أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد،يُحيي ويُميت،وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شئ قدير           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > الصوتيات والمرئيات

إضافة رد
قديم 06-02-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي خطبة الدكتور البوطي: نقاط ثلاث ذات أهمية كبرى


خطب أ.د. محمد سعيد رمضان البوطي





‏‏‏الجمعة‏، 12‏ رجب‏، 1433 الموافق ‏01‏/06‏/2012‏
نقاط ثلاث ذات أهمية كبرى
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:
إن حديثي إليكم اليوم يتضمن ثلاث نقاط، أرجو أن يُتاح لي بيانها ملخصة بدون إخلال.
أما النقطة الأولى منها فهي أني ما وجدت خلافاً قط بين الناس على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ورؤاهم وسياساتهم في أن الأخلاق الإنسانية المثلى هي السبيل الأوحد لاجتثاث جذور الفساد ولترسيخ أسس الصلاح والإصلاح، ولكن ما هي الضمانة لتحقيق هذه الأخلاق الإنسانية المثلى؟ الجواب عن هذا يا عباد الله هو أننا عندما نعود إلى ما ذكره أو كتبه علماء الفلسفة والأخلاق والاجتماع قديماً وحديثاً نجد أنهم اتفقوا على أن لا سبيل لإيجاد قيمٍ أخلاقية تُنْتَزَعُ من أفكار الناس ومن رؤاهم وما قد يتفقون عليه، والسبب أن مصالح الناس إنما يُنظر إليها من خلال الأمزجة، والأمزجة كانت ولا تزال متناقضة، ومن ثم فليس هنالك من سبيل بعد البحث والتنقيب لاكتشاف قيمٍ أخلاقية ثابتة راسخة تلتقي عليها الأسرة الإنسانية جمعاء، وآخر من أكد هذه الحقيقة العالم البريطاني والقانوني والفيلسوف بنتام، أكد ذلك في كتاب له اسمه أصول الشرائع، لكنه اختلف عن أولئك السابقين بأنه ذكر في آخر كتابه أن المرجع الوحيد الذي يمكن أن يرسخ قيماً أساسية للأخلاق إنما هو الوازع الديني، وقال: وإن كانت الأديان مختلفة فمما لا ريب فيه أن الوازع فيما بينها واحد. ولعل بنتام هذا هو أول من سَيَّر المثل الإنكليزي القائل: لا أخلاق بدون دين ولا ديناً من دون أخلاق. أقول هذا يا عباد الله منبهاً إخوة لنا ألا ينتهزوا الفرصة ونحن نقف في وجه تطرف التكفيريين ونقف في وجه ابتداعات الوهابيين، لا ينتهزن هؤلاء الإخوة الفرصة من أجل أن يستخدموا الوسيلة ذاتها لنبذ الدين ولإبعاد مظلة الدين عن مجتمعنا الإسلامي السوري الذي كان ولا يزال يتنفس برئة الإسلام والدين، لكنه الدين الواعي السليم الذي يُعد المثل الأعلى للاقتباس من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله. لا يحلمن أحدهم بحياة لا دينية أو نوع من العلمانية في الحكم أو الإدارة من خلال ما ننهض به من الوقوف في وجه التطرف التكفيري والبدع الوهابية، لماذا؟ لأن الحصن الذي يقي مجتمعنا – بل أي مجتمع من المجتمعات – من التطرف الديني المتمثل في التكفير وغيره إنما هو حصن الدين الواعي، إنما هو حصن الدين المنبثق عن كتاب الله وسنة رسوله وما أجمعت عليه الأمة، فإذا زال هذا الحصن فحدث عن مرتع هؤلاء المتطرفين ولا حرج، عندئذٍ يرتاعون ويلهون ويفعلون ما يشاؤون، وأقول لهؤلاء الإخوة: انظروا ما هي البلاد أو الجهات الذي ينتشر فيها هذا التطرف الديني؟ هي الجهات التي تعاني من جهل بالدين أو هي الجهات التي تفتقر إلى حمى الدين، البعيدة عن ضوابط الدين. هذه ملاحظة أرجو أن يتنبه إليها إخوة لنا يضربون بالسلاح ذاته الذي نقف به في وجه الإرهاب الوهابي أو التكفيري. تلك هي النقطة الأولى.
أما النقطة الثانية فطالما قيل لي على لسان التذكير أو لسان النقد: ألا ترى إلى التجاوزات الكثيرة، ألا ترى إلى الأخطاء والأغلاط الكثيرة التي يقع فيها المسؤولون والتي يقع فيها الأمن وغيره ألا ترى ذلك، ألا ترى أن هذا يحتاج إلى معالجة؟ أقول جواباً لهؤلاء الإخوة نعم نحن نشترك معكم في ملاحظة ما تقولون ولكن الفرق هو أن في الناس الذين يرون هذه الأخطاء أو كثيراً منها يتبعون ذلك بالعمل على معالجتها، يسعون السعي اللاهث بجدٍّ ولكن بحكمة في سبيل معالجتها، هنالك أناس ما ينبغي أن نشير إليهم بحديث واضحٍ أو غير واضح، وهذا فرق ما بين الذين يجلسون ليتحدثوا عن الأخطاء ويحصونها إحصاءً وبين من يرون الأخطاء فعلاً ولكنهم يتحركون بجد ولكن بحكمة في سبيل اقتلاعها. المهم يا أيها الإخوة أننا ما ينبغي أن نُهْرَعَ إلى معالجة أخطائنا عن طريق ردود الفعل، وبعبارة أملى: ما ينبغي أن نهرع إلى معالجة أخطائنا عن طريق الترامي في أحضان برنار ليفي، ما ينبغي أن نعالج أخطاءنا عن طريق الترامي في أحضان من حكموا على سورية بالإعدام من حيث هي، وبعبارة أكثر جلاءً ما ينبغي أن نعالج هذه الأخطاء ونسعى إلى اجتثاثها عن طريق تقديم هذا الوطن بما فيه ومن فيه ثمناً لاجتثاث هذه الأخطاء، إذاً إذا زالت الأخطاء وزال معها الوطن أين تضع التصحيح إذاً؟ أليس هذا حال ذلك الأحمق الذي حطم وجه صاحبه قبل أن يطير الذباب المنحط عليه؟ هذه هي النقطة الثانية يا عباد الله، أرجو أن نكون على بينة من ذلك.
أما النقطة الثالثة فيا عجباً أيها الناس، يا عجباً من جماعة تقبع داخل ظلام مكشوف وهي جماعة مكشوفة لتضع خطة جهنمية لمجزرة بل لمذبحة لا يقوى على تنفيذها إلا من قد وُضِعَ وراء صدره قطعة صخر عاتية بدلاً من القلب الذي متع الله به الإنسان، هذه الجماعة نفَّذت خطتها هذه وأرسلت بها إلى سورية ابتغاء أن تلتهب من جرائها حرب طائفية ثم إن الحرب الطائفية تقود إلى إشعال هذه الأرض المباركة كلها بوقود لا ينطفئ، فعلت ذلك، ولكن الأعجب أنها سرعان ما رمت من وجهها قناعاً واستبدلت به قناعاً آخر، نظرنا وإذا هي تنوح مع الثكالى، نظرنا وإذا بهذه الجماعة تبكي مع الأطفال الذين يُتِّمُوا، وإذا بهذه الجماعة تبكي مع الآباء الذين ذُبِّحَ أبناؤهم وفقدوا أطفالهم، نعم، ثم ماذا؟ ثم إنهم لطخوا المسؤولين بل لطخوا الجيش الذي شأنه في العالم كله أن يرعى أمن المواطنين، أن يرعى سلامتهم، أن يرعى حمايتهم، ننظر فنجد هذه الجماعة بعد أن رمت بقناع واستبدلت به قناعاً آخر تتهم المسؤولين بكل فئاتها بهذه الجريمة التي يفزع منها التاريخ، جريمة ذبح الأطفال، جريمة القضاء على حياة البرآء، ألا فتعلموا يا عباد الله أن هذه المكيدة إنما نسجت خيوطها في لبنان وهي المحاولة الثالثة بعد المحاولة الأولى التي كانت في حمص والتي تلتها من بعد ثم جاءت على أعقابها هذه الثالثة كل ذلك في سبيل إيقاد حرب طائفية وفي سبيل أن تسلم الحرب الطائفية سوريا وهي تلتهب إلى برنار ليفي لتنفيذ ما قد قُرِّر. ألا فليعلم الجميع أن شامنا هذه التي شهد لها رسول الله r إذ قال وقد أوصى الناس عند الفتن باللحاق بالشام، قال: (إنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده) وقد علم الناس جميعاً أن قلب الشام إنما هو هذا الوطن سوريا وأن قلب هذا القلب إنما هو دمشق. سوريا هذه، شامنا هذه أمينة على شهادة رسول الله، أمينة على وصف رسول r، نحن أسرة واحدة في هذه الأرض المباركة، أسرة واحدة في هذه الأرض المباركة، لا يمكن لعدو ولا لمتآمر أن يحيل علاقة ما بين فئاتها ومذاهبها إلى عداوة وبغضاء، من هذا الذي يصدق أن فئة ممن كان يعيش في الحولة أو ما حولها اعتدت على فئة أخرى وأن الفئتين تصارعتا فتقاتلتا فتذابحتا من هذا الذي يصدق هذا، إنه عدو لئيم خارجي خطط ورسم في لبنان وأوحى بما فعل وكان ذلك كله هذا الذي رأيتموه. نحن نعلم جميعاً أن الإسلام الذي متعنا الله سبحانه وتعالى بالوعي الثاقب في فهمه ومتعنا الله بالإخلاص التام في التمسك به، نعلم أن لهذا الإسلام جذوراً وأن له أغصاناً، جذور هذا الإسلام إيماننا بالله عز وجل وكل فئات هذا الوطن المبارك تتمتع بالإيمان بالله سبحانه وتعالى، علم من علم وجهل من جهل، وهيهات هيهات أن يستغني الجذع عن أغصانه، هذه حقيقة نعلمها الناس جميعاً ولا يُتاح لأحد من الناس أن يتآمروا علينا، حاولوها في المرة الأولى ولم يأخذوا مما نتج الدرس، حاولوها في المرة الثانية ولم يشاؤوا أن يلتفتوا فيلتقطوا من ذلك الدرس، وحاولوها في المرة الثالثة فهلا استيقظوا ليأخذوا الدرس. الأطفال الذين ذُبِّحُوا أولادنا، الرجال الذين قُتِلُوا إخوتنا، ورب أخٍ لك لم تلده أمك، النساء اللاتي رُمِّلْن أو الثكالى أخواتنا، بيننا وبينهم أعلى نسب نعتز به هذا الاحتضان الذي شاءه الله عز وجل لنا ولهم جميعاً فوق شامنا التي شهد لها رسول الله، ما معنى شهادة رسول الله أيها الإخوة إن لم تكن هذه هي النتيجة، (هي خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده) وها أنا أجسد حقيقة هذا الكلام الذي أقوله لكم بصلاة الغائب أأوديها بعد الانتهاء من صلاة الجمعة على هؤلاء الذين سبقونا إلى رحمة الله صغاراً وكباراً، ذكوراً وإناثاً، وكم سئلت أهم شهداء حقاً؟ نعم، الشهادة في دين الله قسمان: قسم يتصف بها ذلك الذي يقع صريعاً أثناء معركة القتال بين المسلمين وأعدائهم، هؤلاء يدفنون بثيابهم ودمائهم وفقههم معروف، الفريق الثاني من الشهداء هو ذاك الذي قال عنه رسول الله: (من قتل دون دمه فهو شهيد، من قتل دون ماله فهو شهيد، من قتل دون عرضه فهو شهيد) هذه شهادة من نوع آخر، يغسلون، يكفنون، يصلى ولكن لهم أجر الشهادة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم فاستغفروه يغفر لكم.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-05-2012
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: خطبة الدكتور البوطي: نقاط ثلاث ذات أهمية كبرى

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-06-2012
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: خطبة الدكتور البوطي: نقاط ثلاث ذات أهمية كبرى

حياكم الله وبياكم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبرز مؤلفات الدكتور البوطي ابو معاويه السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 04-07-2013 07:53 PM
خطبة الدكتور البوطي: (وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) admin الصوتيات والمرئيات 1 07-09-2012 01:27 PM
لطائف قرآنية خطبة الدكتور البوطي عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 1 06-10-2012 01:04 AM
خطبة الدكتور البوطي: مفتاح الحل الرجوع إلى الله عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 2 05-30-2012 08:34 PM
فتوى الدكتور البوطي عن غزة . صبا الجمال ركن بلاد الشام 15 01-20-2009 06:26 AM


الساعة الآن 04:30 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir