أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-2009
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 19
نوح is on a distinguished road
افتراضي "يا أيها المدثر قم فأنذر

هذا رسولنا

"يا أيها المدثر قم فأنذر"


محمد حماد


أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يترقب مجيء جبريل عليه السلام حتى انتهى ما قدر الله من فترة لانقطاع الوحي، وفي رجوعه من غار حراء، وقبل أن يشرف على دخول مكة، في أجياد جنوبي غرب مكة، قبيل الحرم الشريف، سمع اسمه ينادى به في الأرجاء: يا محمد، فنظر عن يمينه وعن شماله فلم ير شيئاً، ونظر أمامه وخلفه فلم ير شيئاً، ولا يزال النداء باسمه يتردد: يا محمد، ولم يبق أمامه إلا أن يرفع رأسه إلى السماء، فلما رفعها هاله المنظر الذي رآه من مشرق الشمس: “فإذا الملك الذي جاءني بحراء، جالس على كرسي بين السماء والأرض”.


مشهد مهيب، ومرة أخرى يتسلل الخوف إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: (فجئثت منه رعباً حتى هويت إلى الأرض)، كانت هذه هي المرة الأولى من مرتين رأى فيهما النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته التي خلقه الله عليها، له ستمائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه التهاويل من الدر والياقوت ما الله به عليم، وكانت المرة الثانية في الإسراء والمعراج.

الأربعة الأوائل



وانطلق صلى الله عليه وسلم إلى بيته يقول: (فأتيت خديجة فقلت: زملوني، زملوني، دثرونى، وصبوا علي ماء بارداً، قال: فدثروني وصبوا علي ماء بارداً)، فأنزل الله الأمر ببدء الدعوة: “يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر، ولا تمنن تستكثر، ولربك فاصبر”.



وكان طبيعياً أن يبدأ النبي بأهل بيته، وأقرب الناس إليه، فآمنت زوجته خديجة رضي الله عنها، وكانت أول من آمن على ظهر الأرض، وأسلم على الفور حبيبه ومولاه زيد بن حارثة، وكذلك أسلم ابن عمه وربيبه علي بن أبي طالب، وكان صبياً يعيش في كفالة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خارج بيت النبوة أسلم صديقه الأقرب إلى نفسه: أبو بكر الصديق، أسلموا جميعاً في أول يوم للدعوة إلى الإسلام، فكانوا هم الأربعة الأوائل من السابقين الأولين.



وكان من تكريم الله لنبيه ومن فضله عليه أن جعل بيته أول بيت يجتمع فيه المؤمنون السابقون إلى الإسلام، زوجته وأم أولاده: خديجة رضي الله عنها، وربيبه وابن عمه: علي بن أبي طالب، ومولاه وحبيبه وابنه بالتبني: زيد بن حارثة، وبناته: زينب ورقية وأم كلثوم، فكان بيت النبي صلى الله عليه وسلم، أول مكان تلي فيه وحي السماء بعد غار حراء، وأول بيت ضم المؤمنة الأولى سابقة السبق إلى الإسلام، وأول بيت أقيمت فيه الصلاة، وكان أول بيت تعهد بالنصرة، ولم يتقاعس فيه فرد من أفراده كباراً أو صغاراً عن مساندة الدعوة.



وكانت خديجة تتابع معه صلى الله عليه وسلم الأمر كله، من أول لحظة نزول جبريل عليه السلام في غار حراء، ومن الممكن أن نقول إنها أسلمت قبل التصريح بالرسالة، فقد كانت تعرف شيمه وشمائله، وكانت قد خبرت أخلاقه وفضائله، وكانت توقن أن الله لن يخزيه أبداً، وهي التي ذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكانت هي التي سمعت بأذنيها أن ما يأتيه هو الناموس الذي كان يأتي الأنبياء والرسل من قبله، وهي التي ثبتت قلبه، وأول ما نزل التكليف بالدعوة كانت هي أول من أجاب ربها ورسولها وزوجها وحبيبها محمد بن عبد الله.



كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أول من استمع إلى الوحي الإلهي من فم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكانت أول من تلا القرآن بعد أن سمعته منه صلى الله عليه وسلم، وكانت أول من تعلم الصلاة عن رسول الله، وأول من صلى خلفه، في أول يوم افترضت فيه الصلاة.



حب رسول الله



وكان أول من آمن بالدعوة من الموالي حب النبي صلى الله عليه وسلم ومولاه، ومتبناه: زيد بن حارثة الكلبي، وكانت أمه خرجت به تزور قومها بني معن، فأغارت عليهم خيل بني القين بن جسر، فأخذوا زيداً، فقدموا به سوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد، فوهبته خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل النبوة وهو ابن ثماني سنين، ثم إن ناساً من كلب حجوا فرأوا زيداً، فعرفهم وعرفوه فانطلق الكلبيون، فأعلموا أباه ووصفوا له موضعه، وعند من هو، فخرج حارثة وأخوه كعب ابنا شراحيل لفدائه، فقدما مكة، فدخلا على النبي صلى الله عليه وسلم: فقالا: يا ابن عبد المطلب، يا ابن هاشم، يا ابن سيد قومه، جئناك في ابننا عندك فامنن علينا، وأحسن إلينا في فدائه. فقال: من هو؟ قالوا: زيد بن حارثة، ورغم حب رسول الله لزيد، إلا أنه ترك له حرية الاختيار، فقال لهما: ادعوا زيداً، خيروه، فإن اختاركم، فهو لكم، بغير فداء، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء، ففرح حارثة أبو زيد، وقال للنبي: لقد أنصفتنا، وزدتنا، وأحسنت إلينا.



ولما جاء زيد كانت لهم مفاجأة لم يتوقعوها بل لم تدر بخلدهم، سأله النبي: أتعرف هؤلاء؟ قال زيد: نعم: هذا أبي، وهذا عمي، فقال صلى الله عليه وسلم لزيد: فأنا من قد علمت، ورأيت صحبتي لك، فاخترني أو اخترهما، فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني مكان الأب والعم. ولنا أن نتوقع حجم الدهشة التي أصابت الأب والعم اللذين جاءا يردان ابنهما ويفديانه بمالهما، ولكنه يأبى أن يلحق بهما، يأبى الحرية التي أرادوها له، يأبى أن يختار أحدا على محمد بن عبد الله، ولو كان أبوه وعمه وكل أهله، قال أبوه وعمه: ويحك يا زيد، أتختار العبودية على الحرية؟ وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟ فقال زيد وقلبه مطمئن لقراره الذي استقر عليه: نعم، قد رأيت من هذا الرجل شيئاً، ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبداً.



كانت تلك بصيرة زيد بن حارثة، وكان ذلك حظه الذي شاء له أن ينال شرف الانتساب إلى نبيه، وشرف الوجود في كنفه، فرح محمد بن عبد الله فرحاً شديداً، ودمعت عيناه، وأخذ زيداً وخرج إلى حجر الكعبة حيث قريش مجتمعة، ونادى: يا من حضر، اشهدوا أن زيداً ابني، يرثني وأرثه، فلما رأى أبوه وعمه ذلك طابت نفساهما، ومن يومها صار زيد لا يعرف في مكة كلها إلا بزيد بن محمد، وظل هذا الوضع سارياً حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم.



أحب النبي صلى الله عليه وسلم حباً كبيراً، وأحبه النبي حتى كان يقال له حب رسول الله، رأى فيه ما لا يجعله يختار عليه أحداً غيره، ولو كان أبوه وأهله جميعاً، ولما نزل الوحي كان زيد بن حارثة يبلغ من العمر ثلاثين عاماً، وحدثه النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، فهل يتوقع من مثل هذا أن يكذبه، وهو يخبر عن ربه، وهو الذي لم يعهد عليه كذباً قط على الناس؟ كانت تلك حيثيات عقلية وقلبية جعلت زيد بن حارثة يؤمن في اللحظة التي فاتحه فيها رسول الله، آمن به على الفور، وصدقه وكان من السابقين الأولين، بل إن بعض الروايات تضعه في مرتبة أول المؤمنين من الرجال.



إسلام علي



وكان في البيت النبوي مقيم آخر، وكان لا يزال صبياً، لم تتجاوز سنه إذ ذاك عشر سنين على أرجح الأقوال، هو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وكان بمثابة ابن النبي صلى الله عليه وسلم كزيد بن حارثة، وكان في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام، حيث أخذه من عمه أبي طالب وضمه إليه، وكانت قد أصابت قريشاً أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس: يا عم إن أبا طالب كثير العيال، فانطلق بنا نخفف عنه، فانطلقا إليه وأعلماه ما أرادا، فقال أبو طالب: اتركا لي عقيلاً واصنعا ما شئتما، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً، وأخذ العباس جعفراً، فلم يزل علي عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى أرسله الله، ولم يحجم النبي عن مفاتحته في أمر الإسلام رغم صغر سنه، فقد كان يلحظ فيه نبوغاً مبكراً، وعبقرية ظاهرة.



وتقول بعض الروايات إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخديجة كانا يصليان سراً، ثم إن علي بن أبي طالب جاء بعد ذلك بيوم فوجدهما يصليان، فقال علي: ما هذا يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دين الله الذي اصطفى لنفسه، وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله وحده لا شريك له، وإلى عبادته، واكفر باللات والعزى، فقال علي: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاض أمراً حتى أحدث به أبا طالب، وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفشى عليه سره، قبل أن يستعلن أمره، فقال له: يا علي، إذا لم تسلم فاكتم هذا، فمكث علي تلك الليلة، ثم إن الله تبارك وتعالى أوقع في قلب علي الإسلام، فأصبح غادياً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فقال: ماذا عرضت علي يا محمد: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزى، وتبرأ من الأنداد، ففعل علي رضي الله تعالى عنه، وأسلم، وكتم إسلامه، ولم يظهره.



بنات النبي



أصبح علي بن أبي طالب أول الصبيان إسلاماً، وكان ثالث من أقام الصلاة بعد رسول الله وبعد خديجة رضي الله عنها، ولم يكن في بيت النبوة، وفي رعاية النبي صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء غير بناته، وقد كن على الفطرة،، تربين صغيرات في حضن خديجة وفي رعاية محمد، تأثرن قبل البعثة بوالدهن صلى الله عليه وسلم في الاستقامة وحسن السيرة، والتنزه عما كان يفعله أهل الجاهلية، من عبادة الأصنام والوقوع في الآثام، وكانت زينب في العاشرة من عمرها، وكانت رقية في السابعة من عمرها، وكانت أم كلثوم في السادسة أو الخامسة من عمرها، أسرعن إلى الإيمان في هذه السن المبكرة، أما فاطمة فكان عمرها سنة على أرجح الأقوال.



ولم يمض وقت حتى أصبح بيت النبي صلى الله عليه وسلم أول أسرة مؤمنة بالله تعالى منقادة لشرعه في الإسلام، ومن خارج بيت النبوة كان هناك واحد هو الأقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لم يتردد في تصديق النبي لحظة واحدة.







__________________


التعديل الأخير تم بواسطة نوح ; 06-07-2009 الساعة 12:56 PM
نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-12-2009
  #2
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 20
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي رد: "يا أيها المدثر قم فأنذر

من نفحات ابو معاوية
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-13-2009
  #3
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 19
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: "يا أيها المدثر قم فأنذر

مرورك نفحه طيبه
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رائحة رمضان قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّ عبدالرحمن الحسيني المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 05-05-2018 01:11 PM
أول مؤتمر صوفى عالمى برئاسة شيخ الأزهر يناقش الإصلاح بمشاركة "البوطى" و "الجفرى" و "بن بيه" و"مفتى ا عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 0 09-17-2011 05:09 PM
إعلامي "الجزيرة" أحمد منصور اساء للشعب السوري في برنامجه "شاهد على العصر" نوح القسم العام 2 05-14-2011 08:59 AM
بعد ارتياح عام بخروجه من " باب " وزارة المالية.. "محمد الحسين" يعود الى السوريين من " شباك " رئاسة م الـــــفراتي القسم العام 0 04-26-2011 01:42 PM
جبل "عبد العزيز".. موطن "البطم" و"الكونجوك" عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 2 04-20-2010 11:38 AM


الساعة الآن 09:50 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir