أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي أحْيَانا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النَشُور           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-2011
  #21
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

صيحة على الجاهلية
من يعلم أن حضارة المادة أردته أسفل سافلين. من يعلم المسلمين الناعسين بعدُ عن حقهم تلك الصيحة الخالدة التي أيقظ بها الأنبياء أممهم: ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ﴾ [1]؟
وثنية الجاهلية الأولى تُؤله الحجر والشجر، وتقرب القرابين للأصنام وتتمسح بها. بذلك فقد الإنسان كرامته الآدمية وحُرمته الإنسانية. وإنسان اليوم، والمسلمون وهم مستضعفو العالم في المرتبة الأولى، ضحايا الإهانة المنظمة على يد الجاهلية العالمية ورأس حَرْبَتها اليهود والصليبيون الجدد. التدين الناعس أصبح أرجوزة بليدة خاملة. فأين تلك الصيحة النبوية على الجاهلية؟
أقول هنا: إن البلاغ الإسلامي ينبغي ألا يحاكي الخطاب الثقافي الجاهلي في تثَنِّيه وتحذلقه الفلسفي. يجب ألاَّ ننهزم أمام العقلانية الكافرة التي تكشط من كلام من يحاور المغربين على أرضهم كل نداءات القلب الحارة. لا إله إلا الله ليست فلسفة. اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ليست استدلالا منطقيا. فليكن بلاغُنا في حدة الصيحة الشاملة المتأججة غضبا على الظلم. لا نفترها ونخمدها بالحذلقة.
[1] الأعراف: 59،65،73،85 - المومنون: 23 - هود: 50،61،84
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011
  #22
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

محمد صلى الله عليه وسلم المثل الكامل
وليكن بلاغنا الإسلامي، بعد كلمة لا إله إلا الله التي يفسرها القرآن، مشبعا بالحب لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، مفعما بالتقدير لمكانته عند الله عز وجل وبالاقتناع بعصمة سنته وقيادته. فطالما طعنوا في الشخص الكريم ليوهنوا في قلوبنا حب من جعل الله حبه مقرونا باتباعه وتعزيره وتوقيره ونصرته وفدائه بالمهج. والأدهى من ذلك أن من المخربين من هم أبناء الإسلام ودعاته، ورثوا جفوة الأعراب وجفاء من لم يدخل الإيمان في قلوبهم فبقُوا على إسلام حرفي. ما كان صلى الله عليه وسلم بدعا من الرسل، وما طلب إلينا أن نفضله على الرسل. لكن الله تعالى أمرنا بالتأسي به وعلمنا مكانته في مثل قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾ [1].
من كانت مبايعته هي مبايعة لله، ومعاهدته معاهدته، وكان المبلغ عنه، وكان حبيبه كما جاء في الأخبار الصحاح، وكان خليفته في الأرض، وكان المشرع في دين الله، يوحى إليه من لدن الله، ويعرج به إلى قاب قوسين أو أدنى حيث لا يبلغ مخلوق حتى الملك المقرب، فأنى لنا بالفلاح إن لم نحبه ونوقره ونتبرك به ونتقرب إلى الله عز وجل باتباعه ومحبته والصلاة عليه؟
قوم سلاحهم الشك والتشكيك يرونها ظاهرة شرك إن سُيِّدَ في لفظ محمد صلى الله عليه وسلم، أو عُظِّمَ في اللهجة، أو سُكِبَتْ العَبرةُ حنينا إليه. أولئك ما قرأوا أنه عبد يوحى إليه، وأنه سيد ولد آدم. إنما هو عندهم عبد آدمي بلَّغَ وانتهى ووَلَّى. نعوذ بالله من الخذلان!
لننس هذه الوحشية في صحبة أحباء الله ورسوله. قال الإمام علي كرم الله وجهه: "أفضت كرامة الله سبحانه إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فأخرجه من أفضل المعادن منبتا، وأعز الأرومات مَغْرسا. من الشجرة التي صَدعَ منها أنبياءَه، وانتخب منها أمناءه. عترتُه خير العِتَرِ، وأسرته خير الأسر. وشجرته خير الشجر. نبتت في كرم، وبسقت في كرم،(...) فهو إمام من اتقى، وبصيرة من اهتدى. سراج لمع ضوؤه، وشهاب سطع نوره، وزَنْدٌ برق لمعه. سيرته القصد، وسنته الرشد، وكلامه الفصل، وحُكمه العدل"[2]. "بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وآله شهيدا وبشيرا ونذيرا. خيرَ البرية طفلا، وأنجبَها كهلا. أطهرَ المطهرين شيمة. وأجودَ المستَمْطرِين دِيمَةً"[3]. "أرسله داعيا إلى الحق وشاهدا على الحق. فبلغ رسالات ربه غيْرَ وانٍ ولا مقصر. وجاهد في الله أعداءه غير واهن ولا مُعَذِّرٍ. إمامُ من اتقى، وبصرُ من اهتدى"[4].
تنفسنا نسيم أهل الله فلنرجع. إن الله تعالى علمنا الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة الحجرات. هذا الأدب حرف لا معنى له، أم هو أدب من يريد الدخول على مقام النبوة ليعظم النبي من وراء الشخص البشري؟ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ، إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [5]. مِنَ الناس من لم تُزايلْهم أعرابيةُ الغِلظة، فساء أدبُهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كسوء أدبهم مع بعضهم. والله عز وجل يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [6]. وقال سبحانه: ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [7]. أمَا كفى هذا تمييزاً لمن يعقل؟
هذا النبي الخاتم العزيز على ربه هو القدوة الخالدة للبشرية، خاتم بالزمان وخاتم بالكمال. غشِيَتْ أعينٌ لا تستنير بنوره، وخابت وخسرت ذمم فَصَمَتْ ما بينها وبينه! قال الله في حقه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً﴾ [8].
[1] الفتح: 10
[2] نهج البلاغة ج1 ص185
[3] نفس المصدر ص200
[4] نفس المصدر ص229
[5] الحجرات: 3-4
[6] الحجرات: 2
[7] الأحزاب: 40
[8] الأحزاب: 45-4
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011
  #23
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

حبه صلى الله عليه وسلم من حب الله
إن تمييز الله نبيه عنا لا يهدف لرفعه فوقنا رفعا يبعده عنا، لكن يهدف لتمكين هيبته في نفوسنا وتعميق حبه في قلوبنا. وكما أن تَعَالِيَ المولى سبحانه وتقدُّسَهُ لا يجعله بعيدا عن عباده بل يبقى قريبا، فكذلك هذا الرجل الذي لا يَصفو حبنا له من أكدار البشرية لو بقي في أعيننا واحدا من بعض رجالنا. وحبه صلى الله عليه وسلم من حب الله. ومِن حب الله والتعلق الدائم به يفيض الحب على رسوله بالإضافة والتبعية. فمهما توغل حب العبد المصطفى في قلوبنا فسيبقى حبا مضافا. ولا خطر من الشرك كما يتوهم أهل اليُبْسِ والجفوة، عافانا الله.
حب الله ورسوله ليس عاطفة -وهذه كلمة محدثة تترجم لغة بشرية- حب الله ورسوله حركة قلبية كأخواتها من معاني القلب والغيب: الرحمة والسكينة والإيمان والإحسان وما إليها. أما الغرام، الذي يعبر عنه بكلمة الحب وهي شريفة أنزلها الاستعمال الدارج عن مكانتها، فهو حركة نفسية. وتشترك الانفعالات البشرية في التسمية، فيكون للمومن والجاهلي فرح وغضب، حب وبغض، وسائر ما تعتلج به الأنفس. لكن المومن وحده المختص بحاسة القلب يفرح بالله، ويغضب لله، ويحب في الله، ويبغض فيه. أما الكافر المطبوع على قلبه فلا يعدو الانفعالَ النفسيَّ. فمن أخص خصائص المومن حياةُ القلب، لا يعرفها عالم الجاهلية. وقد مستنا عدوى العقلانية الجافة، واختلطت في مجتمعاتنا دوافع النفس البشرية المشتركة مع الدوافع الجاهلية الهِيَاجِيَّةِ المُعْدية، فضمُرَت، ثم ذبُلَت، ثم ماتت رقائق القلب من تواد، وتراحم، وتساكن. فإذا مجتمعنا تركيب تُقَعْقِعُ فيه المصالح، والعلاقات النفعية الجافة، والكراهية، والتحاسد، والتباغض، والعنف وهو الجاهلية.
ما ذاك إلا لتعطيل، بل تعطل، الحياة القلبية. وإنَّ معين هذه الحياة حب الله ورسوله. فمتى غابت هذه الشُّعبة العظمى من شعب الإيمان من حياة المسلمين هوَوْا في دَرَكات العَمَاية. يقول الإمام الغزالي رحمه الله: "إن من أحب غير الله، لا من حيث نسبتُه إلى الله تعالى، فذلك لجهله وقصوره في معرفة الله تعالى. وحب الرسول صلى الله عليه وسلم محمود لأنه عين حب الله تعالى. وكذلك حب العلماء والأتقياء، لأن محبوبَ المحبوب محبوب. ورسول المحبوب محبوب، ومحب المحبوب محبوب. وكل ذلك يرجع إلى حب الأصل، فلا يتجاوزه إلى غيره. فلا محبوب بالحقيقة عند ذوي البصائر إلا الله تعالى. ولا مستحق للمحبة سواه"[1].
روى الإمام البخاري رحمه الله عن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر ابن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله! لأنتَ أحبُّ إلي من كل شيء إلا نفسي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم" لا! والذي نفسي بيده، حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك. فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر!" .
وروى الشيخان رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفس محمد بيده لياتين على أحدكم يوم ولا يراني. ثم لأنْ يراني أحبُّ إليه من أهله ومالُهُ مَعَهُم" .
فهذا تشجيع مؤكد لحبه صلى الله عليه وسلم حبا على الأرض وبعد أن قبض. ويقسم أن حبه المطلوب شرعا هو ما تجاوز المَيْلَ المضاف إلى نفسك وطبعك لترتفع به فوقها.
وأنه لا إيمان بدون محبته صلى الله عليه وسلم لما ورد من حديث أنس رضي الله عنه المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يومن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" .
ولا يذوق حلاوةَ الإيمان ذائقٌ إلا بها. روى الشيخان رحمهما الله عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما. وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله. وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" .
[1] الإحياء ج4 ص258
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011
  #24
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

محبة أصحابه الخارقة له صلى الله عليه وسلم
إنَّ عقلنة الإسلام وصَفَّهُ مع المذاهب الفكرية كارثة. وإن حياد العقل عن الهوى والنفس واضطرابها ضرورة لكيلا تكدر منابع المعرفة عفونات النفس وظلامها. لكن معاني القلب الإيمانية نور، ووصل العقل بنور القلب يفتح له مجال العلم الإيماني والإحساني. وإنما أُتينا من رفقة العقلانية الإلحادية وأنماط التفكير الجاهلي، حتى أصبحنا لا نميز بين نور القلب، وقد غاب من حياتنا، وبين هواجس النفس وضبابها وظلامها التي تعلمنا المنهجية العلمية أن نحترز منها ونعزلها. وإن استئناف الحياة الإيمانية تحت دولة الإسلام يقتضي أن نعيد تأسيس مناهج العلم ومناهج الحياة الاجتماعية فنعيد إلى الرحمة والحب في الله وأخواتها مكانتهن.
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخجلون من التعبير عن حبهم الشديد له، حب قلبي صادق، لا كوثنية عبادة الزعيم، وتهييج الجماهير بالخطب والمهرجانات. أخرج الطبراني رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب لي من ولدي. وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر حتى أتِيَ فأنظر إليك. وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفِعْتَ مع النبيئين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت ألا أراك. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: " ﴿ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ﴾ [1].
محبة خرقت الطبع المائل لمحبة النفس والولد، وخرقت حجاب الموت، ونفذت إلى الآخرة!
وروى الطبراني رحمه الله حديثا حسنه الهيثمي رحمه الله عن حصين بن وحوح الأنصاري رضي الله عنه أن طلحة بن البراء رضي الله عنه لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم""جعل يلصق برسول الله صلى الله عليه وسلم ويقبل قدميه. قال: يا رسول الله! مرني بما أحببت ولا أعصي لك أمرا! فعجب لذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وهو (الصحابي) غلام. فقال له عند ذلك: "اذهب فاقتل أباك"! فخرج موليا ليفعل. فدعاه فقال له: "أقبل فإني لم أبعث بقطيعة رَحِمٍ"! فمرض طلحة بعد ذلك، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده في الشتاء في برد وغَيْم. فلما انصرف قال لأهله: "لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت. فآذنوني (أخبروني) به حتى أشهد وأصلي عليه. وعجلوه". فلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بني سالم بن عوف حتى توفي وجَنَّ عليه الليل. فكان فيما قال طلحة: ادفنوني وألحقوني بربي عز وجل. ولا تدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني أخاف عليه اليهود أن يُصاب في سَبَبي (لمروره ببلد اليهود في عيادته إياه). فأخُبِر النبي صلى الله عليه وسلم حين أصْبَحَ. فجاء حتى وقف على قبره، فصف الناس معه، ثم رفع يده فقال: "اللهم القَ طلحة تضحكُ إليه ويضحك إليك"" .
لوحة رائعة تصور العلاقة الحميمة بين نبي الرحمة وأمته حتى الغلمان. أرأيت كيف يعلم النبي صلى الله عليه وسلم محبته عمر رضي الله عنه، وكيف يُقسم عليها، وكيف يمتحن عليها كما امتحن الغلام رضي الله عنه! محبة تَفدي بالنفس، وتصحَب عبر الموت، وتجعل المحبوب وأمنه مركز الهم، يُنْسَى معه الكرب، حتى كرب الموت!
حدث ابن إسحاق رحمه الله أن سعد بن معاذ رضي الله عنه "اقترح على النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر أن يبنوا له عريشا يكونُ فيه. قال: "ثم نلقى عدونا. فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا. وإن كانت الأخرى جلستَ على ركائبك (أي ركبت عليها)، فلحقت بمن وراءنا من قومنا. فقد تخلَّفَ عنك أقوام ما نحن بأشدَّ حبا لك منهم. ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك" .
بهذا ومثله ندرك أهمية الحب في الله في حياة الأمة المقاتلة. أشداء على الكفار رحماء بينهم. تلك الشدة توَتُّرٌ يستند إلى هذه الرحمة، وتستمد قوتها منها. يقاتلون حبا لله وفداء لرسوله ورحمة بينهم. حبل الحب لله وفي الله ممتد قوي وثيق. لا جرم أن تنكسر على حده قوى العنف الجاهلي وعصبياته.
[1] النساء: 69
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011
  #25
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

عظمة الرسالة
رسول كالرسل ما هو بدع منهم، لكنه خاتمهم وإمامهم. أمِرْنَا أن لا نفرق بين أحد من رسل الله. أيْ أن نومن بهم جميعا، وأن نعتقد أن الإسلام دين الله دينهم جميعا. وجاءنا في الحديث النهي عن تفضيل محمد صلى الله عليه وسلم على يونس بن متى. كما جاءت أحاديث يذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إخوانه الأنبياء بحب وتقدير وتواضع.
لكن الرسالة الخاتمة العظيمة نزلت على إمام المرسلين. فيجب أن نعرف مقامه. ولا يمنعنا ذلك العلمُ من إعطاء كل ذي حق حقه، فلا نفرق في الإيمان، ولا نفضل حيث يكون التفضيل تفاخرا.
وقد وردت أحاديث كثيرة في مناقب سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم. قراءتها ترفع بعض الحجب عن المتردد. يُرْجَى ذلك إن شاء الله.
نزلت على الرسول الكامل صلى الله عليه وسلم الرسالة الكاملة، قال الله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾ [1]. قال علماء اليهود وأحبارهم في هذه الآية لعمر: "إنكم تقرأون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا!" رواه البخاري وغيره. عرف الأحبارُ الحق، وأدركوا أنها الرسالة الخالدة التي وعد به الله البشرية على لسان رسله. قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ [2] الشُّفُوفُ والنصر والإشعاع الذي تخبو معه كل الأجرام.
رسول خاتم ورسالة خاتمة. لا تحتاج لتكميل ولا تطوير. نُزُلاً من حكيم حميد. لا يعني هذا أن العقل المومن، وهو أيضا خَلْقُ حكيم حميد، قد عطل، وأن تحديات العصور للمسلمين بمشاكلها المستجدة يمكن أن تواجه ببلادة حامل الأوقار الذي لا يعرف ما يحمل، ولا روح ما يحمل، ولا أهمية ما يحمل، ولا سرّ ما يحمل. نحن حاملو رسالة، لكن هل نقدر معنى أن معنا آخر كلمة خاطب بها الخالق خلقه، وأكمل رسالة أنزلها رب السماوات والأرض لعباده؟
ورثة رسالة لا رشد لهم إن لم يتبعوا منهاج النبوة، ويتفانوا في حب الله ورسوله، ويتعلموا من الله ورسوله، ويهتدوا بنور الله المودَع في قلوب أولياء الله، ورثة رسالة الله، حملة رسالة لا أكتاف تنهض بعبئها، ولا قوة شوكة تدفع عنها اللصوص، ولا قوة بلاغ تخرق بها حواجز الجاهلية إلا إن استعدنا على منهاج النبوة تماسك حملة الرسالة، وشوكة حملة الرسالة، وصلاحية الائتمان على الرسالة. يقول الإمام البنا رحمه الله في وصف حملة الرسالة الأولين: "وبهذه المشاعر الثلاثة: 1) الإيمان بعظمة الرسالة 2) والاعتزاز باعتناقها 3) والأمل في تأييد الله إياها، أحياها الراعي الأول صلى الله عليه وسلم في قلوب المومنين من صحابته، بإذن الله. وحدد لهم أهدافهم في هذه الحياة، فاندفعوا يحملون رسالتهم محفوظة في صدورهم أو مصاحفهم، بادية في أخلاقهم وأعمالهم، معتدين بتكريم الله إياهم، واثقين بنصره وتأييده. فدانت لهم الأرض، وفرضوا على الدنيا مدنية المبادئ الفاضلة، وحضارة الأخلاق الرحيمة العادلة، وبدلوا فيها سيآت المادية الجامدة إلى حسنات الربانية الخالدة"[3].
بهذه الدفعة انتشر الإسلام، وعلى يد أهل الثقة بالله، والاعتزاز برسالة الله، والإيمان بوعد الله خفقت بنوده في الآفاق. ثقة، اعتزاز، إيمان. كلها معان قلبية نابعة من روح الروح، بعد أن فجر فيها نور الوحي وأحيت فيها بركة النبوة معاني حب الله ورسوله.
لا يمكن أن نفسر الانتصار العظيم الخاطف لجند الله بضعف الإمبراطورية الرومية، ولا بانحلال المملكة الفارسية، ولا بتفكك الدولة الفيزكوطية بإسبانيا. كانت هناك قوة معنوية، هي قوة الإيمان من وراء القوة العسكرية التي كان التفوق فيها للعدو أضعافا. قوة خارقة مكنت الصحابة رضي الله عنهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من تطويع بلاد العرب وتنظيمها في أقل من عشر سنين، ومكنتهم في أقل من اثنتي عشرة سنة بعد وفاته من فتح فلسطين والعراق ومصر. لم تقف خيلهم المظفرة إلاَّ عند الحواجز الطبيعية مثل جبال الطورس وإيران وصحاري النوبة وليبيا.
بهر العالم عدلُ المومنين وعفتُهم ورحمتهم بالخلق بعد وحشية المستكبرين وجشعهم وظلمهم. يكتب ميكائيل السوري، نصراني من ذلك العصر، ما يلي: "إن الرب المنتقم(...) لما رأى شر الروم الذين كانوا يبتزون كنائسنا وأديرتنا ويسوموننا العذاب بلا رحمة، جاء بأولاد إسماعيل من الجنوب ليحررنا منهم.(...) ليس من الفضل الهيّن أن نتحرر من وحشية الروم وشرهم وغضبهم وجشعهم العنيف وأنْ نرتاح من كل ذلك"[4].
وحرر حملة الرسالة أمما أخرى من الرِّق الاجتماعي والاضطهاد الديني. كان حملة الرسالة قلةً عدداً، لكن عظمة رسالتهم فتحت لهم نفوس الشعوب فسهل عليهم دَحْرَ العدو بحد السيف، سيف قرين القرآن وخادمه. ينقل كارودي عن إكناسيو ألاكي قوله: "كيف أمكن لحفنة من عرب الجزيرة أن يفرضوا لغتهم ودينهم على خمسة عشر مليونا من سكان بَلَدٍ امتداده ستمائة ألف كلمتر مربع؟"[5]. يقصد شبه الجزيرة الإيبيرية التي فتحها طارق بن زياد.
خرجت الرسالة العظيمة من صحراء العرب القاحلة بعد أن أخصبت قلوب البدو الجُفاة، فإذا هم بنعمة الله إخوان. ثم انطلقوا بها يُخَصِّبُون المجتمعات البشرية، يخرجون الناس من عبودية العباد لعبادة الله، يعلمون الإنسانية نَمطاً جديدا عاليا من الأخلاق والرحمة والعدل والسياسة. قال ربعي بن عامر رضي الله عنه على بساط رستم قولته الخالدة: "الله ابتعثنا ليخرج بنا من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده. ومن ضيق الدنيا إلى سَعَتِها، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام"[6]. والمستضعفون في الأرض تحت ظلم الجاهلية المعاصرة وضيقها واستعبادها ينتظرون حملة الرسالة جندَ الله ليحرروهم ويؤاخوهم.
[1] المائدة: 3
[2] الفتح: 28
[3] دعوتنا في طور جديد
[4] كتاب "بشائر الإسلام" لكارودي ص37. (طبعة لوسوي الفرنسية)
[5] نفس المصدر
[6] تاريخ الطبري رحمه الله
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011
  #26
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

تركت فيكم...
هل ضاع سِرُّ تربية جيل القرآن جند الرحمان وتنظيمه وقيادته بوفاة الرسول المعظم وغياب شخصه الكريم؟ هل خبا إلى غير رَجعة ذلك النور النبوي الذي قَبَسَ منه الصحابة فوصلهم بنور القرآن وقربهم من الله جلت قدرته فأحبهم ونصرهم؟ كلا، بل هو صلى الله عليه وسلم النموذج الخالد لكل الأجيال. فمتى اكتشفنا من خلال كتاب الله وسنة نبيه سر التربية النبوية ومنهاجها انفتحت عنا أغلاق الجاهلية الراتعة في الأفئدة، المقيمة عليها، المقيدة لطاقات الفطرة الإيمانية، تمنعها من الانطلاق.
جاءت أحاديث كثيرة تأمرنا بالتمسك بعده صلى الله عليه وسلم بكتاب الله وسنته وأهل بيته. أحاديث تضمن لنا الهدى إن فعلنا. روى الترمذي عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: وهو كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يَردا علي الحوض. فانظروا كيف تَخْلُفوني فيهما" . قال الترمذي: حديث حسن غريب.
القرآن وأهل البيت. هذه معادلة أعطاها الشيعة ما تستحق من الحرص على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. هؤلاء هم الآن، شهر صفر 1403، في عنفوان الثورة والحرب مع زعماء الجاهلية البعثية وكيلة الاستكبار العالمي. يا مرحبا بثورة تحت راية الإسلام! ومع كل ثوران وتغيير عميق تحدث اضطرابات يفلت معها زمام القول والعمل. طوينا في الحُسبان أخطاءَ الثورة الطبيعيةَ كتعاونها ضد المومنين مع نظام النصيرية الكافر وقلنا هذا حِلْفٌ اضطرت إخوانَنا إليه الحاجةُ الماسَّةُ لمَنْفَذ دبلوماسي ومورِدٍ للسلاح يخرق حصار الجاهلية المتفقة على خنق الثورة. ونطوي في الحُسبان توقف الثورة الإيرانية عن مد يد المساعدة للأمة الإسلامية المقاتلة في أفغانستان. ونقول: ثورة لها من همها ما يكفيها. لكنَّ إخوتنا عندما يعلنون على العالم ويبثون في صفوف المسلمين أنَّ إسلامهم هو إسلام آل البيت يوهمون المسلمين المتطلعين للتحرر من كابوس الجاهلية أن إسلام أهل السنة مُعادٍ لآل البيت، فتحدث البلبلة، ونسمع من الشباب أفواجا "تتشيع" كأنها تخرج من دين لدين.
إن إنجاز إخوتنا الذين زحزحوا عن صدورهم احتلال أمريكا ونهضوا هذه النهضة الرائعة لبركة من السماء. لكن رفع شعار آل البيت بما يوهم ضلال من يحبون آل البيت، دينا يدينون به الله دون أن يتسموا شيعة، يوشك أن يُفضي إلى تجذير الخلاف المذهبي فإذا البركة نقمة. سدد الله خطانا. ثم إن علماء السنة في إيران، أمام الدعوة إلى مذهب نشأ خلال قرون فهو يحمل أثرها بدل الدعوة إلى الإسلام الجامع، أخذوا ينظمون صفوفهم للدفاع عن حقهم في احترام مذهبهم. فما سمعنا تسامحا بل اضطهادا مذهبيا.
اللهم احفظ المسلمين من هذه الطامة التي تهدد، واجمع شملهم.
كتاب الله جامع، وإمامة آل البيت لا ينكرها مسلم. ومحبة آل البيت دين. فيبقى أن نسدد ونقارب ونجتهد لنجد صيغة موحدة. لا نطمع في رفع الخلاف من الأرض، فذلك طمع فيما لا مطمع فيه. لكنْ سَدُّ الذرائع لكيلا يدخل علينا مرة أخرى داءُ الطائفية الذي شتت شملنا. لا نطمع في العلاج السريع لمرض قروني، لكن نأسف إذ نرى الخطوات الأولى للثورة في إيران تتجه إلى غير ما يدل عليه الكلام الطيب الذي نسمعه من الإمام الخميني الذي يدعو لوحدة المسلمين في وجه الكفر والاستكبار، ويدعو لتخطي الطائفية. نأسف ونتألم. فهل هناك بلاغ في القمة لا يجد استجابة على مستوى التنفيذ؟ المهمة ضخمة ضخمة. ونحن نعذر، لكن نحذر.
كتاب الله وعترة رسول الله صلى الله عليه وسلم توأمان. وهما الثَّقَلان فينا كما جاء في لفظ الحديث. ثَقَلاَنِ يُرَزِّنَانِ المسلمين مخافَة أن تستخِفَّهم الطائفية، أو السطحية، أو العقلانية الإلحادية، أو التأويلية التي تبعدهم عن روح الإسلام. وروحُ الإسلام هو المنهاج الذي نحتاج، ويحتاج الشيعة، أن نبحث عنه، وننفي عنه رواسب قرون الانحطاط والحروب بين المسلمين. ننفي عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
أخرج أبو داود والترمذي بسند صحيح عن عبد الرحمان السلمي وحُجر بن حجر، عن العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "صلى بهم ذات يوم، قال: "ثم أقبل علينا بوجهه، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجِلَتْ منها القلوب. فقال رجل: يا رسول الله! كأن هذه موعظةُ مُوَدِّع، فماذا تعهَد إلينا؟ قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبداً حبشياً. فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. تمسكوا بها. وعَضُّوا عليها بالنواجذ. وإيَّاكم ومحدثاتِ الأمور. فإن كلَّ محدثة بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ" .
وصية عُلْوِيَّةٌ ما كان أنصع بيانها، وأوضح خَطْوَها، قبل أن تنشبَ الفتنة، ويُحْمَلَ السيف بين المسلمين، وتَدْلَهِمَّ الآفاق، ويفسُدَ الحكم، وتُنْقَضَ بعد ذلك كثيرٌ من عُرا الإسلام! الطاعة لعبد حبشي تعني الأخوةَ الإيمانية المُسَوِّيَّةَ للأجناس، لا تعني الطاعة العمياءَ للظالم القويِّ المتسلط كما تفسر ذلك أحاديث أخرى. ومع ذلك خضعت أجيال من المسلمين للعربي والعجمي والحبشي الظالم مخافة الفتنة وانتشارها. الاختلاف الكثير الذي خوفنا منه حبيبنا الهادي صلى الله عليه وسلم حدث، وعض كل فريق على ما يحسبه السنة الراشدة المهدية. والتقى العض المذهبي بالملك العاض، أو خالفه وحاربه، فكان تاريخُنا الممزق.
نرجو الله عز وجل أن نعبُرَ مواقعَ الردى في خطانا نحو الخلافة الثانية المهدية.
المنهاج النبوي جوهرٌ لَصق به أثناء معارك الاختلاف كثير من هذه الأدْران البشرية التاريخية. تولدت الشكوك في الرجال، وتولد التقديس المُغالي للرجال، وتولد التقليد الحرفيُّ للرجال. وتبنّت الأجيال أحقاد من مضوا، وأخطاءهم، وأفكارهم البشرية غير المعصومة من الميل والمبالغة. دخل كل هذا في بوتقة الصراع الطائفي المحالف أو المحارب للصراع السُّلالي الملكي فانصهر جسمين جامدين على خلافهما. هما الآن جسم الأمة الواحدة. ولا يمكن لشِقٍّ من الأمة أن يزعم أنه وحده الأمة.
ولعل الله عز وجل يجعل دواء الاختلاف في الاستضاءة بنور النبوة الذي لا ينكسف، وتبخير الجمود تحت شمسها الساطعة سطوع القرآن. لعل الله جلت عظمته يُلهِم الأمة مراجعة ما ائتُمِنَتْ عليه من دين الله، تعرض الخلاف على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. من يعرض، ومن يفهم ومن يُسَوِّي الخلاف؟ وبأي إرادة ومن أي منطلق وإلى أي هدف؟ لا يستوي الشيعة وهم الآن في ذروة الانتشاء بنصر الله المبين، من ذراه يتكلمون ويخططون، مع علمائنا الذين لا يزال سوادهم الأعظم تحت وطأة القرون، وتقليد القرون، وضرورة القرون، التي أدخلت كثيرا منهم تحت جناح الملك العاض والجبريِّ، طاعة منهم للعربي والعجمي والحبشي، وسَيْراً مع حرفية السنة، وربما اختيارا عن اقتناع لأهْوَن الشرور. لا نعجلْ، فبعد تحرير دار الإسلام يفتح الله تعالى لنا باباً لنتجاوز المَهاويَ التاريخية المهددة انقطاعا عن تاريخ الفتنة ووصلة بالنموذج الخالد.
يجمعنا حب الله ورسوله. ويجمعنا تحدي الجاهلية لنا، وخطرها المحدق بنا. يجمعنا واجب حمل الرسالة الخالدة للعالم، وواجب بناء الأساس للإمامة المهدية، وهي هي الخلافة الثانية الموعودة. ولن يحمل الرسالةَ جسمٌ مُصَدَّعٌ. لن يقوى على رد العدوان صفٌّ مشتت. ما هي حال مُرْضِيَةٌ أن يتخاصم ورَثَةُ الرسالة العظيمة على ميراثهم العظيم ودليل السماء بين أيديهم، وشخص الرسول المعصوم وسنته ماثلة في ضمائرهم.
كثير من سوء التفاهم راجع لوحشة طويلة ما تجالس فيها المسلمون من كلا الطائفتين، ولا تحاوروا، ولا تشاكوا آلامهم، ولا تبادلوا همهم. ويرحم الله الأستاذ حسنًا البنا، كان شديد الحرص على الاجتماع بعلماء الشيعة بحثاً عن أسباب الربط بين المسلمين.
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011
  #27
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

الفصل3:الهجرة والنصرة
مدرسة الشدائد
الهجرة
النصرة
البيعة
المؤاخاة
خطوة نحو السلطان
الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	abd.jpg‏
المشاهدات:	174
الحجـــم:	7.6 كيلوبايت
الرقم:	2395  
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011
  #28
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

مدرسة الشدائد
منذ ثلاثين سنة[1] دخل في لبنان العرب حديث جديد عن الثورة، وضرورة الثورة، والموقف الثوري، وأمجاد الثورة. وما من زعيم قائد إلا سمى تقلبه في البلاد ثورة. وأسفرت هذه "الثورة" عن وجه العنف على الأمة، والانهزام الفظيع أمام العدو، بل مسالمته آخر الأمر والارتماء بين أحضانه. والمفروض أن الثورة نهضة عامة لأمة كرهت حاضرها فتبذل الجهد والأرواح لتتحرر وتبني مستقبلا كريما. وبقيت "ثورة" الزعماء العرب ثورة كلامية، وهياجا خطابيا، وسفكا للدماء البريئة، دماء الأحرار، خاصة المومنين.
أشداء على المستضعفين رحماء على العدو، عكسَ المسلك الإيماني.
رخاوة الثوريين وغيرهم من الرجعيين أمام العدو يترجم رخاوة في الشخصية الغثائية، شخصية نشأت في ظل المؤامرات الانقلابية التي تحمل في أحشائها بذور التخاذل بين قادة "الثورة"، وبذور العنف بينهم، وبذور التجبر على أمة ما هم منها، رغم الدعوى العريضة. إلى جانب هذه نلاحظ تباشير القوة في ثورات أخذت تتميز في المسلمين بطابع القوة على مواجهة العدو، أقصد ثورة إيران وجهاد أفغانستان والمقاومة الفلسطينية. وأستعمل هنا كلمات ثورة ورجعية وما إليها بالمعنى الدارج المتعارف، وإن كنت أحب التميز. فلا أطلق على نهضة المسلمين إلا اللفظة القرآنية الحديثية مصوغة للمناسبة وهي "قومة". على أنَّ في صفوف المقاومة الفلسطينية، إلى جانب رجال مومنين، أخلاطاً تكتسح الكيانَ المقاتل، فتُفْسِدُ سمته الإسلامية. هذه الثورات الثلاثة الرئيسية انبثقت عن أحداث شديدة وحدت القوى المقاتلة، فظهرت بركة وحدتها في عمق ثورة إيران وإقدامِها الرائع على تحدي القوى الشيطانية، وظهرت في صمود أفغانستان الذي يذكر بتاريخنا المشرق الأول، وظهرت في تفرد المقاومة الفلسطينية -على ما هنالك من دخَنٍ، بل من اختلاط- بالوقوف أمام اليهود وقوفا فضح زعماء "الثورات" وعباقرة صنع السلام. وهو المصطلح المنافق للاستسلام والانهزام.
شدائد صنعت ما نرى. كتلت رجالا حول قضية آمنوا بعدلها. كذلك تتكتل الشعوب أمام التحديات الصارمة، حتى مع غياب الإيمان بالله. فبهذا التكتل تشترك الحركة الإسلامية المقاتلة مع حركات تحرر الشعوب الأخرى في معاني الثورية.
ولكي تكون قومةٌ إسلامية على النمط الأول لا تكفي شدائد تاريخية تجمع غضب الأمة، بل لا بد من مرور كل مومن من مدرسة الشدائد، يتربى فيها تربية تمكنه من الانقطاع عن ماضيه، وحاضره، ومألوفه، وراحته، وعلاقته بكل ما يشده إلى الأرض وشهواتها، ليرتبط بموعود الله، ولتملأ جوانحه محبة الله، والشوق إلى لقائه. فيهون عليه الموت، ويهون عليه من دونها بذل المال والجهد. من هذه المدرسة مَرَّ المهاجرون والأنصار أفرادا. حتى إذا آنَ أن يتجمع منهم جند الجهاد، تجسدت فيهم تلك التربية، وهي روح الجماعة، تنظيما مرصوصا لا يُقاوَم.
من حديث أخرجه أبو نُعيم والطبراني أن المقداد بن الأسود قال: "والله لقد بُعِث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بُعث عليه نبي من الأنبياء" .
كان لما لقيهُ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابُه من أذى في مكة أكبرُ الأثر في صياغة الشخصية الإسلامية المقاتلة. وقد هيأ الله عز وجل من الأسباب الخارجية التي تقرب بين المستضعفين المضطهدين ما يكمل الرحمة الصرفة التي ألفت القلوب.
ليس هذا الكتاب كتاب تاريخ ووصف، إنما هو كتاب منهاج تكفي الإشارة فيه إلى مغزى مراحل السيرة النبوية، وهي النموذج في تربية الرجال في الميدان.
هذه اليوم شدائد مَهُولَةٌ تطحن المومنين وتربيهم لتُخرج لنا إن شاء الله رجالا على ذلك الطراز. وإن كان من هذه الشدة ما يبدو لنا قاتلا، فمن وراء دروس الشدة الرجولةُ إن شاء الله. ولعل جرائم الجبارين "الثوريين" توقظ ولو بعد حين غَيْرة هذه الأمة، يوم تتقدم صحوتُها لتزول عنا كل أوهام حول إسلام الدعاة على أبواب جهنم وإنسانيتهم.
على أن جند الله إن استطاع أن يوفر على نفسه الاصطدام قبل اكتمال القوة كان أحكم. ونشدانُ الشدة من أجل الشدة غير وارد شرعا ولا حيلة. الذي لا يمكن بدونه اعتبار جند الله مؤهلا لحمل الرسالة وأعبائها، وقيادة الجهاد ومهماته، هو التربية على الهجرة والنصرة. وهما معنيان خالدان.
[1] من تاريخ كتابة الكتاب عام 1403، أي منذ ما يقرب من ستين سنة
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011
  #29
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

الهجرة
كانت الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والهجرةُ إليه انتقالا من مكان لمكان، وقطعا لحبال الجاهلية بترك الأهل والعشيرة والمال والماضي كله. حبال الجاهلية تمثل في حياة المسلم حديث العهد بالإسلام الأمن والحماية، فلا يكاد يُحدِّث نفسه بقطعها والارتماء في المجهول. حتى إذا قويَ إيمانه واشتدت رابطته بالله ورسوله وإخوانه المومنين أخذ يهون عليه ما سوى ذلك، حتى يكون بموعود الله ورسوله أوثق منه بما عنده. وحتى تكون الأخوة الإيمانية الجديدة هي حياتَه. وإذ ذاك يكون الانتقال من مكان لمكان تنفيذا لهجرة في النفس وُلِدتْ، ثم شبت وطرَدَتْ هواجس الخوف الذي يثبط همم الشاكّين عن العظائم.
إنه انقطاع على كل المستويات، عن كل علائق الماضي. إنه ميلاد مجتمع جديد، وإنسان جديد، وتضامن جديد، ونيَّة جديدة. تنْفتح على موعود الله في مستقبل النصر في الدنيا والفلاح في دار النعيم.
كانت أولُ هجرة في الإسلام هجرة محمد صلى الله عليه وسلم مألوفَهُ، وتخليه في غار حراء. هنالك وُصل قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم بنور الوحي. هنالك وصلت حلقات العروة الوثقى بين السماء والأرض. هذه العروة التي تمسك بها كل مومن بعده صلى الله عليه وسلم، فرفعته فوق اعتبارات المصلحة الوقتية.
ثم كانت هجرة المومنين إلى الحبشة، أذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه، رَجاء أن يجنبهم بعض العَنَتِ. وقال: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإنَّ بها ملكا لا يظلم عنده أحد، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه" . كانت تمريناً على الهجرة النهائية بعدئذ وتهييئا لها. كانت فتحا لباب من المعاناة ما كان يعرفه العرب، وهم من نعرف حنينا إلى الأوطان، ولُصوقاً بالربوع والديار. وكان اللجوء إلى مَلِكٍ لا يَظْلِمُ درساً لنا في التماس الفرج، إذا كنا في ضيق، عند ومع من يضمن لنا حرية الإرادة والحركة في انتظار فتح من الله. ولستُ هنا أدُلُّ على مُستَراح للتخاذل والانضواء تحت ظلِّ الطغاة. والضرورة تُقدر بقَدْرِها.
ثم كان الإسراء والمعراج هجرة ثالثة، فارق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم جسما وروحا هذا العالم، ليتلقى من ربه عز وجل في الأفُق الأعلى، وليرى من آياته الكبرى. وعاد العبد المصطفى يحدث أصحابه وقومه بمعراجه ومسراه الشريفين. فكانت خطوة أخرى في طريق الانفصال عن المألوف والعادي والأرضي. ازداد الانفصال بين أمثال أبي بكر ممن اطمأنوا وصدقوا وبين كفرة قريش الذين استهزؤوا وكذبوا.
تألفت الجماعة في مكة، وبرهنت بصمودها على أصناف الأذى وضروب البغي، وبتماسكها، على أنها مجتمعٌ متميزٌ، رغم بقاء المومنين في نطاق الأسرة والعشيرة. أدت التربية النبوية مهمتها في صياغة إنسان جديد، وربط علاقات جديدة متينة لا تنال منها المحن. فأصبحت الجماعة قادرة على تحمل صدمات أقصى على درب الجهاد. وأصبح قيام دولة القرآن ممكنا بوجود حملة للدولة ودعائم لبنائها. بيد أن عداء مكة وظروفها، وهيمنة الملإ عليها، وعدم التوازن والتكافؤ الكبيرين بين القوة الناشئة والجاهلية المسيطرة لا تسمح بمحاولة القومة المباشرة. كان لا بد من أرض تحتضن دولة القرآن في ميلادها، وتحصنها من عدوان عالم الجاهلية، وهي لا تشكل عددا إلا نقطة في بحر.
كانت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف هجرة فردية. كانت حَلقة من خرجاته الدائمة صلى الله عليه وسلم للمواسم والقبائل يعرض عليها نفسه. وتميزت خرجة الطائف بعنف ثقيف عليه. ألَّبوا عليه صبيانهم وسفهاءهم، ورجموه بالحجارة حتى أدْمَوْا عَقِبَهُ الشريف. اصطفّوا صفين في طريقه يهينونه بكل أنواع الإهانة. وكانت غنيمتَه من هذه الهجرة مستضعف مسكين، هو العبد عداس النصراني، آمن به وأكرمه حين اجتمع المستكبرون على أذاه.
وكانت هجرة الحبشة جماعية. لكنها ما كانت لتؤسس دولة الإسلام في أرض لا تفتح ذراعيها للدين الجديد رغم إسلام النجاشي. ولا يكفي العطف المحايد لتمكين الدعوة في الأرض.
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011
  #30
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

النصرة
خذلان ودفع في الطائف، وعطف في الحبشة من جانب ملك مومن. لم تكتمل شروط الهجرة المؤسِّسَة. لم تلق الدعوة في التجربتين نُصرةً تُكَمِّلُها. إذا كانت الهجرة بذرةً فالنصرة هي الأرضُ الضرورية لبذرها، والبيئة المناسبة لصلاحها. وهذا ما تيسر إلا في الهجرة إلى يثرب.
كتب الإمام البنا رحمه الله: "وإن ذلك المهاجِرَ الذي كان يترك أهله، ويفارق أرضه في مكة ويفِرُّ بدينه، كان يجد أمامه أبناء الإسلام من فتيان يثرب ينتظرون، وكلهم شوق إليه، وحب له، وسرور بمقدمه. وما كان لهم سابق معرفة ولا قديم صلة، وما ربطهم به وشيجةٌ من صهر أو عُمومة، ما دفعتهم إليه غاية أو منفعة. وإنما هي عقيدة الإسلام، جعلتهم يحنون إليه ويتصلون به، ويعُدّونه جزءا من أنفسهم، وشقيقا لأرواحهم. وما هو إلا أن يصل المسجدَ حتى يلتَفَّ حوله الغُرُّ الميامينُ من الأوس والخزرج، كلهم يدعوه إلى بيته ويُؤْثره على نفسه، ويَفديه بروحه وعياله، ويتشبث بمطلبه هذا، حتى يؤولُ الأمر إلى الاقتراع. حتى روى الإمام البخاري ما معناه: "ما نزل مهاجري على أنصاري إلا بقرعة". وحتى خلد القرآن للأنصار ذلك الفضل أبد الدهر. فما زال يبدو غُرَّةً مُشرقة في جبين السنين في قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الحشر: 9)[1]
نرى تداخل الهجرة والنصرة وتضامنهما حتى لا يكونُ لإحداهما معنى وأثر تاريخي بدون الأخرى.
[1] إلى أي شيء ندعو الناس؟
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسات في التصوف ، الغوث الجامع: عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:16 PM
دراسات في التصوف، في الرحمة و الرأفة عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:13 PM
3.دراسات في التصوف : الختم و الكتم عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:12 PM
دراسات في التصوف ، في المعرفة : عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:04 PM
دراسات في التصوف عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 02:57 AM


الساعة الآن 01:00 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir