أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي أحْيَانا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النَشُور           
العودة   منتدى الإحسان > الشريعة الغراء > الآذكار والآدعية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-2011
  #1
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي 4.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : د، الإستمداد

.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : د، الإستمداد

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله وصحبه ، وبعد
أ .تمهيد:
تستقيم اللأفكار في العقل ، و تستحكم في الإنسان أن كان الفكر خليطا من المذاهب و صراعات من التيارات.
لكن العقل المؤمن لا يعرف وجهة غير وجهة واحدة وهو الوحي.و يستمد من القلب المرحوم بالله ، دقائق الفهم.و يبقى من لا استمداد له حيرانا كالكلب يلهث فمرة مع دواعي الفطرة ، و تارة أخرى مع هواه الأصم الأبكم ، وتارة مع زواجر الحق لا يستيقظ من غفلته إلا بعد أن يفتح الله عليه أبواب كل شيء ، فيختلط عليه الحق مع الباطل ، فينجذب برحمة الله تعالى الى الحق و أهله.
كتب الشيخ سعيد حوى في كتبه التربوية عن صرخة ، بل عن هم و حرقة عن الفيض و المدد المستمد من الشيوخ الكمل عبر التاريخ ، وجاء من بعده يستقصي الأمر ، و يبحث و يتحسس الحق الذي ظل ساريا بالمدد الفردي و الجماعي ، في الدوائر التربوية المغلقة و المفتوحة.و كان السؤال : اين أجد المستمد منه ؟ اين الولي ، أين المفرد ، أين الدال على الله ؟.
" الشيخ كأمام للصلاة؟" ، بل النبي صلى الله عليه وسلك كإمام للصلاة!.
كيف أصلي وراء ه صلى الله عليه وسلم وأتأدب معه ، فلا أركع حتى يركع ، و لا أسجد حتى يسجد ، و لاأقرأ حتى يقرأ ؟الأستمداد بحسب البعض هو استحضار الحضرة النبوية في كل عبادة .
سمعت ممن تذوقوا الأمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته البرزخية متفرغ لعبادة الله تعالى ، منشغل بأمر أمته ، في تربية نوابه صلى الله عليه وسلم ، ذاكر لله تعالى لا يفتر عن ذكره ، فمن أراد الخير كل الخير جعله كأمام للصلاة ، وتوجه إليه ، مستمطرا العزيز الغفار أن يوافق لسانه لسانه و ذكره ذكره و استغفاره استغفاره ، فإن وافق كان القبول و الرضى من الحضرتين الحضرة الإلهية و الحضرة النبوية .!.
كنت أن تكون هذه الفقرات خاتمة لمقدمة ، لكنها صارت مقدمة لموضوع ، كان البخل الذي لقيناه في بعض الدوائر التربوية ، و الشح في التوجيه و النصيحة ، وسمها إن شئت الأنانية وحب النفس ، من دواعي قصم الظهور ، وطرد الطالبين لوجه الله بصدق ، لكن ليس بهوى الوجهين المتصدرين للتربية عن دون علم ، سببا للبحث لمدة عشر سنوات في معنى كيف أتوجه الى الحضرة النبوية عبر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ؟.
أقسم الله تعالى في سورة البلد ، بحرمة البلد الحرام ، ثم بحرمة حضور النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ببركة أبراهيم و أولاد ه عليهما السلام ، أن حقيقة الإنسان الأولى و الأخيرة أنه في كبد.
وقبل أن نلج باب الكبد ، يقول مولانا عبد القادر الجزائري حول حقيقة الإنسان الكامل ما يلي : ( و في الخبر أن الله خلق آدم على صورته ، فالعارف خليفة الله ، و الخليفة لا بد أن يكون ظاهرا بصورة مستخلفه ، وهي أسماؤه و صفاته .وإذا نقصه شيء من الصفات فقد نقصه من الخلافة بقدرها .و العارفون متفاوتون في هذا. و الظاهر بالصفات و الأسماء على الكمال ، هو الخليفة الكامل و لا يكون إلا واحدا في كل زمان ، وهو الأنسان الكامل. و الآنية الفريدة بالنسبة لجميع المخلوقات.فأشار الجنيد رضي الله عنه إلى أن العارف لا يعرف أنه عارف.و أن المعرفة نعته ، إلا إذا ظهر متخلقا متحققا بالأسماء و الصفات الإلهية. أعني الصفات و الأسماء التي يمكن الظهور بها في عالم الدنيا.و أما صفات الربوبية ، فأن أدب الموطن ، و هي الدار الدنيا ، يقضي بعدم الظهور بذالك من أجل حكم الحصر و القيد على صورة العارف الظاهرة المسماة عبدا لمقتضياته الذاتية اللازمة لصورته الناقصة لئلا يلزم التناقض بين حاله و مقاله.وذالك ليس من الكمال فكتمه لأوصاف الربوبية هو الكمال.) المواقف الروحية ج1/ص 66.
فرحلة الكبد المحتمة على الإنسان هو البحث عن الكمال. فحقيقته أي الإنسان النهوض من عوامل الشح و البخل و الأنانية التي جبلت عليه نفسه ، ثم كبده و شقاءه في الدنيا بالعمل ، من أجل الثمرة المرجوة الكمال القلبي العقلي أو أن شئت الكمال الإنساني ، و لا يستمد هذا الكمال إلا من حضرته صلى الله عليه وسلم لا غير..
يقول الشبيخ عبد السلام ياسين في كتابه مقدمات في المنهاج
في طريق ابن آدم يتربص شيطان الجن الذي أبى السجود لآدم وحلف ليغوين بني آدم أجمعين إلا عباد اللّه المخلصين. خلق أقره اللّه عز وجل حين خاطب إبليس قائلا: "واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم"[1]. أعلمنا اللّه عز وجل أن الشيطان عدو لنا، وعلمنا كيف نتخذه عدوا، وكيف نستعيذ باللّه منه.
الشيطان له مأوى في داخل كياننا، له عش، له حلفاء. تخبث النفس حين لا تتزكى ولا تتطهر، فيجد الشيطان فيها ركنا ممهدا، أو تنجس بالكفر والنفاق فكلها ظلام وكلها مملكة إبليس، ويحالف الشيطان نوازع الشهوانية والغضبية العدوانية الأنانية في الإنسان، ويستغلها ليمارس أشغاله.
وهكذا يفتتن الإنسان من داخله بنفسه ونوازعها، وبالشيطان ونزغاته، يلتئم الصوتان ويتمازجان. ويفتتن الإنسان من خارجه، يفتنه الإنسان من بني جنسه، ويفتنه السلطان كما سنذكر بعد قليل إن شاء اللّه تعالى. وتفتنه الطبيعة باستعصائها على جهوده، وتلهيه معاناتها عما هو بصدده.
المجموع يكون الفتنة بمفهومها القرآني، البلاء كما جاء في بعض الآيات. الحياة الدنيا كلها ممر لفتنة الإنسان واختباره، أي لامتحانه. قال اللّه تعالى: "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"[2].
نضع هذه النبذة القصيرة عن الفتنة بمفهومها القرآني جوابا عن السؤال الذي يطرحه العقل البشري: فيم كل هذا العناء؟ ولماذا الخلاف في الأرض، والحرمان والجوع؟ ولنا رجوع إن شاء اللّه تعالى، ولنتحدث عن الفتن بصيغة الجمع بالمفهوم النبوي.
بعد الشيطان فتنة الإنسان بأخيه الإنسان، صدام أنانيات، صدام عادات، صدام ذهنيات، تنافس على الرزق، خصام على المصالح.
ذلك النداء الإلهي الذي يدعوك لاقتحام العقبة قدم لك صورة كاملة عن العقبة كما قدم لك واجبك تجاه الامتناع الاجتماعي، وهو مقاومة كل مايستعبد الرقبة من تسلط مباشر أومضايقة ظالمة في الرزق، وقدم لك صورة واضحة ضمنيا عن الامتناع السياسي حين نصح لك بالانضمام للجماعة والتحزب للّه عز وجل معها لتتعاون مع المؤمنين على ممارسة الصبر وممارسة المرحمة. الصبر لمقاومة التسلط الخارجي والمرحمة لتكون لحمة التراحم والتآخي بين أفراد الجماعة المؤمنة آصرة قوة وضمان حرية لا يستطيع الفرد أن ينتزعها من السلطان.
لا حرية للإنسان إلا داخل تضامن اجتماعي يقيه طغيان الفئة المناهضة، أو طغيان الدولة.
النداء الإلهي للاقتحام لن يصل إلى سمعك بتاتا، أو لن تسمعه بالوضوح الكافي، إن كنت غارقا في الفتنة. ثم لن تستطيع تلبيته إن كانت الفتنة جاثمة في نفسك، في حياتك اليومية، في وضعيتك الاجتماعية السياسية الاقتصادية. ووجود الفتنة المتعددة الوجوه، فتنة الشيطان والإنسان والسلطان عامل إحياء، فلولا الفتنة لكانت الحياة الدنيا ركودا، ولما كان أي معنى ولا أية ضرورة للجهاد، ولا للعمل أي حق في أن يوصف بالصلاح، ولا للجزاء في الدار الآخرة مكان. لو كانت الدنيا جنة، والناس ملائكة، لم يكن معنى ولا وجود ولا داع للحرية واقتحام العقبة إليها، إذ لا وجود عندئذ لعقبة أساسا. ) فقرة الشيطان و الأنسان و السلطان، مقدمات في المنهاج.
نسال الله أن يرحمنا آمين
عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-09-2011
  #2
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي رد: 4.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : د، الإستمداد

لعب السلطان في حياة السالك دورا مهما في تحديد وجهته و قصده ، فإما أن يكون مفتقرا ذليلا لسلطان خالقه ، متقلبا في قبضته لا يرى في وجوده سوى ذلك الأفتقار الدائم لرحمة الله تعالى ، و الشغف للقاءه و الوقوف في بابه ، فيتحكم فيه سلطان الشوق ، و ترد عليه بواده الإشارات تدله على الطريق.
و إما يستأثر به الالسلطان الأبليسي فإذا به يتنكب عن الطريق و يستدرج في متاهات الهوى و النفس و الشيطان.
لا تكاد تجد فيمن يسير على طريق الحق من يدلك بصدق عن سر السلوك إلا القليل، و غالبا ما يضع المربي و ليده على شفا الطريق ، ثم يدله على العمل السني ، و الإلتزام الوقتي المكاني ، ثم يتركه في منازلاته نفسه ، إلى أن تلوح علامات الإرادة .بمعنى أصح ، المريد و المراد.أو وحدة الذكر و الذاكر والمذكور، أحاط الله تعالى في سابق علمه على أن العبد الجامع الدال عليه ، يذكر ربه لا يفتر عنه ، فإن غفل جائت عناية الله به أن قم و استيقظ و تنبه فالطريق من هنا ، و الرحمة الجامعة لفضائل القرب و الزلفى أسها : متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم في كل شيء.
1.نور المراد :
يقول ابن عربي رحمه الله في كتابه الفتوحات المكية : (.......أعلموا أن المراد في اصطلاح القوم هو المجذوب عن إرادته مع تهيؤ الأمور له ، فهو يجاوز الرسوم و المقامات من غير مشقة بل بالتذاذ و حلاوة و طيب نفس تهون عليه الصعاب و شدائد الأمور.)ص 513/م2.
من أجل الأستمدادات من الجناب النبوي الشريف ، أنجذاب العبد إلى المرد ، ويقصد به إرادة وجه الله مع وجود سبق العناية ، أو التهييئ عن طريق ملازمة الحضرة النبوية ، توجها تضمحل في الرسوم و المقامات و العبارات و الإصطلاحات.بمعنى حضور قلبي في كل حين ألى المراد العالي.
وقد ألح أهل الله تعالى على هذا الأمر في مذكراتهم ، وو ضعوا للمراد ونوره أي المجذوب أحكاما و أحوالا سيجت بلجام الشريعة فلا يقبل منه إلا ما كان في حضوره العقلي ن لاغير. وتترك شطحاته لحين الصحو و اندثار السكر عنه.
و أجل ما يجده هذا العبد ، هو الحضور السني المشرق في العقل و الجسد و الروح ، فتصير ذاته تتقلب في الأقتداء لا تزيغ منه ، وهذا أرفع المقامات يلا شك، أن يمون الحبيب صلى الله عليه وسلم حاضرا في كل فعل .
يقول الشيخ عبد السلام ياسين حول سياج علم الشريعة قائلا : (
إن المتقدسين بالعزلة عن دنس الدنيا، المتنزهين عن مخالطة الغافلين، الذاكرين الله كثيرا في الخلوات، كانوا عرضة للخطإ والزيغ من جهات لا يتعرض لها عامة الناس. كانت لهم أذواق تلْطُف أن يُلِمّ بها الخيال، أو يحوم حول حماها كثيف المقال. والأذواق والكشف تخطئ كما يخطئ الرأي، بل يجد الشيطان والهوى منهما مدخلا ليستحوذا على هواجس النفس ويكدرا خواطر القلب. لذا كان مُعوَّل أئمة الصوفية على سياج الشريعة يحوطون به تلامذتهم، ويذكِّرون ويبصِّرون. إذ لا عاصم من الزيغ العامد والخطإ غير الراشد إلا معيار التقوى وتعليم الهدى. وما زال أئمة التربية يوصون بحفظ الشرع والوقوف عند الأمر والنهي تلامذتهم المُقدمين على خوض لُجّة الرياضات وسلوك فجاج الخلوات.
كان أبو سعيد الخراز يقول: "كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل". ويقول الإمام الجنيد: "علمنا هذا مشتبك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم". ويقول: "سمعت أبا سليمان الداراني يقول :ربما تقع في نفسي النكتَةُ من نُكتِ القوم (يعني الذوق من أذواقهم) أياماً، فلا أقبل منها إلا بشاهدين عدلين: الكتابِ والسنةِ". ويقول أبو يزيد البسطامي: "لو نظرتم إلى رجل أُعطِيَ من الكرامات حتى يرتفع في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود". ويقول سري السقَطِيُّ: "من ادعى باطن علم ينقض ظاهر حكم فهو غالط". ويقول أبو بكر الشفاف: "من ضيع حدود الأمر والنهي في الظاهر حرم مشاهدة القلب في الباطن". ويقول الجريري: "أمْرُنا هذا مجموع كله على فضل واحد، وهو أن تلزم قلبك المراقبة ويكون العلم على ظاهرك قائما". ويقول أبو جعفر: "من لم يَزِن أقواله وأفعاله وأحواله بالكتاب والسنة ولم يتهم خاطره فلا تعُدَّه في ديوان الرِّجال".) كتاب الإحسان.
لا ينفع السكر و دقائق فهومه صاحبه إن لم يقف عند الشرع!.
لا يستقيم العبد على جادة الأمر و صلاحه إن لم يكن كتوما لأسرار الطريق ، يقول الشيخ في نفس الكتاب ، في فقرة الإرادة و الهمة و العزم : (
قال شيخ الإسلام ابن القيم في تفصيل الإرادات والهمم: "لذّة كل أحد على حسب قدْره وهمته وشرف نفسه. فأشرف الناس نفسا، وأعلاهم همة، وأرفعهم قدرا، من لذّته في معرفة الله، ومحبته، والشوق إلى لقائه، والتودد إليه بما يحبه ويرضاه. فلذته في إقْباله عليه، وعكوف همته عليه. ودون ذلك مراتب لا يحصيها إلا الله، حتى تنتهي إلى من لذته في أخس الأشياء من القاذورات والفواحش في كل شيء من الكلام والفعال والأشغَال"[1].
وصنف الإمام الغزالي إرادات الناس وتعلُّقَها بالمطلوبات والمحبوبات، من لعب الأطفال، يرى الأطفال أن اللعب أعظم اللذات، إلى لذة البطن والفرج عند الكبير، إلى لذة العلم في عمر النضج، إلى لذة الرئاسة لمن نَالَهَا بالسيف أو القلم. ويشير الغزّالي من طَرْف خَفِيٍّ إلى قصته حين زهد في الرئاسة وخرج يبحث عن الدليل إلى الله فسخر منه الساخرون. قال: "وكما أن الصبي يضحك على من يترك اللعب ويشتغل بملاعبة النساء وطلب الرئاسة، فكذلك الرؤساء يضحكون على من يترك الرئاسة ويشتغل عنها بمعرفة الله تعالى. والعارفون يقولون: )إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) ".(سورة هود، الآيتان: 38–39)
من الإرادات من زادُها العَوَز، ومن الهمم مَن طبعها الخَوَرُ. كان لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز نفس تواقة عالية. قال لمولاه مزاحم وقد تعجب مزاحم من زهد مولاه الذي كان في شبابه متوسعا في المعايش فلما ولي أمر المسلمين ضرب لمن بعده مثلا خالدا : "ويحك يا مزاحم! لا يكثرن عليك شيء صنعته لله، فإن لي نفسا توّاقة، لم تَتُقْ إلى منزلة فنالتها إلا تاقت إلى ماهو أرفع منها، حتى بلغت اليوم المنزلة التي ما بعدها منزلة. وإنها اليوم قد تاقت إلى الجنة".
هذا التوقان المجيد إلى الجنة حُداءٌ تترنم به النفوس الطيبة. وهناك التوقان الأعظم، الشوق إلى رب الجنة والنار، والسعي إليه والعجلة إليه على أجنحة الهمم الطيارة. ما تحدث ابن عبد العزيز عن هذه المرتبة، وكانوا في القرون الثلاثة الفاضلة كتومين لمواجيدهم وأشواقهم. ولله همم أولياء الله الذين حَدَوْنا وتحدّونا بالإخبار عن إراداتهم الشامخة ومطالبهم السامية. جزاهم الله عنا أفضل الجزاء، فسروا لنا بمثالهم وقصة حياتهم معاني القرآن حين ينادي "سابقوا"، "سارعوا"، ومعاني "من تقرب إلي شبرا تقربت إليه باعا" الوارد في الحديث القدسي. همم صوارم! ).كتاب الأحسان ج/2.
نسأل الله تعالى أن يرحمنا آمين



عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-09-2011
  #3
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي رد: 4.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : د، الإستمداد

.في نور المريد :
غالبا ما يقصد أهل الله تعالى بالمريد المنقطع إلى الله تعالى المؤثر جناب الله الساعي في محاب الله ومراضيه ، و قد يطلقونها بإزاء المتجرد عن أرادته ، و أعظم مراتب المريد عندهم و عند لمحققين أن يكون نافذ الإرادة لا عن كشف ، فأن كان عن كشف فليس بمريد و إنما هو عالم بما يكون ، هكذا يحدد الشيخ الأكبر قدس الله سره معنى كلمة المريد.
و يقصد بنور المريد ، ذلك القصد السني ، و الفعل السني ، كيف يكون قدم المريد على قدم الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟.
كيف يستمد منه العلم ؟
والفهم و الحكمة و الرشد؟
يتجرد القلب للمنى ، و يستمد منه العقل ذالك النور المستمد ، فيكون حاضرا ظاهرا في كل دقائق النور النبوي ، لا يرى غيره.في حركاته و سكناته، في خلواته و جلواته.
منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ، ما من آية في القرآن إلا وكانت في دلالاتها القريبة أو البعيدة ، إلا و تدل على النبي صلى الله عليه وسلم.ما من توجيه رباني إلا و كانت فيه دعوة صريحة إلى الصحبة ، و دلالة على المعنى الغائي للإنسان ، الأستمداد و الأمتداد؟
يمتد النور النبوي من الفرش الى العرش ، ومن العرش إلى الفرش ، في انقطاع تام عن الغافلين ، لكنه في اتصال دائم مع من تشربوا معنى الصلاة ، الصلاة التي هي غيب في لفظها و فهمها وكنهها ، منها يكون الأستمداد ؟ لكن كيف يستمد العبد من نور ها أن لم يمن له امتداد ، بمعنى كيف أصلي على النبي صلى الله عليه وسلمه ، لتنطبع في روحي صورته الخيالية في خيالي المنفصل ، ثم تكون في قلبي خيالا متصلا بنورها الأصلي؟.
يقول الشيخ الأكبر في كتابه الفتوحات حول الهمة : ( ...نريد بباطن المعتقد كون الله هو الفاعل للأشياء لا أثر فيها لهمة مخلوق و لا لسبب ظاهر و لاباطن ، لعلمه بأن الأسباب أنما جعلها الله ابتلاء لتمييز من يقف عندها ممن لا يرى وقوع الفعل إلا بها ممن لايرى ذالك، و يرى فعل الله من ورائها عندها لابها.
اعلم أن الهمة يطلقها القوم بأزاء تجريد القلب للمنى ، و يطلقونها بإزاء أول صدق المريد ،، و يطلقونها بإزاء جمع الهمم بصفاء الإلهام فيقولون :
الهمة على تلاث مراتب : همة تنبه ، همة إرادة ، وهمة حقيقة.) الفتوحات المكية ، ص 515، ج2.
عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-08-2012
  #4
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 17
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: 4.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : د، الإستمداد

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رشحات البال لما في صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار: تذكير و مقدمة عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:07 PM
1.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : 2.حقائق و إشارات عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:06 PM
2.رشحات البال لما في الصلاة على النبي من الأنوار : ب، العبد الجامع عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:05 PM
3.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : ج.الإمداد عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:05 PM
5.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار: ج،في نور الصحبة عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:04 PM


الساعة الآن 09:59 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir