أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-22-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي ويعلم ما في الأرحام



يقول عز وجل في سورة لقمان: “يَا أَيهَا الناسُ اتقُوا رَبكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِن وَعْدَ اللهِ حَق فَلا تَغُرنكُمُ الْحَيَاةُ الدنْيَا وَلا يَغُرنكُم بِاللهِ الْغَرُورُ، إِن اللهَ عِندَهُ عِلْمُ الساعَةِ وَيُنَزلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ ماذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَي أَرْضٍ تَمُوتُ إِن اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” .

والمعنى: “يَا أَيهَا الناسُ اتقُوا رَبكُمْ”، بأن تطيعوه ولا تعصوه، وبأن تشكروه ولا تكفروه، “وَاخْشَوْا يَوْماً”، أي: وخافوا أهوال يوم عظيم، “لا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ”، أي: لا يستطيع والد أن ينفع ولده بشيء من النفع في هذا اليوم، أو أن يقضي عنه شيئا من الأشياء، “وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً”، أي: ولا يستطيع المولود (أيضاً) أن يدفع عن والده شيئا مما يحتاجه منه .

وخص سبحانه الوالد والمولود بالذكر، لأن رابطة المحبة والمودة بينهما هي أقوى الروابط وأوثقها، فإذا انتفى النفع بينهما في هذا اليوم، كان انتفاؤه بالنسبة إلى غيرهما من باب أولى .

لا تغتروا بالدنيا

وقوله: “إِن وَعْدَ اللهِ حَق”، أي: إن ما وعد الله تعالى به عباده من البعث والحساب والثواب والعقاب حق ثابت ثبوتا لا يقبل الشك أو التخلف، ومادام الأمر كذلك “فَلا تَغُرنكُمُ الْحَيَاةُ الدنْيَا”، أي: فلا تخدعنكم الحياة الدنيا بزخارفها وشهواتها ومتعها، ولا تشغلنكم عن طاعة الله تعالى، وعن حسن الاستعداد لهذا اليوم الهائل الشديد، فإن الكيس الفطن هو الذي يتزود لهذا اليوم بالإيمان الحق، والعمل الصالح النافع .

“وَلا يَغُرنكُم بِاللهِ الْغَرُورُ”، أي: ولا يصرفنكم الشيطان عن طاعة الله، وعن امتثال أمره، فالمراد بالغرور الشيطان أو كل ما يصرف الإنسان عن طاعة الله عز وجل .

قال الألوسي في تفسيره: “وَلا يَغُرنكُم بِاللهِ الْغَرُورُ”، أي: الشيطان، كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، بأن يحملكم على المعاصي بتزيينها لكم، وقال بعض العلماء: المراد بالغرور كل شيء يغر الإنسان حتى يعصي الله تعالى، سواء كان شيطاناً أم غيره .

ثم بيّن سبحانه جانباً من الأمور التي استأثر عز وجل بعلمها فقال: “إِن اللهَ عِندَهُ عِلْمُ الساعَةِ”، أي: عنده علم وقتها، وعلم قيامها، كما قال تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الساعَةِ أَيانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبي لاَ يُجَليهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ” .

“وَيُنَزلُ الْغَيْثَ”، أي: وينزل بقدرته المطر، ويعلم وحده وقت نزوله . . “وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ”، أي: ويعلم ما في أرحام الأمهات من ذكر وأنثى علما كاملاً شاملاً لكل أحوالهم في الحاضر والمستقبل .

“وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ” من النفوس أيضا كائنة من كانت “بِأَي أَرْضٍ تَمُوتُ” بأي مكان ينتهي أجلها .

“إِن اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”، أي: عليم خبير بما يجري في نفوس عباده .

روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم قرأ هذه الآية” .

وروي أن رجلاً من أهل البادية قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن امرأتي حبلى فأخبرني ما تلد؟ وبلادنا جدبة فأخبرني متى ينزل الغيث؟ وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت؟، فأنزل الله هذه الآية .

وهذه الأمور الخمسة، كما يقول الشيخ محمد الراوي، من ما استأثر الله تعالى بها، على سبيل العلم اليقيني الشامل المطابق للواقع، ولا مانع أن يطلع الله تعالى بفضله وكرمه، بعض أصفيائه على شيء منها، وليست المغيبات محصورة في هذه الخمسة، بل كل غيب لا يعلمه إلا الله تعالى داخل في ما استأثر الله تعالى بعلمه، وإنما خصت هذه الخمسة بالذكر، لأنها من أهم المغيبات أو لأن السؤال كان عنها .

ويضيف: إن ما يخبر به المنجم والطبيب وعلماء الأرصاد الجوية عن هذه الأمور الغيبية هو غالباً مبني على الظن وليس على اليقين، وعلى احتمال الخطأ والصواب، كما أن علم الله عز وجل بهذه الأمور علم شامل مبني على اليقين لا يحتمل الظن أو الشك أو الخطأ .

إفحام المشككين

يقول الداعية الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن قوله تعالى: “ويعلم ما في الأرحام”، حيث زعم البعض أن العلم الحديث قد كشف ما في الأرحام، لأن الأشعة تستطيع الآن أن تكشف ما في بطن المرأة وهي حامل قبل أن تلد، وتحدد نوع الجنين إن كان ذكراً أو أنثى، والعجيب أن كثيرا من المسلمين قد صدقوا هذا الكلام الذي يراد به تشكيكهم في دينهم، وأنهم بدؤوا يرددونه، مدعين أن العلم قد كشف فعلاً ما في الأرحام .

ونحن نقول لهؤلاء إن علم ما في الأرحام لم ينكشف لأحد، وأن مجرد معرفة نوع الجنين عن طريق الأجهزة الحديثة ليس هو علم الله العليم الخبير بكل خلقه .

ويمضي الشيخ الشعراوي في إفحام المشككين فيقول: إن الله سبحانه وتعالى أعطانا في القرآن الكريم لمحة عن عدد من معاني كلمة “ما في الأرحام”، ولنقرأ ما جاء في سورة آل عمران يقول الله تبارك وتعالى: “هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء” .

زكريا نبي الله عليه السلام، لم يرزق ذرية، وتقدمت به السن، وخاف على رسالته ومنهجه من بعده، فدعا الله تبارك وتعالى أن يهبه ولدا، وكان هذا الدعاء في محراب مريم عليها السلام حينما وجد زكريا عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء .

فزكريا عليه السلام وجد طلاقة قدرة الله في رزقه، فطلب أن يهبه ولدا، وبمجرد الدعاء، أنزل الله ملائكته، فبشرت زكريا بأن الله استجاب له، مصداقاً لقوله تبارك وتعالى: “فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب إن الله يبشرك بيحيى” .

ويجب أن نتوقف هنا لنسال: أكان دعاء زكريا وامرأته حامل في شهورها الأولى؟

الجواب طبعاً: لا .

لقد كان الدعاء قبل أن تحمل زوجة زكريا، كان هذا أحد معاني كلمة “ما” التي وردت في قوله تعالى: “ويعلم ما في الأرحام” .

إذن العلم هنا، كما يوضح لنا الشيخ الشعراوي، كان قبل أن يتم الحمل، وليس بعد أن تم، ونحن نريد من الذين يقولون إن العلم قد وصل إلى معرفة نوع الجنين أن يأتوا لنا بأكبر أطباء العالم ليقول لنا قبل أن يتم الحمل إن هذه المرأة ستحمل وستلد مولوداً ذكراً أو أنثى .

معرفة شاملة

من هنا يتفق الشيخ الراوي مع الشيخ الشعراوي وغيرهما من العلماء في أن علم “ما في الأرحام” ليس المقصود منه معرفة نوعية المولود: “ذكر أم أنثى”، بل معناه أوسع من ذلك بكثير، لأن الله يعلم من هو أبو المولود، ومن هي أمه، قبل أن يتزوجا، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى: “أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير” .

لقد أوضح العديد من علماء الإسلام أن كلمة “ما” في قوله عز وجل “ما في الأرحام” تعني حياة المولود من لحظة ولادته إلى لحظة وفاته:

هل هو شقي أم سعيد؟ طويل أم قصير؟ ما لونه؟ هل هو صحيح أم مريض؟ كم هو عمره؟ وماذا سيفعل؟ وما الأحداث التي ستقع له؟ والتي ستقع منه؟ ماذا سيعمل؟ وأي مهنة سيحترفها؟ وأي البلاد سيسافر إليها؟ ومن سيتزوج؟ وما هو رزقه؟ وهل سيرزق بأولاد أم لا؟
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-24-2012
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: ويعلم ما في الأرحام

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2012
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: ويعلم ما في الأرحام

مرحبا بكم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir