أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الشعاعات - الشعاع الرابع عشر


الشعاع الرابع عشر - ص: 403

الشعاع الرابع عشر

"الدفاعات"
تتمة قصيرة جداً لإفادتي

أُبين لمحكمة آفيون:
ان افادتي التي قدمتها لأنظاركم ولعدالة القانون، والتي تتضمن تحري منزلى تحرياً غير قانوني بثلاث وجوه، وسوقي للاستجواب ومن ثم توقيفي واعتقالي. كل ذلك تعرّض لكرامة ثلاث محاكم ومسّ لعدالتها واحترامها، بل استخفاف بها. لأن تلك المحاكم الثلاث وهيئات الخبراء الثلاث، قد أتمت تدقيق ما ألّفته خلال عشرين سنة من مؤلفات، وماكتبته من مكاتيب، واجمعوا قرارهم على براءتنا. فاعيدت الينا كتبنا ومكاتيبنا.
وبعد البراءة، ومنذ سنوات ثلاث وانا أعيش في انزواء عن الناس، وتحت ترصد شديد بحيث لا اكتب غير رسالة واحدة لاضررفيها لبعض اصدقائي. فعلاقتي بالدنيا شبه مقطوعة، بل لم اذهب الى موطني رغم السماح.
والآن فان تجديد المسألة نفسها بما ينم عن عدم الاكتراث بالقرار العادل للمحاكم الثلاث انما هو استهانة بكرامة تلك المحاكم وحط من شرفها.
لذا لأجل الحفاظ على كرامة تلك المحاكم التي عدلت في حقي، ارجو من محكمتكم ان تبحث عن سبب آخر ومسألة اخرى لتتهموني بها غير المسائل التي هي: رسائل النور، تشكيل جمعية، تأسيس طريقة صوفية، احتمال الاخلال بالأمن والنظام.
الشعاع الرابع عشر - ص: 404
ان ذنوبي وتقصيراتي كثيرة، لذا قررت ان اعينكم بقدر ما يتعلق الأمر بمسؤوليتي، فلقد تعذبت خارج السجن عذاباً يفوق كثيراً عمّا في داخله. حتى غدا القبر او السجن موضع راحتي الآن. ولقد سئمت الحياة حقاً. كفى الإهانات والتعذيب والترصد المؤلم فيما يشبه السجن الانفرادي طوال عشرين سنة فلقد بلغ السيل الزبى، واوشك ان يمسّ غيرة الله، وعنده يا لخسارة هذه البلاد. اني اذكّركم بهذا.
ان اعظم ملجأ لنا واقواه:
(حسبنا الله ونعم الوكيل)
(حسبي الله لا إله إلاّ هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم).
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 405
"
ردّ على لاِئحة الادعاء"
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

بعد صمت دام ثمانية عشر عاماً، اضطررت الى اعادة تقديم هذه الدعوى رداً على لائحة الادعاء، رغم تقديمها الى المحكمة وتقديم صورة منها الى المراجع العليا في آنقرة.
ادناه خلاصة لدفاع قصير - هو الحقيقة عينها - قد قلته للمدعيين العامين وضابطي الشرطة الذين أتوا لتحري منزلي في "قسطموني" ثلاث مرات، وقلته ايضاً لمدير الشرطة ولثلة من افراد الشرطة - في المرة الثالثة - ولمحكمة "دنيزلي وآفيون". فليكن معلوماً لديكم ان ماقلته لهم هو:
انني اعيش معتكفاً ومنزوياَ منذ عشرين سنة. فطوال ثماني سنوات في "قسطموني" بقيت مقابل مخفرالشرطة وكذا الحال في بقية الاماكن، كنت طوال هذه الفترة تحت المراقبة والترصد الدائم. وقد تحرّوا منزلي عدة مرات، ومع ذلك لم يعثروا على اية امارة لها علاقة بالدنيا او بالسياسة. فلو كان لي شئ من التدخل بها لكانت الشرطة والعدلية تعلم به، أو علمتْ به ولكن لم تعر له بالاً، بمعنى انهم مسؤولون اكثر منى.
فما دام الامر هكذا فلِمَ تتعرضون لي الى هذا الحد دون داع اليه وبما يلحق الضرر بالبلاد والعباد. علماً انه لا يُتعرض في الدنيا كلها للمنزوين المعتكفين المنشغلين بآخرتهم.
نحن طلاب النور آلينا على انفسنا الاّ نجعل من رسائل النور اداة طيعة للتيارات السياسية، بل للكون كله. فضلاً عن ان القرآن الكريم قد منعنا بشدة من الاشتغال بالسياسة.
الشعاع الرابع عشر - ص: 406
نعم، ان مهمة رسائل النور الاساس هي: خدمة القرآن الكريم، والوقوف بصرامة وحزم في وجه الكفر المطلق الذي يودي بالحياة الابدية ويجعل من الحياة الدنيا نفسها سماً زعافاً وجحيماً لا تطاق.
ومنهجها في ذلك: هو اظهار الحقائق الايمانية الناصعة المدعمة بالادلة والبراهين القاطعة التي تلزم اشد الفلاسفة والمتزندفة تمرداً على التسليم بالايمان. لذا فليس من حقنا ان نجعل رسائل النور اداة لاي شئ كان، وذلك لأسباب:
أولاً: كي لا تحول الحقائق القرآنية التي تفوق الالماس نفاسة الى قطع الزجاج المتكسر في نظر أهل الغفلة، حيث يتوهمونها كأنها دعاية سياسية تخدم اغراضاً معينة، وكي لا نمتهن تلك المعاني القرآنية القيمة.
ثانياً: ان منهج رسائل النور الذي هو عبارة عن: الشفقة والعدل والحق والحقيقة والضمير ليمنعنا بشدة عن التدخل بالامور السياسية أو بالسلطة الحاكمة. لأنه اذا كان هناك بعض ممن ابتلوا بالالحاد واستحقوا بذلك العقاب فإن وراء كل واحد منهم عدداً من الاطفال والمرضى والشيوخ الابرياء. فاذا نزل بأحد اولئك المبتلين المستحقين للعقاب كارثة او مصيبة، فان اولئك الابرياء ايضاً سيحترقون بنارهم دون ذنب جنوه. وكذا لان حصول النتيجة المرجوة امر مشكوك فيه، لذا فقد مُنعنا بشدة عن التدخل في الشؤون الادارية بما يخل بأمن البلاد ونظامها عن طريق وسائل سياسية.
ثالثاً: في زمن عجيب كزماننا هذا، لا بد من تطبيق خمسة اسس ثابتة، حتى يمكن انقاذ البلاد وانقاذ الحياة الاجتماعية لأبنائها من الفوضى والانقسام. وهذه المبادئ هي:
1- الاحترام المتبادل
2- الشفقة والرحمة
3- الابتعاد عن الحرام
4- الحفاظ على الأمن
5- نبذ الفوضى والغوغائية، والدخول في الطاعة.
الشعاع الرابع عشر - ص: 407
والدليل على ان رسائل النور في نظرتها الى الحياة الاجتماعية قد ظلت تثبت وتحكم هذه الاسس الخمسة وتحترمها احتراماً جاداً محافظة بذلك على الحجر الاساس لأمن البلاد، هو ان رسائل النور قد استطاعت في مدى عشرين عاماً ان تجعل اكثر من مائة الف رجل اعضاء نافعين للبلاد والعباد دون ان يتأذى او يتضرر بهم احد من الناس. ولعل محافطتي "اسبارطة وقسطموني" خير شاهد وابرز دليل على صدق ما نقول.
فاذا كانت هذه هي الحقيقة. فلا شك ان اكثر اولئك الذين يتعرضون لاجزاء رسائل النور انما يخونون الوطن والأمة والسيادة الاسلامية. ويعملون - سواءً بعلم او بدون علم - لحساب الفوضوية والتطرف.
ان مائة وثلاثين رسالة من اجزاء رسائل النور التي منحت مائة وثلاثين حسنة وفائدة لهذه البلاد، لا تزيلها الاضرار الموهومة التي يتوهمها اهل الغفلة القاصرو النظر الشكاكون، من نقص وقصور في رسالتين او ثلاث. فالذي يهوّن من شأن تلك الرسائل بهذه الاوهام والشبهات ظلومٌ مبين.
أما تقصيراتي وذنوبي التي تمس شخصي الذي لا اهمية له، فاني اضطر دون رغبة مني الى القول:
ان الذي قضى حياة الاغتراب التي هي اشبه ما تكون بالسجن الانفرادي طوال اثنتين وعشرين سنة، معتكفاً ومنزوياً عن احوال الناس. والذي لم يخرج باختياره طوال هذه الفترة الى مجمع الناس في السوق وفي الجوامع الكبيرة. والذي اجري عليه اشد انواع الضيق والعنت وخالف امثاله من المنفيين فلم يراجع الحكومة ولو لمرة واحدة. ولم يقرأ جريدة ولم يستمع اليها، بل لم يكترث بها طوال هذه الفترة.
وخير شاهدعلى هذا القريبون من اصدقائه واحبّائه خلال سنتين في "قسطموني" وخلال سبع سنوات في اماكن اخرى. بل لم يعرف احداث الحرب العالمية ولا المنتصر من المغلوب، ولم يهتم بالمعاهدة والصلح، بل لم يعرف حتى من هم اطراف الحرب، ولم يتحرك فضوله لمعرفتهم، ولم يسأل عنهم ولم يستمع الى الراديو القريب منه خلال ثلاث سنوات سوى ثلاث مرات. والذي يواجه الكفر المطلق برسائل النور، ذلك الكفر الذي يفني الحياة الابدية ويزيد آلام الحياة الدنيا ويجعلها عذاباً في
الشعاع الرابع عشر - ص: 408
عذاب. والشاهد الصادق لذلك مائة الف ممن انقذوا ايمانهم برسائل النور المترشحة من فيض نور القرآن العظيم والتي تجعل الموت بحق مائة الف شخص تذكرة تسريح بدلاً من الاعدام الابدي.
ترى اي قانون يسمح بالتعرض لهذا الرجل - يقصد نفسه - وجعله في يأس من الحياة، ودفعه الى البكاء والحزن، مما يدفع مائة الف من اخوانه الى البكاء؟ بل اية مصلحة في ذلك؟.
ألا يرتكبون باسم العدالة غدراً لا مثيل له ولا نظير ؟
أفلا يكون باسم القانون خروجاً عن القانون ؟
اما اذا قلتم واحتججتم بتصرفكم هذا بما يحتج به فريق من الموظفين -ِ في هذه التحريات - وادعيتم كما يدعون، بانك وطائفة من رسائلك تخالفان نُظمنا ومبادءنا.
فالجواب:
اولاً: ليس من حق نظمكم ومبادئكم المبتدعة هذه ان تدخل معتكفات المنزوين اطلاقاً.
ثانياً: ان ردّ امرٍ ما شئ وعدم قبوله قلبياً شئ آخر. وعدم العمل به شئ اخر تماماً. وان ولاة الامور انما ينظرون الى اليد لا الى القلب. وهناك في كل قطر وفي كل مكان معارضون شديدون للحكومة لا يتدخلون في شؤون الادارة والأمن. حتى انه في عهد سيدنا عمر رَضِيَ الله عَنْهُ لم يمُسّ النصارى بشئ مع انهم كانوا ينكرون الاسلام وقوانين الشريعة.
وعلى هذا واستناداً الى مبدأ حرية الفكر والوجدان، اذا كان بعض طلاب النور يرفضون نظمكم ومبادءكم، وينتقدونها على اساس علمي نقداً بناءاً، او إن صدرت منهم اعمال وتصرفات لا تتفق وتلك المبادئ، بما في ذلك اضمار العداء لأولى الأمر، فليس من حق القانون ان يحاسبهم على ذلك بشرط واحد وهو: ان لايتدخلوا في الشؤؤن الادارية، والاّ يخلّو بالأمن والنظام.
الشعاع الرابع عشر - ص: 409
اما بالنسبة للرسائل، فقد اطلقنا على تلك الرسائل انها سرية وخاصة، وحظرنا نشرها. حتى ان احدهم قد اتى لي بنسخة واحدة من الرسالة التي سببت هذه الحادثة لمرة او مرتين طوال ثماني سنوات في "قسطموني"، وضيعناها في اليوم نفسه. وأنتم الآن تشهرونها بالقوة والإكراه، وقد اشتهرت حقاً.
ومن المعلوم أنه اذا وجد نقص يوجب الذنب في رسالة ما، فان تلك الكلمات وحدها تُحذف ويُسمح بالبقية، ولقد وجدوا خمس عشرة كلمة فقط هي مدار النقد من بين مائة رسالة من رسائل النور بعد اجراء تدقيقات عليها دامت اربعة اشهر في محكمة "اسكي شهر". ووجدوا في صفحتين فقط من بين اربعمائة صفحة من مجموعة "ذوالفقار" 1 موضع نقد بعدم تلاؤمها مع القانون المدني حيث فيهما تفسيرالآيات الكريمة الخاصة بميراث المرأة وحجابها، ذلك التفسير الذي كتب قبل ثلاثين سنة.. كل ذلك يثبت ان هدف رسائل النور ليست الدنيا، بل الناس كافة بحاجة اليها. فلا تصادر تلك المجموعة "ذوالفقار" لأجل تلكما الصفحتين. ولترفع اذنالصفحتان وتعاد لنا مجموعتنا. نعم من حقنا ان نطالب باعادتها لنا.
أما ادا خلتم الالحاد ضرباً من متطلبات السياسة وزعمتم كما يزعم البعض: انك برسائلك هذه تفسد علينا مدنيتنا وتحول دون تمتعنا بمباهج الحياة وملذاتها.
فأنا اقول: "انه لا يمكن لأي شعب أن يعيش بلا دين" وهذا دستور عام، معترف به في الدنيا كلها. ولا سيما ان كان هناك كفراً مطلقاً فانه يسبب لصاحبه عذاباً اشد ايلاماً من عذاب جهنم في الدنيا نفسها. كما اثبت ذلك بادلة وبراهين لا تقبل المناقشة في رسالة "مرشد الشباب"، تلك الرسالة المطبوعة رسمياً، اذ لو ارتد مسلم - والعياذ بالله - فانه يقع في الكفر المطلق، ولن يبقى في الكفر المشكوك فيه الذي يمهل الحياة لصاحبه الى حدٍ ما. ولا يكون كملاحدة الاجانب ايضاً. بل من حيث التمتع بملذات الحياة التي قد يتصورها، لا يكون حظه من ذلك سوى الهبوط الى مرتبة أدنى من مرتبة الحيوانات بمائة مرة التي لامعنى للماضي والمستقبل لديها. وذلك لأن موت الموجودات السابقة واللاحقة وفراقها الابدي، يترك في نفسه آلاماً مستمرة متعاقبة بسبب ضلاله.
_____________________
1 تضم هذه المجموعة الرسائل الآتية: المعجزات القرآنية والمعجزات الأحمدية ورسالة الحشر وذيولها..المترجم.

الشعاع الرابع عشر - ص: 410
أما اذا جاء الايمان ولامس بشاشة القلب وتمكّن فيه، فان اولئك الاصدقاء الذين لا يحصيهم العد سيحيون فجأةً ويقولون بلسان حالهم: نحن لم نمت.. ولم نفنَ..! وحينئدٍ تنقلب تلك الحالة الجهنمية الى لذائذ فيحاء وروضة غناء.
فما دامت الحقيقية هي هذه، فانني اذكّركم بالآتي:
لا تبارزوا رسائل النور المستندة الى القرآن الكريم فانها لا تُغلب. وإلاّ سيكون امر هذه البلاد مؤسفاً اذا ما حاول احد طمس نورها 1 وسوف تذهب الى مكان آخر، وتنور ايضاً.
ألا فلتعلموا جيداً بأنه لو كان لي من الرؤوس بعدد ما في رأسي من الشعر، وفُصل كل يوم واحد منها عن جسدي، فلن احني هذا الرأس الذي نذرته للحقائق القرآنية أمام الزندقة والكفر المطلق، ولن اتخلى بحال من الاحوال عن هذه الخدمة الايمانية النورية، ولا يسعني التخلي عنها.
لا شك انه لا ينظر الى نقائص تقع في إفادة معتكف منذ عشرين سنة، ولا يقال أنه خرج عن الصدد، ذلك لأنه يدافع عن رسائل النور، اذ ما دامت محكمة "أسكي شهر" لم تجد غير مادة أو مادتين لرسالة أورسالتين من بين مائة من الرسائل السرية الخاصة والعلنية العامة، اثناء اجراء التدقيق عليها خلال اربعة أشهر، علماً ان المادتين توجبان عقاباً خفيفاً، حتى ان المحكمة حكمت بالسجن لمدة ستة اشهر على خمسة عشر من المتهمين البالغ عددهم مائة وعشرين شخصاً، ونحن بدورنا قضينا هذا العقاب..
وما دامت جميع اجزاء رسائل النور قد اصبحت في متناول المسؤولين - قبل سنوات - واعيدت الى اصحابها بعد اجراء التدقيق عليها خلال شهور عدة..
وما دامت لم تظهر اية امارة تمس العدلية والأمن طوال ثماني سنوات في"قسطموني" رغم التحريات الدقيقة..
وما دام قد تحقق لدى هيئة التحريات الاخيرة في "قسطموني" - قبل سنوات - ان بعض الرسائل وجدت تحت اكوام الحطب، مما يوميْ الى عدم نشرها بل فقدانها..
_____________________
1 ولعل الزلازل العنيفة التي حدثت اثناء المبارزة تثبت صدق حكم: سيكون أمر هذا البلاد مؤسفاً.- المؤلف.


الشعاع الرابع عشر - ص: 411
وما دام مدير الشرطة في "قسطموني" ومسؤول العدلية قد وعداني وعداً قاطعاً باعادة الكتب المخفية لي وقبل استلامي لها ساقوني في اليوم التالي بمجرد مجيئ امر التوقيف من "اسبارطة"..
ومادامت محكمتا "دنيزلي وانقرة" قد برأتا ساحتنا واعادتا الينا جميع الرسائل..
فلا بد وبناء على هذه الحقائق الست ومن مقتضى واجب محكمة "دنيزلي" ومدعيها العام كما هو من واجب عدلية "آفيون" ومدعيها العام اخذ جميع حقوقي المهمة بنظر الاعتبار. فأنا على امل ان المدعي العام الذي يدافع عن الحقوق العامة سيدافع عن حقوقي الشخصية التي اصبحت بمثابة الحقوق العامة لمناسبة رسائل النور. بل انتظر ذلك منه.
ان سعيداً الجديد الذي انسحب من ميدان الحياة الاجتماعية منذ اثنتىن وعشرين سنة، ويجهل القوانين الحاضرة واصول الدفاع الحالية، والتي قدم مائة صحيفة من الدفاع المبرهن ببراهين لا تجرح والذي قدّمها سابقاً الى محكمتي "اسكي شهر ودنيزلي" وقاسى جزاء تقصيراته الى ذلك الوقت. ومن بعده في "قسطموني" وفي "اميرداغ" حيث قضى حياته فيما يشبه السجن المنفرد وتحت الرقابة الدائمة.. اقول ان هذا السعيد الجديد وأمره هذا، يؤثر جانب الصمت ويدع الكلام لسعيد القديم.
يقول سعيد القديم:
لما كان سعيد الجديد قد اعرض عن الدنيا ولا يتكلم مع اهلها ولا يجد مبرراً للدفاع الاّ اذا اضطر الى ذلك. الاّ ان المسألة تمس الكثيرين من الابرياء من الفلاحين واصحاب الاعمال حيث يعتقلون بمناسبة علاقتهم الواهية معنا، وتصيب اعمالهم الكساد لعجزهم عن تدارك حاجات اهليهم واطفالهم في موسم العمل هذا.. ان هذا الأمر قد مسّ وجداني مساً قوياً وابكاني من الاعماق.
لذا اقسم بالله العظيم انه لو كان باستطاعتي ان آخذ على عاتقي جميع مشاق اولئك لأخذتها، فالذنب كله يعود لي - ان كان هناك ذنب - وهم ابرياء اصلاً. فلأجل هذه الحالة المؤلمة، على الرغم من سكوت سعيد الجديد اقول:
الشعاع الرابع عشر - ص: 412
لما كان سعيد الجديد يجيب عن مائة من الاسئلة التافهة للمدعين العامين - لولايتي اسبارطة ودنيزلي وآفيون - فأنا كذلك من حقي ان أسأل ثلاثة اسئلة من وزير الداخلية التي يرأسها شكري قايا، وأسأل من وزارة العدل الحاضرة. والأسئلة هي:
السؤال الاول:
بأي قانون يجري توقيفي وتوقيف مائة وعشرين شخصاً معي، جراء مشادة كلامية لم تفض الى حادثة، جرت بين شخص اعتيادي من "اكريدر" وهو ليس من طلاب النور وبين عريف شرطة (جاويش) لمجرد ان وجد بحوزته احد مكاتيبي الاعتيادية، ومن ثم اجراء التحقيق عليه من قبل المحكمة في اربعة أشهر، ومن بعد ذلك ابراء ساحة الجميع سوى خمسة عشر شخصاً من الضعفاء المساكين، مع إلحاق ضرر مالي لأكثر من مائة شخص باكثر من ألف ليرة؟.
تُرى بأي أصل من اصول القانون يمكن جعل الامكانات والاحتمالات بدلاَ عن الوقوعات؟ وعلى وفق اي دستور يتم اضرار سبعين شخصاً من "دنيزلي" ضرراً مالياً يقدّر بالوف الليرات بعد ان كسبوا البراءة؟
السؤال الثاني:
الدستور الالهي هو(ولاتزر وازرة وزر اخرى) (الانعام :164) وان وجود رسالة صغيرة قد حظرنا نشرها، ولم احصل عليها خلال ثماني سنوات سوى مرة او مرتين، وقد كتب اصلها قبل خمس وعشرين سنة وهي التي تنقذ الايمان من الشبهات في نقاط مهمة فيها، وتنجي المرء من الوقوع في انكار الاحاديث المتشابهة.. اقول: ان حصول هذه الرسالة الصغيرة لدى رجل لا نعرفه وفي مكان بعيد عنا، ومنحها معنىً مغايراً لها، ووجدان مكتوب في "كوتاهية" و "باليكسر" ينم عن تعرض طفيف، ثم توقيفنا جراء ذلك في شهر رمضان المبارك حينها وفي هذا الجو القارس حالياً، مع كثير من الفلاحين والكسبة الابرياء، وتوقيف شخص لمجرد وجود مكتوب اعتيادي قديم لنا بحوزته، أو أخذني في جولة بسيارته، أو أبدى علاقة صداقة معنا، او لقراءته احد كتبي، وإلحاق ضرر مادي ومعنوي بهم وبالوطن وبالأمة بقدر الوف الليرات استناداً الى شبهات تافهة.. أتساءل: اي قانون من قوانين العدالة يجري كل هذا؟ وحسب اية مادة قانونية تنفذ الامور؟ اننا نطالب بمعرفة تلك القوانين لئلا نخطئ في المسير!
الشعاع الرابع عشر - ص: 413
نعم، ان حقيقة احد الاسباب التي ادت الى اعتقالنا في كل من "دنيزلي" و "آفيون" هي "الشعاع الخامس". علماً ان هذه الرسالة كتب اصلها قبل فترة دار الحكمة الاسلامية بكثير، بنية انقاذ إيمان العوام تجاه المنكرين لطائفة من احاديث نبوية شريفة لجهلهم بمراميها وتأويلاتها، حتى قالوا: لا يطيب لها العقل. ولنفرض فرضاً محالاً ان هذه الرسالة متوجهة الى الدنيا والسياسة، وكتبت في الوقت الحاضر. ولكن لانها رسالة سرية، ولم يعثر عليها عندنا لدى إجراء التحريات، وان ما اخبرت به من امور مستقبلية هي صحيحة، وانها تزيل الشبهات الواردة على الايمان، ولا تمس الأمن والنظام ولا تتعرض لأشخاص معينين، بل تبين حقيقة علمية بياناً كلياً.. اقول: لو فرضنا هذا فرضاً محالاً، فلا يشكل ايضاً ذنباً. وذلك لأنها أخذت بالسرية التامة للحيلولة دون حدوث مناقشة حولها. قبل ان تنشرها وتعلن عنها المحاكم.
ثم ان ردّ شئ ما ورفضه يخالف تماماً عدم قبوله قبولاً علمياً ويباين كلياً عدم العمل به. فتلك الرسالة لا تقبل علمياً النظام الذي سيأتي في المستقبل القريب، بل ترفضه، وهذا لا يشكل ذنباً. ولا نجد احتمال وجود ذنب بمثل هذا في قوانين العدالة في العالم كله.
حاصل الكلام: ان الكفر المطلق يبيد الحياة الابدية ويحول الحياة الدنيوية الى سّم زعاف ويمحي لذتها ومتعها.. فرسائل النور منذ ثلاثين سنة تقطع دابر هذا الكفر. وقد حازت التوفيق في دحرها المفهوم الكفري الرهيب الذي يحمله الماديون الطبيعيون، وتثبت ببراهين ساطعة دساتير سعادة هذه الامة في حياتيها، وتستند الى حقيقة القرآن السامية. فرسائل هذا شأنها لوكانت لها ألف نقص ونقص - وليست مسألة او مسألتين - تترجح حسناتها التي تفوق الالوف على نقائصها بل تذهبها. نحن ندّعي هذا ومستعدون للاثبات.
السؤال الثالث:
من المعلوم انه لو شوهدت خمس كلمات غير مستساغة قانوناً في مكتوب يحمل عشرين كلمة فان تلك الكلمات الخمس تحذف ويُسمح للاخريات. ولقد تُوهّم في خمس عشرة كلمة وهماً ظاهرياً على انها تحمل ذنباً، وذلك في محكمة "
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشعاعات - الشعاع التاسع عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-06-2011 03:15 PM
الشعاعات - الشعاع السابع عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 8 04-06-2011 03:13 PM
الشعاعات - الشعاع السادس عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-06-2011 02:55 PM
الشعاعات - الشعاع الخامس عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-06-2011 02:51 PM
الشعاعات - الشعاع الرابع عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 2 04-06-2011 02:45 PM


الساعة الآن 11:42 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir