أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > الآذكار والآدعية

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-2011
  #1
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي 4.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : د، الإستمداد

.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : د، الإستمداد

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله وصحبه ، وبعد
أ .تمهيد:
تستقيم اللأفكار في العقل ، و تستحكم في الإنسان أن كان الفكر خليطا من المذاهب و صراعات من التيارات.
لكن العقل المؤمن لا يعرف وجهة غير وجهة واحدة وهو الوحي.و يستمد من القلب المرحوم بالله ، دقائق الفهم.و يبقى من لا استمداد له حيرانا كالكلب يلهث فمرة مع دواعي الفطرة ، و تارة أخرى مع هواه الأصم الأبكم ، وتارة مع زواجر الحق لا يستيقظ من غفلته إلا بعد أن يفتح الله عليه أبواب كل شيء ، فيختلط عليه الحق مع الباطل ، فينجذب برحمة الله تعالى الى الحق و أهله.
كتب الشيخ سعيد حوى في كتبه التربوية عن صرخة ، بل عن هم و حرقة عن الفيض و المدد المستمد من الشيوخ الكمل عبر التاريخ ، وجاء من بعده يستقصي الأمر ، و يبحث و يتحسس الحق الذي ظل ساريا بالمدد الفردي و الجماعي ، في الدوائر التربوية المغلقة و المفتوحة.و كان السؤال : اين أجد المستمد منه ؟ اين الولي ، أين المفرد ، أين الدال على الله ؟.
" الشيخ كأمام للصلاة؟" ، بل النبي صلى الله عليه وسلك كإمام للصلاة!.
كيف أصلي وراء ه صلى الله عليه وسلم وأتأدب معه ، فلا أركع حتى يركع ، و لا أسجد حتى يسجد ، و لاأقرأ حتى يقرأ ؟الأستمداد بحسب البعض هو استحضار الحضرة النبوية في كل عبادة .
سمعت ممن تذوقوا الأمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته البرزخية متفرغ لعبادة الله تعالى ، منشغل بأمر أمته ، في تربية نوابه صلى الله عليه وسلم ، ذاكر لله تعالى لا يفتر عن ذكره ، فمن أراد الخير كل الخير جعله كأمام للصلاة ، وتوجه إليه ، مستمطرا العزيز الغفار أن يوافق لسانه لسانه و ذكره ذكره و استغفاره استغفاره ، فإن وافق كان القبول و الرضى من الحضرتين الحضرة الإلهية و الحضرة النبوية .!.
كنت أن تكون هذه الفقرات خاتمة لمقدمة ، لكنها صارت مقدمة لموضوع ، كان البخل الذي لقيناه في بعض الدوائر التربوية ، و الشح في التوجيه و النصيحة ، وسمها إن شئت الأنانية وحب النفس ، من دواعي قصم الظهور ، وطرد الطالبين لوجه الله بصدق ، لكن ليس بهوى الوجهين المتصدرين للتربية عن دون علم ، سببا للبحث لمدة عشر سنوات في معنى كيف أتوجه الى الحضرة النبوية عبر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ؟.
أقسم الله تعالى في سورة البلد ، بحرمة البلد الحرام ، ثم بحرمة حضور النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ببركة أبراهيم و أولاد ه عليهما السلام ، أن حقيقة الإنسان الأولى و الأخيرة أنه في كبد.
وقبل أن نلج باب الكبد ، يقول مولانا عبد القادر الجزائري حول حقيقة الإنسان الكامل ما يلي : ( و في الخبر أن الله خلق آدم على صورته ، فالعارف خليفة الله ، و الخليفة لا بد أن يكون ظاهرا بصورة مستخلفه ، وهي أسماؤه و صفاته .وإذا نقصه شيء من الصفات فقد نقصه من الخلافة بقدرها .و العارفون متفاوتون في هذا. و الظاهر بالصفات و الأسماء على الكمال ، هو الخليفة الكامل و لا يكون إلا واحدا في كل زمان ، وهو الأنسان الكامل. و الآنية الفريدة بالنسبة لجميع المخلوقات.فأشار الجنيد رضي الله عنه إلى أن العارف لا يعرف أنه عارف.و أن المعرفة نعته ، إلا إذا ظهر متخلقا متحققا بالأسماء و الصفات الإلهية. أعني الصفات و الأسماء التي يمكن الظهور بها في عالم الدنيا.و أما صفات الربوبية ، فأن أدب الموطن ، و هي الدار الدنيا ، يقضي بعدم الظهور بذالك من أجل حكم الحصر و القيد على صورة العارف الظاهرة المسماة عبدا لمقتضياته الذاتية اللازمة لصورته الناقصة لئلا يلزم التناقض بين حاله و مقاله.وذالك ليس من الكمال فكتمه لأوصاف الربوبية هو الكمال.) المواقف الروحية ج1/ص 66.
فرحلة الكبد المحتمة على الإنسان هو البحث عن الكمال. فحقيقته أي الإنسان النهوض من عوامل الشح و البخل و الأنانية التي جبلت عليه نفسه ، ثم كبده و شقاءه في الدنيا بالعمل ، من أجل الثمرة المرجوة الكمال القلبي العقلي أو أن شئت الكمال الإنساني ، و لا يستمد هذا الكمال إلا من حضرته صلى الله عليه وسلم لا غير..
يقول الشبيخ عبد السلام ياسين في كتابه مقدمات في المنهاج
في طريق ابن آدم يتربص شيطان الجن الذي أبى السجود لآدم وحلف ليغوين بني آدم أجمعين إلا عباد اللّه المخلصين. خلق أقره اللّه عز وجل حين خاطب إبليس قائلا: "واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم"[1]. أعلمنا اللّه عز وجل أن الشيطان عدو لنا، وعلمنا كيف نتخذه عدوا، وكيف نستعيذ باللّه منه.
الشيطان له مأوى في داخل كياننا، له عش، له حلفاء. تخبث النفس حين لا تتزكى ولا تتطهر، فيجد الشيطان فيها ركنا ممهدا، أو تنجس بالكفر والنفاق فكلها ظلام وكلها مملكة إبليس، ويحالف الشيطان نوازع الشهوانية والغضبية العدوانية الأنانية في الإنسان، ويستغلها ليمارس أشغاله.
وهكذا يفتتن الإنسان من داخله بنفسه ونوازعها، وبالشيطان ونزغاته، يلتئم الصوتان ويتمازجان. ويفتتن الإنسان من خارجه، يفتنه الإنسان من بني جنسه، ويفتنه السلطان كما سنذكر بعد قليل إن شاء اللّه تعالى. وتفتنه الطبيعة باستعصائها على جهوده، وتلهيه معاناتها عما هو بصدده.
المجموع يكون الفتنة بمفهومها القرآني، البلاء كما جاء في بعض الآيات. الحياة الدنيا كلها ممر لفتنة الإنسان واختباره، أي لامتحانه. قال اللّه تعالى: "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"[2].
نضع هذه النبذة القصيرة عن الفتنة بمفهومها القرآني جوابا عن السؤال الذي يطرحه العقل البشري: فيم كل هذا العناء؟ ولماذا الخلاف في الأرض، والحرمان والجوع؟ ولنا رجوع إن شاء اللّه تعالى، ولنتحدث عن الفتن بصيغة الجمع بالمفهوم النبوي.
بعد الشيطان فتنة الإنسان بأخيه الإنسان، صدام أنانيات، صدام عادات، صدام ذهنيات، تنافس على الرزق، خصام على المصالح.
ذلك النداء الإلهي الذي يدعوك لاقتحام العقبة قدم لك صورة كاملة عن العقبة كما قدم لك واجبك تجاه الامتناع الاجتماعي، وهو مقاومة كل مايستعبد الرقبة من تسلط مباشر أومضايقة ظالمة في الرزق، وقدم لك صورة واضحة ضمنيا عن الامتناع السياسي حين نصح لك بالانضمام للجماعة والتحزب للّه عز وجل معها لتتعاون مع المؤمنين على ممارسة الصبر وممارسة المرحمة. الصبر لمقاومة التسلط الخارجي والمرحمة لتكون لحمة التراحم والتآخي بين أفراد الجماعة المؤمنة آصرة قوة وضمان حرية لا يستطيع الفرد أن ينتزعها من السلطان.
لا حرية للإنسان إلا داخل تضامن اجتماعي يقيه طغيان الفئة المناهضة، أو طغيان الدولة.
النداء الإلهي للاقتحام لن يصل إلى سمعك بتاتا، أو لن تسمعه بالوضوح الكافي، إن كنت غارقا في الفتنة. ثم لن تستطيع تلبيته إن كانت الفتنة جاثمة في نفسك، في حياتك اليومية، في وضعيتك الاجتماعية السياسية الاقتصادية. ووجود الفتنة المتعددة الوجوه، فتنة الشيطان والإنسان والسلطان عامل إحياء، فلولا الفتنة لكانت الحياة الدنيا ركودا، ولما كان أي معنى ولا أية ضرورة للجهاد، ولا للعمل أي حق في أن يوصف بالصلاح، ولا للجزاء في الدار الآخرة مكان. لو كانت الدنيا جنة، والناس ملائكة، لم يكن معنى ولا وجود ولا داع للحرية واقتحام العقبة إليها، إذ لا وجود عندئذ لعقبة أساسا. ) فقرة الشيطان و الأنسان و السلطان، مقدمات في المنهاج.
نسال الله أن يرحمنا آمين
عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رشحات البال لما في صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار: تذكير و مقدمة عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:07 PM
1.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : 2.حقائق و إشارات عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:06 PM
2.رشحات البال لما في الصلاة على النبي من الأنوار : ب، العبد الجامع عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:05 PM
3.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : ج.الإمداد عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:05 PM
5.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار: ج،في نور الصحبة عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:04 PM


الساعة الآن 12:19 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir