أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ، وارحمني ،واهدني ، واجبرني، وعافني،وارزقني ، وارفعني           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-30-2010
  #1
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي دراسات في التصوف ، في الصحبة و الصاحب و المصحوب:في الصحبة

شريته ، فيستعبد الخلق بمجرد ما تثبث عند الناس خصوصيته ، وتبدو على وجهه نورانيته و قمر و لايته ، كما لا يجب على المريد أن يتجاوز سقف ولاية المصحوب ، فيزيد من عنده بحسب فهمه ما لم يرد عن الشيخ من فعل أو قول أو عمل ، أو يؤول بتلقاء نفسه رؤيا أو كرامة نسبت للشيخ.
ويزداد الأمر سوءا إن تجاوز المريد أس الولاية ، وألحق بشيخه ما يفوقها من الخصوصيات و السمات في المنازلات و المعاملات.كأن يدعي عليه مقاما لم يلمح اليه المربي ، أو أفعالا لم يرها سواه، فيقع فيما يسميه غالبية أهل الله - بكذب المريدين - وهي بحق سمة ومقام عصرنا بامتياز.
نسير إن شاء الله رفقة الإمام القشيري نصوصا و آثارا حول الصحبة ، وقد جاءت في الفصل الثاني في شرح المقامات أو مدارج أرباب السلوك ، و رتبها في مدرج الثاني الأربعين بعد أحكام السفر وقبل التوحيد.
وقد يخال القارئ من خلال قراءته للكتاب أنها حقا في المدرج نفسه ، لكنها تعد من أسس الطريق إن لم نقل لبه و جوهره.
عن ابن عمر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا استوى على البعير خارجا إلى سفر كبرثلاثا ، ثم قال :- سبحان الذي سخر لنا هذا ، وما كنا له مقرنين ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون - ، ثم يقول : اللهم إنا نسألك من سفرنا هذا البر و التقوى ، ومن العمل ما ترضى ، وهون علينا سفرنا ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل والمال ، اللهم إنا نعوذ بك من و عثاء السفر ، و كآبة المنقلب ، و سوء المنظر في المال و الأهل.- فإذا رجع قالهن و زادهن : -آيبون ، تائبون ، لربنا حامدون-.
الحديث أخرجه مسلم رقم 1342 ، في الحج باب ما يقول أذا ركب الى سفر الحج و غيره ، و الترمذي رقم 3444 باب ما جاء ما يقول أذا ركب الدابة ، وأبو داوود رقم 2599 في الجهاد باب ما يقول الرجل أذا سافر.
لا شك ان السفر من دعائم الطريق ، لكن للكلمة مدلولها الحسي لمن أراد أن يفهم ، أن السفر انتقال من مكان الى مكان ، و عند أهل الله دلالة خاصة عن السفر الطويل في معارج الروح ابتداءا من الأزمة الوجودية التي تصيب العبد لخصوصيته ، وتنتهي في نهايات متعددة ، تبدا بلقيا الولي المأذون المربي ، ثم العزم على السلوك ، ثم تخلية العقل و الروح من شبهات الطريق و قواطعها الحسية و النفسية و العقلية و الكشفية ، ثم تحلية الروح باوصاف اهل الله ، والمزج في سرها بخصوصيات المربي ،ثم الدخول الى الحضرة النبوية و مبايعته عيانا كشفا ، ثم ولوج باب النور الأصلي المحمدي ، ثم ما لا يقبله العقل و الروح معا ، ثم لزوم الباب مع الأحباب.
وهنا يجد العبد ما لم يكن له ببال ، ولم يعهده ابدا في الحسبان.
يقول الشيخ المربي مولانا عبد السلام ياسين في المنهاج النبوي :
قال الله تعالى:" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم"، سورة الحجرات. نقف مع كلمة معه، فبهذه المعية والصحبة كانوا رجالا. ونقف عند التراحم بينهم، فبتلك المحبة الرحيمة كانوا جماعة.
فلا غرو إن جعلنا الصحبة والجماعة أولى الخصال، فقد أتبع الله عز وجل في الآية بعثة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بذكر المعية له، فهي أولى صفات المؤمنين، في ذلك الزمان وفي هذا وفي سائر الأزمنة، والرحمة بينهم مرآة لتلك المعية، ومن كان مع رسول الله فهو مع الله، ومن بايع رسول الله فقد بايع الله، ومن أحب رسول الله فقد أحب الله.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلما ارتحل في سفره: اللهم أنت الخليفة في الأهل والصاحب في السفر، فلقوة تعلقه صلى الله عليه وآله وسلم بربه عز وجل سرت من قلبه الطاهر مادة الإيمان إلى من صحبه، ثم امتدت الصحبة وراثة فكانت رحمة بين الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، تسري من قلب لقلب، ومن جيل لجيل، بالصحبة والمحبة والتلمذة. ).
يقول القشيري كرم الله وجهه في رسالته:
(.......و اعلم ان السفر على قسمين :
سفر بالبدن و هو انتقال من بقعة الى بقعة ، و سفر بالقلب وهو الأرتقاء من صفة الى صفة ، فترى الكثيرين يسافرون بأجسامهم و القلائل يسافرون بقلوبهم.
سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله تعالى يقول : كان في قرية بظاهر نيسابور شيخ من شيوخ الطائفة ، وله على لسانهم تصانيف ، ساله بعض الناس : هل سافرت أيها الشيخ ؟ ، فقال : سفر الأرض أم سفر السماء ؟ سفر الأرض فلا ، وسفر السماء بلى.
و سمعته رحمه الله يقول : جائني بعض الفقراء يوما وأنا بمرو فقال لي : قطعت إليك شقة بعيدة و المقصود لقاؤك ، فقلت له : كان يكفيك خطوة واحدة ، لو سافرت عن نفسك!).
ص 289.
كان السفر من أجل الصحبة سنة جارية ، وعملا محمودة ، وغاية المنى و المطلب ، الظفر بقبول الشيخ .
وانقلبت الأمور من أعاليها ألى سافلها ، وصار طلب الشيخ في زماننا عملة نادرة ، بل أمرا غير مرغوب فيه لعدة اسباب :
- كثرة ادعياء التربية من الشيوخ ، يرافق هذه الطامة حمق المريدين وكذبهم ، ووصف الشيخ بما لا يستحقه.
- قلة الشيوخ المربين ، وشروطهم الثقيلة أحيانا ، يوازي هذا الأمر الأحساس بالوجود الأستثنائي عند بعض المريدين و الغلو و لو بصدق في منا قب الشيخ ، وقلة الأدب مع غيره، ولو كان فضله واضحا للعيان.
- انسحاب بعض الصادقين من مهام التربية لفساد الزمان و شحهم في بث علوم القوم ، وهذا تحصيل حاصل حتى في بعض المنتديات فأن تحدثت بعمق عن بعض علوم القوم ، أمرك مراقبوه بان تلزم باب قلبك و تصمت.
و الحقيقة بكتاب الفتوحات المكية و فصوص الحكم ، وزد عليه ختم الأولياء ، وكتاب الأبريز من كلام عبد العزيز الدباغ ، كشف كل شيء فلم يبق هناك ما نستر ؟.
فلم هذا الخوف.؟
نقف مع كلام خاص للشيخ عبد السلام ياسين في مسالة الصحبة في المنهاج النبوي :
(.....فإذا أراد الله بجماعة المؤمنين رشدا قيض لها من أوليائه من يشد أواصرها بالصحبة المستمدة قوتها من القلوب، الواقفة على باب الله تطرق، تسترحم، تستفتح، تتضرع، تبكي شوقا ولهفة. كل ذلك والجوارح آخذة في تعبئة الجهود، والعقول منكبة على العلم النافع وإعداد ما أمرنا به من قوة الخبرة والتخطيط.).....الصحبة و الجماعة تربية.
لا شك أن المريد في حبه للولي المربي و طلبه له لابد أن يتسم بأمرين : فضيلة الحب الخالص لوجه الله ، و فضيلة العقل الجامع لأصول علم القوم ، أي ذالك الميزان الذي يجعل محبته لا تتجاوز الأفراط و التفريط.
في فقرة لاحقة نجد الشيخ عبد السلام ياسين يتحدث عن الأمام المربي المصحوب فيقول ..
روى الإمام البخاري عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه قال: لما طعن عمر جعل يألم، فقال له ابن عباس-رضي الله عنهما- وكأنه يجزعه يصبره ويسليه-: يا أمير المؤمنين! ولئن كان ذاك! أي لنفرض أنك مت من طعنتك هذه - لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض. ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبت صحبتهم -بفتحتين أي أصحابهم- فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون. قال -أي عمر-: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضاه، فإنما ذاك من من الله تعالى من به علي. وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي. وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك. والله لو أن لي طلاع الأرض-أي ملئها-ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه!.
من حديث للبخاري أن عثمان رضي الله عنه قال: أما بعد فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالحق، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنت بما بعث به، وهاجرت الهجرتين كما قلت. وصحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبايعته. فوالله ما عصيته ولا غششيته حتى توفاه الله، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله.
نرى أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا ينزلون خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منزلته في حسن الصحبة والطاعة، ويرون رضا الأمير من رضا الله، لم تكن العلاقة بين أمير المؤمنين ورعيته علاقة سلطة فقط بل كانت علاقة كلية لا ينفصل فيها الحب والإخلاص عن الطاعة والامتثال.
فكان الأمير مصحوبا ترجى بركته، ورئيسا يطاع أمره. كانت طاعة أولي الأمر لاحقة بطاعة الله ورسوله منشقة منها، وكانت محبة الأمير من محبة الله ورسوله.
فالخلافة على منهاج النبوة لا تكون كذلك إلا إن ولي أمر المسلمين رجال توفر لهم التقوى والحظ من الله بقدر ما توفر لهم الغناء والكفاءة التنفيذية.
في مجتمعات الجاهلية والفتنة علاقات سلطوية على كل المستويات. في الإسلام تسبق الدعوة الدولة، فإن اجتمعت الدعوة والدولة في يد جماعة المؤمنين فالأمير مرب مصحوب، وظيفته التربوية لا تنفك عن وظيفته السلطوية، بل تستمد هذه من تلك وتتقوى بها، فإنما نطيع أولي الأمر منا لأن الله أمرنا بذلك. العقد الإماري لا بد منه فهو شرع، لكن طاعة الأمير وحسن صحبته وإجلاله وتوقيره عبادة. ).
المنهاج النبوي : الصحبة و الجماعة تنظيما.
اعتذر من الأخوة ، لكن أورد الفقرات في ترتيبها تأدبا مع الرجل الولي المربي ، ثم حرصا على أخوتي حتى يكون نقلي علميا أمينا ، ففي فهم الرجل لا تنفصل الجماعة عن الصحبة و الصحبة تفضي الى جماعة ، سواءا كانت الجماعة تعمل في الحقل العام أو طريقة صوفية تعمل في الشأن الخاص الفردي.
نجد ذاك الأدب العظيم عند عمر رضي الله عنه في صحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم و رضي الله عن ابي بكر ، اول من انتقلت اليه تلك الرحمة النورانية فكان المربي و الخادم و النصير لأمة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم .
في أدب الصحبة عند القشيري وكما سنتدارسها في الفقرة المقبلة ذكر لآداب مهمة يجب أن تتوفر في طالب وجه الله.
وربما يجد القارئ نفسه انه استوفى الشروط في طلب الله تعالى و طلب صحبة من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد طلب بل لا بد من فهم قبلي قبل العمل ، و لابد من نظرة عامة عن حقل التربية و علومها و مستلزماتها ، لمن أرد يسلم في الطريق من آفات الجهل و المبالغة في أدعاء المقامات .
3.ما بعد التاصيل :
لا يمكن للفرد ان يعيش شانه الخاص ان لم يكن له معلم والد رحيم ، كما أن الولي المربي لايمكنه أن يستنكف عن توجيه الخلق و الدلالة على الله تعالى .
وفي الفقرة الموالية سنتحدث عن أدب الصحبة و شروطها في الصاحب و المصحوب.
نسال الله العافية آمين
عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الانوار في اداب الصحبة عند الاخيار عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 3 06-11-2013 12:57 PM
5.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار: ج،في نور الصحبة عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:04 PM
دراسات في التصوف ، في الصحبة و الصاحب و المصحوب: عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:01 PM
دراسات في التصوف عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 02:57 AM
أدب الصحبة علاء الدين المكتبة الاسلامية 1 02-27-2010 12:29 PM


الساعة الآن 01:26 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir