تضيء درب السّالكين إليه. أحمدك اللهم حمدَ الحامدين، وأشكرك شكر الشّاكرين، أنْ عَرَّفتنا على عَلَمٍ فردٍ من هؤلاء الأعلام، عزَّ أمثاله، وقلَّ أن يوجد أشباهه، وخاصّة في هذا الزّمان ؛ ألا وهو شيخي وقرَّة عيني وحبيب قلبي سيّدي أحمد فتحُ الله جامي، خادم الطّريقة الشّاذليّة القادريّة، الدّالُّ على الله تعالى بحاله قبل قاله، والموجّه إلى التّمسّك بشرع الله تعالى وسنّة نبيِّه المصطفى عليه الصّلاة والسّلام بفعله قبل وعظه، الخليفةُ الأوحدُ لسيّدي الشّيخ عبد القادر عيسى رحمه الله، وطيَّب ثراه، وجَعَلَ في أعالي الجِنان مثواه، وجزاه عنّا وعن المسلمين كلَّ خير ؛ فإنّه رحمه الله لصدق أمانته أبى أن يَترك على رأس هذه الطّريقة المباركة إلاّ رجلاً بل جبلاً شامخاً يتابع بعده المشوار، و يأخذ بيد السّالكين ويسير بهم في مدارج الكمال على درب التّوحيد الخالص والمعرفة الحقّة والعبوديّة الصّادقة. فجزاه الله عنّا خير ما جزى شيخاً عن مريديه.
بعد هذا أيُّها القارئ الكريم: أظنّ أنّك تعذرني إن لم أُوفِّهِ حقَّه، ولم أُعْطِهِ قَدْره. فأنّى لمثلي أن يتحدّث عن مثله، وأين الثّرى من الثّريّا.
ولِما عرفْتُ منه حفظه الله مِن كُرهِهِ للمدح وبُغضِهِ للثناء، فإنّي لن أتحدّث عن شخصيّته العظيمة، وصفاته النّبيلة، ومزاياه الكريمة، ومقاماته الرّفيعة، لكنّني سأتحدّث عن آثاره الملموسة وعطاءاته المحسوسة.
فإنّني واللهِ مُذْ رأيتُهُ لأوّل وهلة أخذ لُبّي وسبى عقلي، وملَكَ روحي، قبل أن أسمع منه كلاماً، أو يوجِّهَ إليَّ خطاباً. فعرفتُ فيه سرَّ الوراثة النَّبويِّة الكاملة، فلَمْ أعُدْ أُطيقُ البعد عنه، فلازمتُه ما استطعتُ إلى ذلك سبيلاً، فإذا بصحبته تغذّي الأرواح، وبنظراته تمزِّق حُجُبَ النّفوس، وبكلامه يدغدغ القلوب. وهذا من ميزات الطّريقة الشّاذليّة المباركة وتأثيرها في أتباعها عن طريق شيوخهم بالتّسلسل إلى رسول الله
ولستُ وحدي في هذا الشّعور، بل هذا شعور كلِّ مَن صاحَبَه وجالَسَه وسمع كلامه، إلاّ مَن حُجِبَ بحجاب النَّفس، أو تمسّك باتّباع الهوى. نسألُ اللهَ تعالى لنا ولهم الهداية والسّداد.
وممّا منَّ الله تعالى به عليَّ أن شرَّفني بصحبته حفظه الله في أيّام وليالي الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان لسنين عديدة، وكنت أكتب عنه جواهر كلامه الذي يُفيضُ الله به على قلبه الشّريف، من نفحات تلك الأوقات المباركة، حيث كانت تتدفّق أحياناً كالشّلاّل الذي لا يملك هو أن يوقِفَهُ، ولا يستطيع تكراره إذا ما طُلِبَ منه ذلك، لأنّه ما خرج من عُصارة عقل، ولا من إعمالِ فِكر، ولا من استرجاع حافِظةٍ، ولكنَّه فيضٌ من العلوم اللّدنّيّة والتّوجيهات الربّانيّة التي أكرمه الله تعالى بها، وهذا من لوازم الطّريقة الشّاذليّة المباركة. فكانت هذه الوصايا والحِكَمُ مليئة بتوجيه القلوب إلى الله عزَّ وجلّ، والحثِّ على التّمسّك بالشّريعة ظاهراً وباطناً، واتّباع رسول الله سرَّاً وعلناً، والتّخلّي عن الأخلاق الذّميمة، والتّحلّي بالأخلاق الحميدة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الطّريق والتّصوّف والمرشد، وما يحيط بذلك من أوهامٍ ومفاهيمَ مغلوطةٍ وبدعٍ مذمومةٍ، انتشرت بين مَن تمسّكوا بقشور الطّريق وتركوا لُبَّه وحقيقته، فكانوا سبباً لإعراض الكثيرين عن التزام طريق الحقّ، والتّمسّك بأهل الصِّدق. وكان أثر هذه الوصايا كبيراً، وفعْلُها بيِّناً في كلِّ مَن سمعها بعد ذلك أو قرأها.
من هنا جاءت فِكرة جمعها في كتاب، لعلَّ نفعَها يكون أعمَّ وأثرَها يكون أشمل.
فمِمَّا يُميِّز هذه الوصايا والحِكَم وهذا سِرُّ فاعليَّتِها أنَّه حفظه الله ما نقَلها من كتاب، ولا تعلَّمها من معلِّم، ولا هيّأها وجهَّزها مُسبقاً، ولا حضَّرها من مراجع، وإنَّما انسابت على لسانه الطّاهر من قلبه العامر بمدد إلهيٍّ باهر، رزقاً للسّامعين، وهدىً للسّائلين.
ففي اعتكاف عام ألفٍ وأربعِمائة وواحد وعشرين للهجرة، قبل العيد بيومين، نظر حفظه الله إلى دفاترنا الّتي كادت تمتلئ من كتابة وصاياه، فقال: قبل أن تأتوا بيوم أو يومين تفكَّرت بيني وبين الله، قلت: يا ربّ! غداً يأتي الأحباب للاعتكاف، ماذا أقول لهم؟ تفكّرت... تفكّرت... واللهِ ما وَجدْتُ ولا كلمة، ووجدْتُ نفسي فقيراً. انظروا الآن كمْ كتبتم، واللهِ هذا ليس منّي، هذا رزقكم أتاكم من ربِّكم، فهو معنا، كلَّما سألتم يأتي الجواب منه تعالى، لأنّه يعرف ضعفنا ويعرف احتياجنا.
فاللهَ العظيم أسأل، وبجاه نبيِّه الكريم أتوسَّل أن يَمُدَّ في عُمُر شيخنا مع كمال الصحّة والعافية ودوام التَّرقِّي، وأن ينفعنا به وبوصاياه، وينفع بها أهلَ الطّريق وعامّةَ المسلمين، وأن يجزيَه عنّا خير الجزاء، فإنّا عاجزون عن شكره.
وصلّى الله تعالى على سيِّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلِّم
ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليِّ العظيم
والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصَّالحات


سئل سيدي حفظه الله
س: هل يصح أن نقول: إننا نقدّم أرواحنا إلى الله؟
ج: هذا لا يمكن. لأنّ أرواحنا مُلْكٌ له، فليس لنا منَّة في ذلك. وكذلك المال والأولاد وباقي النّعم جميعها وكالات عندك، ووكالتك في الأشياء لكي تستخدمها فيما خُلقت من أجله ؛ فإذا أخرجتَ نفسك ممّا بينك وبينها تتخلّص من العجب والكبرياء والرياء... الخ.
فمِنَ النّاس مَن يكون عبداً للمال، ومنهم مَن يكون عبداً للكشوفات، ومنهم مَن يكون عبداً للشهرة، ومنهم... ومنهم … ومنهم مَن يكون عبداً لله، لا يتعلّق سرُّه إلاّ بالله، لا بالعقبى ولا بالدّنيا. وإذا كان قلب العبد المؤمن خالياً من الدّنيا ولا يقع في سرِّه خطرات الكونين (العقبى والدّنيا) آنذاك يسع قلبُ المؤمن عظمةَ الله.
فإذا أردت أن تكون صاحب همّة عالية فعليك: أن تتعرّى بنفسك عن حبِّ الدّنيا، وبروحك عن التَّعلّق بالعقبى، وبقلبك عن إرادتك بإرادة المولى، وأن تجرّد سرَّك أن لا يلمح الكون، بأن لا يخطر في سرِّك شيء منه.

يقول سيدي الشيخ أحمد جامي حفظه الله:
القلبُ الرّبّانيُّ غيرُ القلب الجسمانيّ علِّقوا قلبَكم الرّبّاني بالله كما قال الإمام الغزالي والإمام السّيوطي، ويقول الفقير ثالثاً كذلك. القلب الجسمانيُّ يوجد في الحيوان أيضاً، أما الرّبّانيُّ فلا يوجد إلا في المؤمن. تفكُّرُكم في خالقِكم وتحصيل رضا ربِّكم واتّباع نبيّكم الذي يجلب محبّة الله تعالى ؛ هذا كلُّه من شؤون القلب الرَّبَّاني. وتعلُّق القلب الرّبّاني بالجسماني شيء خفيٌّ نسبةً، لا يَبين ؛ فالعلماء يقولون كما قال الإمام الغزالي: كاستيلاء السّلطان على المملكة، ولكنَّني أقول: كما أنّ المغناطيس إذا وُضع قُرْبَ الحديد يجذبه قبل أن يصل إليه، فكذلك القلب الرّبّاني إذا قُرِّبَ من الجسماني ؛ هذه هي العلاقة بين القلب الرّبّاني والجسماني.
وإذا استعملتم القلب الرّبّاني وسكَّرْتُم الباب على النّفس والشّيطان يشتغل القلبُ الرّبّاني ببركة والقرآن الكريم، فيدور دوران الرّحى الّذي يدور بماء الشّلال، من الرّسول، وتَنزِل على صاحب هذا القلب الفيوضات الإلهيّة الّتي تصل إلى رسول الله الرّبّاني الّذي سكَّر باب النّفس والشّيطان.
نرجو الله أن نكون من الذين فهموا الدّين وتمسّكوا بالشّريعة وبآداب أسيادنا إلى أن نلحق بهم: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطّور / 21]. نلحَقُ إن شاء الله بأسيادنا وأشياخنا وأساتذتنا، مع عدم عملنا مثل عملهم.

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 12-29-2011 الساعة 03:46 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2008
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: جواهر من كلام الشيخ احمد جامي

س: تكلَّمتم عن المغناطيس بين القلب الرّبّاني والقلب الجسماني، فماذا عن المغناطيس بين المريد وشيخه؟
ج: إذا وجّهتَ قلبَك الرّبّاني يحصل لك محبّة مَن للتّفكُّر بالآخرة وتحصيل رضا الله تعالى واتّباع رسول الله يحب الله ويتّبع رسوله. هذا ليس بدعةً، بل هو أمرٌ حقيقيٌّ، يحرِّكنا بقدَرِ ؛ لأنّ هذا الطّريق المبارك أُسِّس على التّقوى، الله وفضلِه وبركة الرّسول والتّقوى مصدرُها الشّريعةُ، والشّريعةُ نَزَلَ بها جبريل على الرّسول الكريم عليه الصّلاة والسّلام.

يقول سيدي الشيخ أحمد جامي حفظه الله:

- العلم عند النّاس كثير، لكنَّ العمل ليس موافقاً للعلم؛ خصوصاً منهم العرب، عندهم علم كثير لكن هذا العلم صار آلةً للهوى والتَّشدّق في الكلام. قال الله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الإثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام / 120]. لا يمكن للعالِم أن يفعل ظاهر الإثم لأنّه يكسر عزَّةَ نفسِه، لكن باطن الإثم لا يطَّلع عليه النّاس، فيبقى دفيناً في قلبه، فإذا غُرِسَتْ فيه إبرة يَخرج هذا الخُلُقُ الذّميم وتُشَمُّ منه رائحته. الطُّرق الصّافية مبرّأة عن هذه الأمور. فلا بدّ للذي فهم الطّريق أن يبرّئ نفسه من هذه الأمور حتّى يكون محبوباً عند الله تعالى.

-في هذا العصر: المهِمُّ توجيه المؤمنين إلى الإيمان ؛ لأن الأسباب الدنيويّة تؤثّر على الإيمان.
والذين يزعمون أنّهم من أهل السّير والسّلوك متعلّقون بالأذواق والكرامات والكشف. هذه ليست مطلوبة من العبد، بل المطلوب أن يُقِرَّ بصفات الله كما يقرُّ بوجوده. هو معي كيف أخالفُه؟ وهو يعلم ما في قلبي كيف أخفي شيئاً وأظهر شيئاً آخر؟
نرجو الله أن يضع هذا الإيمان في، فإنه قلوب المؤمنين ببركة سيّد المرسلين. {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ} [الكهف / 17].
فالوعظ والنصح يجب ألا يكون بالقيل والقال وذكر الخلافات الشرعية، ولكن بالتوجيه إلى ما في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: {أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت / 10]، ذَكَرَ المحلَّ (الصدر) وأراد الحالَّ (القلب)، وقولِه تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ } [الإسراء / 25].

يقول أيضا حفظه الله:

- اعلمْ أن للشريعة ثلاثة أجزاء: العلم والعمل والإخلاص؛ وما لم يتحقق كلٌّ من هذه الأجزاء الثلاثة لا تُحقق الشريعة. ومتى تحقّقت الشّريعة فقد تحقّق رضا الحق جلّ وعلا، وَرِضْوَانٌ مِنَ الذي هو فوق جميع السّعادات الدّنيويّة والأخرويّة: [آل عمران / 15]. فلَمْ يبقَ مَطلَب يقع فيه الاحتياج وراء اللَّهِ أَكْبَرُ الشّريعة، أما الطّريقةُ والحقيقةُ فهما خادمتان للشريعة في تكميل جزئها الثالث، ألا وهو الإخلاص. وتحليةُ الظاهر بالشّريعة الغرّاء، وربطُ الباطن على الدّوام بالله أمرٌ عظيم. رزَقَنا الله من كمال كرامة الاستقامة مع تغيير الصّفات المذمومة بمتابعة سيّد الأوّلين والآخرين عليه الصّلاة والسّلام.

-يا أخي المؤمن الطالب الاستفادة من السير والسلوك: إنّ المقصودَ من السّير والسّلوك تزكيةُ النّفس الأمّارة وتطهيرُها حتّى تتيسّر النّجاةُ من عبادة الآلهة الباطلة النّاشئة عن الهوى النّفسانيّ، ولا تبقى قبلةُ التّوجّه في الحقيقة غيرَ المعبود الواحد الحقيقيّ تعالى وتقدّس، ولا يُختارَ عليه وعلى رضاه مقصِدٌ ما أصلاً ؛ سواء من المقاصد الدّينيّة أو المطالب الدّنيويّة. والمقاصدُ الدّينيّة وإن كانت من الحسنات لكنها من شغل الأبرار، والمقرّبون يرونها سيّئة، ولا يَعدّون سوى الواحد من المقاصد.
أيّها الأخ: الإنسانُ على نفسه بصيرة، ففتِّشْ نفسَك تفتيشاً إنصافيّاً، هل تجاهدُ الجهةَ أو تشتغلُ بالدّنيا أو بما لا يعني؟ الحُكْمُ لكَ.

يقول حفظه الله تعالى:

- أيّها الأخ المؤمنُ الطالبُ لرضا الخالق تعالى وتقدّس: اعلمْ أن الإنسان مادام متلوّثاً بدنس التّعلّقات الشتّى محرومٌ ومهجور ؛ فلا بدّ من تصقيل مرآة الحقيقة الجامعة أعني القلب من صدأ محبّة ما سوى الله عزّ وجلّ. وأفضل المصاقل لإزالة ذلك الصّدأ متابعةُ النّبي عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام، مع كثرة ذكر الربّ عزّ وجلّ. ومدارُ ذلك على رفع العادات النّفسانيّة ودفع الرّسوم الظلمانيّة.
فطوبى لِمَن تشرّف بهذه النّعمة العظمى، وويل لِمَن حُرم من هذه الدّولة القصوى. وذلك بعد الاهتمام التّام بالصّلاةِ المفروضة، لأنها تنهى عمّا لا يليق بالمؤمن بقراءةِ القرآن مع الآداب الظّاهرة والباطنة، وكثرةِ الذّكر الإلهي، وتركِ المعاصي بالكليّة، وعدم نسيان الاستغفار.

- المقصود من أعمال الشّريعة وأحوال الطّريقة هو تزكيةُ النّفس وتصفيةُ القلب. وما لم تُترَك النّفسُ لا تَحصل السّلامة للقلب. قال الله تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوْبُ} [الرّعد / 28]، فطريق اطمئنان القلب إنّما هو ذكر الله، لأن الذّكر اكتسابُ المناسبة بجانب الله تعالى وإن لم تكن هناك مناسَبةٌ أصلاً ؛ يعني: في الحقيقة ما للتراب وربِّ الأرباب؟ ولكن يحصل بين الذّاكر والمذكور نوع من الارتباط والعلاقة الموجبة للمحبّة، فإذا استولت المحبّة على الذّاكر فلا شيء بعده إلا الاطمئنان أصلاً.

- اعلم أن هذه الدنيا حلوة في الظّاهر، ولها طراوة صُوريّة، لكنّها في الحقيقة سمٌّ قاتل، ومتاع باطل، وليس في التّعلق والارتباط بها طائل. مقبولها مخذول، ومفتونها مجنون، وحُكْمها حكمُ نجاسةٍ طُلِيتْ بالذّهب، ومَثَلُهَا مَثَلُ سمٍّ مخلوط بالسُّكّر. والعاقل هو الّذي لا يغترّ بمثل هذا المتاع الكاسد، ولا يتعلّق بمثل هذا الشّيء الفاسد، كما قال ربُّنا تعالى: {فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ} [لقمان / 33]، قَرَنَ عزّ وجل بين غرور الدّنيا وغرور الشّيطان الْغَرُورُ اللعين. فانتبه واتّعظ بالموعظة الإلهيّة.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-08-2008 الساعة 11:21 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2008
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: جواهر من كلام الشيخ احمد جامي

يقول سيدي الشيخ أحمد حفظه الله تعالى:

3) الإيمان الجيّد العالي لا يوجد عند أكثر النّاس ؛ فالإيمان على مراتب: عِلْمُ اليقين وعَيْنُ القين وحَقُّ اليقين. الإيمان العالي هو ماكان مبنيّاً على عين اليقين وحقّ اليقين، فيعيش صاحبه تحت مراقبة الله تعالى أو يصل إلى مقام المشاهدة: ((أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك)). وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِقال الله تعالى: [ق / 16]، قال: نَعلَمُ؛ فهل هذه الكائنات بلا صاحب؟ هذا الإيمان نَفْسُهُ لا يوجد عند أكثر النّاس. هذه المفاهيم الإيمانيّة من القرآن الكريم.
يقولون: نحن أهل الطّريق. هل أهل الطّريق هكذا؟
عِلمُ اليقين يمكن أن يدخل فيه شكٌّ ؛ كما حصل لعبد الله بن أَبي سَرْحٍ الذي كان من كُتّاب الوحي ثمّ ارتدَّ، القصّة في تفسير القرطبي. عند قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} سورة المؤمنون، [المؤمنون / 14].
أمّا عَينُ اليقين فلا يدخل فيه شكّ ولا زندقة لأن صاحبه رأى.
أهل الطّريقة وليس المدّعون يَصِلون إلى الجزء الأوّل من الحديث، وهو: ((كأنّك تراه)).
أمّا حَقّ اليقين فهو مقام الصِّدّيقين. عينُ اليقين:كأنّه يرى، وحقّ اليقين: لباس.
ليس هناك أفضل من هذا الإيمان ولا أفضل من هذا الإسلام.
لا يمكن لأحد في هذه الدّار أن يرى الله تعالى ؛ ويكفي دليلاً على ذلك قصّةُ سيّدنا موسى عليه الصّلاة والسّلام. لكنْ تَحصل المشاهدة بعين اليقين وحقّ اليقين.
س: هل يمكن الوصول إلى هذا الإيمان العالي بدون واسطة؟
ج: قليل من وُرّاث رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذون مباشرة من أرواح الأولياء الكمّل كالشّيخ عبد القادر الجيلاني وأمثاله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا برزخ، وبدون هذا البرزخ (أي الواسطة) لا يمكن الوصول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم هو البرزخ إلى الله، فلا يمكن الوصول إلاّ به. فكلُّ مَن وصل إلى هذه المراتب إنّما وصل عن طريق هذا البرزخ في ظلِّ ؛ فبدون واسطة الرّسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وبدون آدابه لامعراج رسول الله يمكن الوصول، فهو الحجاب الأعظم. أمّا أمثالُنا من الضّعفاء فلا يمكن لهم الوصول إلاّ بالواسطة الظّاهرة (أي المرشد الحي) بحيث يأخذ واحد عن واحد، بشرط أن يكون لا يوجِّه الناس إلى نفسه ؛ فإذا وجّه إلى نفسه عطّل الكلّ، لأنّ توجيهه الناس إلى نفسه لا يرضي الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. لكنَّ العوامَّ بِحُسن نِيّاتِهم يستفيدون من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم. عِلماً أن القسم الأول (أي الذين يجتمعون بأرواح الأولياء) كذلك أخذوا بالواسطة، وهؤلاء يقال لهم: أهل الدّيوان.
المبتدئ لا يمكنه أن يأخذ مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل لا بدّ له من التّأدب بآداب رسول الله صلى الله عليه وسلم على يد شيخ، فهذا أسهل، ويساعده على إخراج نفسه من البَين، فيقول: هذا من شيخي، ولا يَنسب ما يأتيه من فضائل إلى نفسه، فيتخلّص من الأنانيّة التي إذا بقيت فيه يكون منقطعاً. هذه الواسطة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. الأنوارُ المحمّديّة لم تُطفأ، لكنْ لمن يعيش بالسنّة المحمّديّة. مَن حَماه الله عن البعد والغفلة يدخل في هذا ويكون عاليَ الإيمان، فيبني العبادة على الإيمان العالي، فيدخل في: ((أن تعبد الله كأنّك تراه)). علينا أن لا ننسب شيئاً لأنفسنا، فهذا كلُّه من الله جلَّ وعلا.

سئل حفظه الله تعالى:

س: ما هو دور الطّريق في هذه الأمور؟
ج: دور الطّريق في الخروجِ عن النّفس والتّمسُّكِ بالكتاب والسنّة أعني الشريعة، وذلك بموافقة أمر خادم الطّريق. هذا ليس من فضل خادم الطّريق، بل هو من أساس الطّريق ؛ فخادم الطّريق لا يعطي، لكن الله يعطي. هذه أوصاف الكُمَّل في الطّريق، وليست لخادم الطّريق فقط ؛ فآداب الطّريق موجودة، لكن الذين ينتسبون للطريق لا يعملون بها. وإذا كان خادم الطّريق مخالفاً لا نتَّبع مخالفته. ليس هناك نهاية للدّرجات والتّرقي والمقامات والإحسان الإلهي والفضل الإلهي. هذا كلُّه من الفضائل الإلهيّة ؛ فالله لا يعطي لأحد ثواباً باستحقاق عليه، لكنْ يعطي بوعده جلّ وعلا: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً}[النساء/122].

يقول سيدي احمد حفظه الله تعالى:

المعقول والموهوم والمكشوف والمشهود كلُّها داخلة في السِّوَى. يا لَها من نعمة عظيمة إذا كان الباطنُ مَعموراً بذكر الإله جلَّ شأنه والظاهرُ مُتَحَلِّياً بالأحكام الشرعية. علينا أن نَقلِبَ تلك الورقة، ونُبدِّلَ الكسل بالعمل، ونتوجَّه من الفراغ إلى المجاهدة، فإن الوقتَ وقتُ العمل والاشتغال لا موسم الأكل والمنام. وينبغي أن نختلط بالناس وننبسط إليهم بمقدار ما نؤدّي حقوقهم الضروريَّة، والضرورةُ تُقدَّر بقدَرِها. فالانبساط إلى الخلائق زيادةً عن قدر الحاجة من الفضول، وداخلٌ فيما لا يعني، وربما يتفرَّع عنه مَضرَّات كثيرة ويصير داخلاً في محظورات الشريعة والطريقة ؛ فالانزواء عن الخلائق ضروريٌّ، لأنّ الاختلاط والائتلاف معهم بلا داعٍ ولا حاجةٍ سُمٌّ قاتل.

يقول سيدي أحمد حفظه الله تعالى:

أكثر الناس لا يترقَّون لأنهم يطلبون من الله تعالى شيئاً ليس مَرْضيّاً عنده، وهو الأذواق والكشف والكرامات. المرضيَّ عند الله عزّ وجلّ هو العبوديّة، وهي الأصل. يتركون الأصل ويأخذون الفرع. فالذي يتأخّر عن التّرقّي مع صلاته وصومه وحجّه وزكاته وقيامه ببعض النوافل سببُهُ أنه يطلب من الله جلّ جلاله ما لم يرضَ الله به من الكشف والكرامات والأذواق، وهذا خلاف العبوديّة.


الخجل يكون مانعاً من الاستفادة ؛ لذا! على المؤمن أن يَسأل عن حاله وحال قلبه بينه وبين الله عزّ وجلّ، لأنّ القلب إذا كان مبتلىً بمرضٍ كما قال تعالى:{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة / 10] لا تنفعه عبادةٌ ولا طاعةٌ أصلاً. فلا بدّ من انتزاع هذا المرض القلبي من الحقد والحسد والكبر والعجب والرّياء وغير ذلك من الأخلاق الذّميمة، وإلاّ فالعبادة لا تنفعه.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-08-2008 الساعة 11:23 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2008
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: جواهر من كلام الشيخ احمد جامي

يقول سيدي أحمد فتح الله جامي حفظه الله تعالى:

القصدُ في الدين مُهِمٌّ، فإذا صحَّ القصدُ عليك أن تجاهد نفسك بقدر ما تتحمل الطبيعة البشرية، لا بقدر ما تُهلك نفسَك.
لذلك فإن الأولياءَ الكمَّل والمؤمنين الصادقين يُطهِّرون بواطنَهم من الأخلاق الذميمة، ويغسلونها بالشريعةِ والتمسكِ بالسُّنةِ والإخلاصِ. فإذا طُهِّر الباطن بالماء المنزَّل – وهو أحكام الله – فالقالبُ كالمركب ليس له اعتبار بدون الباطن، حينئذ يخلِّص العبدُ روحَه من سيطرة نفسه الأمّارة، لأن الروح جاءت من عند الله، وهي تطلب العروج. نفسُهُ تَبقى معه لكنَّه يتغلَّبُ عليها.
فالمؤمن يترقى بمجاهدة نفسه حتى يصل إلى ما قدَّر الله له من الهداية، ويكون ولياً لله، وإن لم تظهر عليه خوارق العادات من الكشوف والكرامات. بعد ذلك يمكن أن يصل ذلك الولي إلى مقام الفناء بالله، حينذاك لو ضُرِب أو قُتِل يقول: لا إله إلا الله، لأنه يرى أن الله هو الذي يقتله بيد ذلك الظالم، يعني أن ما يجري عليه هو قضاء الله وقدرُه. ولكن هنا علينا أن ننتبه إلى أن القاتل الظالم يبقى مسؤولاً أمام الله، مصيرُه جهنم إلا إذا تاب. وبعد ذلك يمكن لهذا الوليّ أن يعرج وينتقل من الفناء إلى البقاء ؛ وفي كلا المقامين يكون ولياً من أولياء الله تعالى جل جلاله، متمسِّكاً بالشريعة والسنة النبوية، لا يدعو الناس إلى نفسه بل إلى ربهم، وبهذا يترقى حتى يصل إلى ما شاء الله ؛ فمنهم من يصل إلى المنتهى ومنهم من يصل إلى الوسط ومنهم من يرجع بعد ذلك. فإذا كان قد وصل إلى المنتهى فهو فانٍ بالله باقٍ به، يَجمع الناس على الله لا على نفسه ؛ فتكون دعوتُه لهم أفضلَ من العبادة النافلة.
هذا الشيخ له وجهان: وجهٌ متعلِّق بالله تعالى، ورقَبَتُه تحت الشرع الشريف، وهو يتضرَّع إلى الله: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [آل عمران /147]، والوجهُ الآخر يوجِّه الناس إلى الله. هذا هو وارثُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، إرثيَّتُهُ اتِّباعُ سُنَّتِه واتِّباعُ قرآنِه واتِّباعُ أصحابِه. نِعْمَ الدينُ، ولكن لا نطبِّقُ على أنفسنا.
كيف نترك قول ربنا: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت/69] ونعملُ بالدنيا - مع عدم معرفتنا بها؟ الدنيا تُعرَفُ بالله لا بالناس. {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران/185].
عليكم أن تتحركوا في الدنيا بقدر معيشتكم، وما كُتِب لكم يصل إليكم ولو كنتم تحت البحر أو فوق الجبل. لِمَ تتحركون في الدنيا ولا تتحركون بما تصلون به إلى الهداية؟
الهداية شعبة من شعب الإسلام ؛ فكما أن شعب الإيمان كثيرة، كذلك الإسلام كُلٌّ له شعبٌ كثيرة، والهدايةُ شعبة من شعب الإسلام.
فإن كنتَ لا تطلب مقاماً ولا كشفاً ولا كرامة ولا مشيخة، إنما طلبُك أن يكون ربُّك راضياً عنك فقط - وهذه المرتبة ليس فوقها مرتبة لا في الدنيا ولا في الآخرة - فالطريقُ إلى ذلك يتألف من ثلاثة أجزاء:

1- الاعتقاد الصحيح الموافق لاعتقاد أهل السنّة والجماعة.
2- التمسك بالشريعة واتباع سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم.
3- الإخلاص في العمل.

ولكن أكثر الناس في هذا العصر يتَّبعون العامَّةَ، فصارت محاسنُ الإسلام عندهم قبائح.


2) هذا الجسد الذي نُرَبِّيه ونُحبُّه ونطبِّبُه سيضعونه في القبر، فلا يمرُّ عليه سبعة أيام إلا ويَخرب بالكلِّيَّة، فمصيرُهُ جيفةٌ. وكلُّ الناس سواء أهل الصلاح أو أهل الطلاح يذوقون عذاب القبر، لكن كلٌّ على حسب عمله. هذا مصيرنا، ومع ذلك بعض المؤمنين يمشون على الأرض مشية المتكبرين ؛ واللهِ إني أخاف من مشيتهم: {وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحَاً} [لقمان/18]. إنّك ستدخل تحت الأرض فكيف تفتخر عليها؟ ربُّك يراقبُك والأرضُ تنتظرُك، ما هذا الغرور؟
كثرةُ الرجاء وقتها في حالة الاحتضار حين سكرات الموت، أما أن تمشي على الأرض مِشيةَ المتكبرين، وتقول: اللهُ غفورٌ رحيمٌ، فهذا غرور. مَن توكَّل على رحمة الله ومغفرته بدون عمل فهو مغرور.
علينا أن نعمل بقدر طاقتنا ووسعنا، ومع ذلك فإذا وضعنا الميكروسكوب (المجهر) على عيوننا ونظرنا إلى عبادتنا نرى أنها كلَّها مختلِطةٌ، ليست لائقةً بربِّنا جلَّ وعلا.
فعلى المؤمن أن يُقدِّم آخرتَه ودينَه ومحبَّتَه لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وبعدَ ذلك يشتغل بدنياه، فهذا مشروع. وإذا كانت نيَّتُه صحيحةً يكون شغله عبادة. ليس هناك شيء أفضل من ذلك، تتسبَّبُ لمعيشة أولادك ويكون لك عبادة. أمّا مَن كان يعمل بغير نِيَّةِ التقوى فهو كالبهائم.
ما ترك الله تعالى شيئاً يحتاجه العبد إلا ذكَرَهُ في القرآن الكريم، وبلَّغَه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيَّنَه المفسِّرون ؛ فوصلنا الدين بدون غش والحمد لله، فعلينا أن نضعه أَمامَنا ؛ أما الدنيا فإنها تأتي وراءَ المؤمن، تتْبَعُه كما يتبع الحمارُ صاحبَه.
المؤمنون الذين لم تلعب بهم الدنيا قِلَّة، وهم الذين وصفهم الله تعالى في القرآن الكريم بآيات كثيرة منها: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَيَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامَاً} [الفرقان/63]، ومنها: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، ءَاخِذِينَ مَا ءَاتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ، كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات/15-18].
علينا أن نفرح بهذه الأوصاف الجليلة لا بالدنيا. لكننا نرى التاجر يفرح بما ربح مِن تجارته ولا يفرح فيما يُطبِّق على نفسه مِن صفات عباد الرحمن، لأنّ الدنيا غَطَّتْ على عينيه: {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[المطففين/14]. لا يمكن النجاة ولا النجاح إلا بالله وبطريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقول حفظه الله ونفعنا به وبإخوانه من المرشدين:

الوصول بدون الحجاب الأعظم صلى الله عليه وسلم مُحال. مع هذا، المهمُّ لنا وللمؤمنين جميعاً أن نكون عبيداً لله جلّ وعلا، لأنّ مقام العبوديّة أعلى من جميع المقامات، لكنَّ الذي كَلَّ عقلُهُ عن هذه الوظيفة العالية يتمسّك بالأذواق. كلُّ هذا ليس مرضياً لله.

الأذواق لا تُطلب ولا تُسأل، وإذا أُعطيت من فضله جلَّ وعلا فهي نعمةٌ منه. وما وصل إليكم شيء من الفضائل منه تعالى إلا بواسطة الحجاب الأعظم صلى الله عليه وسلم.

ويقول حفظه الله تعالى:

إذا لم يكن في قضاء قدسه تعالى مجالٌ للكلام فلنتكلّم نهايةً في مقام عبوديّتِنا وذلِّنا وانكسارِنا ؛ فالمقصودُ من الخِلقة الإنسانيّة إنما هو أداءُ وظائف العبوديّة. ولهذا كانت نهاية مراتب الولاية مقام العبديّة، وليس في درجات الولاية مقام فوق مقام العبوديّة، وكان الإيمان المتقدّم على أداء العبادة صورةَ الإيمان لا حقيقتَه التي عُبّر عنها باليقين. قال الله عزّ شأنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا} [النساء / 136] أي: يا أيها الذين آمنوا صورةً، آمِنوا حقيقةً بأداء وظائف العبادة المأمور بها.

لا بدّ للمؤمن من التّحريض على الجمع بين تحلية الظّاهر بإتيان أحكام الشّريعة، وتخلية الباطن عن علاقة ما سواه تعالى. والدولةُ الصُوريّة في الحقيقة هي كونُ الظّاهر محلَّى بأحكام الشّريعة المحمّديّة عليه الصّلاة والتّسليمات، والسّعادةُ المعنويّة هي تخليص الباطن وخُلُوُّه عن علاقة ما سوى الله تعالى. هذا هو الأمر المهم، والباقي من العبث.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-08-2008 الساعة 11:23 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2008
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: جواهر من كلام الشيخ احمد جامي

يقول سيدي الشيخ أبو الفاروق أحمد جامي حفظه الله تعالى:

الشيخ الذي يُرِي مريديه الكرامات يوجّههم إلى نفسه. عليه أن يوجّههم إلى الله وإلى اتّباع الرّسول عليه الصّلاة والسّلام. فَسِرُّ الطّريق يسري في المريد، والشيخُ يوجهه إلى الشّريعة ؛ وهذه هي الكرامة.
بالاشتغال بالكرامات ينسى الإنسان المؤثِّرَ ويبقى مع المؤثَّر. وظيفة أهل الله تعالى ليست اشتغالهم بالكرامات، بل توجيه المؤمنين إلى شريعة الله تعالى وسنّة نبيّهم عليه الصّلاة والسّلام، حتّى تحصل لهم محبّة الرّسول صلى الله تعالى عليه وسلم، ومنه ينتقلون إلى محبّة الله تعالى، حينذاك تحصل العبوديّة.
الاشتغال بالكرامات ضد هذا. فمن وجَّه النّاس إلى الكرامات فهو يوجِّه إلى نفسه. والكرامات ليست مقصودة لكنها تُعطى. وإذا حصل لبعض المشايخ أو لبعض النّاس كرامات يتوجّه النّاس إليه، بدلاً من أن يتوجهوا إلى أنفسهم بإصلاحها وترك الأخلاق الذّميمة. ويخافون من ذلك الشّيخ لكرامته. ليس الشيخ بالمقصود ولا كرامته بالمقصودة.
كثير من النّاس يدَّعون الطّريقة ويتعلّقون بالكرامات، وأفراد طريقتهم أكثرهم لا يشتغلون بتزكية أنفسهم التي لا بدّ منها. يقولون: هذا ولي الله! فإن لم يكن لك في تلك الولاية تزكية نفسك ومعرفة ربّك والوصول إلى الحقيقة، ما معنى أن يكون شيخك قطباً؟
و ثمرة توجيه النّاس إلى كتاب الله و ربّ النّاس العبوديّةُ.
الذي تعبده هو الذي خلقك، وإذا شاء وأراد يزرع فيك ما تحتاج إليه، وهو أعلم بما تحتاج إليه. عِلمُك محدود وعلمُه محيط بعواقب الأمور كلِّها.
النفس لا تُزكَّى بالكرامات حتّى تتعلّق بها، بل هي من الحظوظ الدّينيّة. وعلى السالك أن يترك إرادته الدينيّة والدنيويّة والأخرويّة بالكليّة، ولا يتعلّق إلاّ بما كُلِّف به من الكتاب والسنّة.
مسلك ومشرب الذين يتعلّقون بالكرامات بعيد من العبوديّة. وإذا كنت عبداً للمعبود كما أسلفنا فهو يزرع فيك.
بعض الأولياء الكبار عُرِضت عليه القطبيّة فردَّ واستعذر وقال: أنا أحبّ أن أعبد الله وأكون عبداً له. فإن قلتَ: القطبيّة ألا تستلزم العبوديّة؟ نقول: نعم، لكن فيها مرتبة ؛ فهُم يهربون من هذا المنصب لئلاّ يطلبوا الحظوظ الأخرويّة.
تتعلّقون بالكرامات وتنسون عبوديَّتكم! العبوديّة هي المقصودة. قال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}[الفرقان / 63]. ما وصفهم بظهور الكشف والكرامات والمقامات، بل كلَّفهم بالشّريعة المحمّديّة.
هذه الآية تضرب وجوهنا وتقول: تتركون ما وصفكم به ربُّكم وتتعلَّقون بغير ذلك!
فعلى كلِّ واحد منّا أن يعرف ما كُلِّف به ولا يدّعي ما ليس موجوداً فيه، فهذه دعوى باطلة، حفظنا الله وإيّاكم جميعاً.
الكرامة التي تظهر على يد الشيخ ليست له، ليست ملكه، وإنّما هي للطريقة ؛ فإذا كان يوجّه إلى الله وإلى رسوله وإلى الطّريق فهذه هي الكرامة.
أكملُ طرق الولاية اتّباعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هناك طريق أشرق ولا أضوأ ولا أنور ولا أوضح من طريق الاتّباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-08-2008 الساعة 11:25 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2008
  #6
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: جواهر من كلام الشيخ احمد جامي

يقول سيدي الشيح أحمد فتح الله جامي حفظه الله تعالى شارحاً عروج الروح بكلام نفيس:

الروح جاءت من جوار الله تعالى، وغذاؤها العبادة والذكر وتلاوة القرآن الكريم وفعل الأوامر وترك المنهيات. وهذه الروح هي إحدى اللطائف التي وضعها الله في الإنسان، وهي لطيفة مستقلّة، لا كما يقول البعض بأن النفس والروح والقلب والعقل والسر شيء واحد تختلف تسميته بحسب الأوصاف.

والروح الرباني غير الروح الجسماني، لكن هناك تعلق بينهما كتعلق الحديد بالمغناطيس. الروح الجسماني ليس له قوة الترقي والعروج والتفكير بل هذا للروح الرباني، وصاحب الروح الرباني إذا ابتدأ بالتفكير وبالعبادة وبقراءة القرآن فإنه يستشعر بأن روحه الربانية تقوى وتريد الترقي. لكن من وراء هذه الروحِ النفسُ الأمّارة تجرّها بكلاليبها إلى الوراء، فلا بد من المجاهدة.

والروح الربانية إذا ارتقت وارتفعت فإنها لا تغيب عن نظر القلب، وصاحبها يراها بقلبه الرباني ولو كان مغمض العينين، ويستشعر بأن هذه الروح التي ارتقت هي روحه يقيناً، يعرفها كما يعرف أعضاءه. وهذه الرؤية كرؤية الظل، فهل يشك الرائي لظله بأن هذا ظله أم لا؟ وهذا الخروج يقوى كلما قويت جنود الروح على جنود النفس. والكشف غير الخروج والعروج ؛ فللروح خروج وعروج ووصول، وهذا الوصول بلا كيف ولا تشبيه، ولا يمكن أن يعبَّر عنه. والذي يهمُّنا العبوديةُ، وأن نحافظ على صلاتنا مع الخشوع، وأن نقرأَ القرآن الكريم بتدبر، ونطبِّقَ على أنفسنا الصفات التي وصف الله بها عباده الصالحين، و إذا صدر منا التقصير نستغفر ونرجع إلى الله تعالى.


تمت
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-08-2008 الساعة 11:26 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2008
  #7
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 19
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي رد: جواهر من كلام الشيخ احمد جامي

اخي الحسيني بارك الله بكم










الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2008
  #8
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 19
ابوعبدالله is on a distinguished road
افتراضي رد: جواهر من كلام الشيخ احمد جامي

شكرا لهذا التوضيح الذي اثلج صدورنا
ياليت أن العرض الذي قدم من البداية كان موضحا
الآن فعلا ماقصرتو
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-06-2008
  #9
أيمن الشافعي
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: الكــويت
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
أيمن الشافعي is on a distinguished road
رد: جواهر من كلام الشيخ احمد جامي

صاحب الموضوع الأصلي من كتابة الأخ الشاذلي وهو من أعضاء منتديات روض الرياحين القدامى

وهو من أحبابنا في اللاذقية

وهو المسؤول عن ايصال الأسئلة التي ترد على الموقع لسيدنا الشيخ أحمد فتح الله جامي
__________________
قال الإمام مالك رحمه الله تعالى : " من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ، ومن جمع بينهما فقد تحقق "

أيمن الشافعي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-15-2008
  #10
علاء الدين
عضو شرف
 الصورة الرمزية علاء الدين
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: syria
المشاركات: 1,083
معدل تقييم المستوى: 18
علاء الدين is on a distinguished road
افتراضي رد: جواهر من كلام الشيخ احمد جامي

جزاكم الله كل خير على هذا النقل
علاء الدين غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التوبة ومقدماتها لسيدي الشيخ احمد فتح الله جامي عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 3 06-10-2023 06:58 PM
من توجيهات مرشدنا سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 2 05-09-2015 05:46 PM
زيارة لسيدي الشيخ احمد فتح الله جامي 17-9-2013 عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 10 04-02-2014 01:39 AM
رؤيا في سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي عبدالقادر حمود تراجم أصحاب السلسلة الذهبية للسادة الشاذلية 10 06-11-2013 12:48 PM
وصية من سيدنا الشيخ احمد فتح الله جامي 2012-04-22 محب الاحباب رسائل ووصايا في التزكية 8 05-04-2012 12:03 PM


الساعة الآن 10:02 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir