أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           سبحانك اللهم وبحمد ك وتبارك اسمك وتعالي جدك، ولا إله غيرك           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 11-15-2009
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
الصبر على البلاء

الصبر على البلاء


“لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور” (آل عمران: 186).


تأتي هذه الآية في سياق يمهد لها تمهيداً شافياً لقلوب المؤمنين، فقد سبقها ما ذكره الله من قول اليهود عليه عز وجل: “إن الله فقير”، وهو قول عظيم يذكرنا بقولهم من قبل: “يد الله مغلولة”، ومن مجمل أقوالهم التي ذكرتها الآيات السابقة على الآية التي بين أيدينا أن قالوا إن الله عهد إليهم ألا يؤمنوا لرسول حتى يأتيهم بقربان تأكله النار، وبعد أن ذكرت الآيات كل هذا البهتان الذي تجرأوا به على مقام الله عز وجل، تأتي الآية لتقول: إنهم سيلحقون بكم أذى كثيرا فاصبروا.


أعلم الله المؤمنين أنه سيبتليهم فينظر كيف صبرهم على دينهم، ثم قال: “ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم”، يعني: اليهود والنصارى، “ومن الذين أشركوا أذى كثيراً”، فقال الله: “وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور”.


ومن المقرر أن المؤمن يبتلى على قدر دينه في شيء من ماله أو نفسه أو ولده أو أهله، والابتلاء هو الاختبار، ويراد به هنا الاختبار بالمصيبة، لأن في المصائب اختباراً لمقدار الثبات، والابتلاء في الأموال مقصود به نفقات الجهاد، وضياع أموالهم التي تركوها بمكة عليهم، والابتلاء في الأنفس كما هو معروف يكون في القتل وفي الجراح، وجمعت الآية مع هذه الابتلاءات، ابتلاء من نوع جديد على المؤمنين يتمثل في سماع المكروه والأذى من أهل الكتاب والمشركين.


وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد قدم المدينة وأهلها أخلاط، منهم المسلمون، ومنهم المشركون، ومنهم اليهود فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى الخير، ويصلح من عقائدهم الفاسدة، فكان المشركون واليهود يؤذونه ويؤذون أصحابه أشد الأذى، وكان من بين اليهود شاعر هو كعب بن الأشرف، لم يأل جهداً في هجاء النبي صلى الله عليه وسلم وتحريض كفار قريش عليه في شعره.


ونزلت الآية الكريمة لتلفت المؤمنين إلى ما يعترض أهل الحق وأنصار الرسل من البلوى، وتنبيه لهم على أن من توهنهم الهزيمة لا يستحقون نصر الحق، فعددت للمؤمنين اختبارات بالمصائب، في الأموال وفي الأنفس، وبسماع ما يؤذيهم مما قد يفوق حد الاحتمال، من الذين أوتوا الكتاب من قبلهم، ومن الذين أشركوا، ووصفة التعامل مع هذه الاختبارات يصفها لهم رب العزة في كلمتين: الصبر والتقوى.


أمرهم الله بالصبر على ذلك حتى يحصل لهم النصر، وأمرهم بالتقوى أي الدوام على أمور الإيمان والإقبال على بثه وتأييده، فأما الصبر على الابتلاء في الأموال والأنفس فيشمل الجهاد، وأما الصبر على الأذى ففي وقتي الحرب والسلم، وإن تصبروا وتتقوا تنالوا ثواب أهل العزم فإن ذلك من عزم الأمور.


الصبر على الأذى


صبر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون على أذى المشركين واليهود والمنافقين كثيراً، ويروى في ذلك الكثير من الروايات منها ما روي عن عروة بن الزبير أن أسامة بن زيد أخبره، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذى، قال الله تعالى: “ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً”، وقد ذكره البخاري في باب التفسير عند تفسير هذه الآية مطولاً، فقال: حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب عن الزهري، أخبرني عروة بن الزبير: أن أسامة بن زيد، حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار عليه قطيفة فدكية، وأردف أسامة بن زيد وراءه، يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر.


قال: حتى مر على مجلس فيه عبدالله بن أبي بن سلول، وذلك قبل أن يسلم عبدالله بن أبي، وإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين: عبدة الأوثان، وأهل الكتاب اليهود والمسلمين، وفي المجلس عبدالله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبدالله بن أبي أنفه بردائه، وقال: لا تغبروا علينا، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وقف، فنزل، ودعاهم إلى الله عز وجل، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبدالله بن أبي: أيها المرء، إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقاً، فلا تؤذنا به في مجالسنا، ارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه، فقال عبدالله بن رواحة رضي الله عنه: بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا.


عفو نبوي كريم


ركب النبي صلى الله عليه وسلم دابته، وسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “يا سعد ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب؟” يريد عبدالله بن أبي، قال: كذا وكذا، فقال سعد: يا رسول الله، اعف عنه واصفح، فوالله الذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك، ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه ويعصبوه بالعصابة، فلما أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله، شرق بذلك، فذلك الذي فعل به ما رأيت، فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.


يقول أسامة بن زيد: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذى، قال الله تعالى: “ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً”، وقال الله تعالى: “ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره” (البقرة: 109)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأول في العفو ما أمره الله به حتى أذن له فيهم، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً، فقتل الله به صناديد كفار قريش، قال عبدالله بن أبي بن سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: “هذا أمر قد توجه، فبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام، وأسلموا”.


وهكذا تبقى القاعدة أن كل من قام بحق، أو أمر بمعروف، أو نهى عن منكر، فلابد أن يؤذى، فما له دواء إلا الصبر في الله، والاستعانة بالله، والرجوع إلى الله عز وجل
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-16-2009
  #2
ابن النهرين
محب متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 142
معدل تقييم المستوى: 16
ابن النهرين is on a distinguished road
افتراضي رد: الصبر على البلاء

مشكور ابو معاويه بارك الله بك
__________________
:extra141:
ابن النهرين غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-17-2009
  #3
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: الصبر على البلاء

حي الله الحاج محمد مرورك طيب
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل البلاء عقاب محمد الميانى المواضيع الاسلامية 0 11-25-2014 09:49 PM
الصبر الجميل محمد الميانى المواضيع الاسلامية 0 11-25-2014 12:47 AM
البلاء عبدالرحمن الحسيني المواضيع الاسلامية 2 12-03-2010 04:21 PM
قصة في الستر عبدالقادر حمود القسم العام 2 09-21-2009 12:57 AM
الستر عبدالقادر حمود المواضيع الاسلامية 5 05-30-2009 09:19 AM


الساعة الآن 07:12 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir