بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى اله وصحبه اهل الوفا
قال تعالى (واذا سالك عبادي عني فإني قريب اجب دعوة الداع اذا دعان)
كثير ما يستشهد البعض بهذه الآيه الكريمه
في عدم جواز التوسل الى الله بالرسول صلى الله عليه وسلم أو الاولياء والصالحين رضى الله عنهم
فهذه بعض خواطر الفقير (على قدر فهمه) ... أسأل الله ان يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم
اقول.. والله من وراء القصد , وهو تعالى الواحد الفرد
ما صدق من صدق الا بصحبة من صدق قال تعالى ( يا ايها الذين امونوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )
(اذا)اسم شرط - واسم يدل على زمان مستقبل -
(سألك عبادي) ولم يقل (سألوك)فجاءت (سالك) بصيغه المفرد (وعبادي)بصيغه الجمع .. فالسؤال واحد والسائلين كثر إشارة إلى أن مقامهم في السؤال واحد وكما هو معلوم ان للسائل غايه ومطلب من سؤاله فوضح مقصودهم من سؤالهم فقال تعالى (عني )أي من كنت غايته ومطلوبه ومقصده (فإني قريب )فكانوا من حيث السؤال ومن حيث وصفهم (عبادي ) واحد والمسئول هو(النبي) الحبيب صلى الله عليه وسلم في قوله (سألك )فهي في الاصل سال والكاف للمخاطبة فكاف الوصل بين العبد وربه الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( وابتغوا إليه الوسيلة )بإنتهاج نهجه والتأسي به والتخلق بخلقه صلوات ربي وسلامه عليه واله وصحبه, فكان واحد في الدلالة على الله تعالى , وقوله -تعالى- (عني )وهو واحد( جل وعلا) فكانت الاجابه من جنس السؤال فقال –تعالى- (فإني قريب)
فالعلاقة بين السؤال , والسائل , والمسئول عليه والصلاة والسلام , فكأن السؤال يشرح حالهم ,وحالهم إشارة الى حال الحبيب من حيث وراثتهم منه وعبوديتهم لله فهو الممد لهم من حضرته المحمدية التى هي حضره جماليه المستمدة منه تعالى , (الله) وهو المسئول عنه جل في علاه وعبادته الغاية ورضاه المطلب وفضله المأمل والمقصد
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب )لم يحدد ماهية السؤال مهما كان (أجب دعوة الداع إذا دعان) - (انا عند حسن ظن عبدي في فليظن بي ما يشاء)كما جاء في الحديث القدسي
وقال تعالى (اينما تولوا فثم وجه الله)
وقوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني)فما نسبهم إلا إليه , وما سألوا إلا عنه , فقال (فإني قريب)
.(وإذا سألك عبادي عني فأني قريب )ولم يقل (قل )كما جاء في آيآت ألأسئلة ..لأن أيآت الأسئله انما هي عن أحكام شرعيه فكان الجواب (قل )من مقام رسالتك وهي وفي مجملها اسئله عن امور متعلقها في الحياة التعامليه السلوكيه والسؤال في هذه الايه الكريمة ليس عن حكم شرعي بل متعلق السؤال (عني )اعني ان متعلق السؤال (بالذات ألإلهية )
فقال تعالى (فإني قريب), لصدق حالهم في السؤال ولموافقه سؤالهم حالهم في سلوكهم – قال (فإني قريب )ومن حيث قوله -تعالى – (إذا سألك )أي إذا وافق السؤال حالهم وسألوك ,والسؤال هنا ليس عن جهل بل عن علم ليزدادوا معرفة وطاعة ومحبة لخالقهم –تعالى - فالسؤال سؤال عبد يسأل عن ربه الذي هو مبتغاه فقال تعالى (فإني قريب )ممن قصدني وكنت مطلوبه . لذلك لما كان السؤال متعلقه بالذات العلية لم يقل (قل )فقال تعالى (فإني قريب) فكانت الإجابة من الحضرة التى قصدوها فهي حضرة (أعبد الله كأنك تراه)فما دلك الحبيب صلى الله عليه وسلم إلا على الله وما أمرك إلا بإجتناب ما يبعدك عنه , من وجه , ومن وجه أخر قوله تعالى (فإني قريب أجيب دعوة الداع ذا دعان )لأن إستجابة الدعاء لا تكون إلا من الله تعالى فهناك فرق بين التوسل وبين الأجابه إذ أن السؤال شريعة والدعاء طريقة والأجابة حقيقة والحقيقة لا تكون إلا من الحق –فافهم –
فقال (فإني قريب)ومن كان قريب إلى الله في عبوديته كان الله قريب منه في ربوبيته (لا يزال يتقرب ألى عبدي بالنوافل حتى احبه ....) الحديث, ومن كان قريب من الله فقد تحقق له طى الزمان والمكان .قال تعالى ( وكل أتيه يوم القيامة عبدا )إذ ليسفي الأخرة إلا الحقيقة الحقة فافهم.
(وإذا سألك عبادي عنى )طرح السؤال هو نهاية الطريق وبداية التحقيق , والحقيقة من الحق والحق من أسمائه الحسني- تعالى - فافهم , أو تقول فناء البقاء الفناء عما سواه والبقاء به
والسؤال اجتمع فيه مقامات العبادة الثلاثة
فقوله تعالى (وإذا سألك)إسلام :-إذ السؤال من أحكام الأمر والنهي فلا تصح الا بالسؤال (عبادي ) إيمان :- من حيث نسبتهم إليه (عني )إحسان , من حيث تعلقهم به , أو تقول (إذا سألك عبادي )سلوك الطريقة... و(عني ) التحقق بالحقيقة .
(وإذا سألك عبادي عني )إشارة إلى علو همتهم وصدق عزيمتهم إذ متعلق السؤال به –تعالى –فحازوا على شرف نسبتهم إليه , والسؤال اذا لم يوافق حال السائل فهو سؤال تكلف وقد نهينا عنه قال تعالى ( أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل)في مقام الأحسان السؤال ليس تشريعي سلوكي وإنما ذوقي قلبي لدخول تلك الحضرة بشروطها وأدابها الذي لا يستقيم إلا بدوام صفاء القلب وصدق المقصد وسلامه السريرة وهنا لابد لك من شيخ مربي كامل وارث محمدي صح سنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأـخذ عنه حال ذلك المقام
((وأذا سألك عبادي عني ))من أي مقام وفي أي حال لا ينفك عنهم السؤال ولا بد لهم منه وهو في حقيقته طلب الزيادة في العبودية بالالتجاء إليه والتذلل بين يديه ومناجاته –تعالى – فالسؤال من حضرتك ومقام عبوديتك لا يوازيه إلا قوله تعالى (فإني قريب )(...اذا جائني سعيا أتيته هرولة )الحديث .(وما اجملها من حضرة وما ارفعه من مقام )
, قال تعالى ( قل هذه سبيلي)واضحة جلية (ادعوا الى الله )بإمره (على بصيرة ) التى هي نور القلب ومكان تجلي الحق ومهبط الملائكة (أنا ومن أتبعني )على ذلك ( وسبحان الله وما انا من المشركين )لا أدل إلا على الله ولا اعرف غيره ولا ادعوا إلى سواه وكذلك الشيخ المربي لا يدلك إلا على الله من حيث وراثته وأميته وصدق من قال (نحن أمه أمييه لا تعرف غير ربها ).
قال تعالى (فإني قريب)السؤال منهم عنه والقرب منه إليهم قال تعالى (إن رحمه الله قريب من المحسنين )فذلك مقام سؤالهم (والله واسع عليم )لا نهاية لأستيفاء تجلياته والترقى بنور هداه