كانون في التاريخ والمأثورات الشعبية




يحتل شهر كانون الاول الشهر الثاني عشر في السنة الميلادية وتسمية هذا الشهر بكانون الاول تقتصر على بلاد الشام والرافدين ويطلق عليه في مصر (ديسمبر) وقد اقتبست اغلب الاقطار العربية اسم ديسمبر

بعد ان اعتمدت التقويم الميلادي إلى جانب التقويم الهجري كما يطلق عليه في المغرب (ديجنبر) ومن المفارقات اللطيفة أن كلمة كانون في اللغة اليابانية تعني الشتاء.‏

وكان قدماء الرومان يعدون شهور السنة ابتداء من شهر آذار وتتكون سنتهم من عشرة شهور ثم تمت اضافة شهري كانون الثاني وشباط في التقويم اليوناني نسبة إلى يوليوس قيصر /47/ قبل الميلاد لتصبح السنة اثني عشر شهراً وبقي الشهر العاشر اسماً لهذا الشهر مع انه اصبح الثاني عشر والأخير في ترتيب الأشهر واستمرت التسمية في التقويم الغريغوري الذي وضع في القرن السادس عشر وجعل أول السنة مطلع كانون الثاني .‏

عوامل المناخ تتغير بين فترة زمنية وأخرى تبعاً للعديد من الظروف والعوامل والاسباب الطبيعية وغير الطبيعية كزحف التصحر وذوبان الكتل الجليدية وانبعاث الغازات والتلوث والزلازل وتحرك الصفائح والغوالق الارضية وغير ذلك وما شاهدناه في الصيف الماضي من ارتفاع لدرجات الحرارة لم يسبق له مثيل منذ عدة قرون وتأخر فصل الشتاء حتى اننا لم نشاهد المطر إلا قبل عدة أيام مع أنه من عاش في النصف الاول والثاني من القرن الماضي يشعر بالفارق بين درجات الحرارة وكميات الامطار والثلوج بين الحقبتين فعلى سبيل المثال كانت الثلوج تتساقط بكثافة ولعدة مرات في الشتاء بينما نلاحظ في ثمانينيات القرن الماضي وإلى اليوم أن سقوط الثلج اصبح حالة نادرة وأولادنا قد حرموا من مشاهدة منظره الجميل واللعب به أو تناوله كوجبة حلوى نسميها السويق وتتكون من قطع الثلج ويضاف إليها سائل شراب الليمون أو البرتقال ويعتبر شهر كانون الاول والثاني من اكثر شهور العام برودة لما يتخللهما من ثلوج وامطار حيث كان الناس يستيقظون صباحاً لازالة الثلوج من على اسطح المنازل حتى لا يؤثر ذلك على اسقف البيوت فتتصدع وتنهار إلى جانب تحول قطرات المطر إلى حبات من الزمرد التي تتعشق بأغصان الأشجار وأوراق العرائش إلى جانب جماد الماء المسفوح في الشوارع والحفر والأخاديد .‏

ويذهب الباحثون إلى القول بأن كلمة كانون تسمية سريانية ومشتقة من جذر اللغة الارامية القديمة وهو جذر (كن) ومعناه الأساس والثبوت والاستقرار لأن الناس ينقطعون فيه عن العمل ويكنون في دورهم وعدد أيامه /31/ يوماً ويضيفون أن (الكن) في البيت كان بسبب توقف العمل بالزراعة حيث تحول العوامل الجوية دون ذلك .‏

وكانوا يلقبون كانون بالشايب لكثرة ثلوجه ولشدة وطأته على السكان وخاصة الفقراء والمسنين ادخلوه في مورثاتهم الشعبية فقالوا في كانون / كن وعلى الفقير حن/ أي في كانون اجلس في بيتك ولا تغادره وتذكر أيها الغني الذي لديك الفحم والحطب والموقد ان هناك فقراء تصدق عليهم بهذه المواد وادخل الدفء إلى اجسامهم العارية واوصالهم الباردة.‏

وقالوا أيضا : في كانون كن في بيتك بين ملحاتك وزيتاتك‏

أي اقعد في بيتك وخزن مؤونتك من الملح والزيت لتسد جوعك.‏

ونستدل من هذا المثل شدة فقر الناس وما كانوا يتناولونه أيام الشتاء والقحط.‏

وقالوا أيضا بنفس المعنى :‏

بكانون كون في بيتك وكتر حطبك وزيتك‏

ونستدل من هذا المثل ما للزيت من فائدة تفيد الجسم وتشفيه من الامراض إلى جانب كونه مادة غذائية .‏

وعن شدة برودة شهر كانون قالوا :‏

كل رعدة بكانون ثلجة بشباط‏

وأيضاً بكانون حضّر الفحم والكانون‏

والكانون هو الموقد والاسم مشتق على ما أعتقد من اسم شهر كانون‏

ويقولون في كانون لا تطلع من البيت ، كتر من التين والدبس والزيت‏

ـ الأرض إذا ما ارتوت بكوانين فالسنة محل‏

ـ بكانون بوظ وبتموز ظوظ‏

ـ بكانون كتر النار في الكانون‏

ـ بين كانون وكانون ما بسافر غير المجنون‏

ـ جني الزواتين بكوانين‏

ـ عرس المجانين بكوانين‏

ـ كانون كن وكنّاره وهاد شهرك يا ناره‏

ـ مريض كانون عالشوربة واليانسون‏

ـ يا لوز يا مجنون ، ليش بتزهر بكانون‏

ـ كانون الاول اوعالو - بدو ميزانية لحالو‏

ـ كانون الاول صبحك مساء شيل ايدك من غداك وحطا بعشاك‏

أي وفر غداك لعشاك .‏