الشيخ العارفة حميدي الهنداوي : ( الصلح سيد الأحكام )

تتحكم المجتعمات المحلية وسائل ضبط اجتماعي غير رسمية تستخدم الأعراف والعادات والتقاليد كقواعد قضائية لحل النزاعات عن طريقة التفاوض . وفي دير الزور يظهر دوره العارفة .. ( التحكم العشائري )

كشخص مخول من قبل المجتمعات المحلية في الحكم بين المنازعات على مسائل تتعلق بالثأر والدية والزواج والطلاق والمهور والنزاعات على الأراضي الزارعية .‏

الفرات التقت الشيخ العارفة / حميدي الهنداوي / 70 / عاماً من قرية مظلوم بدير الزور وسألناه عن دور / العارفة / في المجتمعات الزراعية والرعوية فقال : العارفة شخص يقوم بحل النزاعات بين الأفراد والجماعات بخبرته المتوارثة عن آبائه واجداده يلجأ إليه المتنازعون بعد اتفاق بينهم على عارفة معين وأوضح/ الهنداوي / أن مجلس العرف يحظى بإحترام الجميع حيث يحظر الطرفين والشهود إلى المجلس فلا يتكلم أحد إلى أن يطلب العارفة من المدعي تقديم حجة فيتقدم أمام العارفة جاثياً على ركبيته ويقول : شعندك ياقاضينا بحق الله ترضينا والصلاة على سيدنا محمد ويكمل ادعائه وكذلك يفعل الطرف الأخر والشهود ويعرض العارفه الصلح على الطرفين فإن لم يقبلا بالصلح يطلب العارفة الشهود إذا وجدوا وإلا فإن لم يتوفر شهود للقضية طلب العارفة من الطرفين حلف اليمين على القرآن الكريم و في مسجد القرية و أحيانا ً في مجلس العرف اليمين المعظم الذي يمثل حكمه في القضية مباشرة فإن رفض أحد الطرفين قبول الحكم يزود الطرف الثاني بنص ليتنقل الطرفين إلى عارفة آخر بحضور الطرفين ويقبلان به فإن رفض حكم الثاني يلجؤون إلى عارفه ثالث وبذلك يكون الحكم الصادر قاطعاً لامجال للتراجع عنه وتلتزم العشيرة من يقع عليه الحقد بقبول مضمون الحكم الصادر عن العارفة واضاف الهنداوي ان قواعد صارمه تحكم مجلس العرف فلامجال للكذب فيها حيث يطلب العارفة تزكيه الشهود من اضاربيهم وشيوخ العشيرة اي ان يشهدوا لهم بالصدمة‏

فإن ثبت الكذب على أحدهم منع من الشهادة ويسمى باللغة الدارجة ( المكموع ) أي من لا تقبل شهادته أبداً .‏

وأشار هنداوي إلى أن المجالس العرفية تحكم في المنازعات الفردية مثل المهور وأمور الزواج والطلاق والديه والمنازعات الجماعية التي تحدث بين العشائر على الأراضي الزراعية وأراضي البادية ( المراعي )‏

وقال أن جميع القضايا التي عرضت عليه تم حلها وارضاء جميع الأطراف خاصة المنازعات الجماعية وهي تستغرق وقتاً طويلاً أحياناً لحلها وجهد وتدقيق من قبل العارفه لايصال الحقوق لأصحابها لافتاً إلى مخاصمات تم حلها من محافظات أخرى وتأتي أحياناً ( شرعيات ) من المدن وليس فقط من الأرياف والعرف مصدر من مصادر التشريع .‏

ويعتبر العارفه شخص ذو أهمية اجتماعية كبيرة في المجتمعات القبلية يساهم في بث شعور الامن والطمأنين في نفوس الأطراف المتنازعة يكتسب خبراته المتوارثة عن طريق التجربة ويتوخى إقامة العدل بين الأطراف ولا يتلقى أجراً أو هدية من الأطراف المتنازعة وله شهرته الطيبة لدى المجتمعات القبلية التي تعتبره مثال للحق والعدل والكرم وإرضاء جميع الأطراف منطلقاً من قاعدة أخلاقية تقول أن الصلح سيد الأحكام .‏