أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ،والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال           

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-2009
  #1
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 16
أبو يوسف is on a distinguished road
افتراضي أدَباء أم بُلَهاء ؟!

أدَباء أم بُلَهاء ؟!




ليس من عادتي أن أقرأ روايات لأدباء عرب لأسباب كنت أحتفظ بها لنفسي ، ولكنني قررت اليوم أن أفصح عما في داخلي علّني أجد إجابة عند قرّاء هذا المقال ، فقبل يومين كنت أتفحص ركن الروايات في مكتبتي المتواضعة فوجدت رواية " شيكاجو " التي اشتريتها قبل عدة أشهر لا لشيء إلا لأنني قرأت عنها الكثير من الإطراء والمديح ، وعندما وجدتها أمامي في المكتبة التي عادة ما أرتادها مرة كل أسبوع اقتنيت نسخة منها علّني أجد فيها ما فاتني من الأدب العربي الذي توقف إنتاجه بتوقف مجلة الرسالة التي أسسها أحمد الزيات في ثلاثينيات القرن المنصرم ، حيث حوت تلك المجلة بين دفتيها جواهر الأدب العربي الحديث وأجمل ماسكبته أقلام الأدباء العرب الذين كانت مصر أمهم وأم الدنيا آنذاك .

بدأت أقلّب صفحات الرواية على عجل لأصل إلى شيء مفيد أو متميز ،فما كتب على ظهر الغلاف الخارجي يشير إلى أن الرواية هي ظاهرة أدبية متجددة لم يقف عندها مؤلفها الذي ابتدأ حياته الأدبية برواية " عمارة يعقوبيان " التي أثارت زخماً إعلامياً كبيراً وبيعت منها مئات الآلاف من النسخ .
كنت أجتهد كلما فتحت صفحة جديدة في أن أجد لفظاً أدبياً متميزاً أو تشبيهاً بليغاً أو استعارة مكنية أو أي شيء من أبجديات الأدب العربي الذي تعلمناه في المدارس إلا أنني لم أجد شيئاً من ذلك القبيل ، فانصرفت إلى البحث عن الحبكة التي وعدني بها مروّج الرواية فلم أجدها أيضاً ، وكان جل ما قرأته هو كلام سلس غير معقد - وهي إحدى مميزات الرواية - ومعنى أكثر سلاسة إلى درجة السطحية .

فالكاتب يصف أموراً بسيطة بدقة متناهية كلون البنطال الذي يرتديه فلان ونوع قميصه وشكل شعره بطريقة تحرم القارئ من متعة الخيال التي هي أجمل شيء في القراءة ، فوجدتني أغلق باب الخيال على مصراعيه وأريح ذهني من تصوّر الأماكن والأبطال وكأنني أشاهد أخبار الساعة العاشرة مساءً .
وجدت الكاتب يعيد كرته التي بدأها في " عمارة يعقوبيان " - التي لم أكمل قراءتها أيضاً - حيث احتل الجنس والوصف الدقيق للممارسات الجنسية الساقطة والوصف البذيء لجسد المرأة ومفاتنها وللأعضاء التناسلية لها وللرجل تتصدر صفحات الرواية ، فرميتها دون أن أبالي ، ولولا أنها تحمل اسم الله لألقيتها في سلّة المهملات .

إن أحد أسباب عدم قراءتي للروايات العربية هو ابتذال روائييها للحديث وسقوط أفكارهم حيث يمنون القارئ بالتشويق وبالحبكة المحكمة ، وحين يقتنيها القارئ المسكين يكتشف أنها فيلم إباحي خالٍ من الصور ( البلاغية ) ولكن ما يثير حنقي على هؤلاء ( الأدباء ) وقرائهم هو طريقة تسويقهم لرواياتهم التي يدّعون أحياناً أنها تعكس واقعاً حقيقياً يعانيمنه المجتمع ، وأحيانا أخرى يقولون إنهم يتحدثون عن الميتافيزيقيا - وهي عالم ماوراء الطبيعة حيث ينسب إليه كل ما يعجز الإنسان عن تفسيره - ويأتون بكلمات يعجز حتى أرسطو عن استيعابها ، ويدافعون عن رواياتهم بزعمهم أنها قضايا لابد أن تناقش وبأدق التفاصيل ، وسؤالي لهؤلاء هو لماذا يتركون أدق التفاصيل التي كان من الأولى أن يركزوا عليها ويتفرغون للحديث عن أدق التفاصيل الجنسية التي يستحي الإنسان من ذكرها حتى بينه وبين نفسه؟

لم يكتف هؤلاء ( الأدباء ) الذين بدأت كتبهم تعتلي قائمة أفضل الكتب مبيعاً بتشويه صورة الأدب العربي والشرقي لدى القارئ العالمي حتى صوروه و كأن كل الرجال العرب شهريار و كل العربيات شهرزاد ، بل إن بعضهم تجاوزالخطوط الحمراء وأخذ يقذف الذات الإلهية ووصف الله تعالى بأوصاف لا تليق حتى بمخلوق وعللوا ذلك بقولهم إنهم يطرحون الرأي والرأي الآخر دون أن يكون لهم دخل في الحوارالذي هو من محض خيالهم !

إن الأدب هو انعكاس لطبيعة المجتمع وأحواله وليس العكس ، ومن يتنطع بمقولة " الجمهور عاوز كده " فإن الجمهور يريد أشياء كثيرة فلماذا لا يحققها كلها له إذن ؟ فالجمهور يريد مسكناً ووظيفة وزوجة فلماذا لايقدمها له إن كان هو وصياً على تحقيق رغبات الجمهور ؟

عندما نقرأ الأدب اللاتيني نجده يدور حول المعاناة والفقر والطموح وهذه بعض مواصفات المجتمع الذي نبعمنه ..
والأدب الألماني يتحدث عن الهوية الوطنية والأيديولوجيا الاجتماعية وأزمة التعرف على الذات التي يعيشها المجتمع الألماني منذ أن هزم في الحرب العالمية الثانية حتى نشأ نوع جديد من الأدباء يسمونهم " أدباء ساعة الصفر " وهم الذين يسعون من خلال أدبياتهم لإيجاد أجوبة للأسباب التي جعلتهم يوماً ما أمة استعمارية تستبيح دم العالم وتمتهن القتل والنهب ؟
فهل أصبح الأدب العربي أدب الرذيلة والإلحاد ؟أم إن الجمهور العربي أصبح ساقطاً ومنحلاً ؟
قد لا يجانب هؤلاء ( الأدباء ) الصواب في بعض صفحات رواياتهم ، فهم يضعون أيديهم أحياناً على مواضع الجرح ولكن هم يحدثون في الجسد العربي جروحاً أخرى أكثر عمقاً من جروحه الأصلية وأكثر إيلاماً له ولروحه ، وإن بعض الصواب في الخطأ لا يجعل الخطأ صواباً .

أعجب ممن يعيشون حياتهم كلها في قصة حب وهمية ، وممن يظنون بأن جميع الناس عشاق في هذه الدنيا ،وعلى الرغم من أنني أؤمن بأن حديث الحب له وقعه الإيجابي في القلوب إلا أن الرذيلة التي نقرؤها في الروايات العربية اليوم لا تمت لهذا الحب بأية صلة ، وقديماً قال أحد الأدباء إن الحب هوعمل فني من أعمال النفس ، أما الفضيلة فهي النفس ذاتها ،وإذا كان الحب أياماً جميلة عابرة في زماننا فإن الفضيلة هي الزمن كله ... وهي كالياقوتة التي لا تأكلها النار .

ويقول طه حسين في هذا السياق :" الأديب لايحس لنفسه وإنما يحس للناس ، وهو لا يشعر لنفسه وإنما يشعر للناس ، وهو لا يفكر فينفسه وإنما يفكر للناس ، وهو بعبارة واضحة لا يعيش لنفسه وإنما يعيش للناس " فهل يوقن ( الأديب ) العربي بأنه يفكر للناس وليس لنفسه فقط ، وأن كلماته تبقى حبيسة فؤاده فإذا ما أطلقها أصبح هو حبيسها ... وبأن التاريخ لن يسامحه يوماً لأنه ابتذل الأدب وسفّه بالعقول ولطّخ صفحات الأدب العربي لا لشيء إلا ليقولوا عنه إنه ظاهرة أدبية .




( ياسر سعيد محارب: كاتب إماراتي)


__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-12-2009
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: أدَباء أم بُلَهاء ؟!

سمعت مرة على الراديو احدهم يريد ان يشارك ببرنامج وقد قام بتقديم نفسه على انه احد الادباء وعضو برابطة الادب الاسلامي
وبدأ يتكلم على انه يحب هذا الرجل وان هذا الرجل له مكانة في قلبه وفي قلوب المسلمين وان هذا الرجل وقد اكثر من كلمة الرجل

اتدرون من كان يقصد

كان يقصد سيدي وحبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقلت في نفسي سبحان الله كيف يكون مثل هذا مؤدبا فضلا عن ان يكون اديبا
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-20-2009
  #3
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 16
أبو يوسف is on a distinguished road
افتراضي رد: أدَباء أم بُلَهاء ؟!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيني مشاهدة المشاركة
سمعت مرة على الراديو احدهم يريد ان يشارك ببرنامج وقد قام بتقديم نفسه على انه احد الادباء وعضو برابطة الادب الاسلامي
وبدأ يتكلم على انه يحب هذا الرجل وان هذا الرجل له مكانة في قلبه وفي قلوب المسلمين وان هذا الرجل وقد اكثر من كلمة الرجل

اتدرون من كان يقصد

كان يقصد سيدي وحبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقلت في نفسي سبحان الله كيف يكون مثل هذا مؤدبا فضلا عن ان يكون اديبا

الأدب تاج من ذهب
:extra177:
__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir