أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           سبحانك اللهم وبحمد ك وتبارك اسمك وتعالي جدك، ولا إله غيرك           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > المكتبة الاسلامية

المكتبة الاسلامية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-2008
  #21
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

" ‏وقد أشار رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى ‏أنَّ الاسم الأعظم في آخر سورة الحشر (1) ، وأول سورة ‏الحديد (2) ، وهذا دليلٌ على أن مجموعة تلك الآيات فيها أسماء ‏إذا انكشفت عرفتك الذات العلية، ومتى عرفتها استجاب لك ‏الحق لأن السبب في عدم الإجابة جهلك بمن تدعوه، وعدم ‏أدبك معه، كالرجل الذي يصلي من غير وضوء، فلو صلى ‏طول حياته لا يقبل منه، والأسماء التي أشار إليها رسول الله ‏صلى الله عليه وآله وسلم في أول سورة الحديد قوله تعالى:‏‎ ‎{ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ ‏عَلِيمٌ }(3) ‏. ‏


ثم قال:‏‎ (‏ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا ‏يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ‏وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }‏(4) ‏ ‏.‏


فعرف العبد أنه: الأول قبل كل شيء، والأشياء بمدده ‏ظهرت (5) ، وأنه الآخر الباقي بعد كل شيء.‏ وأنه: الباطن عن كل العوالم، وسرّه لا ينشر، وأنه عليم ‏بطوايا النفوس، وأنه: معنا كما يليق بجنابه، لأنه "قُدُّوس" .‏


ومن فهم تلك المعاني وأنها للذات العلية، وناداه وهو ‏متحقِّقٌ بأوصاف العبودية، فقد عرف الاسم الأعظم في حق ‏نفسه.‏" اهـ


اقتباس:============================ الحاشية =================================

(1) ‎ ‎‏: أخرج الديلمي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسم الله ‏الأعظم في ستة آيات من آخر سورة الحشر". وهي قوله تعالى:‏‎ {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ ‏إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ ‏الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا ‏يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي ‏السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ‏}‏.‏

(2) ‎ ‎‏: أخرج ابن النجار في تاريخ بغداد بسند ضعيف عن ابراء بن عازب قال: قلت لعلي ‏رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين أسألك بالله ورسوله إلا خصصتني بأعظم ما خصك به ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم واختصه به جبريل، وأرسله به الرحمن، فقال: إذا ‏أردت أن تدعو الله باسمه الأعظم فاقرأ من أول سورة الحديد إلى آخر ست آيات منها ‏{عليم بذات الصدور} وآخر سورة الحشر يعني أربع آيات، ثم ارفع يديك فقل: يا ‏من هو هكذا أسألك بحق هذه الأسماء أن تصلي على محمد وأن تفعل بي كذا وكذا مما ‏تريد، فوالله الذي لا إله غيره لتنقلبن بحاجتك إن شاء الله.وهي قوله تعالى:‏‎ { سَبَّحَ لِلَّهِ ‏مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي ‏وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ ‏عَلِيمٌ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا ‏يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ‏مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ ‏يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} ‏.‏

(3) ‎ ‎‏: سورة الحديد – الآية 3.‏

(4) ‎ ‎‏: سورة الحديد – الآية 4.‏

(5) ‎ ‎‏: وقد قال سيدي ابن عطاء الله – رضي الله عنه - في حكمه: "نعمتان ما خرج موجود ‏عنهما ، ولا بد لكل مكوَّن منهما : نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد" . يعني : أنه لا بد ‏لك مكوَّن _ بفتح الواو المشددة _ ؛ أي موجود ، من نعمتين لا يخرج عنهما : ‏الأولى: نعمة الإيجاد ؛ أي نعمة هي إيجاد الله إياه بعد العدم السابق ، والثانية: نعمة ‏هي إمداد بالمنافع التي تقتضي بقاء صورته وهيكله إلى أجل مسمى . فهو المنعم ابتداءً ‏ودواماً .ثم قال:" أنعم عليك أولاً بالإيجاد ، وثانياً بتوالي الإمداد" .وقد وجه الكلام ‏في هذه الحكمة على طريق الخطاب ؛ ليستحضرهما الإنسان في نفسه ، ويعلم أن ‏الإمداد متواصل لا يتخلله انقطاع ، فيعرف من نفسه الفاقة الذاتية.‏" اهـ



(يتبع إن شاء الله تعالى ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #22
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"ومن كاشفه الله بسرِّ قوله:‏‎ { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ ‏وَالأَرْضِ }‏ (1) ‏ ‏. فهم سرَّ المثل المضروب ، وسكن نور المعرفة ‏في القلوب. فالسماوات والأرض خلقا من العدم وهو ظلام، ‏فالذي نوَّرهما بالوجود هو الله لتهتدي إليه الأنام.‏


وذوق اللسان: سرى فيه مدد "النور" فانتفع بتمييز ‏الأشياء.‏


واللَّمْس: أمدَّه بالنور الروحاني، فتباعد عن الضرَّاء.‏


والشَّم: أفيض عليه سرّ"اللطيف" ففرَّق بين الكريه ‏والطيب.


ولولا ظهور "النور" في الأرض والسموات، لما وصل أحدٌ ‏من المخلوقات، ، فنوره هو الدليل عليه، إذ الأمر منه وإليه، ‏فهو "النور"، والمنور، وهو "الهادي" والمسخر.


ولا تظنَّ أن النور هو النور المحسوس بالبصر، ولكنه نور ‏العلم والفهم والبصيرة، والعبرة ، والمدد الروحاني.‏


فَرُبَّ أعمى البصر وهو غارقٌ في هذا النور، ورُبَّ بصير ‏وهو غارقٌ في ظلام الجهل مقبور.‏


فالعارف لا يرى شيئاً في الوجود إلا ويتجلَّى له النور، ‏فيواجه ربه بنور المعرفة، فيصير نوراً على نور.


فمن عرف ذلك نادي:" يا نور!" قال له الحق: لبيك. لك ‏العزُّ في الدنيا ، ويوم النشور، ويكون الاسم الأعظم في حقه ‏هو اسمه تعالى:"النور"‏ ‏(2) .‏" اهـ



اقتباس:=========================== الحاشية ===============================

(1) ‎ ‎‏: سورة النور - الآية 35.‏

(2) ‎ ‎‏: وذلك لظهور الاضطرار عند هذه الحالة من العبد، والاضطرار من أعظم أسباب إجابة ‏الدعاء، وأقوى أسباب الحضور، لذا قال سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله ‏عنه وارضاه:" ما طلب لك شيء مثل الاضطرار ، ولا أسرع بالمواهب إليك مثل ‏الذلة والافتقار". أي ما طلب لك _ أيها المريد _ الحوائج من الله تعالى شيء مثل ‏الاضطرار إليه ؛ إذ به تقع الإجابة لقوله سبحانه :‏‎{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاه }‏. ‏فقوله طلب مبني للفاعل الذي هو شيء فيكون شبه الاضطرار بشخص طالب . ‏ويحتمل بناؤه للمفعول وشيء نائب فاعل على معنى أن أحسن مطلوب يطلبه العبد ‏الاضطرار ؛ وهو أن لا يتوهم من نفسه حولاً ولا قوة ، ولا يرى لنفسه سبباً من ‏الأسباب يعتمد عليه أو يستند إليه ، بل يكون بمنزلة الغريق في البحر ، أو التائه في ‏التيه القفر ، لا يرى لغياثه إلا مولاه ، ولا يرجو لنجاته من هلكته أحداً سواه . ‏

والذلة والافتقار أمران موجبان لإسراع مواهب الحق تعالى إلى العبد المتصف بهما ، ‏وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى:‏‎ {وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ‏}‏ (123) آل ‏عمران . فذلتهم أوجبت عزتهم ونصرتهم ، كما قيل في هذا المعنى : ‏


‏ وإذا تذللت الرقاب تقرباً ‏ *** منها إليك فعزها في ذلها


‏ وما ألطف قول بعضهم :


‏ حيث أسلمتني إلى الذال واللا *** م تلقيتني بعين وزاي‏


‏ وافهم هاهنا قوله صلى الله عليه وسلم : " لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز ‏الجنة " . ‏


‏ لو أنك لا تصل إليه إلا بعد فناء مساويك ، ومحو دعاويك ، لم تصل إليه أبداً . ولكن ‏إذا أراد أن يوصلك إليه غطى وصفك بوصفه ونعتك بنعته فوصلك إليه بما منه إليك ‏لا بما منك إليه . أي لو أنك لا تصل إلى الله تعالى _ أيها المريد _ إلا بعد فناء ‏مساويك ؛ أي عيوبك ، ومحو دعاويك التي تدعيها من نسبة الأعمال إلى نفسك ، لم ‏تصل إليه أبداً ؛ لأن المساوي والدعاوي طبعك ، ولو لم يكن إلا إرادتك تحصيل هذا ‏الغرض بنفسك لكان كافياً، فلو تأملت وجدت محاسنك كلها مساوي ، ولو كنت ‏رأس المخلصين ، وأحوالك كلها دعاوي ، ولو كنت أصدق الصادقين . ‏{وَلَوْلا ‏فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} ‏. ولذا قال أبو العباس المرسي : ‏لن يصل الولي إلى الله حتى تنقطع عنه شهوة الوصول إلى الله تعالى ؛ يعني انقطاع ‏أدب لا انقطاع ملل . وقوله : غطى وصفك بوصفه ؛ أي أظهر لك من صفاته السنية ‏ما تغيب به عن صفاتك البشرية ، فتكون في مقام الحب الذي قال في صاحبه : " فإذا ‏أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش به، ‏ورجله التي يمشي بها " . وصاحب هذا المقام لا تكون له إرادة مع مولاه ؛ لأنه ما ‏وصل إلى الله إلا بما من الله .‏‎ {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ‏}‏.‏" اهـ92




(يتبع إن شاء الله تعالى مع مشاهدة العارفين..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #23
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

مشــــاهد العارفيــــن



"من العارفين من أشهده الله رحمته التي وسعت الأشياء، ‏وتجلى له العطف الشامل لأهل الأرض والسماء، فهو يرحم ‏الديدان في طوايا الأرض فيعطيها الأرزاق.


ويعطف على الجنين في الأحشاء فيصوره كيف يشاء، ‏ويعطف الدابة على ولدها حناناً منه وكرما، ويقبل التوبة عن ‏عباده ويبدل سيئاتهم حسنات.‏


فمن كاشفه الله بسر رحمته فقال:" يا أرحم الراحمين" قال ‏له الحق :" إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك بوجهه، ما ذا ‏تريد؟. كما ورد في بعض الاثار ‏(1) .‏


ومنهم: من كاشفه الله بسر الألوهية، وتجلَّى له اسمه الجامع ‏لكل الأسرار العلية، فذلك هو الفرد الجامع، والنور الساطع، ‏لأن حضرة الألوهية حضرة الكمالات الذاتية، التي ينفعل لها ‏كل موجود في البرية.‏


والواصل إلى تلك الحضرة يكون قلبه مع الحق، وجسمه ‏مع الخلقن يعامل الله في المخلوقات ، وغض الطرف عن ‏العورات.‏


قال الأستاذ الجنيد (2)‏ رضي الله عنه: ‏

‏"إن لي ثلاثين سنة أعامل الحق بالأقوال والأعمال، والخلق ‏يظنون أني أعاملهم، وهم بحالي جهَّال".‏


فمن عرف الله فهو السعيد، يرى الذلَّ لله هو العزّ الدائم، ‏والفقر لله هو الغنى والغنائم.‏ يرى الموت عن حظه هو الحياة، يرى الضعف هو أكبر ‏جاه تسطع له أنوار العزة، وتلوح له سطوة الجبروت، فيفر ‏من العوالم إلى الحي الذي لا يموت، فإن قال: " يا الله!" لبَّاه ‏وحيَّاه.‏


قال الإمام أبو العزائم – رضي الله عنه وأرضاه -:

‏" إن سرَّ الاسم الأعظم في الاضطرار، وشهود الافتقار". ‏قال تعالى:‏‎ { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ‏السُّوء } (3)‏ ‏ ‏.‏


فاخلع من قلبك كل شيء ترتكن عليه، وأقبل بالاضطرار ‏إليه، وشاهد أنك الغريق في بحر الأهوال وأنه" المغيث" المنقذ ‏من الوبال.‏" اهـ96


اقتباس:========================= الحاشية ====================

(1) ‎ ‎‏: عن أبي أمامة رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنَّ لِلَّهِ ‏تَعالى مَلَكاً مُوَكَّلاً بِمَنْ يَقُولُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، فَمَنْ قالها ثلاثاً قالَ لَهُ المَلَكُ: إنَّ ‏أرْحَمَ الرَّاحِمينَ قَدْ أقْبَلَ عَلَيْكَ فَسَلْ".رواه أبو داود والترمذي ، وقال: هذا حديث ‏حسن صحيح وابن ماجه (3828) ، والنسائي في الكبرى. وقال السخاوي بعد ‏تخريجه من طرق: هذا حديث حسن أخرجه أحمد في مسنده، وأبو داود الطيالسي، ‏والبخاري في الأدب المفرد، ورواه الدارقطني في الأفراد من طريق أخرى... الفتوحات ‏الربانية 7/191‏

(2) ‎ ‎‏: هو الجنيد بن محمد ، أبو القاسم الخزاز ، وكان أبوه يبيع الزجاج ، فلذلك كان يقال ‏له : القواريري ، أصله من نهاوند، ومولده ومنشؤه بالعراق ، وكان فقيهاً ، تفقه على ‏أبي ثور ، وكان يفتي في حلقته ، وصحب السري السقطي ، والحارث المحاسبي ، ‏ومحمد بن علي القصاب البغدادي ، وغيرهم ، وهو من أئمة القوم وسادتهم ، مقبول ‏على جميع الألسنة. توفي سنة سبع وتسعين ومائتين ، يوم السبت (وقيل توفي في آخر ‏ساعة من يوم الجمعة، ودفن يوم السبت ) رضي الله عنه ونفعنا به وبأمثاله في الدارين ‏‏.(انظر طبقات السلمي 155 ومابعدها ، وحلية الأولياء 10/255، طبقات الشعراني ‏‏1/98، المنتظم 6/105 ) .‏

(3) ‎ ‎‏: سورة النمل – الآية 62.‏" اهـ96




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: "وقد وردت أدعية كثيرة.... ) ‏
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #24
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"وقد وردت أدعية كثيرة يشير إليها رسول الله صلى الله ‏عليه وآله وسلم أن فيها الاسم الأعظم، وهي بالنسبة ‏لصاحبها الذي نال سرَّها وخصوصيتها ‏(1) .‏


وفي الحقيقة: أن سرَّ الاسم الأعظم لا يؤخذ من الكتب، ‏وإنما يؤخذ من أفواه العارفين، الذين رفعت لهم الحجب، فإن ‏كل إنسان له استعدادٌ لاسم يخصُّه ينال به الإسعاد:-‏


فمنهم: من يهيمه الجمال فيحظى بالوصال.‏


ومنهم: من يهذِّبه الجلال فيفوز بالكمال.‏


ومنهم: من يكون دواؤه في اسمه "الواسع، القادر".‏


ومنهم: من يكون عطاؤه في اسمه "المانع، القاهر".‏


فابحث عن العارفين لتحظى بالكنـز الدفين (2) ‏." اهـ100


اقتباس:================== الحاشية =================‏


" (1) - ‏: منها على سبيل المثال لا الحصر : ما أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة من ‏حديث أسماء بنت زيد:" إن اسم الله العظم في قوله تعالى:‏‎ {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ ‏إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }وأوائل آل عمران في قوله:‏‎ {اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ ‏الْقَيُّومُ }‏.


وروي في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، عن بُريدةَ رضي ‏اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللَّهمّ إني أسألك بأني ‏أشهدُ أنك أنتَ اللّه لا إِلهَ إِلاّ أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له ‏كفواً أحد. فقال: "لَقَدْ سألْتَ اللَّهَ تَعالى بالاسْمِ الَّذي إذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ ‏أجابَ" وفي == رواية "لَقَدْ سألْتَ اللَّهَ باسْمهِ الأعْظَمِ" قال الترمذي: حديث حسن. ‏وأخرج الديلمي : أن اسم الله العظم في آيات آخر سورة الحشر – كما مر -. ‏


‏ وفي مجمع الزوائد: وعن أنس بن مالك قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش ‏زيد بن الصامت الزرقي وهو يصلي وهو يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا ‏إله إلا أنت، يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام. فقال رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا ‏سئل به أعطى". رواه أحمد والطبراني في الصغير ورجال أحمد ثقات إلا أن ابن ‏إسحاق مدلس وإن كان ثقة.


وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي ‏والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس بن مالك قال: كنت مع رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، ‏فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك ‏لك، المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني ‏أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي ‏به أجاب، وإذا سئل به أعطي".


‏ وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن ماجة وابن الضريس عن بريدة قال: دخلت ‏مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ويدي في يده، فإذا رجل يصلي يقول: ‏اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا نت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم ‏يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله ‏باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب".


وعن أنس بن مالك ‏عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل على عائشة ذات غداة فقالت: بأبي وأمي يا ‏رسول الله، علمني اسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، فأعرض ‏النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه، فقامت فتوضأت فقالت: اللهم إني أسألك من ‏الخير كله، ما علمت منه وما لم أعلم، وباسمك العظيم الذي إذا دعيت به أجبت ‏وإذا سئلت به أعطيت. فقال:"والله إنها لفي هذه الأسماء". رواه الطبراني في ‏الأوسط. ‏


‏ وتطول الروايات في هذا الباب تأصيلاً وتفريعاً وتعليقاً، وإلحاقاً ، واستنتاجاً، وليس من ‏مقصودنا هنا غير أنه مما تحسن الإشارة إليه ما ورد ثابتاً من أن اسم الله الأعظم جاء ‏في دعاء يونس:‏{‏ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ‏}، وفي دعاء آدم ‏وحواء عليهما السلام:‏‎ {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن ‏الْخَاسِرِينَ ‏}‏ وهناك آثار أخرى سترد في ثنايا هذا الكتاب عن المحدثين والأولياء ‏والصالحين رجال البركة والمدد. وقد ألف كثير من الئمة والمحدثين، وأهل الله العارفين ‏رسائل كثيرة ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تبركاً:

‏ 1 - جواب من استفهم عن اسم الله الأعظم لابن بنت الميلق. ‏
‏ 2 – الدر المنظم في الاسم الأعظم للإمام السيوطي.‏
‏ 3 – غاية المغنم في الاسم الأعظم لابن الدريهم. ‏
‏ 4 – القول الأتم في الاسم الأعظم – للإمام السخاوي.‏
‏ 5 – لباب المغنم في معنى الاسم الأعظم لسيدي عمر اليافي.‏
‏ 6 – السر الملهم في بيان معرفة الاسم الأعظم لمحمود أبو الشامات.‏
‏ 7 - التوحيد الأفخم بالتوسل بالاسم الأعظم لحسن بن رضوان.‏
‏ 8 – العقد المنظم في الاسم الأعظم – لابن طولون.‏
‏ 9 – بهجة النور الأتم في بيان اسم الله الأعظم لمحمد بن عمر الغزي.‏
‏ 10 – في رياض الاسم الأعظم – للشيخ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية ‏رضي الله عن الجميع، ونفعنا بهم وأمدنا بإمداداتهم.


(2) ‎ ‎‏: وفي كلامه هذا حثٌّ منه - رضي الله عنه - على ضرورة صحبة المشايخ العارفين ، ‏والبحث عنهم أنى وجدوا، لينال المحب الصادق حظه منهم في تدريب النفس على ما ‏تكره، وامتثال ما تؤمر، لأن هذا الأمر لا يكون إلا على يد شيخ مربٍّ، عارف ‏بدقائق النفس، ومداخل الشيطان، ليصف لمريده الدواء الشافي، من كتاب الله تعالى، ‏وسنة رسوله، ومجاهدة الشيطان وجنده من الإنس والجان، ومخالفة الهوى، وما إلى ‏ذلك من قواطع تكون في طريق المريد أثناء سلوكه إلى رب العالمين، ومن لم يكن له ‏في هذا الأمر شيخ فلا يطمع في النجاح والفلاح، والوصول لا يكون إلا على يد شيخ ‏مربٍّ صادق من شيوخ التربية ولو لم يكن هذا الشيخ من أساطين العلم، فالمعلوم ‏والمجرب عبر سلسلة كثير من الأئمة العارفين أن أكثرهم كانوا من الذين حصلوا ما ‏هو مطلوب من العلوم الشرعية الضرورية لإقامة العبادات على وجهها الصحيح ، ثم ‏اشتغلوا بتهذيب نفوسهم، وترقيتها، إلى أن وصلوا إلى ما وصلوا إليه، فكان من ‏تلاميذهم ومريديهم كبار الأئمة من علماء الظاهر، منهم سيدي أبي الحسن الشاذلي ‏مع شيخه سيدي عبد السلام بن مشيش - وقد كان رضي الله عنه من أساطين العلم ‏‏- وكذلك سيدي ومولاي العربي بن أحمد الدرقاوي الشاذلي مع شيخه سيدي علي ‏الجمل، وكذلك سيدي الإمام الشعراني مع سيدي علي الخواص – رضي الله عنهما ، ‏وكذلك سيدي محمد بن المبارك مع سيدي عبد العزيز الدباغ، وغيرهم كثير كثير ‏مبارك، لا يتسع له المجال هنا. رضي الله عنهم وأرضاهم وأمدنا بمددهم، ونفعنا ‏ببركتهم في الدارين بجاه سيد الكونين صلى الله عليه وآله وسلم. ‏" اهـ100




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: أسباب السعادة.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #25
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

أسباب السعادة


"روي أن رجلاً في زمن سيدنا موسى - على نبينا وعليه ‏أفضل الصلاة والسلام - وقع في مخالفة فقال الحقُّ سبحانه ‏لسيدنا موسى:" لأسلِّطنَّ عليه بلائي". ‏


فصعد الرجل على الجبل وقال:‏ ‏"يا ربَّاه! أنا أنا، وأنت أنت". فعفا عنه الحق، وأكرمه. ‏وأدخله في رياض الرضا ونعمه، وكان ذلك هو الاسم ‏الأعظم في حقِّه، ولبَّاه ربه لحسن صدقه ، فكأنه قال: ‏‏"أنا العبد وصفتي العيب، وأنت الموصوف بالكمال، العالم ‏بالغيب، لا تضرُّك المعاصي، ولا تنفعك الطاعات. أنا الفقير ‏وأنت الغني".


فمن تحقق بهذه المعاني وقال للحق:أنا أنا، وأنت أنت. ‏أجابه الحق في الحال ولبَّاه في السؤال.‏


ومن العجيب : أن الأسماء الحسنى عربية، وكلامنا عربي، ‏والأدعية المروية عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم ‏‏- عربية، فلا يصح العدول عنها إلى الأسماء السريانية، أو ‏العبرانية، لأن معانيها غير مفهومة، وربما كانت مطوية على ‏معاني غير شرعية، فيقع العبد في البلية.‏


ولا يجوز الذكر بها إلا بالتلقي من أستاذ عالمٍ تقيّ، واصل. ‏أما أخذها من الكتب فلا يجوز له، لأن أسماء الله - تعالى - ‏فيها كل الحقائق وفيها الكنـز لكلِّ صادق (1) ‏. "اهـ106


اقتباس:====================== الحاشية ====================‏

(1) واستكمالاً للبحث نقول: ذهب كثير من الصالحين بحسن النية والترخص إلى أن اسم ‏الله الأعظم وارد في غير اللغة العربية، ثم لكل لغة بركتها ، وأسرارها كما في قوله ‏تعالى:‏‎ { إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} ‏. وقوله تعالى:‏‎ { وَإِنَّهُ ‏لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ }‏. وهو استدلال فيه مقال طويل، ثم لمجرد الإحاطة والتثقيف نثبت ‏هنا بعض هذه النقول إن صحَّت نسبتها – ولا نظنُّ ذلك -: ‏


‏ نقل الشيخ السباعي في رسالته ؛ أن اسم الله الأعظم هو هذه الكلمات:" أهم سقك، ‏حلع، يص، طرن". وهذه هي مجموعة الحروف المعروفة بالنورانية. من حيث إنها ‏فواتح السور القرآنية، ولكن لا دليل عليها من الكتاب أو السنة.‏


‏ ونقلوا عن سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وأرضاه وعنا به في ورد البسملة : ‏أن اسم الله الأعظم هو:"طهور، بدعق، محببه، صوره، محببه، سقفاطيس، بطد، زهج، ‏واح، سقاطيم، أحون، قاف، أدم، حمَّ، هاء، آمين". وهي ألفاظ ساذجة ليس لها ‏دليل علمي قط!، على أنها أو منها أو فيها الاسم الأعظم!.‏


‏ ونقلوا عن سيدي أبي الحسن الشاذلي – رضي الله عنه وأرضاه وعنا به – ما جاء في ‏‏(دائرته) المعروفة، وإن كان أكثر أشياخنا – ونحن معهم – ينكر نسبتها إليه جميعاً، لا ‏محالة.‏


‏ ونقلوا عن الإمام الدسوقي – رضي الله عنه وأرضاه وعنا به – في أحزابه قوله " بهيا ‏بهيات"، أو " كدكد، كردد، كردد، ده ده". إلى آخره ، وشأنها شأن المنسوب إلى ‏سيدي الشيخ الجيلاني تماماً، ونستغفر الله تعالى.‏


‏ أما ما قد يجده الذاكر بهذه الألفاظ من آثار مختلفة فهي: إما من ألاعيب الشيطان، ‏أو من أثر حسن النية، أو من صدق التوجه القلبي، أومحض الصدفة العابرة".‏


‏ ونقلوا عن بعض الأولياء - رضي الله عنهم - أن الاسم الأعظم " لمقفنجل" أو " ‏أهطم فشذ". كما نقلوا عن غير هؤلاء أنه:" آهيا شراهيا، أدوناي، أصباءوت، آل ‏شداي" كما نقلوا كذلك عن بعضهم ما يسمى:"التهاطيل السبعة" 0000إلخ.‏


‏ أما لفظ: "آه" و "هو"، فليس من الأعجمية في شيء، وللإمام الرازي في تفسير الفاتحة ‏بحث عظيم للفظ:"هو" يرجع إليه، ولبعض الشاذلية كلامٌ في" آه" وهنا لا بد من ‏ملاحظة أمرين غاية في الأهمية:‏


‏ أولاً: أنه ليس في جميع لغات الأرض أشرف لغة من العربية ، ولا أسمى، ولا أحب إلى ‏الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. ويكفيها مجداً وشرفاً وقدساً أن نزل بها القرآن ‏الكريم، وأنها لغة خاتم النبيين، وهي لغة أهل الجنة، معنى هذا أن فيها الأسرار والأنوار ‏والبركات والغيوب، ما لا يمكن أن يكون في غيرها من اللغات الأخرى على ‏الإطلاق، بلا نزاع، ذلك كله بالإضافة إلى خصيصة سمو البيان والبلاغة، وأبَّهة ‏التركيب، وإعجاز الأداء، وخلود المعنى، وإشراق الحرف واللفظ، وحلاوة الجملة، ‏والديباجة، وإحاطة المضامين والمفاهيم، وحسبك ما جاء من أنها اللغة التي سوف ‏يحدِّث الله بها عباده في الجنة.


‏ ثانياً: إنه لم يأت في لفظ آية أو معناها، ولا في صحيح أو ضعيف من نص حديث ‏نبوي ، أو قول صحابي أو تابعي، أو معنى حديث، تفضيل عبادة الله أو ذكره، ‏والابتهال إليه بغير اللغة العربية، أو أن في غيرها أية ميزة عليها، فاللجوء إلى غيرها ‏إذن استدبار للأفضل، وتعلق بالأدنى، وسقوط على الشبه والمحاذير، في مقام لا يرتبط ‏العبد فيه بغير الأسمى والأسنى، ليرتقي في معارج القرب إلى حضرات الأنس والمدد ‏الإلهي. ‏


‏ وحسبك الخلاف بين علمائنا – رضي الله عنهم – في حكم جواز قراءة الفاتحة بغير ‏العربية في الصلاة، وهل تجزيء أم لا؟. بل هل تصح بها الصلاة أم لا؟. وهو بحث ‏طويل متشعب يرجع إليه في كتب الفقه والأصول.‏


‏ إذن: فليس من الجائز – فيما نعتقد ونحرر – الالتفات إلى التعبد بهذه الألفاظ إلا في ‏حالتين:" عند الاقتضاء الهام": الأولى: عند التأكد من تمام المطابقة الترجمة وصحة ‏المعنى، حتى لا يكون اللفظ شركاً، أو كفراً، او معصية، أو من أسماء الملائكة الأعلياء ‏كما يزعمون، أو أسماء الجن، أو ألفاظ السحر، أوعبثاً يحاسب عليه، فنحن إنما نعبد ‏الله ونذكره، لا نعبد الملائكة ولا الجان، فنكفر أو نشرك ، ولا ندري.‏


‏ الثانية: تكون القراءة لمجرد تحصيل البركة من هذه اللغة العجمية على فرض أن فيها ‏روائح بركة، إضافة إلى بركة اللغة العربية، ثم تيمناً بالقدوة وحسن الظن بالأشياخ ‏فقط، إذا صحت نسبة هذه الألفاظ إليهم، - ولا نظنُّ ذلك، ولا نجادل من يظنّ - ‏فالذي دسّوه زوراً على أولياء الله كثير في كل جانب، ولا حول ولا قوة إلا بالله ‏العلي العظيم. انتهى ما ذكره نصاً سيدي البركة الشيخ محمد زكي إبراهيم في رسالته ‏القيمة "في رياض الاسم الأعظم" صفحة 34 وما بعدها، فانظرها. "اهـ 106 ‏




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الكون في رقيٍّ على الدوام‏ .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #26
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الكون في رقيٍّ على الدوام‏


"إنَّ الحقَّ - سبحانه وتعالى - قدّر أن يفيض الكمال على ‏أهل الوجود، فواجههم بأنوار قدرته بالتدريج والألطاف، ‏أظهر الآيات الدَّالَّة على وحدانيته، فوحَّدوه. وأقام لهم ‏الدلائل على كرمه فأحبُّوه. ولما تقوَّتِ العقول بظهور الآيات ‏أشرق عليها أنوار التجليات، ومعاني الأسماء والصفات، ‏وكلَّما مضى زمان تجلَّى للعارفين بمعنى أرقّ، فيزداد الحبُّ ‏والإيقان.


فمن ذلك: أن الله تجلَّى باسمه "الرحيم" فخلق الحيوانات ‏رحمة بالإنسان، تحمله ، وتحمل أثقاله إلى أماكن بعيدة (1) ، ‏فتجلَّى برحمة أوسع فألهم الإنسان سر الطائرة، وسرَّ الكهرباء ‏في السلب والإيجاب، وانبعاث التيار، فكان من أعظم مظاهر ‏تجلِّي "الرحمن" وشهود نور اسمه "السريع" ظاهراً للعيان.‏


ومن ذلك: تجلِّيه بمعاني الهداية والنور في عالم الأجسام، في ‏مظاهر المسرجة والفتيلة لإضاءة الظلام، فتجلَّى في مظهر ‏الإشراق بالكهرباء حتى أصبح الليل نهاراً من شدة الضياء.


وكان متجلياً باسمه"الشافي" في مظاهر محدودة ، ولكنه ‏تعالى تجلَّى فلطَّف الدواء بالتحليل والتركيب والسحق ‏والتهذيب، وتجلَّى بالرؤوف العطوف، فكشف سر البنج، فلم ‏يشعر المريض بالتعذيب. ‏


وكان متجلياً باسمه "الستَّار" في ملابس الكتان، والقطنن ‏والشعر، والوبر، فنوَّعها إلى أنواع شتى في دقَّتها ورقَّتها، ‏وجمالها ونعومتها. ليعرِّفك من معاني اسمه"الستار" ما يجذب ‏الأرواح إلى الغفار.‏


وكان متجلياً باسمه "الحفيظ" الواقي، في مساكن وأكواخ ‏وخيام ومنازل، لم تكتمل بالنظام التام، فتجلى باسمه"الحفيظ" ‏الواقي، في منازل محكمة، ومباني منظَّمة، مرتَّبة، منقوشة ‏بالألوان، مزخرفة، تشرح صدر السكان.‏


تجلَّى باسمه "الباسط" فبسط لنا طرق السير، وذلَّل للسالك ‏مصاعبها، ومتاعبها، فمهَّد لنا الطريق في أمان وسلام.‏


وكان يتجلَّى باسمه "الرزَّاق" في مظاهر الأرزاق، فنوَّعها ، ‏وأبدع منها العجائب والغرائب، فمن ذلك أنواع الفواكه ‏الكثيرة، والنباتات المتنوعة، حتى نشهد أنه "الظاهر" المتجلي ‏في كل نفس بمعاني جديدة، وعلوم مفيدة.‏


ومن ذلك: تجلِّيه باسمه"القادر" "النافع" في المراكب ‏الشراعية، فتجلَّى باسمه "المعين" فصيَّرها أساطيل بحرية.‏ قال تعالى:‏‎ {وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ ‏الْمَشْحُونِ وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُون}‏(2) ‏ ‏.‏


ومن ذلك: تجلِّيه بأنوار اسمه"القريب" فقرَّب لنا البعيد، ‏وكان ذلك في مظاهر البريد، فتجلَّى بنور ها الاسم في ‏التلغراف، والتليفون، والطائرة، فأصبح الذي في المشرق كأنه ‏مع أهل المغرب.‏


ومن ذلك: تجلِّيه باسمه"الحفيظ"، "الشديد" في مظاهر ‏السيف، والنشاب، والدرع، والسهم، على ظهر الخيل، ‏فتجلَّى بنور اسمه:"الحفيظ" الشديد" في مظاهر المدافع، ‏والدبابات، والمدرَّعات، والغوَّاصات.‏


وإنما ضربت لك هذه الأمثال لتأنس بظهور العلي المتعالي، ‏وهكذا باقي الأسماء، تترقَّى مظاهرها بأمر مولاها وخالقها، ‏فمتى شهدت عيون روحك الأسماء صارت الآثار هباء.‏


هذا عالم الأجسام ، أما عالم الأرواح فإنه في رقيٍّ دائم ، ‏وظهور جديد بأمر رب العوالم، فكل تجلٍ لروحك فالذي ‏بعده أرقى من الأول، فسبحان "الواسع" الذي لا يحول ولا ‏يزول.‏" اهـ111

اقتباس:====================== الحاشية =====================

(1) ‎ ‎‏: قال تعالى:‏‎{وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ ‏حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ. وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِق ِّ ‏الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا ‏لاَ تَعْلَمُونَ} ‏ سورة النحل – الآيات 5 - 8.‏


(2) ‎ ‎‏: سورة يس – الآية 41.‏


( يتبع إن شاء الله تعالى مع تجلِّيات الأسماء الحسنى.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #27
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

تجلِّيات الأسماء الحسنى



"احذر أن تشهد تلك الحقائق على سبيل الحلول، فإن ‏حضرة الرب فوق العقول، ولكن تلك المعاني مشهودة لعيون ‏الأرواح.‏


وقد تجلَّى باسمه "العليم" فكشف من أسرار الكائنات، ‏وأظهر من معاني الآيات ما به اطمأنَّت الأرواح، واستراحت ‏الأشباح.‏


ففي كل حينٍ يكشف للعقول من أسرار الحقائق ما يدلُّها ‏علىالبديع الخالق، كشف لنا سرِّ الهواء وما فيه من الجراثيم، ‏وسخَّره لنا لما به من الخواص، فاستعملناه في مصالحنا، ‏فالراديو واللاسلكي ، وسرّ تلقيح النباتات، كل ذلك من ‏أسرار اسمه "العليم"، ولولا إلهامه وتعليمه لما تعلَّم إنسان.‏


وتجلَّى بنور اسمه "الخلاَّق" فأظهر لنا من بديع الخلق، ‏ودقيق الصنع ما يدلُّ على قدرته وعزَّته ووحدانيته. قال ‏تعالى:‏‎ { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }‏(1) ‏ ‏.‏


وكلُّ ذلك من معجزات القرآن، فإنه أشار إلى أسرار تلك ‏الحقائق، وأصبح القرآن تتجلَّى معانيه وتتبين أسراره، فلا تظنّ ‏أن عطاء الله مقيَّدٌ بزمان ومكان، فافتح عيون البصيرة ترى ‏الوجود في رقيٍّ وكمال في كل آن. قال تعالى:‏‎ {وَمَا كَانَ ‏عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا }‏ (2)‏ ‏.‏


فتمتَّع بشهود الحق في دائرة الشريعة، واحذر من الخروج ‏عن الحدود، وعلى اليقظة والأدب والجدّ فحافظ.... .‏" اهـ114


اقتباس:============== الحاشية ===============


(1) ‎ ‎‏: سورة النحل - الاية رقم 8.‏

(2) ‎ ‎‏: سورة الإسراء - الآية 20.‏



( يتبع إن شاء الله تعالى مع: المعاني والمباني..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #28
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

المعاني والمباني


"اطرح القشور، وخذ اللُّب فهو نور، فالموجودات كلهُّا ‏قسمان: مباني، ومعاني. فالمباني هي: الأشباح. والمعاني هي: ‏الأرواح مملوءة براحٍ (1)‏ من حضرة القدوس.‏


فمن طلب المباني فقد طلب الحظَّ الفاني، ومن طلب المعاني ‏نال الصفاء الروحاني، فجسمك مبنى وروحك معناه، ‏ولفظك مبنى والمعنى فيه نوره وضياه، فالآثار مباني، والآيات ‏الإلهية معاني، وتجليات الأسماء والصفات هي الراح للعاشق، ‏وفهم أسرار الشريعة هو الشفاء لكل صادق.‏


فإذا تكلَّمت فاطرح الألفاظ، يتجلَّى لك الذي أنطقك، ‏وأبرزهان وحلاَّها.‏


وإذا سمعت فاطرح اللفظ الظاهر، وتجوَّل في معناه، تر ‏‏"السَّميع" يتجلَّى للجميع، وتفنى عن الاختيار والتدبير.‏


وإذا نظرت شيئاً من الماديات فاشهد "القَيُّوم" الذي أمدَّها ‏بالحياة وتسخير الكائنات.‏


فإذا أكلت فلا تحجب بلذَّة الطعام عن "البَرِّ"، " السَّلام".‏


وإذا شممت طيباً لاح لك "اللطيف".‏


وإذا خرج منك البول أو الغائط تجلَّى لروحك "الدافع" ‏الذي دفع عنك الأذى والضر.‏


وإذا أكلت فاشهد "النافع" الذي سهَّل لك الغذاء، ويسَّرَ ‏لك القوت في هناء.‏


وإذا أعطاك الأموال والبنين فاشهد الرب المعين.‏


وإذا حملت معك سلاحاً فاشهد" الحفيظ" " الواقي".‏


وإذا نمت فاشهد "القاهر"، "المميت" فالنوم هو الموت ‏الأصغر (2) ‏.‏


وإذا رأيت جميلاً فاذكر الذي جمَّله (3) ‏.


وإذا شهدت كاملاً فاشهد الذي كمَّله.‏


وإذا رأيت النار فاشهد "الجبَّار".‏


وإذا رأيت النعيم فاذكر "الكريم".‏" اهـ



اقتباس:================= الحاشية =====================

(1) ‎ ‎‏: الرَّاحُ: في أصل اللغة هي الّتي يَرتاحُ شَارِبُها لها (وُيقَالُ: بَلْ هِيَ الّتي يَسْتَطِيبُ ‏الشَّارِبُ رِيحَها) ، (وُيقَالُ: بَلْ هِيَ الّتي يَجِدُ شَارِبُهَا رَوْحاً، (وقد جمع ابْنُ الرُّوميّ ‏هَذِهِ المعاني في قولِهِ وأحْسَنَ: ‏‏(من الكامل):‏


والله ما أدْرِي لأيَّةِ عِلَّةٍ *** يدْعونَهَا في الرَّاحِ باسْمِ الرَّاح
ألِرِيحِهَا أم رَوْحِها تَحْتَ الحَشَا *** أمْ لارْتِيَاحِ نَدِيمِهَا المرْتَاحِ


(2)‎ ‎‏: والموت: هو النوم الأكبر، وهو أخو النوم.


(3) ‎ ‎‏: وصدق من قال: وإذا رأيت الله في الكل فاعلاً رأيت جميع الكائنات ملاحا." اهـ117



(يتبع إن شاء الله تعالى مع وقد أشار الحديث الشريف إلى تلك المعاني.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #29
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"وقد أشار الحديث الشريف إلى تلك المعاني بقوله صلى الله ‏عليه وآله وسلم: (اذكر الله عند كل شجر ومدر)‏ [1]‏. ‏


وروي في الأثر: "إن لله رجالاً إذا رؤوا ذكر الله ‏لرؤيتهم"‏ [2] ‏. وذلك لظهور أنوار سيدهم على صورتهم.‏


وإذا رأيت عالماً فاشهد من علَّمه.‏

وإذا رأيت حكيماً فاشهد من ألهمه.‏

وإذا رأيت ذاكراً فاشهد المذكور.‏

وإذا رأيت ثياباً فاذكر "السَّـتَّار" في سائر الأمور.

وإذا رأيت مذنباً فاخشع لمقدِّر الأقدار.‏

وإذا رأيت نوراً ففرَّ لمنوِّر الأنوار [3]‏.‏

وإذا رأيت مصلِّياً فاشهد "الهادي" الموفِّق.‏

وإذا عاينت مقبلاً على الله فاشهد " الودود" الذي جذبه ‏إليه.‏

وإذا رأيت غنياً فاشهد "الباسط" ، الواسع" الذي أغدق ‏الفضل عليه.‏

وإن رأيت ضالاًّ فاشهد من استدرجه من حيث لا يعلم.‏

وإن رأيت فقيراً فاشهد :"المانع" الذي منعه، وفي ناصيته ‏تحكم.‏

وإن رأيت أولياء الله فاشهد "الولي" الذي تولاَّهم، وشاهد ‏‏"الفتَّاح" الذي أعلى ذكراهم... .‏


وهكذا لا يقع بصرك على شيء إلا وتشهد معاني الأسماء، ‏وتتمتَّع بالضياء في غاية الصفاء، فإن تحرَّكت فاشهد المحرِّك، ‏وإن سكنت فاشهد المسكِّن، وإن انشرح صدرك فاشهد ‏الجميل الودود، وإن انقبض صدرك فاشهد "القابض" الذي ‏إليه الكلُّ يعود. فلا ترى مظهراً فوقك أو تحتك، أو أمامك، ‏أو خلفك، إلا وتتجلَّى أنوار الأسماء، وأنت مغمور بالسرور، ‏آنس بالبهاء... " اهـ.‏120


اقتباس:======================= الحاشية ======================


[1] ‏: حديث:" اذكروا الله عند كل شجر وحجر" . رواه الإمام أحمد في الزهد بسنده ‏عن عطاء بن يسار مرسلاً. انظر: كنـزل العمال للمتقي الهندي – الحديث رقم ‏‏1912. المجلد الثالث.‏


[2] ‎ ‎‏: حديث: "خيار أمتي الذين إذا رؤوا ذكر الله" . رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت ‏بزيادة:" وشرار أمتي المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون البرآء العنت" . ‏ورواه البيهقي عن عمر بلفظ خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله بهم. انظر: كشف ‏الخفاء ومزيل الإلباس للعجلوني - الحديث 1263.‏


[3] ‎ ‎‏: لأنه سبحانه وتعالى:‏‎ {نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ‏الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ ‏لاشَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ ‏لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }‏.‏




(يتبع إن شاء الله تعالى مع "ولقد كان ســيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #30
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"ولقد كان ســيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‏ يحب الماء البارد ، لأن فيه سرَّ "الحي"، "اللَّطيف"، ‏‏"الجميل".‏


ويحب اللَّحم (2) ، لأنَّ فيه سرَّ "المقيت"،"القوي"، ‏‏"الكريم".‏


واللحم أرقى من النبات، والنبات أرقى من الجماد، ‏فاللحم فيه معارف واسعة، وأسرار نافعة.‏


وكان صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلوى (3) ، لما فيها ‏من معنى:"الودود"، "الرحيم"،" الحكيم" ما ينبِّه العقول إلى ‏سرِّ من حلاَّها ورقَّاها، فتشرق أنوار موجدها البديع، ‏ويتجلَّى الحبيب للعبد المطيع.‏


وكان يحبُّ الطِّيب (4) ، لظهور أنوار أسمائه:"اللطيف"،، ‏‏"الجميل".‏


وكان يحب النساء (5) ، لظهور أنوار أسمائه - سبحانه ‏وتعالى -:"المصوِّر"، "الحفيظ"، "القريب".‏


فارحم المرأة فإن المرأة مظهر من مظاهر القادر القريب، ‏قال تعالى:‏‎ { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ ‏يَشَاء} (6) ‏.‏


وفي ثدي المرأة مظهر من مظاهر العناية المدهشة، فهو ‏ينبوع اللبن الذي هو أساس حياة كل حي، فهو ‏مظهر"المقيت" النافع "الحنَّان". ‏


وفؤادها مظهر من مظاهر الرحمة الكبرى على أبنائها، ‏وتحمُّلها المشقَّة في التربية، والصبر، والسهر، وتلك المعاني لا ‏توجد في الرجل.‏


وفي الحديث الصحيح: (من تزوَّج فقد كمل نصف ‏دينه)‏ ( 7 ) ‏.‏


وكان يحب العسل: لظهور اسمه "الشافي"‏ ( 8 ) ‏.‏


ويحب السواك (9)‏ : لظهور اسمه "الواقي".


فاطرح المباني فهي قشور،وتنعَّم بالمعاني فهي نورٌ على نور.‏" اهـ126

اقتباس:====================== الحاشية ==================


(1) ‎ ‎‏:‏‎ ‎قال العلامة المناوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير للإمام السيوطي" الحديث ‏رقم 6508:جاء في الحديث الشريف أنه صلى الله عليه وآله وسلم (كان أحب ‏الشراب إليه الحلو البارد) الماء العذب كالعيون والآبار الحلوة فإنه كان يستعذب له ‏الماء أو الممزوج بعسل أو المنقوع في تمر وزبيب. قال ابن القيم: والأظهر أنه يعمها ‏جميعها ولا يشكل بأن اللبن كان أحب إليه لأن الكلام في شراب هو ماء أو فيه ماء ‏وإذا جمع الماء هذين الوصفين أعني الحلاوة والبرد كان من أعظم أسباب حفظ الصحة ‏ونفع الروح والكبد والقلب وتنفذ الطعام إلى الأعضاء أتم تنفيذ وأعان على الهضم. ‏وقال في عارضة الأحوذي : كان يشرب الماء البارد ممزوجاً بالعسل فيكون حلواً بارداً ‏وكان يشرب اللبن ويصب عليه الماء حتى يبرد أسفله. رواه الإمام أحمد في المسند، ‏والترمذي في سننه في كتاب الأشربة عن سيدتنا عائشة وقال: الصحيح عن الزهري ‏مرسلاً والحاكم في المستدرك في الأطعمة (عن عائشة) وتعقبه الذهبي بأنه من رواية ‏عبد اللّه بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام عن أبيه عن عائشة وعبد اللّه هالك ‏فالصحيح إرساله اهـ.‏


(2) ‎ ‎‏: قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: أنه صلى الله عليه وآله وسلم ( كان ‏أحب الطعام إليه اللحم ويقول: "هو يزيد في السمع، وهو سيد الطعام في الدنيا ‏والآخرة، ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل" أخرجه أبو الشيخ من رواية ابن ‏سمعان قال: سمعت من علمائنا يقولون: كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم اللحم... الحديث. والترمذي في الشمائل من حديث جابر: "أتانا النبي ‏صلى الله عليه وسلم في منزلنا فذبحنا له شاة فقال "كأنهم علموا أنا نحب اللحم" ‏وإسناده صحيح. وروى ابن ماجه من حديث أبي الدرداء بإسناد ضعيف: "سيد طعام ‏أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم".‏


(3) ‎ ‎‏: في الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه:" كان يحب الحلواء ‏والعسل". رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأبو داود في سننه، والترمذي في ‏سننه، والنسائي، وابن ماجة بسندهم عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها. انظر: الجامع ‏الصغير للإمام السيوطي - الحديث 6999

.‏
(4) ‎ ‎‏: حديث: "كان صلى الله عليه وآله وسلم يحب الطيب والرائحة الطيبة ويكره ‏الروائح الرديئة".أخرجه النسائي من حديث أنس: "حُبِّبَ إليَّ النساء والطِّيب". وأبو ‏داود، والحاكم من حديث عائشة: "أنها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جُبَّةً ‏من صوف فلبسها فلما عرق وجد ريح الصوف فخلعها وكان يعجبه الريح الطيبة". ‏‏== لفظ الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ولابن عدي من حديث عائشة: ‏‏"كان يكره أن يوجد منه إلا ريح طيبة".انظر : تخريج الحافظ العراقي لأحاديث ‏الإحياء – متاب آداب المعيشة وأخلاق النبوة.‏


(5) ‎ ‎‏: ‏ورد في الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (ما أحببت من عيش ‏الدنيا إلا الطيب والنساء) قال العلامة المناوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير": ‏ومحبته لهما لا تنافي الزهد فإن الزهد ليس بتحريم الحلال كما سلف ومحبته للطيب ‏لكونه للملائكة بمنزلة القرى والنساء لنقل ما بطن من الشريعة مما لم يطلع عليه ‏الرجال.


‏ تنبيه: قال ابن عربي قدس الله سره العزيز: ما ورد قط عن نبي من الأنبياء أنه حبب إليه ‏النساء إلا محمد وإن كانوا رزقوا منهن كثيراً كسليمان وغيره لكن كلامنا في كونه ‏حبب إليه النساء وذلك أنه كان منقطعاً إلى ربه لا ينظر معه إلى كون يشغله عنه به ‏فإن النبي صلى اللّه عليه وسلم مشغول بالتلقي من اللّه ورعاية الأدب فلا يتفرغ إلى ‏شيء دونه فحبب إليه النساء عناية من اللّه بهنَّ فكان يحبهن لكون اللّه حببهن إليه، ‏واللّه جميل يحب الجمال.‏


(6) ‎ ‎‏: سورة آل عمران – الآية رقم 6.‏


(7) ‎ ‎‏: حديث: (من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان) وفي رواية:" نصف دينه"، (فليتق ‏اللّه في النصف الباقي) جعل التقوى نصفين نصفاً تزوجاً ونصفاً غيره، قال أبو حاتم: ‏المقيم لدين المرء في الأغلب فرجه وبطنه وقد كفي بالتزوج أحدهما قال الطيبي: وقوله ‏فقد استكمل جواب، والشرط فليتق اللّه عطف عليه أو الجواب الثاني والأول عطف ‏على الشرط فعليه السبب مركب والمسبب مفرد فالمعنى أنه معلوم أن التزوج نصف ‏الدين فمن حصله فعليه بالنصف الباقي وهذا أبلغ لإيذائه بأنه معلوم مقدر وعلى ‏الوجه الآخر إعلام بذلك فلا يكون مقدراً وعلى الأول السبب مفرد والمسبب ‏مركب. رواه الطبراني في معاجيمه الثلاثة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه. انظر: ‏فيض القدير شرح الجامع الصغير للعلامة المناوي – الحديث رقم 8591.‏


( 8 ) ‎ ‎‏: حديث: كان يحب العسل ويأكله. متفق عليه من حديث عائشة: كان يحب الحلواء ‏والعسل... الحديث. وفيه قصة شربه العسل عند بعض نسائه. انظر: الحافظ العراقي ‏‏– تخريج أحاديث الإحياء.‏


‎ (9)‎‏: وأمر به وحضَّ عليه في سائر الحالات خاصة عند الصلوات فقال صلى الله عليه وآله ‏وسلم: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة). رواه الإمام ‏مالك، والإمام أحمد في مسنده، والبخاري ومسلم في صحيحيهما. والترمذي وابن ‏ماجة في سننهما وغيرهم.‏"اهـ126



( يتبع إن شاء الله تعالى مع: "فالخلائق من التراب ، ولكن ظهر فيهم العجب العجاب‏... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المزدوجة الحسنى للاستغاثة بأسماء الله الحسنى عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 12 09-05-2013 03:55 PM
عظم الله اجركم اخي الشيخ عمر الحسني أبو أنور المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 12-14-2012 12:11 AM
لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 100 12-06-2012 05:08 PM
لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية هيثم السليمان المكتبة الاسلامية 3 02-06-2010 02:13 PM
أسماء الله الحسنى علاء الدين قسم الحاسوب 5 11-21-2008 01:08 PM


الساعة الآن 02:57 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir