أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           

كتب سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله هذا الركن يختص بعرض كتب سيدي فضيلة الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله ونفعنا به وبعلومه وبركاته

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 11-07-2008
  #11
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة


{ 131 } من حمل أخلاق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو السيد ، لذا لا تقل للمخالف ( سيدي ) والأخلاق الحسنة هي من جنود القلب ، بها يقوى الإيمان ، كما أن الأخلاق السيئة من جنود النفس

ــــــــــــــــــ ص 104 ـــــــــــــــــــــــــــ
بها تقوى النفس ، فوجب على السالك أن يقوّي جنود قلبه على جنود نفسه . وقلبك بين جنبيك وهو مهيأ لنظر الله عزوجل ، فحافظ عليه حتى لايقع فيه خلافُ رضاه ، فكنم حارساً على باب قلبك . وكذلك نفسك التي تنبت منها الشرور فخالفها ولا تتبع هواها سواء في الطاعة أو في الشهوات الدنيوية أو الأخروية لأن من خلقك يقوم بلوازمك

كلها في العوالم ، فإذا سجنت نفسك تحت مراقبة الله وأقللت لها شهواتها عند ذلك تقوى جنود القلب على جنود النفس ولا تتغلب نفسك عليك .
فعليك أن تتمسك بقلبك ، وقلبك لا يرضى إلا بمولاك ، ولا تعطي الفرصة لنفسك حتى تستولي على قلبك ، وهذا لا يكون إلا :
ـــ بالتهجد لقوله تعالى : {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } سورة الذاريات /17
ـــ وقراءة القرآن الكريم لقوله تعالى : { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } سورة المزمل / 4
ـــ وذكر كلمة التوحيد لقوله تعالى : { وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً } سورة الاحزاب / 70
ـــ وبقلة الكلام للحديث الشريف : ( كف عليك هذا ) أخرجه الترمذي
ـــ وبقلة الطعام للحديث الشريف : ( ما ملأ آدمي وعاء شراً
ــــــــــــــــــــــــــ ص 105 ــــــــــــــــــــــ
من بطنه ) رواه الترمذي
ـــ وبالخفاء لقوله صلى الله عليه وسلم : ( رب أشعث أغبر ... ) رواه الترمذي
ومن عرف عدوه بالعداوة الأبدية ، فإنه يخالفه بالمخالفة الإستمراية حتى لا يُخدع .
{ 132 } واجب على كل مؤمن أن يحافظ على قلبه ، لأنه محل نظر ربه عزوجل ، وأن يلزم قلبه ذكره ، والحضور معه تبارك وتعالى ، حتى لا يتمكن الشيطان من الدخول فيه ، وإلقاء الوسوسة ، وكذلك يجب أن نضيق مجاريه فينا ، وذلك بالجوع ، لأنه إذا أكثر العبد من الطعام والشراب ، وقلة الذكر لله ، فإنه يقوي شيطانه على قلبه وروحه ويكون قلبه محطة لتنزل الشياطين عليه والعياذ بالله تعالى ، عندها يسوف الإنسان ويسول ، وهذا من الصفات الناقصة ، وخاصة إذا كان التسويف في العبادة والذكر والتوبة وفعل الطاعات ، وترك المنكرات .
{ 133 } من عرف الله في الدنيا حق المعرفة فإنه يستريح بالموت ، لأنه يكون مع الله تعالى وحيداً بقلبه وقالبه ، أما الجاهل بربه والعياذ بالله تعالى فإن موته يكون بلاء عليه لأن القبر يكون سجناً عليه .
ــــــــــــــــــــــ ص 106 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العارف بالله تعالى في الدنيا يكون قلبه مع الله تعالى وقالبه مع الخالق ، أما الجاهل بالله تعالى فإنه في الدنيا مع الناس بقلبه وقالبه وهذا هو الخسران المبين . فعلينا أن نكثر من حضور مجالس الذكر لأنها رياض الجنة قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ، قالوا : وما رياض الجنة يا رسول الله ؟ قال : حلق الذكر ) أخرجه الترمذي
فكثرة الذكر سبب لمعرفة الله تعالى ، والاختلاط مع المؤمنين في مجالس الذكر مطلوب لأنه يقوي الاعتقاد والسلوك وخاصة لأهل الغفلة ومن عنده شكوك .
وأثقل شئ على نفوس السالكين ثلاثة :
1ً ـــ ذكر الاسم المفرد بقلب حاضر وهذا لأهل الخلوة ، وذكر كلمة التوحيد ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ) لبقية السالكين .
2ً ـــ تلاوة جزء من القرآن الكريم في كل يوم .
3ً ـــ دوام التهجد والبقاء في مصلاه ذاكراً الله تعالى إلى صلاة الضحى . والله تعالى طلب من عبده أن يصل إليه بالعبودية حتى يعرفه حق المعرفة ، بل يريد منه أن لا يتعلق بالمعرفة ليكون عبداً خالصاً لله عزوجل .

{ 134 } من تعلق باسماء الله عزوجل وبصفاته ، فإنه يرمي الأخلاق الذميمة ويتحلى بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده يكون
ـــــــــــــــــــــ ص 107 ــــــــــــــــــــــــــــ
بشراً في الظاهر ، وملكاً في الباطن ، ومن لم يتعلق بأسماء الله وبصفاته فهو أبله أحمق .

{ 135 } الكشف كشفان ، كشف رباني حقيقي ، وكشف مادي متعلق بالدنيا .
أما الكشف الرباني : فثمرته عبودية لله عزوجل مع المشاهدة .
وأما الكشف المادي : فتعلق بالكشف والكرامات وخوارق العادات .
وعلى المؤمن الصادق أن يتحقق بالعبودية لله عزوجل ، ويعلو بهمته حتى يصل إلى مقصوده ، وقصده العبودية لله تعالى ، فهذا لا يكون إلا بكثرة الذكر لله مع التمسك بالشريعة والقيام بما كُلف به . أما من تعلق بالكشف المادي فهذا يخشى عليه أن يشتغل به عن العبودية ، وقد ينقلب عليه ويكون استدراجاً له والعياذ بالله تعالى ، لأنه من تعلق بهذا الكشف ، كان كمن تعلق بالزراعة والصناعة والتجارة ، وبذلك التعلق ينسى عبوديته لله تعالى .
{ 136 } قيمة الإنسان بروحه لا بجسده ، وجسم الإنسان مَرْكَب لروحه ، فكن مراقباً لروحك التي دخلت جسدك وهي عارفة بالله مؤمنة ، مقرة بالربوبية لخالقها يوم خلقها وأشهدها على الحقيقة كما قال تعالى : { وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ
ـــــــــــــــــــــــ ص 108 ــــــــــــــــــــــ
بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى } سورة الأعراف / 172
وفي الحديث الشريف : ( كل مولود يولد على الفطرة ) رواه الشيخان
حتى تخرج من ذلك الجسد وترجع إلى موطنها الأصلي في جوار ربها ، بدون تلوث ، وتلوثها من شؤم النفوس والعياذ بالله تعالى ، والعاقل الذي تنور عقله من نور قلبه هو الذي يحافظ على طهارة هذه الروح وقداستها ، بل يغذيها بكثرة الذكر حتى لا تنسى موطنها ، وتبقى لها الصلة مع ذلك العالم الذي أُخِذَ فيه العهد منها ، وربما تذْكُر ذلك العهد إذا خفّت جنود النفس وأُضعفت . أما اتباع الهوى والعياذ بالله فإنه ينسي الروح تلك الحقيقة حتى تكفر بالله تبارك وتعالى ، وتخرج من الجسد وهي كافرة . نسأل الله أن يحفظنا من شر أنفسنا . آمين .
{ 137 } كن صاحب جد ، حتى تكون لمن بعدك قدوة صالحة ، ولا تكن من أهل الهزل واللهو واللعب ، لأن هذا ليس من شأن الكمل من الرجال ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لستُ من دَدٍ ، ولا الدًدُ مني ) رواه البخاري في الادب والبيهقي في شعب الايمان
أي لست من أهل اللعب واللهو ، ولا هما مني واحذر المداهنة ، فإنها تذهب بالدين والعياذ بالله .
{ 138 } نور الله جل جلاله لائح غير زائل البتة ، والأرواح
ــــــــــــــــــــ ص 109 ـــــــــــــــــــــــــ
البشرية لا تكون محرومة تلك الأنوار إلا بسبب الحجاب ، وذلك الحجاب ليس إلا الاشتغال بغير الله عزوجل ، فبمقدار ما يزول الحجاب ، يكون التجلي . فالأمر متوقف على طلب العبد ، فإذا لم يطلب العبد لا يُعطى شيئاُ ، وبعضهم لا يطلب ربه لأنه تمسك بنفسه ، واجتمع شيطانه مع نفسه ، فهذا الصنف لا يترقى .
{ 139 } من قرأ كتاب أعماله في الدنيا قبل الأخرة ، تاب ورجع واستغفر الله تعالى من كل مخالفة وشكر الله عزوجل على ما كان موافقاً لرضاه . فإنه ينقلب يوم القيامة بوجه أبيض يقول تعالى : { وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } سورة
آل عمران / 107
وأما من أهمل قراءة كتابه ، ومحاسبة نفسه فإنه سيندم عندما يسمع يوم القيامة قول الله تعالى : { اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } سورة الإسراء / 14
{ 140 } أسباب قسوة القلب : المعاصي ، وقلة الذكر ، والتعلق بالدنيا ، وكثرة الضحك ، والغفلة ، ومن كانت غفلته عن الله أكثر فهو من جهنم أقرب والعياذ بالله من ذلك ، فلابد من المجاهدة . وليس المعول عليه كثرة العمل ، وإنما المعول
عليه قبوله عند الله عزوجل ، وهذا القبول غائب عن الانسان كلياً
ـــــــــــــــــــــــ ص 110 ــــــــــــــــــــــــــــ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح الخريدة البهية في علم التوحيد عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 06-11-2013 01:41 PM
المنازل البهية في الوصايا الشاذلية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 09-05-2012 07:15 AM
من الوصايا الموجهة للنساء عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-02-2011 01:55 PM
الدرر في احصار المغازي والسير ل يوسف بن عبد البر النمري أشعري مالكي المكتبة الاسلامية 0 05-05-2010 10:48 PM
جامع الدرر البهية لانساب القرشيين في البلاد الشامية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 17 01-27-2010 10:27 PM


الساعة الآن 01:00 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir