أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 06-21-2010
  #1
عبدالرحمن الحسيني
محب نشيط
 الصورة الرمزية عبدالرحمن الحسيني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 285
معدل تقييم المستوى: 14
عبدالرحمن الحسيني is on a distinguished road
9 الحكمة من وجود الفقر في الإنسان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

فيقول سيدي ابن عطاء الله السكندري: (فاعلم أن سلامة القلوب من التدبير في شأن الرزق, مِنَّةٌ عظمى لا يسلم منها إلا المؤمنون الذين صدقوا الله في حسن الثقة, فاطمأنت قلوبهم إليه وتحققوا بالتوكل عليه, حتى قال بعض المشايخ: أحكموا لي أمر الرزق ـ أي سلموا أمر الرزق إلى الله, وأريحوا أنفسكم من عناء التفكير في تحصيله يأتيكم كاملاً غير منقوص ـ ولا عليكم من سائر المقامات) اهـ.

لقد شاء الله تعالى أن يجعل الآدمي محتاجاً إلى الطعام والشراب من أجل سلامة بنيته, ولو شاء الله تبارك وتعالى لجعل الإنسان كالملائكة الكرام لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون. قال تبارك وتعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ}. فربنا جلَّت قدرته يُطعِم خلقه جميعاً دفعة واحدة, فالكلُّ أكل من رزقه وخيراته, والكلُّ بحاجة إليه, وهو تبارك وتعالى غني عن خلقه, وصدق الله القائل: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد * اللهُ الصَّمَد}. الصمد هو المقصود, وهو الذي يُطعِم ولا يُطعَم.

والله تبارك وتعالى جعل العبد فقيراً إليه لحكمة بالغة, فقال تبارك وتعالى مخاطباً الناس جميعاً فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد}. ولو ترك الله تعالى العبد من غير فقر وحاجة إليه تعالى لادَّعى الألولهية والربوبية, وظنَّ نفسه أنه المقصود من قبل الغير, أو ادُّعِيَت فيه الألوهية والربوبية وقيل عنه إله من دون الله تعالى ـ والعياذ بالله تعالى ـ.

فمن رحمة الله عز وجل في الإنسان أن جعله فقيراً إليه في إيجاده وفي إمداده وفي كل نَفَسٍ من أنفاسه حتى لا تتحرك نفسه الأمَّارة بالسوء بالادعاء أنها غنيَّة عن مولاها, وليعرِّفه أنه بحاجة إلى الله تعالى, فيكون فقره وحاجته سبباً من أسباب التي توصل العبد إلى الله تعالى, ولذلك قالوا: من عرف نفسه عرف ربه.

من عرف نفسه مخلوقاً عرف الله خالقاً, ومن عرف نفسه فقيراً عرف الله غنياً, ومن عرف نفسه عاجزاً عرف الله قادراً, ومن عرف نفسه ذليلاً عرف الله عزيزاً إلى آخر الصفات.

الحكمة من وجود الفقر في الإنسان:

فمن حكمة الله تعالى أن يجعل الإنسان فقيراً, حتى لا يطغى ويتكبر ويتعالى ويدعي لنفسه ما ليس فيه, هذا أولاً.

ثانياً: حتى يحب العبد ربه تبارك وتعالى, وإذا أحب العبد ربه أطاعه وأقبل عليه ممتثلاً أمره ومجتنباً نهيه, وهذا هو الخير في حق العبد.

وإلى هذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (أحبوا الله لما يغذوكم به من نِعَمه) رواه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما.

فالله تعالى أفقرَ العبدَ إليه, فشعر العبد بالحاجة والفقر إلى الله تعالى, وإذا قضى الله تعالى حاجة العبد فأغناه ورفع عنه الفاقة والفقر والحاجة انجذب القلب إليه, لأن القلوب مجبولة على حبِّ من يحسن إليها.

لذلك ما أفقر الله تعالى العبد إلا ليتوجَّه العبد إليه, وإذا توجَّه إليه أعطاه وحباه ومنحه, وإذا أسبغ عليه نعمه أحبَّه, وإذا أحبَّه أعطاه, وإذا أعطاه أسعده, فلله الحمد والنعمة والفضل على نعمة الفقر إليه, لأنه كلما تجدَّدت النعم تجدَّدَ الحبُّ للمُنعم.

ثالثاً: حتى يشكر العبد ربه كلما أسبغ عليه نعمه, قال تعالى: {كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور}. ومَنْ شَكَرَ الله تعالى على نعمه عَقَلها, فبالشكر يعقِل العبدُ النعمةَ الموجودةَ ويستجلبُ النعمةَ المفقودة, كما قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}.

رابعاً: حتى يناجي ربه, لأن العبد كلما شعر بفقره وحاجته توجَّه إلى مولاه بالمناجاة والسؤال, ولولا الحاجة والفقر لاستغنى العبد, واستغناء العبد عن مولاه يعني هلاكه, وصدق الله تعالى القائل: {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى}.

يقول سيدي ابن عطاء الله السكندري رحمه الله: (أراد الله تعالى أن يفتح للعباد باب المناجاة, فكلما احتاجوا إلى الأقوات والنعم توجَّهوا إليه برفع الهمم, فَشُرِّفوا بمناجاته, ومُنِحُوا من هباته, ولو لم تسقهم الفاقة إلى المناجاة لم يَفقهها عقول العموم من العباد, ولولا الحاجة لم يَستَفْتِح بابها إلا عقولُ أهل الوداد, فصار ورود الفاقة سبباً للمناجاة, والمناجاة شرف عظيم, ومنصب من الكرامة جسيم) اهـ.

فالحمد لله على نعمة الفاقة والفقر إليه, فهو تبارك وتعالى غنيٌّ عن العالمين, وجميع العوالم مفتقرة إليه, وما أفقرنا إليه إلا ليرحمنا, فنعوذ بالله من الاعتماد على النعمة دون المنعم, اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا ولا لأحد من خلقك طرفة عين ولا أقلَّ من ذلك, فإنك إن وكلتنا إلى أنفسنا فإنك تباعدنا من الخير وتقرِّبنا من الشر, ونحن لا نثق إلا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا تبرَّأنا إليك من حولنا وقوتنا إلى حولك وقوتك, فدبِّر لنا فإنا لا نحسن التدبير. آمين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين, سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون, وسلام على المرسلين, والحمد لله رب العالمين.

المؤلف : الشيخ أحمد النعسان
__________________
ابو خالد الحسيني
عبدالرحمن الحسيني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-21-2010
  #2
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي

جميل جدا نسأل الله العفو والعافية
__________________
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-21-2010
  #3
الرشيد
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 319
معدل تقييم المستوى: 16
الرشيد is on a distinguished road
افتراضي



وفقك الله
__________________
ركعتان في جوف الليل خير من الدنيا ومافيها
الرشيد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما الدليل على وجود الله ؟ محمود رضوان المواضيع الاسلامية 0 05-03-2014 12:33 AM
12 رائحة كريهة تؤشر على وجود مشاكل ميكانيكية وفنية في السيارة عبدالقادر حمود القسم العام 1 09-29-2012 01:55 AM
ما الفقر أخشى عليكم عبدالقادر حمود المواضيع الاسلامية 0 08-10-2010 01:55 PM
من ينابيع الحكمة عبدالقادر حمود القسم العام 3 08-29-2009 01:25 PM
من بستان الحكمة الـــــفراتي القسم العام 2 09-12-2008 10:00 AM


الساعة الآن 10:36 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir