أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد،يُحيي ويُميت،وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شئ قدير           

ركن وادي الفرات نادي مختص بتراث وتاريخ المنطقة الشرقية من سوريا

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-21-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي العَــــــــــجِيُّ

العَــــــــــجِيُّ



العجيُّ: فاقد أمّه من الناس والإبل، فيربّى بلبن غيرها، والعجيُّ: غير اليتيم فاقد أبيه، ويطلق العامة هذه التسمية على كل الصغار خطأً، وجمعها عجيان وعجايا وقد ارتبطت بالتربية، فالصبي الصغير عجيّ،ٌ ولو لم تمت أمه فيقال للشقي من الأطفال: عجيُّ للتأنيب ويقال للسفيه: عجيُّ مهما كان عمره، أو حتى علت مراتبه،

وتستخدم للذمّ حيث أن العجيَّ لا يؤخذ بكلامه،ولا ينقل عنه حديث،ولا يسمع له رأي، ولا يحترم في مجلس، ولا يدعى إلى وليمة، ولا يؤتمن سر، ولا يزوَّج من بهنانة رعبوب، ولا يرافق بطريق، وهكذا ينبذ اجتماعياً، ومن مواصفات العجيِّ الكبير: سفاهة الرأي وسطحية التفكير، وعدم احترام الموقف أو تقدير الحالة، والكذب، والتزلف، والتملق، والخداع، والمراوغة، والنزوع دائماً نحو الاختصام مع الآخرين، وخلق المواقف بلا مبرر والإيذاء دونما ذنب، وهذه الخصال على عكس خصال العجيِّ الحقيقي- يتيم الأم- الذي تربى بلا حنان، ولا عطف، ولا حب، ولا حفظ.

وحيث الأم هي المصدر الأساسي لمثيرات نمو الدماغ الباكر عند الطفل، فقد تربى العجيُّ في كنف زوجة أبيه الثانية- الخالة- التي لا ترى منه إلا منافس لأولادها، أو المربية التي لا يهمها منه سوى أجرتها، فأين له من المثيرات النمائية؟ ولأنه يعيش على الحرمان التربوي فهو يعوّض مجموعة نواقصه بالشقاوة (العَجْوَنة) لذا ينتهي مصيره إلى الجنوح كحاصل تحصيل تربيته الارتجالية، فيفرض على الآخرين تلبية حاجاته بالاحتيال أو بالقوة أو بهما.

أما العجيان الكبار: فهم أولئك الذين تراجعت منظومة القيم لديهم إلى أدنى مستوياتها، أو اختفت من بنيتهم السلوكية واختاروا طريق( العجونة) بإرادتهم أو ربما رافقتهم من شقاوة الصبا، فكبروا جسماً وعمراً لكنهم سلوكياً بقوا عجياناً رغم خطوط الشيب في شعورهم.

إننا إزاء دراسة ظاهرة تربوية تتعلق بالبناء السليم للطفل سواء ماتت أمه أم لم تمت، فالأمهات العربيات رغم التغني الخطابي بأهمية دورهن فإن نسبة الأميات منهن- حسب دراسة اليونيسيف لعام /2000/ تتراوح بين 78% و96.07% وأن 65 مليون طفل عربي غالبيتهم من الإناث أميون. وهذه النسب الخطيرة تؤسس لتزايد أعداد العجيان والعجايا في المجتمع العربي مستقبلاً وأخيراً يقال في العتابا (لا تعشقين العجيّ يفضحك بين الناس).‏

بقلم محمد السموري
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:54 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir