أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-31-2008
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي ولا يظلم ربك أحداً"

ولا يظلم ربك أحداً"

“ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ماعملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا”، (الكهف 49).

يقول الحافظ بن كثير: وَقَوله تعالى: “وَوُضِعَ الْكِتَاب” أَيْ كِتَاب الْأَعْمَال الذِي فِيهِ الْجَلِيل وَالْحَقِير وَالْفَتِيل وَالْقِطْمِير وَالصغِير وَالْكَبِير “فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِما فِيهِ” أَيْ مِنْ أَعْمَالهمْ السيئَة وَأَفْعَالهمْ الْقَبِيحَة وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتنَا أَيْ يَا حَسْرَتنَا وَوَيْلنَا عَلَى مَا فُرطَ فِي أَعْمَارنَا “مَا لِهَذَا الْكِتَاب لَا يُغَادِر صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة إِلا أَحْصَاهَا” أَيْ لَا يَتْرُك ذَنْبًا صَغِيرًا وَلَا كَبِيرًا وَلَا عملا وَإِنْ صَغُرَ إِلا أَحْصَاهَا أَيْ ضَبَطَهَا وَحَفِظَهَا”

قال القرطبي: (وَلَا يَظْلِمُ رَبكَ: أَيْ لَا يَأْخُذ أَحَدًا بِجُرْمِ أَحَد، وَلَا يَأْخُذهُ بِمَا لَمْ يَعْمَلهُ، قَالَهُ الضحاك. وَقِيلَ: لَا يَنْقُص طَائِعًا مِنْ ثَوَابه وَلَا يَزِيد عَاصِيًا فِي عِقَابه..).

إن ربنا حكم عدل حَرم الظلم على نفسه وجعله بينكم محرما فلا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما، فالمؤمن عنده لا يخاف ظلما ولا هضما..

لا يضل ربي ولا ينسى ولا يضيع ربي عمل عامل من ذكر أو أنثى.. من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون..

هل نحتاج إلى بيان أبلغ في تحريم الظلم من قول رب العزة تباركت أسماؤه في الحديث القدسي (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا..) رواه مسلم.

إن الشرك وهو أعظم الذنوب والمعاصي نوع من أنواع الظلم إذ ورد في القرآن الكريم على لسان لقمان عليه السلام “يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم”، (لقمان: 13).

وقال تعالى: “ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير”، (فاطر: 32).

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: “وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد” (رواه البخاري ومسلم).

وفي الحديث: (اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) (رواه مسلم).



الانحراف عن العدل

أما الظلم فهو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة وهو أيضًا عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل وفيه نوع من الجور؛ إذ هو انحراف عن العدل... فإذا جعل النور كالظلمة والمحسن كالمسيء والمسلم كالمجرم كان هذا ظلماً وحكماً سيئاً يقدس وينزه عنه سبحانه وتعالى وقد قال تباركت اسماؤه: “أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون”، (المائدة: 50).

وقيل: إن الظلم ثلاثة: ظلم لا يُغفر، وظلم لا يُترك، وظلم مغفور لا يُطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، نعوذ بالله تعالى من الشرك، قال تعالى: “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء” (النساء: ، وأما الظلم الذي لا يترك، فظلم العباد بعضهم بعضًا، وأما الظلم المغفور الذي لا يطلب، فظلم العبد نفسه.

قال تعالى: “وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا”، (الكهف: 59)، وقال سبحانه: “وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين” (الزخرف: 76)، وقال: “والله لا يحب الظالمين” (آل عمران: 57)، وقال: “ولا يظلم ربُك أحدًا” (الكهف: 49)، وقال: “وما ربك بظلام للعبيد” (فصلت: 46)، وقال: “ألا إن الظالمين في عذاب مقيم” (الشورى:45).

قال أبو العتاهية:

أما والله إن الظلم لؤم

وما زال المسيء هو الظلوم

إلى ديان يوم الدين نمضي

وعند الله تجتمع الخصوم

ستعلم في الحساب إذا التقينا

غداً عند الإله من الملوم

ويمدح آخر قبيلته:

قُبَيلة لا يغدرون بذمة

ولا يظلمون الناس حبة خردل

ظلم الناس


ظلم العبد لغيره يكون بالعدوان على المال والنفس وغيرهما، فهو المذكور في مثل قوله تعالى: (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم” (الشورى:42).

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لأبي سلمة بن عبد الرحمن، وكان بينه وبين الناس خصومة: يا أبا سلمة اجتنب الأرض، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين” (رواه البخاري ومسلم).

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وَطنُوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا” (رواه الترمذي).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم كفل نصيب من دمها، لأنه كان أول من سن القتل” (رواه البخاري ومسلم).

وقال تعالى: “ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين”، (الأنبياء: 47).

كما أوجب تعالى العدل وقضى به (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل”، (النساء: ).

“وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم”، (الشعراء: 182 183) “وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى”، (الانعام: 152).

“ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى”، (المائدة: ).

“وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون”، (الجاثية: 22).

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يوم من إمام عادل أفضل من مطر أربعين صباحا أحوج ما تكون الأرض إليه).

وكتب عامل لعمر بن عبد العزيز: (إن مدينتنا قد احتاجت إلى مرمَة (أي إلى تحصين وترميم) فكتب إليه عمر: حصن مدينتك بالعدل، ونق طرقها من المظالم).

وقال كعب الأحبار لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما: (ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء)، فقال عمر: (إلا من حاسب نفسه)، فقال كعب: (والذي نفسي بيده إنها لكذلك: إلا من حاسب نفسه، ما بينهما حرف)، يعني في التوراة.
“المسلم أخو المسلم”


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات ، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه) (رواه مسلم).

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم)، وقال أبو العيناء: كان لي خصوم ظلمة، فشكوتهم إلى أحمد بن أبي داود، وقلت: قد تضافروا علي وصاروا يدًا واحدة، فقال: يد الله فوق أيديهم، فقلت له: إن لهم مكرًا، فقال: ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، قلت: هم من فئة كثيرة، فقال: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله. وقال يوسف بن أسباط: من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يُعْصَى الله في أرضه.

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لما كشف العذاب عن قوم يونس عليه السلام ترادوا المظالم بينهم، حتى كان الرجل ليقلع الحجر من أساسه فيرده إلى صاحبه.

وقال أبو ثور بن يزيد: (الحجر في البنيان من غير حله عربون على خرابه).

وقال بعض الحكماء: (اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك).

وكان يزيد بن حاتم يقول: (ما هِبْتُ شيئًا قط هيبتي من رجل ظلمته، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله، فيقول: حسبي الله، الله بيني وبينك).

وبكى علي بن الفضيل يومًا، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي على من ظلمني إذا وقف غدًا بين يدي الله تعالى ولم تكن له حجة.

ونادى رجل سليمان بن عبد الملك وهو على المنبر : يا سليمان اذكر يوم

الأذان، فنزل سليمان من على المنبر، ودعا بالرجل، فقال له: ما يوم الأذان؟ فقال: قال الله تعالى:(فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) (الأعراف:44).

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: (إياك ودمعة اليتيم، ودعوة المظلوم، فإنها تسري بالليل والناس نيام).
عاقبة وخيمة


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة)، ويروى: (أن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة).

وقال ابن الجوزي: (الظلم يشتمل على معصيتين: أخذ مال الغير، ومبارزة الرب بالمخالفة، والمعصية فيه أشد من غيرها، لأنه لا يقع غالبًا إلا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار، وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب، ولو استنار بنور الهدى لاعتبر).

وقد أجاد من قال:

لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً

فالظلم آخره يأتيك بالندم

نامت عيونك والمظلوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنم

فتذكر أيها الظالم قول الله عز وجل: (وَلاَ تَحْسَبَن اللّهَ غَافِلاً عَما يَعْمَلُ الظالِمُونَ إِنمَا يُؤَخرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤوسِهِمْ لاَ يَرْتَد إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء) (ابراهيم:42 43)

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه) رواه البخاري.
أحمد حلمي سيف النصر
_________________
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-10-2008
  #2
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 18
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي

[imgr]http://img519.imageshack.us/img519/838/df960bc9d81wm2.gif[/imgr]
الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أول مؤتمر صوفى عالمى برئاسة شيخ الأزهر يناقش الإصلاح بمشاركة "البوطى" و "الجفرى" و "بن بيه" و"مفتى ا عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 0 09-17-2011 05:09 PM
بعد ارتياح عام بخروجه من " باب " وزارة المالية.. "محمد الحسين" يعود الى السوريين من " شباك " رئاسة م الـــــفراتي القسم العام 0 04-26-2011 01:42 PM
جبل "عبد العزيز".. موطن "البطم" و"الكونجوك" عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 2 04-20-2010 11:38 AM
الملائكة لا يعلم حقيقتهم وصفاتهم إلا الله نوح المواضيع الاسلامية 1 08-09-2009 01:09 PM
بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أبو يوسف ملتقى الأعضاء 4 02-26-2009 12:35 PM


الساعة الآن 04:59 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir