أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > المكتبة الاسلامية

المكتبة الاسلامية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-2012
  #30
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني

أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) إذا كان لنا دين على معسر أن ننظره ونضع عنه امتثالا لأمر الشارع صلى الله عليه وسلم وطلبا لمرضاته، فإنه لا يأمرنا قط إلا بما فيه النفع لنا في الدنيا والآخرة، لكن بشرط الإخلاص لنهيه صلى الله عليه وسلم عن الرياء والسمعة، فربما سامح أحدنا المعسر ببعض ما عليه بحضرة الناس ليقال، ولو أنه لم يعلم به إلا الله تعالى لربما كان يثقل عليه ولا ينشرح له صدره، فلينتبه من يفعل المعروف لمثل ذلك ويفتش نفسه التفتيش المبرئ للذمة، فمن حاسب نفسه في هذه الدار خف حسابه في الدار الآخرة، وإن وقع له حساب فإنما هو في أمور لم يحاسب نفسه عليها في دار الدنيا. واعلم أنه ليس مراد الحق تعالى بالحساب إلا إقامة الحق على العبد وبيان فضله وحلمه عليه لا غير، وإلا فالعبد ليس معه شيء يدفعه لسيده،فاعلم ذلك واعمل عليه والله يتولى هداك: {وهو يتولى الصالحين}.


روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: ما من يوم يصبح على العباد إلا وملكان ينزلان من السماء فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا.


ولفظ رواية ابن حبان في صحيحه مرفوعا: ما من يوم يصبح على العباد إلا وملك بباب من أبواب الجنة يقول: من يقرض اليوم يجد غدا، وملك بباب آخر يقول: اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا.


وكذلك رواه الطبراني، إلا أنه قال: بباب السماء. قلت: قال بعض المحققين: والمراد بقول الملك اللهم أعط ممسكا تلفا. أي إنفاقا في وجوه الخير لأن الملك من عالم الخير فلا يدعو بفساد، كما يقال فلان أتلف نفسه وماله في مرضاة الله تعالى، وأما على ما يتبادر إلى الأذهان فالمتلف لماله إنما عليه الإثم وهو يدعو بالإثم فافهم. والله تعالى أعلم.


وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا: قال الله عز وجل أَنفق، أُنفق عليك.


وروى مسلم والترمذي مرفوعا: ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف. والكفاف ما كف من الحاجة إلى الناس مع القناعة لا يزيد على قدر الحاجة، والفضل ما زاد على قدر الحاجة.


وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا: مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره، وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة بمكانها، قال أبو هريرة: فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بإصبعه هكذا في جنته يوسعها. والجنة بضم الجيم والنون: كل ما وقى الإنسان، وتضاف إلى ما يكون منفعة، وقلصت: أي انجمّت وتشمرت وهو ضد استرخت وانبسطت. قال الحافظ المنذري: والمراد بالجنة هنا الدرع لأنه يجن المرء ويستره، ومعنى الحديث: أن المنفق كلما أنفق طالت عليه وسبغت حتى تستر بنان رجليه ويديه، والبخيل كلما أراد أن ينفق لزقت كل حلقة بمكانها فهو يوسعها ولا تتسع، شبه صلى الله عليه وسلم نعمة الله ورزقه بالجنة. وفي رواية بالجبة بالباء الموحدة، فالمنفق كلما أنفق اتسعت عليه النعم وسبغت ووفرت حتى تستره سترا كاملا شاملا، والبخيل كلما أراد أن ينفق منعه الحرص والشح وخوف النقص، فهو يمنعه طلبا للمزيد والسعة زيادة على ما عنده فلا تزيد النعم عليه ولا تتسع ولا يستر بها ما يريد ستره. والله أعلم.


وروى الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقيس بن سلع الأنصاري: أنفق ينفق الله عليك قالها ثلاث مرات. وكان يقلل النفقة فأنفق فصار أكثر أهله مالا.


وروى البزار بإسناد حسن والطبراني: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبر من تمر، فقال ما هذا يا بلال؟ قال أعددته لأضيافك قال: أما تخشى إن يكون لك دخان من جهنم، أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا. وفي رواية للطبراني: أما تخشى أن يكون لك بخار في جهنم.


وروى الشيخان وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت أبي بكر: لا توكي فيوكأ عليك. وفي رواية لهما: أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك. قال الخطابي ومعنى لا توكي لا تدخري، والإيكاء: سد رأس الوعاء بالوكاء، وهو الرباط الذي يربط له. يقول لا تمنعي ما في يدك، فيقطع الله مادة بركة الرزق عليك.


وروى البزار والحاكم وقال صحيح الإسناد عن بلال، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال مت فقيرا ولا تمت غنيا. [فقلت؟؟] وكيف لي بذلك؟ قال: ما رزقت فلا تخبأ، وما سئلت فلا تمنع. فقلت: يا رسول الله، وكيف لي بذلك؟ قال: هو ذاك أو النار


وروى الطبراني بإسناد حسن أن طلحة بن عبيد الله جاءه مال كثير في يوم، فقال لغلامه أدع لي قومي فدعاهم، فقسمه عليهم ولم يبق لنفسه شيئا وكان أربعمائة ألف.


وروى الطبراني أن عمر بن الخطاب أرسل أربعمائة دينار مع الغلام إلى أبي عبيدة بن الجراح، وقال للغلام تلبث عنده في البيت ساعة لتنظر ما يصنع، فذهب بها الغلام إليه وقال أمير المؤمنين يقول لك اجعل هذه في بعض حوائجك، فقال وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالى يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة أيضا إلى فلان حتى أنفذها كلها، ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل، فقال اذهب بهذه إلى معاذ ابن جبل وقف في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها الغلام وقال: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجاتك، فقال رحمه الله ووصله ثم قال: تعالى يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا وإلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأة معاذ فقالت، ونحن والله مساكين فأعطنا فلم يبق في الخرقة إلا ديناران فأرسلهما إليها، ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فسر بذلك وقال إنهم أحوج بعضهم من بعض.


وروى الطبراني وابن حبان في صحيحه عن سهل قال: كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة دنانير فوضعها عند عائشة، فلما كان عند مرضه قال: يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي. ثم أغمي عليه وشغل عائشة، حتى قال ذلك مرارا، كل ذلك ويغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشغل عائشة ما به، فبعث إلى علي فتصدق بها، وأمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديد الموت ليلة الاثنين، فأرسلت عائشة بمصباح لها إلى امرأة من نسائها فقالت: اهدي لنا في مصباحنا من عكتك السمن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسى في حديد الموت.


وروى الطبراني والإمام أحمد ورجاله رجال الصحيح عن أبي ذر قال: إن خليلي صلى الله عليه وسلم عهد إلي قال: إن كل ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله. وقالت له الجارية يوما دعني أثبت عندنا هذه السبعة دنانير لما ينوبك من الحوائج أو لما ينزل بك من الضيوف فأبى. وفي رواية للطبراني مرفوعا: من أوكأ على ذهب أو فضة ولم ينفقه في سبيل الله كان جمرا يكوى به.


وروى أبو يعلي والبيهقي عن أنس ورواته ثقات قال أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث طوائر فأطعم خادمه طائرا، فلما كان من الغد أتت الخادم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم أنهك أن ترفعي شيئا لغد فإن الله تعالى يأتي برزق غد.


وروى ابن حبان في صحيحه والبيهقي عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئا لغد.


وروى الطبراني بإسناد حسن مرفوعا: إني لألج هذه الغرفة ما ألجها إلا خشيت أن يكون فيها مال فأتوفى ولم أنفقه. والغرفة العلية.


وروى البزار مرفوعا: ما أحب أن لي أحدا ذهبا أبقى صبح ثالثة وعندي منه شيء إلا شيئا أعده لدين.


وروى الإمام أحمد والطبراني أن رجلا توفى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الصفة فلم يوجد له كفن فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انظروا إلى داخل إزاره فوجدوا دينارا أو دينارين، فقال: كَيَّتان أو كيّة من نار. وفي رواية: فوجدوا دينارا فقال: كية من نار. قال الحافظ المنذري: وإنما جعل صلى الله عليه وسلم ذلك الدينار أو الدينارين كيّتَين أو كيّة من نار، لأنه ادخر مع تلبسه بالفقر ظاهرا، وشارك الفقراء فيما يأتيهم من الصدقة والأحاديث في ذلك كثيرة. والله تعالى أعلم." اهـ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 177 02-27-2019 11:56 AM
الانوار القدسية ودلائل النور-وصية سيدي الشيخ أحمد الجامي قدس سره محب الاحباب الآذكار والآدعية 7 09-23-2016 08:19 PM
القصيدة المحمدية صوت عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 0 12-14-2010 02:39 PM
لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية هيثم السليمان المكتبة الاسلامية 3 02-06-2010 02:13 PM
الشمائل المحمدية علاء الدين المواضيع الاسلامية 3 10-09-2009 06:14 PM


الساعة الآن 01:37 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir