أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد،يُحيي ويُميت،وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شئ قدير           
العودة   منتديات البوحسن > اسلاميات > المقدسات الاسلامية

المقدسات الاسلامية هذا الركن لذكر الاماكن المقدسة والمساجد والاثار الاسلامية

إضافة رد
قديم 08-29-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي مسجد السيدة زينب أقيم بعد وفاتها بتسعة قرون

مسجد السيدة زينب أقيم بعد وفاتها بتسعة قرون


مسجد السيدة زينب بدمشق (الصور من المصدر)

د. أحمد الصاوي

ربما لم تحظ امرأة في تاريخ المسلمين بمثل ما حظيت به السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنها، من اهتمام تجاوز بطون الكتب إلى ميادين العمران والتشييد، ويكفي أن لها مسجدين ومقامين شهيرين في القاهرة ودمشق يندر أن يمر أمرؤ بهما من دون أن يُنصح بزيارتهما.

(القاهرة) - منح مسجد ومقام السيدة زينب بالقاهرة اسمه لحي كامل بالمدينة حتى أن الأسماء التي كانت شائعة لهذا الحي قبل إنشاء المسجد اختفت كلها على عراقتها فلم يعد أحد يسمع عن «خط قناطر السباع» أو «الخليج المصري» أو حتى «شارع السد»، وهي جميعاً تسميات ذات صلة بالخليج المتفرع من نهر النيل عند تلك المنطقة بقناطره التي كانت تحمل رسم «السبع» الظاهر بيبرس المملوكي.

والسيدة زينب التي ينسب إليها المقام والمسجد هي حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجه خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها، فأمها هي فاطمة الزهراء رضي الله عنها، أما أبوها فهو الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ثم هي زوج عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وقد برهنت الأحداث على أنها كانت جديرة بهذا المجد.




مسرح الأحداث
ويجمع المؤرخون من عرب ومستشرقين على أنها أول امرأة في الإسلام قدر لها أن تلعب على مسرح الأحداث السياسية دوراً ذا شأن بعد اقتران اسمها بمأساة كربلاء الشهيرة حتى أن هناك من سماها «بطلة كربلاء» لأنها السيدة الأولى التي ظهرت في اللحظة الحرجة تأسو المكلوم وتثور للضحايا الشهداء ثم بعد حوارها مع عبد الله بن زياد المسطر بكتب التاريخ راحت تحمي السبايا من الهاشميات فضلاً عن الغلام المريض الذي احتضنته رافضة قتله وهو علي زين العابدين بن الحسين بن علي ومن هنا جاءت كنيتها «أم هاشم».

ولعل بعض المؤرخين لم يبالغ في الأمر عندما قال إن موقف السيدة زينب بعد المعركة هو الذي جعل من كربلاء مأساة خالدة فقد صاحت وسط الأشلاء «يا محمداه صلى عليك ملائكة السماء هذا الحسين بالعراء مرمل الدماء، مقطع الأعضاء، يا محمداه هذه بناتك سبايا وذريتك مقتلة»، ثم التفتت مخاطبة أهل الكوفة وهم يبكون «أما بعد يا أهل الكوفة أتبكون فلا سكتت العبرة ولا هدأت الرنة إنما مثلكم مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا فابكوا كثيراً واضحكوا قليلا فقد ذهبتم بعارها وشنارها وكيف ترخصون قتل سبط الرسول وهو سيد شباب أهل الجنة أتدرون أي كبد فريتم وأي دم سفكتم وأي كريمة أبرزتم لقد جئتم شيئاً إذا تكاد السماوات ينفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا» فألهبت المشاعر من وقتها.

العودة

وبعد مساجلات معروفة لها مع يزيد بن معاوية عادت السيدة زينب إلى المدينة المنورة آملة في أن تقيم بقية حياتها إلى جوار قبر جدها عليه الصلاة والسلام، ولكن الأمويين أبوا عليها ذلك إذ كان وجودها في المدينة كافياً لأن يلهب مشاعر الناس للأخذ بثأر الحسين فطلب منها وإلي المدينة أن تخرج من المدينة فتقيم حيث تشاء، فرحلت تريد مصر ووصلتها، كما تقول الكثير من المراجع العربية في شعبان عام 61 هـ فاستقبلها «مسلمة بن مخلد الأنصاري» وإلي مصر كما خرجت لاستقبالها كافة جموع المسلمين عند بلبيس شرقي مصر حتى إذا وصلت إلى الفسطاط مضى بها مسلمة إلى داره بالحمراء فأقامت بها قرابة العام حتى وافاها الأجل المحتوم وقضت نحبها في رجب عام 62 هـ عليها رحمة الله ثم دفنت بمخدعها من الدار حسب وصيتها.

تشكيك

بيد أن هناك من يشكك في صحة تلك الرواية مثل ابن ميسر وابن تغري بردي ويؤكد أن السيدة زينب لم تصل إلى مصر أصلاً، بل أنه لم يمت لعلي بن أبي طالب ولد لصلبه بمصر.

ولكن الذين يؤيدون صحة نسبة المقام للسيدة زينب بنت علي «زينب الكبرى» يستندون إلى رواية الرحالة الكوهيني الذي زار مصر في المحرم من عام 369 هـ، وقال: زرنا مشهد زينب بنت علي «فوجدناه داراً كبيرة وهو في طرفها البحري ليشرف على الخليج فنزلنا إليه بدرج..»، وهي رواية تتفق من الناحية الطبوغرافية مع الموقع الحالي لمشهد السيدة زينب «بشارع الخليج المصري، كما كان يسمى»، مثلما تتماشى مع الرواية التاريخية التي تجعل من «دار» مسلمة بن مخلد «بالحمراء» قبراً للسيدة زينب فقد دخل الكوهيني «دارا» على «الخليج» ونزل بدرج للقبر وهو ما يعني أن مستوى الطريق قد تغير لتقادم الزمن.

رؤية

أما بداية الاهتمام بالمشهد فتعود إلى القرن العاشر الهجري عندما قال الصوفي الشهير عبد الوهاب الشعراني إن استاذه الشيخ «علي الخواص» أخبره بعد رؤية صالحة في منام له «أن السيدة زينب المدفونة بقناطر السباع ابنة الإمام علي رضي الله عنه وأنها في هذا المكان بلا شك»، وإن كان ذلك لم يمنع المعترضين من القول بأن القبر هو فعلاً لزينب، ولكنها زينب أخرى هي «زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنور بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب».

وتبعاً لأقوال الشعراني تم بناء مشهد جديد للسيدة زينب مرتفع عن مستوى الشارع القديم على يدي الوالي العثماني «علي باشا» في عام 956 هـ «1549م» وجاء الأمير عبد الرحمن كتخدا وقام بتجديده عام 1174 هـ «1761م». وفي سنة 1212 هـ «1798م» ظهر خلل بالمسجد، فقام عثمان بك المرادي بهدمه وشرع في بنائه وارتفع بجدرانه وأقام أعمدته، ولكن العمل توقف بعد دخول بونابرت وعساكره إلى القاهرة في عام 1213 هـ «1798م».

توسعة المسجد

بعد جلاء الفرنسيين استؤنف البناء من دون أن يكتمل، فقام محمد علي الكبير بإكمال العمل وافتتحه للصلاة ومن وقتها لم تنقطع عناية أسرة محمد علي بالمسجد. فقام الخديو عباس ببعض الإصلاحات فيه، ومات قبل أن يتمها وتولى اتمامها الخديو محمد سعيد باشا في سنة 1276 هـ «1860م» وأنشأ مقامين به هما لسيدي «العتريس» وسيدي «العيدروس» وهما إلى اليوم خارج المسجد.

وقام بعد ذلك الخديو توفيق بإعادة بناء المسجد والمشهد معا في عام 1302 هـ «1885م» ثم قامت وزارة الأوقاف في عام 1358 هـ «1940م» بعمل توسعة للمسجد وافتتحه الملك فاروق بصلاة الجمعة في 19 ذي الحجة من عام 1360هـ. وفي تلك التوسعة أصبح المسجد مكوناً من سبعة أروقة تسير عقودها بموازاة جدار القبلة، ويتوسطه صحن مربع مغطى بقبة ويقابل القبة ضريح السيدة زينب، بينما يتقدم المسجد من الجهة الشمالية رحبتان بهما مدخلان رئيسيان، ويفصل بين الرحبتين مستطيل تعلوه «شخشيخة» وفي الطرف الشمالي الغربي ضريحاً العتريس والعيدروس. وفي عام 1969م أضافت وزارة الأوقاف المصرية مساحة جديدة للمسجد تبلغ حوالي 544م، وهي تعادل المساحة الأصلية للمسجد وزودت الإضافة بمحراب جديد مع الاحتفاظ بالمحراب القديم للمسجد.

والواجهة الرئيسية للمسجد تشرف على ميدان السيدة زينب وبها ثلاثة مداخل وهي ترتد عند طرفها الغربي حيث يوجد باب مخصص لدخول النساء. وقد زود المسجد بمئذنة مملوكية الطراز لتتماشى مع القبة الرئيسية للمسجد. وقد عنيت وزارة الأوقاف المصرية بتزيين الأسقف بزخارف ملونة وأيضاً بفرشه بالسجاد، حيث يعتبر من المقاصد الأهم لزوار القاهرة وخاصة في شهر رمضان.

ضريح «أم هاشم»

ضريح السيدة زينب رضي الله عنها «أم هاشم» يقع في الجهة الغربية من المسجد وبه قبر السيدة زينب رضي الله عنها تحيط به مقصورة من النحاس الأصفر وتعلوها قبة صغيرة من الخشب والقبر أعلاه القبة الرئيسية التي جعلت منطقة الانتقال فيها من المربع إلى المثمن من حطات من المقرنصات وهي من طراز مملوكي خالص خاصة النوافذ المعقودة التي فتحت برقبة القبة حيث غشيت بأحجبة من الجص المعشق بالزجاج الملون.


عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2011
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: مسجد السيدة زينب أقيم بعد وفاتها بتسعة قرون

بسم الله الرحمن الرحيم جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-06-2011
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: مسجد السيدة زينب أقيم بعد وفاتها بتسعة قرون

مرحبا بالرجل الطيب
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العقل زينة عبدالقادر حمود القسم العام 2 11-30-2011 01:06 AM
الحياة والموت يتجاوران في مسجد السيدة نفيسة عبدالقادر حمود القسم العام 2 10-06-2011 01:16 PM
المعمرة "صفية عبد العيسى"... معايشة ثلاثة قرون الـــــفراتي القسم العام 0 04-29-2011 03:19 PM
زينب بنت الامام علي نوح السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 3 03-12-2009 06:09 PM
يا زينة الوجود علاء الدين الصوتيات والمرئيات 2 02-01-2009 04:29 PM


الساعة الآن 01:43 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir