أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

إضافة رد
قديم 10-29-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي علامة المريد الصادق في الطريق

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أحينا بحبك وحب نبيك وأشغلنا بك عن كل ما سواك وأظهر على ظواهرنا سلطان لا إله إلا الله وتجلى علينا بأنوار جمالك ورحمتك يا رب العالمين وصل وسلم على شمس الجمال سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




علامة المريد الصادق في الطريق : أن يكون موافقاً للشريعة والسنة النبوية عليه الصلاة والسلام في عبادته في ذهابه وإيابه وشغله وإخلاصه في قلبه وقراءته للقرآن وذكره لله تعالى
وحق المؤمن أن ينظر في اليوم والليلة ( 24 ساعة ) كم ساعة هو موافق لأمر الله تعالى ؟ كم ساعة هو حاضر مع الله تعالى ؟ كذلك وهو يقرأ القرآن من أوله إلى آخره ، ينظر أي آية طبقت على نفسي ؟ أي آية فاتتني ؟ لابد من هذا الامتحان للنفس .
إذا لم يحفظ الله تعالى العبد فإن العبد بنفسه بعبادته لا يستطيع أن يحفظ نفسه فإذا نضرع إلى الله تعالى والتجأ إليه جل وعلا فإن الله تعالى يحفظه .
قوة الإنسان إعتقادية يأتي الشيطان مثل الهوى وهو ثابت ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) يعني قوة البشرية لا تستطيع أن تقاوم الشيطان ولا الناس لابد من القوة الاعتقادية ، فالله تعالى هو يحفظنا وبيده كل شئ ، هداية العبد بيده جل وعلا بمشيئته ، هل يمكن لسيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم هداية أحد إلا بأذن الله تعالى ؟ لابد للمؤمن - خصوصاً أهل الطريق - أن يخرج عن حوله وقوته وأن يطلب رضاه جل وعلا ، رضاه تعالى حاصل بالتمسك بالشريعة ومحبته جل وعلا حاصلة بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم: ( قل إن كنتم تحبون الله تعالى فاتبعوني يحببكم الله)
قال سيدنا علي رضي الله عنه : ( من ظن أنه بدون الجهد يصل فهو متمنٍّ ، ومن ظن أنه ببذل الجهد يصل فهو مستغن )
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم




وصية عن طريق احد الاحباب نقلاً عن سيدي الشيخ محمد رجو حفظه الله عن سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه ونفعنا بهم وبعلومهم وامدنا من فيوضهم واسرارهم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011
  #2
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: علامة المريد الصادق في الطريق

الهداية منه سبحانه وتعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم والاستقامة منا. )كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ( (سورة المدثر، الآية: 31). ونحن بمشيئتنا نَعوَجُّ أو نستقيم. )إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ. وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(. (سورة التكوير، الآية: 28) مَشيئَتُنا ومشيئتهُ، طلَبُنا وطَلبُه. ندعوه: )اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ( (سورة الفاتحة، الآية: 5) فيأمرنا: (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ( (سورة فصلت، الآية: 6) … ويعلق الهداية والاستقامة على المشيئتين المرتبطتين ارتباطا فتنويا لا ينفَصِمُ، ارتباطُ إرادته الكونية باختيار راجعٍ إليه وبكسبنا المستمَدِّ من السابقة، وله عز وجل الحجة البالغة. قال جل وعلا: )وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ( (سورة الجن، الآية: 16). الفتنة، وهي الامتحان اللازم لهذه الدار، مسألة سابقة لاحقة.
الاستقامة إليه، وفي العبارة تضمين للحركة والسير والصيرورة. الاستقامة على الطريقة عبارة تؤدي نفس المعنى. السنة طريق، والاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم سير. والسير على طريقته صلى الله عليه وسلم اهتداء واستقامة، وسلوك على مراحل، وصيرورة إلى الله عز وجل، ووصول إليه. قال جلت عظمته يخاطب عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم: ) وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ. أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ( (سورة الشورى، الآية: 52).
الهداية الإلهية فعل المشيئة المهيمنة، والهداية النبوية رحمةٌ مهداة، والاستقامة من مشيئتك ومشيئته تفضُّلاً منه وكرما، فإن اعوَجَّ سيرُك، أو توقف، أو تلكَّأ، أو انحرف فهي مصيبة من نفسك. وعند قدَمَيْكَ ومن خلفك وأمامك فتنة دائمة أنت مسؤول عن مغالبتها، فلا استقامة إلا غلابا وحربا على الشيطان والنفس والهوى والطبع والعادة والأنانية والعقلانية الجاحدة والفساد الاجتماعي والاستبداد السياسي والظلم وعدوان المعتدين.
الاستقامة اقتحام صاعد لعقبة صاعدة. وبجهد استقامتك وجهادها تتقرب إلى الله عز وجل حتى يُحِبَّك ويكون سمعك وبصرك ويدك ورجلك. وقد كتب سبحانه الاستقامة على كل كثائفك ولطائفك، من جوارح ونفس وقلب وروح وسر كما سنقرأ قريبا إن شاء الله في صفحَة مشرقة للإمام الرفاعي. "والسر لطيفة إنسانية مُودَعَةٌ في القالب.(...) إنها مَحَلُّ المشاهدة كما أن الأرواح محَلُّ المحبة والقلوبُ محلُّ المعارفِ"[1].
"الاستقامة درجة بها كمال الأمور وتمامها. وبوجودها حصول الخيرات ونظامُها. ومن لم يكن مستقيما في حالته ضاع سعيه وخاب جهده"[2].
للمبتدئ في السلوك على طريقة الولاية والصحبة والاتباع واقتحام العقبة استقامةٌ، وللمتوسط استقامةٌ، وللمنتهي استقامة. قال الأستاذ القشيري: "فمن شرط المستأنف الاستقامة في أحكام البداية كما أن من حق العارف الاستقامة في آداب النهاية. فمن أمارات استقامة أهل البداية أن لا تَشُوبَ معاملتهم (مع الله) فترة. ومن أمارات استقامة أهل الوسائط أن لا يصحب مُنازَلَتَهم وقفة. ومن أمارات استقامة أهل النهاية أن لا تَدْخُلَ مواصلتهم حجة"[3].
قال الأستاذ أبو علي الدقاق رضي الله عنه، وهو من أكابر الأولياء وخبرائهم في علاج الكثائف واللطائف: "الاستقامة لها ثلاثة مدارج: أولها التقويم، ثم الإقامة، ثم الاستقامة. فالتقويم من حيث تأديب النفوس، والإقامة من حيث تهذيب القلوب، والاستقامة من حيث تقريب الأسرار".
يتصور عامة الناس أن الولاية تنحصر في أسرار تنزل، ومعارف توهب، وكرامات تخرق العادة. وليست الولاية إلا الاستقامة على الصراط المستقيم صراط الذين )أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً. ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ. وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً( (سورة النساء، الآية: 69). فما جاء مع الاستقامة من كشوفات وأسرار وكرامات فإنما هو ابتلاء بالنعمة المطلوب معها مزيد من الاستقامة لقوله تعالى لإمام المنعم عليهم محمد صلى الله عليه وسلم: )فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا.ْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ( (سورة هود، الآية: 112). وإن النعمة لتُطْغِي، وإن النعمة ليَغْتَرُّ بها السالك فيتراخى في الأمر والنهي فيَهْلِكَ مع الهالكين.
وما جاء من كشف وخوارق مع الاعوجاج فهو بلاء محض واستدراج.
لذلك قال أبو علي الجوزجاني: "كن صاحب الاستقامة لا طالب الكرامة. فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة، وربك عز وجل يطالبك بالاستقامة". وقال غيره: "إن الاستقامة لا يطيقها إلا الأكابر، لأنها خروج عن المعهودات، ومفارقة للعادات، وقيام بين يدي الله عز وجل على قدم الصدق".
دوام الاستقامة يوجب دوام الكرامة، والروَغَان عن الطريق غرامةٌ وندامة. فمن استقام على صحبة الكاملين دامت له كرامة التوفيق. ومن انعزل عن جماعة الصالحين ابتلعته الفتنة المحيطة. ومن زهد في حِلَقِ الذكر، وزاغ عن الأوراد، وتهاون في الأوقات، قسا قلبه، وكسِلت جوارحه، وأظلمت روحانيته. ومن عامل الله عز وجل بإرادة مائلة، وأنانية متطاولة، وجبن في مواطن الثبَات، و بخل في حلول الحاجات هَوَى عن العقبة، وسقط فاندقَّت منه الرقبة.
قال الإمام أحمد الرفاعي قدس الله سره العزيز: "أيْ بُنَيَّ! اعلم أن من تجرد بسره عن الكل، وتفرَّدَ بسر السِّرِّ الفَرْدِ، كشف له الغطاء، واستبانت له البراهينُ عند مشاهدة الحق سبحانه. وهنالك يسقيه الله عز وجل بكأس محبته، حتى يُسكره به عن غيره. ويزيل عنه التعب والنصَبَ. ويصير سكوته ذكرا، وأنفَاسه تسبيحا، وكلامه تقديسا، ونومه صلاة.
"ولا يزال العبد يَرْكَبُ بسره مَرْكَبَ المعرفة حتى يتصل بالمعروف. فإذا اتصل بالمعروف بقي معه إلى الأبد، من غير أن يلتفت عنه إلى ما سواه.
"واعلم أن مثل القلب كالقصر، والمعرفة فيه كالسلطان، والعقل أمير على الأركان، له تَبَعٌ وأعوان. واللسان كالترجمان. والسر من خزائن الرحمان.
"ولابد لكل واحد منها من الاستقامة في مواضعه. ودوران كلِّها على استقامة السر مع الحق جل وعلا. فإذا استقام السر استقامت المعرفة، فيستقيم العقل. وإذا استقام العقل استقام القلب. وإذا استقام القلب استقامت النفس. وإذا استقامت النفس استقامت الأحوال.
"فالسر مُنوَّر بنور الجمال والجلال. والعقل منور بنور اليقظة والاعتبار. والقلب مُنَوَّر بنور الخشية والأفكار. والنَّفس منورة بنور الرياضة والانزجار.
"فالسر بَحْرٌ من بحور العطايا، وأمواج الهمة فيه لا يحصى عددها، ولا يَنْقَطِع مددها. وإن استقامة السر مع الحق هي الدّوام على بساط المشاهدة، مع فقد رؤية الاستقامة.
"واعلم أن صراط استقامة السرِّ أَدَقُّ من صراط الآخرة والمرور على جَسرها أصعب من المرور على جَسر الآخرة. وإنَّ عالم الأسرار غَيُورٌ، لا يُحب أن يكون في قلب العبد حبٌّ أو ذكر لغيره.(...)
"دخل رجل على سريٍّ السَّقَطِيِّ رضي الله عنه فقال له: أيُّ شيء أَقربُ إلى الله ليتقرب به العبد إلى الله؟ فبكى السَّرِيّ فقال: أمِثْلُك يسأل عن هذا؟ إنَّ أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى أن يَطَّلِعَ الله على قلبكَ وأنت لا تريد من الدارين غيرَهُ.
"وقال إبراهيم بن أدهم: غاية همتي ومرادي من الله تعالى أن يجعل لي الميْلَ إليه، فلا أرى شيئا دونَه، ولا أَشتغِلُ بأحد سواه. ثم لا أبالي: إلى التراب صيرني أم إلى العدم أرجعني(...).
"وقالت رابعة البصرية : إلهي ! همتي ومرادي في الدنيا من الدنيا ذكرُك، وفي الآخرة من الآخرة رؤيتك. ثم افعل بينهما ما شئْتَ"[4].
قلت: هذه دعوَى، وكلام أصحاب الأحوال والغَلَبَةِ والسُّكْرِ. العبد المسكين لا يطيق أن يفعل المولى الرحيم به بين هذين المطلبين الجليلين، الذكرِ في الدنيا والرؤيةِ في الآخرة، إلا العفْوَ والعافيةَ والسلامة والكلاءةَ والرِّعاية والعناية.
وقال أبو يزيد البسطامي: "رفَعَتِ السِّرَّ مواصلة الحق، فطار بأجنحة المعرفة، بنور الفطنة، في هواء الوحدانية. فاستقبلته النفس وقالت: أين تذهب! أنا نفسك، لابد لك مني! فلم يلتفت السر إليها. ثم استقبلهُ الخَلْق وقالوا: أين تذهب! نحن رفقاؤك وندماؤك! ولابد لك منا ومن معاونتنا إياكَ. فلم يلتفت إليهم. ثم استقبلته الجنة بكل ما فيها وقالت: أين تذهب! فإني لك ولابُدَّ لك مني. فلم يلتفت إليها. ثم استقبَلته العطايا والمواهبُ والكرامات كذلك. حتى جاوز المَمْلَكَة، وبلغ سُرادِقاتِ الفردانية، وجاوز الكلية والأنانية حتى وصل إلى الحق عز وجل وهو المطلوب".
هذه الاستقامة إلى الله، استقامة الإرادة والسير، لا يقف العبد مع شيء دون الله عز وجل، هي طريق الكمال لمن هداه الله عز وجل واتَّبَع السنة المصطفوية، عليه أفضل الصلاة والسلام، خطوةً خطوة. هدانا الله وجعلنا من أهل ذلك بمنه.
وقال الإمام عبد القادر قدس الله سره: "أول ما يَرْتَدُّ (عن الإسلام نعوذ بالله) السِّرُّ ثم القلب ثم النفس ثم الجوارح. إذا ارتدَّ السر لابد من ظهوره. المنافق في المسجد كالطير في القفص. ظاهر الشرع قفصه. لو خُلِّينا وظاهرَ العلمِ لبَيَّنّا لك ذنوبك وقلنا: يا كافر! يا فاسق! لكن الشرعَ قبض أيدينا عَنْ ذلك(...).
"يا سِرُّ اثبُتْ وقلبك وجوارحك وكليتك! حينئذ لا بَيْعَ ولا شراءَ ولا مَعَاوَضَة كُلْ يا من لم يأكل! اشربْ يا من لم يشرب! لمَّا صَبَرت البئْرُ على الحفر والمعاول ظهر منها المَعِينُ. صار مأوى الشارِدِ والوارد. إذا لم تصبر على آلام المجاهدات والبلايا متى تكون عارفا!(...)
"إذا تعلق قلبك بباب القرب (وهذه استقامته) وهو في ظلمة الوجود طلع عليه فجرُ العلم، وكُحِلَ بصره بِكُحْل السِّر، وأُقْرِئْتَ فِهْرِسَ الأقدار. حينئذ دونك الأكْلَ والشرب بعد دخول الجنة. الجنة منقودة لمُلُوك خَلْقِه (ملوك الآخرة) والنجباء من أوليائه"[5].
وقال رحمه الله: "من بلغ غاية الولاية يصير قطبا. يُحَمَّلُ أثقال الخلق جميعا، ولكن يُعطَى كإيمان الخلق جميعا ليَسْتَقْوِيَ به على حمل ما حُمِّلَ. لا تَنْظرْ قميصي وطريحتي (لباس العلماء، لبسه رضي الله عنه بعد لباس الإرادة الخَشِنِ). هذا لباس ما بَعْدَ الموت (يقصد رضي الله عنه الفناء والبقاء الذي يحدث للأولياء كما سنعرض في فقرة مقبلة إن شاء الله). هذا كَفَنٌ، وكفَنُ الميت يُجَمَّل. هذا بعد لُبْسِي الصوف وأكْلِي الخَشِنَ والجوع. عندي شُغلٌ شاغل مع غيركم.
"يا أهل بغدادَ! كونوا عقلاءَ يا أهلَ الأرض ويا أهلَ السماء! "ويخلق ما لا تعلمون"(... ). لا كلام حتى تصير أربابك ربا واحدا، وجهاتك جهة واحدة، ومحبوبك واحدا. متى يتحد قلبك! متى يُخَيِّم قربُ الحق في قلبك! متى يصير قلبك مجذوباً، وسِرُّك مقرَّباً، وتلقى ربك بعد الخروج من الخلق!
"(... )هل عندكم خبر من الله تعالى! لا والله! بل أنتم عُشَّاق الدنيا وزينتها. لو كنت صادقا فيما تدَّعيه لم تَحْتلْ في طلب ذرة!
"ارم نفسك في وادي القدَرِ، حتى يتَّصل رأس درجتك بباب القرب.استقبلك وجه أحسن من زينة الدنيا والآخرة. تمت المودة بينكما. ارتفعت الحجب والوسائط. سمعت استغاثتهما من وادي قدره(... ). لو علمت أن الدنيا تقطعك لما سألتها. إذا تهذب باطنك لله عز وجل تهذبت الدنيا لك"[6].
قال نافر من الدنيا وزينتها مقبل على الواحد الصمد سبحانه:
فحسـبي أن آوِي إلى الواحـد الفـرد فـإن سـواه لا يعـيــد ولا يـبــدي
هل الغـاية القصوى سوى الله وحده وهل بعد نيل الحق نَيْل لِذِي قصد!
يجـل مـقـام القـدس عـن كـلِّ وارد وإن كان كل النـاس يطمـع في الوِرْدِ
فـيـا راحــلا فـي بغـيــة الحـق إنه يناديك من قُرب وأنت على بعد
ومـن سطـع النـور المبـين أمـامـه فمـا بالُه يبغـيـه بالنَّـضِّ والوخـدِ!
أعنـدي أنِّـي لا أرى غـيـر خـالقي ولولا قصور الخلق بُحْتُ بما عنـدي
ومـن لـم يكـن للحـق أهـلا أضَـرَّه كإضرار عين الشمـس بالأعين الرُّمْـدِ
فسبحـان مـن يبـدو إلـيـنـا بـذاتـه فـنـدركـه من غـير رسـم ولا حـد
نــراه عيـانـا بالـقـلــوب وإنـه لأقـرب من حبـل الوريـد إلى العـبـد
ويُسـدي إلينـا أنعمـا فات حصـرها ولكن تَجَـلِّـيـهِ لها خـيـر ما يُسْـدي

وقلت:
حَسْبُــكَ يا هـذا التِــواءً ونـفــاق حَسْبُـكَ خَيْسـاً بِالمَواثيـقِ الرِّقـاقْ
يا راحِلاً دعْ عنك أخْدَانَ الشِّقاق وَفِـئْ إلى كَتـيـبَــة الخَيــل العِـتــاقْ
سَطـعَ نـور الحـقِّ والـنُّــور يُــذاقْ واصْطَـفَّ فُـرسَــانُ الالهِ لِلسِّبـاقْ




[1] رسالة القشيري ص 45.
[2] رسالة القشيري ص 94.
[3] المصدر السابق نفس الصفحة.
[4] حالة أهل الحقيقة مع الله ص 127.
[5] الفتح الرباني ص 352.
[6] المصدر السابق ص 334.
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011
  #3
حسن مختار
محب جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 20
معدل تقييم المستوى: 0
حسن مختار is on a distinguished road
افتراضي رد: علامة المريد الصادق في الطريق

بارك الله لكم
حسن مختار غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-03-2011
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: علامة المريد الصادق في الطريق

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المحب الصادق العبد الضعيف صالح الفطناس القسم العام 1 12-01-2016 07:28 AM
الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق admin السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 08-02-2011 03:37 PM
علامة أنقطاع المريد ماهي ؟ قاضي الحب رسائل ووصايا في التزكية 3 06-12-2011 07:18 PM
كعب بن مالك الشاعر الصادق عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 03-04-2011 04:57 AM
من درر سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه أبو أنور المواضيع الاسلامية 12 05-06-2010 02:15 AM


الساعة الآن 05:55 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir