أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           سبحانك اللهم وبحمد ك وتبارك اسمك وتعالي جدك، ولا إله غيرك           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-2009
  #1
هاجر
زهرة المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 357
معدل تقييم المستوى: 16
هاجر is on a distinguished road
افتراضي تحويل القبلة

تحويل القبلة

قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون” (البقرة: 144).


قال العلماء: أول ما نسخ من القرآن القبلة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس، فكان بمكة يصلي بين الركنين، فتكون بين يديه الكعبة، وهو مستقبل صخرة بيت المقدس، فلما هاجر إلى المدينة، تعذر الجمع بينهما، فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس، واستمر الأمر على ذلك بضعة عشر شهراً.


وكان اليهود يستقبلون بيت المقدس وفي قول لابن عباس ومجاهد: إن اليهود كانوا يظنون أن موافقة الرسول لهم في القبلة ربما تدعوه إلى أن يصير موافقاً لهم بالكلية، وكانوا يقولون “خالفنا محمد ويتبع قبلتنا”.


مسجد القبلتين


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن تكون قبلته البيت الحرام، وكان يكثر الدعاء والابتهال أن يوجهه الله إلى الكعبة، التي هي قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام، فقال لجبريل عليه السلام: “وددت أن الله عز وجل صرفني عن قبلة يهود إلى غيرها”، فقال جبريل عليه السلام: “إنما أنا عبد ملك، لا أملك لك شيئاً، إلا ما أمرت به، فادع الله تعالى”، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله تعالى، وذلك قوله تعالى: “قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون”.


وذكر أكثر من مفسر: أن تحويل القبلة نزل على رسول الله وقد صلى ركعتين من الظهر، وذلك في مسجد بني سلمة، وكان ذلك في يوم خرج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم زائراً أم بشر بن البراء بن معرور، في بني سلمة، فصنعت له طعاماً، وحانت صلاة الظهر، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه في مسجد هناك الظهر، فلما صلى ركعتين نزل جبريل فأشار إليه أن صَل إلى البيت، وصلى جبريل إلى البيت، فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، واستقبل الميزاب، فتحول النساء مكان الرجال والرجال مكان النساء، فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين، وكان الظهر يومئذ أربعاً: اثنتان إلى بيت المقدس واثنتان إلى الكعبة، فخرج عباد بن بشر رضي الله عنه، وكان صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر على قوم من الأنصار ببني حارثة وهم راكعون في صلاة العصر، فقال: “أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البيت”، فاستداروا إلى الكعبة.


وقال رافع بن خديج: “وأتانا آت ونحن نصلي في بني عبد الأشهل، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أن يوجه إلى الكعبة، فأدارنا إمامنا إلى الكعبة ودرنا معه”، وقال ابن عمر: “وبينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة”.


مزاعم السفهاء


وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل بيت المقدس، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك، وارتابوا من ذلك، وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله: “قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم”، ومشى اليهود بالفتنة بين المؤمنين يقولون لهم: ما صرفكم عن قبلة موسى ويعقوب وقبلة الأنبياء؟ والله إن أنتم إلا قوم تفتنون؟ وقد روى الإمام أحمد بسنده عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني: في أهل الكتاب: “إنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين”.


ولم يقتصر ذلك على اليهود فقد قال المنافقون: “خر محمد إلى أرضه”، وقال المشركون: “أراد محمد أن يجعلنا قبلة له ووسيلة، وعرف أن ديننا أهدى من دينه، ويوشك أن يكون على ديننا”، وقال المؤمنون: لقد ذهب منا قوم ماتوا وما ندري أكنا نحن وهم على قبلة أو لا؟ فأنزل الله عز وجل: “سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم”.


العجوز الحاقد


“يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين. وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم” (آل عمران 100 101).


في سياق آيات سورة آل عمران تواصل الحديث عن أهل الكتاب، وانتهى إلى قوله تعالى: “قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون. قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجاً وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون” (آل عمران: 98 99)، وأعقب ذلك الحديث إلى المؤمنين يحذرهم من أنهم إذا أطاعوا فريقاً من أهل الكتاب فعاقبة ذلك أن يردوهم إلى الكفر بعد إيمانهم، ولذلك قصة ترويها كتب السيرة والتفاسير.


كان في المدينة شيخ من اليهود طاعن في السن، اسمه شأس بن قيس، ويصفه الرواة بأنه عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم، وكان يمر على النفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج وقد جمعتهم مجالس الألفة يتحدثون فيها، فيغتاظ لما يرى من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، ويتذكر ما كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فلما أن جاء الإسلام اصطلحوا وألف الله بين قلوبهم.


أراد شأس أن ينفخ في نار الفتنة بين الأوس والخزرج لعلها تشتعل من جديد، فقال لبعض قومه من يهود، وقد غاظه اجتماع كلمة المسلمين: لقد اجتمع ملأ بني قيلة “يقصد أم الأوس والخزرج” بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار”، والأوس والخزرج هما مجموعة قبائل الأنصار، وكانوا قد تحاربوا في الجاهلية حتى تفانوا، وكانت بينهم حروب وآخرها يوم بعاث التي انتهت قبل الهجرة بثلاث سنين، حتى من الله عليهم بالإسلام وبالنبي، صلى الله عليه وسلم، فأطفأ الله الحرب التي كانت بينهم، “وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم”، واجتمعت كلمتهم على الإسلام، وزالت تلك الأحقاد من بينهم، وأصبحوا عدة للإسلام.


وبدأ شأس يضع الخطة التي تفرق بين المسلمين في المدينة، فأمر فتى شاباً من يهود كان معه فقال: اعمد إليهم فاجلس معهم، ثم اذكر يوم “بعاث” وما كان قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، وجلس مندوب شأس إلى نفر من الأنصار، وبدأ في تنفيذ ما اتفق عليه مع العجوز الحاقد، فأنشدهم بعض ما قاله أحد الحيين في حربهم، يقول الرواة: فكأنهم دخلهم من ذلك شيء، وبدأت الحرب المعنوية تؤتي ثمارها المرجوة من اليهود، فقال بعض المسلمين: وقد قال شاعرنا في يوم كذا: كذا وكذا، فقال الآخرون: وقد قال شاعرنا في يوم كذا: كذا وكذا، فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا وتفاخروا، حتى تواثب رجلان من الحيين: أوس بن قيظي أحد بني حارثة بن الحارث من الأوس، وجبار بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج، فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم رددناها الآن جذعة، فغضب الفريقان جميعا، وقالوا: قد فعلنا، موعدكم الظاهرة (والظاهرة الحرة)، وتنادوا في المدينة: السلاح، السلاح، فخرجوا إليها، ونادى هؤلاء: يا آل أوس، ونادى هؤلاء: يا آل خزرج، فانضمت الأوس والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية، فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال.


إطفاء الفتنة


كادت الفتنة تعصف بالمدينة، ودعوى الجاهلية تطل من جديد برأسها في وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكاد شأس يحصل على ما تمناه من فرقة بين المسلمين، ولكن الله سلم، فما أن بلغ ما جرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى بادر على الفور إلى الخروج إليهم فيمن معه من أصحابه من المهاجرين حتى جاءهم، فقال: “يا معشر المسلمين: الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألف به بينكم، فترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا، الله، الله”.


وتحرك الإيمان في صدور الأنصار، وتراجعت ثورة العصبية، وعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فألقوا السلاح من أيديهم، وبكوا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدوهم، عدو الله شأس بن قيس.


قال جابر بن عبدالله: ما كان طالع أكره إلينا من طلوع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصلح الله بيننا ما كان شخص أحب إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت يوماً أقبح ولا أوحش أولا وأحسن آخرا من ذلك اليوم.


وأنزل الله في أوس بن قيظي، وجبار بن صخر، ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا ما أدخل عليهم شأس من أمر الجاهلية: “يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين.. وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم” (آل عمران: 100 - 101).


وفي الآيات تحذير من رب العالمين للمسلمين عن أن يطيعوا طائفة من أهل الكتاب الذين يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله، وما منحهم به من إرسال رسوله.
هاجر غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-13-2009
  #2
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي رد: تحويل القبلة

مقال رائع ومفيد
__________________
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طريقة تحويل ملف الوورد الى بي دي اف عبدالقادر حمود قسم الحاسوب 1 11-14-2012 03:17 PM
تحميل برنامج تحويل الوورد الى pdf عبدالقادر حمود قسم الحاسوب 0 04-18-2011 02:31 AM
تحويل امتداد الصور من غير برنامج عبدالقادر حمود قسم الحاسوب 0 09-18-2010 05:43 PM
تحويل الاشارة التماثلية إلى رقمية_ تكنولوجيا الاتصالات محمّد راشد قسم الحاسوب 2 01-16-2010 05:30 PM
تحويل pdf إلى word باللغة العربية عبدالقادر حمود قسم الحاسوب 1 09-16-2009 10:31 PM


الساعة الآن 01:58 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir