بسم الله الرحمن الرحيم
قال سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي حفظه الله ورعاه في آخر زيارة 2012-02-01
الحمد لله رب العالمين ,والصلاة والسلام على سيد المرسلين,وآله وصحبه أجمعين وبعد:
محبة الله جل وعلا أمر الله في القرآن الكريم (يحبهم ويحبونه) ويقولون الفناء في الله جل وعلا يعني أن تنتقل إلى محبة الله بالمحبة والحضور الدائم التام معه سبحانه وتعالى وهذا يستلزم محبة الرسول كذلك هذا واحد. الثاني:نفس العارف لا يسقط بالكلية ولكن لا يسلط عليه بل يضمحل مثلا إذا واحد خالف الأدب باتجاهك تنزعج بنفسك وهذا يحرك النفس للانتقام أنت لا تتبعها يضمحل بالكلية .النفس كالأظافر إذا يقص يضمحل ولا ينتهي بالكلية وإذا تهمل يطول.
حياة المؤمن الأبدية متوقف على حياته الدنيوية وإذا استكسب الفضائل والشريعة وسنة الرسولهذا في الدنيا , إذا ثبت هذا في الدنيا تعمر آخرته .اللهم ارزقنا والمؤمنين يا أرحم الراحمين ببركة القرآن الكريم وبركة الرسول .
الخطرات ليس كلها سيء ,الخطرات المخالفة للشريعة سيئة , والخطرات الأخرى تأتي من الله جل وعلا يقال لها (واردات) تستشعر به أو لا .
حاول أن يدوم الحضور مع الله جل وعلا في كل الأوقات وأكثر من الذكر مع المحافظة على العبادات كالصلاة والسنن في الأوقات المخصوصة وقراءة القرآن الكريم بالتدبر .بهذا يكون شبحا إنسانيا في الظاهر وملائكية في الباطن ولذا تتأثر بكتبنا كالسوانح وكتب القوم رضي الله عنهم وهذا له ثلاثة شروط :
1ـ تمسك بالشريعة والسنة النبوية 2ـ أخرج حب الدنيا من القلب 3ـ الإكثار من الذكر وقراءة القرآن بالتدبر بهذا يكون شبحا بالظاهر وملائكيا بالباطن.
أكثر طبيعة النساء الكسل عن العبادات لابد أن تحرك بقراءة القرآن بالتدبر والتفكر وترجع إلى التفسير لبعض الكلمات وتكثر من الذكر والصلوات الشريفة على الرسول . ولا تتكلم كثيرا إلا عند الضرورة فمن كثر كلامه كثر سقطه .
يجب مراقبة النفس فإذا وجدت شائبة تب واستغفر وارجع إلى الصواب والله جل وعلى يعفو وهو أرحم الراحمين .
بعضهم يذكر ولا يشبع من الذكر معلوم ,معلوم . هذا من ثمرة المجاهدة . وإذا جاهد المؤمن وتمسك بالشريعة والسنة النبوية وقراءة القرآن بالتدبر وكثرة الذكر لا يشبع من الذكر وإذا نام أحيانا يرجف كل جسده .
الشفقة على خلق الله فوق الكل بعد الإيمان , ولكن أولا أشفق على نفسك , كيف؟ ألاّ تتبعها, أخرج حب الفلوس وحب الدنيا وحب تعلقك بمجيء الزبائن إليك إن شاء الله يحل . حين ذاك يحصل لك الشفقة على خلق الله لزاماً .
الطبيعة البشرية لا ينفى عن المؤمن ولا الأولياء ولا عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بشرط ألاّ يكون الطبيعة البشرية بهيمية حيوانية هذه مذمومة : من الأكل والشرب وكل الأمور إذا يتجاوز عن الحد (إسراف) .كل مؤمن يعرف أمراضه النفسية إذا قال وصدق لا بد أن يترك هذا المرض .هدايتنا جميعاً بإرادة ومشيئة الله جل وعلا , بدون إرادته ومشيئته ليس هداية.
لا يحصل شيء بالقيل والقال عليك أن تتفكر بقرب علمه إياك حينذاك تستحيي منه وهو قال:فاذكروني أذكركم : قولوا : الله ـ لا إله إلا الله ,أذكركم :بالرحمة والمغفرة والتوفيق .
الصراخ في الذكر ليس جيداً,يذهب بالفائدة ولا تستفيد,التمكن أفضل .
لا بد أن تقوم للتهجد , دأب الصالحين , إذا فات عنك ليلة اقض بعد أو قبل صلاة الضحى هكذا فعل الرسول .
لا تقل شيئا بدون شريعة , الطريقة خادم للشريعة , الشريعة عالٍ عالٍ جاء من عند الله تعالى . بالشريعة وكثرة الذكر بواسطة الطريقة يحصل رضى الله تعالى . إذا فات عنك بعض العمل اقض , أما الصلوات المفروضة فلا بد أن تؤدى في أوقاتها المخصوصة .
باختلاط الرجال والنساء يذهب نصف دينكم , هؤلاء شياطين الإنس أحيانا يقومون مقام شياطين الجن فيخربون عليكم دينكم ,هذا صعب ينقص من دينكم ,وهم يفعلون هكذا ليذهب دين المؤمن .
الصنعة جيد ,التجارة جيد .الذين يأكلون أموال الناس بالباطل بالرشوة هذا حرام :جنكنة !.
العجب مذموم علام العجب؟ وإذا كنت في العدم من أوجدك؟ الله .وإذا خرجت إلى الوجود من فتح فمك حتى مصصت ثدي أمك ؟الله .بأي شيء تعجب؟ لو تتفكر في عدمك وأنت عدم وأصلك عدم وفي صغرك أنت صبي طفل لا تتجنب عن النجاسة ! كلنا كنا هكذا ! وإذا كبرنا تكبر معنا أنفسنا الأمارة نكبر ونتكبر عن وجودنا هذا كله من النفس الأمارة .
حب الدنيا رأس كل خطيئة ,أليس كذلك ؟ لابد أن تشتغل ولكن لا تتعلق بهذا بقلبك . القلب خلق لمحبة الله جل وعلا فقط وإذا يحب زوجه وأولاده وأقاربه كله لوجه الله تعالى . وإذا كان القلب خاليا من محبة الله ذاك قلب ميت .
الذي يريد منا ربنا هو الذي ينفعنا لأنه أعلم منا بما يفيدنا من روحنا وعبادتنا وجسدنا .
القلب السليم هو الخالي من محبة الدنيا ومن بغض أصحاب الرسول .
فتنة النساء : الدنيا ليس لك فقط ولا لي ولا للنساء , الدنيا عموما , الشياطين لا ينتهي لا بد أن تحفظ نفسك , أنت تتزين وهن ينظرن إليك وأنت تنظر إليهن من شرارة نفسك الأمارة تهجم عليهن والله لا يرضى , عليكم أن تحفظوا دينكم .
حلاوة العبادة والذكر هذا من الله تعالى , وهذا ليس بيدك هذا من ثمرة الذكر الإلهي وإذا حصل لك هذه اللذة والأذواق وأنت لا تتعلق به لا يضر عبادتك ,أما إذا أنت تذكر ليحصل لك هذا يذهب ثمرة عملك لأن ذكرك يكون معلولا ,لا تطلب ,إذا أعطى بفضله وهو معنا (وهو معكم أينما كنتم) معيته مع عباده بعلمه فقط لا بد ألا تفارق أحكام الشريعة واعتقاد أهل السنة والجماعة ,لأن الاعتقادات الفاسدة كثيرة :خوارج –مرجئة - قدرية إلى الآن يشتغلون, ينفون الشفاعة ,ينفون الخروج من النار ,ينفون الصراط على جهنم ,كما عند المعتزلة لذا لا بد أن نحفظ على اعتقاد أهل السنة والجماعة. الاعتقاد مهمة ,المخالفون يشتغلون ليبعدوا المؤمنين عن اعتقادهم .
لا بد أن نترك أهواءنا إلى هوى الرسول كما في الحديث عن عائشة رضي الله عنها حين قالت إني لأحب قربك وأحب هواك . بإتباع الشريعة والسنة النبوية يحصل رضى الله. أحيانا بعض أهل العلم يتساهلون أكثر من العوام .العوام الصادقون إذا سمعوا لا يخالفون الشريعة وإذا خالفوا يخافون ويستغفرون . أما بعض أهل العلم منهم يتساهلون ويبررون لأنفسهم ,احذر أن تكون من المتساهلين .
عليك أن تستعمل إيمانك :ربك يراك تنام يراك تقول يراك تصلي يراك تذكر يراك ,اكتف برؤيته ومراقبته حين ذاك تكون قريبا من الملائكة وتبعد عن البهائم .
الاعتقاد مسألة مهمة قال الرسول أمتي ستفترق إلى 73 فرقة كلها في النار إلا واحة ناجية ,هكذا , هذا كله بعدم الاستقامة على الاعتقاد من تعلق باعتقاد أهل السنة والجماعة يكون من الناجين بشرطين واحد الشريعة والثاني السنة الشريفة .
ما هي الشريعة؟المجتهدون الأربعة رضي الله عنهم استنبطوا الأحكام من القرآن الكريم فمن كان داخل هؤلاء الأربعة هو مع الشريعة يحصل له رضى الله لأنهم استنبطوا من القرآن الكريم لا من جيبهم ,بأيهم نقتدي نهتدي ونوفق إن شاء الله .من تمسك بالفقهاء الأربعة تمسك بالقرآن الكريم وتمسك بالله والرسول وتمسك برضى الله تعالى . لا بد أن ننفي هذه الغبرة عن عقولنا وفكرنا. الشريعة هي هذه المذاهب الأربعة من تمسك بها يحصل له رضى الله تعالى ألا تحبون رضاه؟.
علمه جل وعلا العلم الحضوري ,لا يطرأ عليه الغيب و النسيان . منذ سيدنا آدم إلى آخر الدنيا لا يغيب عن علمه الحضوري ولا ينسى. علمَ كل شيء دفعة واحدة بلا بداية ولا سابق جهل سبحانه وتعالى ولذا يقولون العلم الحضوري , أي أنه سبحانه وتعالى حاضر بعلمه محيط بكل شيء . وتقرؤون في تفسير سيدنا الجيلاني قدس الله سره عندما يقول (الكتاب المبين ) يقول هذا علمه الحضوري . اقرؤوا تفسير سورة طه تجدونه يفسر ويفصل هناك .
مثلا إذا أراد جل وعلا أن يحصل في الدنيا شيء حصل عندما تتعلق الإرادة الإلهية بذلك الشيء وقد عبر عنه ب(كن فيكون) هذا بالنسبة إلى عقولنا عبر عنه لنفهم , وإلا لا حاجة أن يقول , ولا مسافة بين تعلق الإرادة وحصول الشيء .
القرآن كله من علم الله الحضوري ,الحروف واللغة حادث مخلوق أما معاني القرآن الكريم ليس مخلوقا. لا بد أن نكون في الدنيا على العلم المتعلق بالاعتقاد الصحيح .
الأكل الكثير ضرر للصحة وهو إسراف قال تعالى (كلوا واشربوا ولا تسرفوا ) وهو يؤدي إلى كثرة شرب الماء وهذا يؤدي إلى النوم الكثير .
بينك وبين الله بقلبك تمسك بالشريعة الله تعالى يرضى عنا بالشريعة ويحبنا بإتباع السنة النبوية .
يا أرحم الراحمين نذكرك حتى ترضى عنا , حتى تحفظنا من شياطين الإنس والجن ,وهو جل وعلا يسمعنا ويرانا نرجو من لطفه من كرمه أن يحفظنا وإياكم والمؤمنين وأن يبعدنا عن شرور نفوسنا وعن الرياء والعجب والكبر والشهرة , كل هذا بلاء مصيبة على المؤمنين .
إذا سكت لسانك عن الذكر وتذكر بقلبك احذر من الخطرات تقطع عنك الذكر ,عندها تعود إلى ذكر اللسان مع القلب.
الإخلاص سلم في العبادة به تصل إلى الله جل وعلا والله يقبل .
لا بد من الإخلاص في كل الأمور في العبادة وقراءة القرآن وغيرها , اجعل نيتك لوجه الله تعالى خالصا لا شهرة ولا عجب ولا رياء .لو جميع الناس يمدحنا لا يحصل لنا شيء وهم يحسنون الظن بنا ويمدحوننا بأخلاقهم لا بد أن لا نغر . التفكر في الناس حتى يمدحونا ويحبونا للشهرة والرياء هذا كله مخالف . العمل إذا دخل فيه الشهرة والعجب والرياء, والله لا يقبل.
العجب :يقول في نفسه مفتخرا إني فعلت كذا إني فعلت كذا . الذي أعطاك ربك هذا منه ليس منك هذا ماله ليس مالك . ابدأ بنية خالصة لوجه الله إذا حصل خطرات مخالفة ادفع وتب واستغفر .
إياك والتقصير لأنك ستخرج من الدنيا ولا ينفع الندم . هداية الناس على الله وليس علينا , لا نحب المخالفين نتأثر على حالهم ندعو لهم وننصحهم . الرسول مأمور بالتبليغ وليس مأمورا بالهداية (إنك لا تهدي من أحببت) فإذا بلغ أدى مهمته وهو نائب عن الله تعالى يقول هذا حلال هذا حرام اعملوا هذا لا تعملوا هذا قال تعالى (ليس عليك هداهم) .
وأنت إذا نصحت ولم يفعل بنصيحتك تنزعج,لمَ تنزعج؟هل هدايته بيدك؟خلصت من التبليغ ,والانزعاج من حظوظ النفس الأمارة.هذه سيرة المؤمن يقول ,إذا قبلوا هذا من الله ,وإذا لم يقبلوا لا ينزعج.
عند الصلوات على الرسولتفكر أنه كلما تصلي وتسلم عليه يسمع بأذنه الشريف وفي حديث عند النسائي يبلغه الملك وهو  يرد عليك ويقول وعليك السلام.معك إيمان ولذا تشتاق إلى الرسولومهما أمكن لا تخالفه, وإذا خالف المؤمن يتوب ويرجع.
قلبي يتوجع عليك,كن حافظا على ألا تتجاوز عن الحد,بينك وبين الله.لأن المؤمن ليس عنده أفضل من الإيمان لا مال ولا ولد ولا ثروة ولا أي شيء. لابد أن تحفظ هذه النعمة الجسيمة التي أعطاك ربك.حدث بما أنعم الله عليك.مع حفظك ألا تغلب عليك نفسك .
الفناء في الرسول(أي محبته واتباع سنته دائما)ينتقل إلى الله تعالى بمحبته واتباع أمره ودوام مراقبته جل وعلا. منهم فان في المادة والمعول عنده المادة ,ومنهم إيمان وإسلام ومحبة هكذا...وكل واحد يقطف ثمرة عمله.
جئتم إلى هنا بفضل الله تعالى ورحمته هلموا إلى بغيتكم.
هذا تقسيم الله تعالى , والإنسان المؤمن لا بد ألا يكون يومه مثل أمسه .بل هو في تزايد .إذا كان اليوم كالأمس يكون خسارة .المنافق يبقى أربعين سنة على حالة واحدة ,والمؤمن يتغير في اليوم أربعين مرة .أهل المادة يبقى أربعين سنة على حالة واحدة مع مادته.
هل يمكن لكم أن تقولوا في هذه الجماعة لا يوجد أهل الصلاح؟ لا والله. يوجد فيهم أهل الصلاح والحمد لله.
الله كفيل بالرزق نأخذ بالأسباب بقدر الإمكان ونخالف النفس والشيطان وحب الدنيا, قال الرسول:حب الدنيا رأس كل خطيئة.وقال: أعدى عدويك نفسك التي بين جنبيك .لا تترك كفالة الله بالرزق ,تركنا كفالة الله لرزقنا وتمسكنا بكفالتنا ,وهو لم يتكفل بعفونا نحن نهرب من عفوه,نركض وراء الدنيا هكذا .لا بد من المجاهدة قال تعالى:(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
نبيل يسلم عليكم وعبدالقادر ويطلبون الدعاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ