أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-25-2010
  #1
هنية
محب متألق
 الصورة الرمزية هنية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 139
معدل تقييم المستوى: 14
هنية is on a distinguished road
7 شرح الصلاة المشيشية

SIZE="5"]::
هذا شرح الصلاة المشيشية لكاتبه (نعمة الله الشاذلي)
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الصلاة المشيشية .
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا الخاتم محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فقال الله تعالى في وصفه حبيبه النبي صلى الله عليه وسلم ((إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا))(الأحزاب: 45)
وقال تعالى مخاطباً أمته ((إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)) ويجوز الصلاة والسلام عليه بأي صيغة تدل على تعظيمه وتوقيره وإنزاله منزلته الآئقة به صلى الله عليه وسلم ،ولذا قال سيدنا الإمام عبدالسلام بن مشيش الصلاة المشهورة بين المؤمنين بالصلاة المشيشية ،وهذا شرح مختصر لها لتعم الفائدة وأسأل الله تعالى أن يقبل من القائل والناقل والشارح والناشر لها والقارىء لها وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
الشرح
(اللَّهُمّ َصلِّ) وسلَّم بِفَيْضِ جُودِكَ الواسع الممْدُود
(عَلى) خليلك وحبيبك خاتم الأنبياء وسيد الخلق سيدنا محمد الذي
(مِنْهُ انْشَقَّت الأَسْرَارُ) الغيبية التي تصفو بها الأرواح من دياجر الظلمات وتنشرح بها الصدرور فترتقي في المقامات
(واَنْفَلقَتِ الأَنْوَارُ) التي استنار بها الكون كله بعد ظلمة الجاهلية كما قال الله تعالى في وصف الحبيب صلى الله عليه وسلم )قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ) (المائدة: 16)، وقال الله تعالى ((وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ))(الأحزاب: 45)،
(وَفََيه ارْتَقَتِ الحَقَائِقُ) أي علت علوم المعرفة بالله تعالى فكل يغرف منها على قدر إيمانه وتصديقه وإخلاصه ومراقبته لله جل جلاله .
(وَتَنََزَّلَتْ عُلُومُ آَدَمَ فأعْجَزَ الخلائقَ)) أي أعطيت لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم العلوم التي أعطاها الله تعالى لسيدنا آدام عليه السلام وأكثر من ذلك كما أرشدنا لذلك مولانا عز وجل حيث قال تعالى )وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً( (النساء: 113) فأعجز الخلق بلوغُ مرتبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فصاروا كلهم تحت لواءه كما جاء عن سيدنا أنس بن مالك - رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا ، وأنا خطيبهم إذا وفدوا ، وأنا مبشرهم إذا أيسوا ، ولواء الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربي، ولا فخر». أخرجه الترمذي. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ومامن نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي )) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة وكما قال ((إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم ...فأنا خيركم بيتاً ،وأنا خيركم نفساً)) رواه أحمد والترمذي وهو في مشكاة المصابيح برقم 5757

(وله تضاءلت الفُهومُ) هي العقول والألباب فقد تضاءلت وهي عظيمة امام فهمه صلى الله عليه وسلم جاء في جامع الأصول برقم 6330 – فيما أخرج البخاري ومسلم والنسائي والترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « بعثت بجوامع الكلم..».قال الإمام البخاري: بلغني أن جوامع الكلم : أن الله عز وجل يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد أو الاثنين. أخرجه البخاري، ومسلم.

(فلم يُدركْه منا سابقٌ) ممن سبقه من الأنبياء والرسل فكيف بمن دونهم من الخلق
(ولا لاحقٌ) من أمته فضلاً عن غيرها من الأمم فكل الأمم سابقهم ولا حقهم لايستطيعون إدراك منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك فضل الله على حبيبه صلى الله عليه وسلم
. (فرِياضُ الملكوتِ بزَهْرِ جَمَالِهِ مُونِقَةٌ) أي عالم الغيب المسمى بعالم الملكوت بزهر جمال النبي صلى الله عليه وسلم الحسي والمعنوي مونقة
(وحِياضُ الجَبَرُوتِ بِفَيْضِ أَنْوَارِه مُتَدَفِّقَةٌ) والجبروت مأخوذ من الجبر وهو القهر والتصرف، فهذا العالم يخضع لأنوار الحق التي أمد الله بها رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى بسط العدل والرحمة والرأفة بين الناس وقهر الجبابرة بإذن الله تعالى فخضعوا له وآمنوا به واتبعوه ،ومن خالفه قصمه الله تعالى وأذله(ولاشيْءَ إلا وهُوَ به مَنُوطٌ) فلا يمكن للإنسان أن يطيع الله تعالى إلا بطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ((من أطاع الرسول فقد أطاع الله))ولا يمكن لأحد أن يدخل الجنة إلا بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته وتوقيره ،ولا يمكن أن يعلم من علوم الشريعة إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا يفتح باب الجنة لأحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم ،ولا يشفع للخلق عند الله تعالى إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تفضلاً من الله وإكراماً وإظهاراً لفضله على الخلق أجمعين
(إذ لولا الواسِطةُ) التي جعلها الله تعالى لوصول العلوم والمعارف والترقي الروحي
(لذهبَ كما قِيلَ المَوْسُوطُ) فلن يصل هذا المسوط إلا بتلك الواسطة العظيمة فالنبي صلى الله عليه وسلم هو مقسم هذه الأرزاق المعنوية على قدر تمسك الناس باتباعه ومحبته كما قال صلى الله عليه وسلم "إنما أنا قاسمٌ والله يعطي" رواه (البخاري ومسلم) وكما قال الله تعالى ((ولَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا( (النساء: 94).
(صلاةً تليقُ بكَ) من حيثُ صفات الكمال فأنت يا ربنا جزيل العطاء عظيم الكرم ، (منْكَ) ياعظيم يا كريم لا من غيرك تفضلت بها
(إليه) صلى الله عليه وسلم إكراماً لعبدك وخليلك وحبيبك وخاتم رسلك صلى الله عليه وسلم سلاماً تامًا يليق بك كما أنت أهله فأنت أهل الجود والإكرام ووافر الإنعام ، ويليقُ به صلى الله عليه وسلم
(كَمَا هُو أَهْلُه) فهو أهلاً لهذا المقام لأنه أفضل خلقك وخليلك الذي اصطفيته واجتبيته وقدمته على سائر الخلق أجمعين ،ولا يعلم كمال قدر النبي صلى الله عليه وسلم على أكمل وجه إلا الله تعالى
(اللهم إنه سِرُّك الجامعُ) أي أن الله تعالى جمع فيه جميع الكمالاتِ الإنسانيةِ في العلم والخلق كما قال تعالى )وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم( (القلم: 4)
(الدالُّ عليك) بقوله وفعله وأخلاقه ظاهراً وباطناً المؤيدُ منك بشهادة )وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُه( (المنافقون: 1) )مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه( (النساء: 80)،
(وحجابُك الأعظمُ) فهو حجاب لمن اتبعه فيحول بينهم وبين دخول النار، وحجاب عن سخط الله تعالى ،كما أنه حجاب للخلق أجمعين عن استمرار الغضب الذي يلاقونه في الموقف العظيم فيكون شفيعاً لهم ، كما أنه حجاب من كفر بالله عن دخول الجنة، وحجاب عن وصول الدعاء إلا بالصلاة عليه كما جاء مرفوعاً وموقوفاً ((كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ))رواه النسائي والبيهقي وابن حبان .ولا يمكن الوصول إلى مرضاة الله تعالى إلاباتباعه ومحبته كما قال تعالى )قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ( (آل عمران: 31) (القائمُ لك بيْن يَدَيْكَ) بتمامِ العبوديةِ بقوله وفعله واعتقاده ليكون عبداً شكوراً . فصلى حتى تورمت قدماه فقيل يارسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفلا أكون عبداً شكوراً))
(اللهم أَلْحِقني بِنَسَبِهِ) وذلك بأن أكون من الأتقياء كما قال صلى الله عليه وسلم ((آل محمد كل تقي )) فهذا النسب الذي يريده المؤمنون الجِسْماني، واما آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون فقد لحقوا بنسبه النافع لهم خاصة كما جاء في الحديث "كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطع يوم القيامة ،إلا سببي ونسبي" رواه الطبراني والبيهقي
(وحققني) باطناً وظاهراً وروحاً وجسداً (بِحَسَبِهِ) والحسب هو الخير فوفقني للتخلق بأخلاقه ،واجعلني من المقتفين لأثره وهديه المتبعين لسنته المحبين لسيرته فهذا كله موجب لرفعة العبد في الدنيا والآخرة .
(وعرفني إياهُ معرفةً أسلم ُبها من مواردِ الجهلِ) فلا يكون حالي كحال من ينكر رسالته أو ينكر كمالاته البشرية أو ينكر خصوصيته التي أختصه الله بها كما قال تعالى ((أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون )) فالناس يتفاوتون في هذا الإنكار ما بين كافر أو مبتدع أو جاهل بقدر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
(وأكرعُ بها من موارِدِ الفضلِ) الذي أنعم الله به على من تحقق بمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن اتباعه فإن محبة الله تعالى لعباده على قدر محبته واتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم ،وعلى قدر تعظيمه وإنزاله منزلته التي تليق به كأفضل مخلوق خلقه الله تعالى )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين( (الأنبياء: 107)، "إنما بعثت رحمة مهداة" (صحيح الجامع: 5342)،
(واحْمِلْني على سبيله) أي يسرلي سبيل اتباعه والاقتداء به وتعظيمه ومحبته على وفق سنته التي أمرتنا باتباعها فقلت جل جلالك )قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي( (يوسف: 108) وقال فيها النبي صلى الله عليه وسلم ((تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)) (إلى حضرتِك) فلا أعمل إلا لله تعالى وبالله تعالى ،ولا أحب إلا ما يحب ولا أبغض إلا ما يبغض ، فهذا منتهى سير الواصلين كما قال الله تعالى )وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى( (النجم: 42).
(حملاً محفوفاً بنُصْرَتِك) فتنصرني على نفسي الأمارة بالسوء وعلى الشيطان فلا يكون عملي إلا لك وحدك لا للناس ولا لشهوات نفسي بل لله تعالى وحده لا شريك له
(واقْذِفْ بي على الباطلِ فأدمَغَهُ) بقوة الإخلاص والصدق مستعيناً بالله تعالى لا بنفسي ولا بقوتي بل بحول الله وقوته ((إياك نعبد وإياك نستعين ))
(وزُجَّ بي في بحارِ الأحديةِ) فيكون توجهي لله تعالى وحده ولا أرى في الكون إلا فضله أو عدله كما قال تعالى ((قل هو الله أحد ،الله الصمد ،لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد))
(وانشلني من أوحال التوحيد) أي العلم المسمى بعلم التوحيد فكم ضل فيه من ضلاّل تلطخوا بأوحال البدعة ،كبدع التشبيه والتجسيم والتعطيل والحلول والاتحاد والشرك بالأسباب ودعوى أن العبد يخلق فعل نفسه ،ودعوى أن الطبيعة تخلق الأشياء بقوة مودعة فيها ونحوها من أوحال التوحيد نعو ذ بالله منها (وأغْرِقْني في عينِ بحرِ الوِحْدةِ) وهي الوحدة الشهودية فلا نشهد في الكون إلا فضلك أو عدلك ولا يتوجه القلب إلا لك وحدك فإن كانت السراء شكرناك ونعلم أن ذلك من فضلك وإن أصابتنا ضراء صبرنا على أقدارك ونعلم أنه من عظيم عدلك ،أو أنه رفعة في الدرجات فتكون من فيض فضلك، فكل ما في الكون من حسنة أو ضدها فمنك وحدك أنت موجدها ومنزلها كما قلت جل جلالك )قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ( (النساء: 78) ((والله خلقكم وما تعملون )) فنحن وأعمالنا من جملة خلقك ((هل من خالق غير الله )) وأنت لا تظلم الناس شيئاً بل ذلك بما كسبت أيدينا وتعفو عن كثير كما قلت وقولك الحق ومن أصدق من الله قيلا ((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس )) وكما قلت ((مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِك( (النساء: 79)، فحققني بمقام وحدة الشهود فلا أشاهد الأشياء إلا منك وحدك (حتى لا أرى ولا أسمعَ ولا أجدَ ولا أحسَ إلا بها)، وهذا هو أعلى المقامات فلا تشاهد إلا المكّون جل جلاله ،فأعني على بلوغ هذا المقام الذي قلت في أهله في الحديث القدسي " فإذا أحببتُه كنت سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصر به، ويدَه التي يبطِشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها" (البخاري)،
(واجعل الحجابَ الأعظمَ) وهو سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
(حياةَ روحي) فذكره ورؤيته ومحبته وحسن اتباعه حياة الأرواح المؤمنة
(وروحَه سِرَ حقيقتي) وذلك بأن يتحقق بمقام المشاهدة وهو (أن تعبد الله كأنك تراه ) وهو أعلى من مقام المراقبة وهوالمشار إليه بقوله صلى الله عليه وسلم (فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) فمقام المشاهدة هو أعلى المقامات التي قد تحقق بها الكمّل من العباد وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،والأرواح قيمتها بمقدار تعلقها بالنبي صلى الله عليه وسلم وحسن اتباعه والاستمداد منه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ))
(وحقيقَتَه جامعَ عوالِمِي) وحقيقته صلى الله عليه وسلم التي هي في أعلى مراتب الإحسان جامع لعوالمي كلها الظاهرة والباطنة فأهتدي بهديه في اعتقادي وعملي ظاهراً وباطناً حتى أتحقق بأعلى درجات الإحسان وهو مقام الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين وهو المقام الذي يطلبه المسلم في كل صلاة فيقول ((اهدنا الصراط المستقيم *صراط الذين أنعمت عليهم )) فيكون ممن قال الله تعالى فيهم ((ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون *الذين ءامنوا وكانوا يتقون *لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الأخرة لاتبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ))يونس 62ـ64
(بتحقيقِ الحقِّ الأولِ) وهو الذي أخذ الله الميثاق والعهد عليه في قوله تعالى (((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا )) قال الإمام أبو علي الروذباري المتوفى سنة 322 هــ و هو من أجل المشايخ الذين صحبوا سيدنا الجنيد - : " النطق الذي ظهر الحق به و نطق به في الأزل صار كاملاً في نفوس الخلق حين خاطب الحق بقوله (ألست بربكم قالوا بلى )فبقيت حلاوة الخطاب في الأسرار ،فما كان في القلوب من رقة ووجد و حقيقة فهو من تلك الحلاوة التي خاطب بها في النشأ الأول لأن الأعضاء كلها ناطقة بذكره مستطيبة بسره " انتهى كلامه رحمه الله تعالى فتحقيق ذلك على أكمل وجه هو بالتحقق بمقام المشاهدة وهو أعلى مراتب الإحسان
. (يا أولُ) بلا ابتداء فليس معه ولا قبله ولا غيره شيء
(يا آخرُ) ببقاء لا فناء له
(يا ظاهرُ) فليس فوقه شيء حساً ومعنى ولا يلحقه خفاء
(يا باطنُ) ليس دونه شيء مستصحب باعتقاد التنزيه عن الحلول في الأمكنة والجهات وعن مشابهات المخلوقات ((ليس كمثله شيء وهو السميع العليم ))فله العظمة المطلقة والكبرياء (اسمعْ ندائِي) سمع إجابة يا مجيب الدعاء ياواسع العطاء
(بما سمعت به نداء عبدِك زكريا) بعين الرحمة والإنعام حين دعاك وهو كهلاً وامرأته عجوزاً عقيماً ، فاستجبت له بفضلك العظيم ووهبت له سيدنا يحي عليه السلام وبشرته بصلاحه ونبوته (وانصُرني بك لك) فيكون الفضل منك وعملي كله لك وحدك لا شريك لك فتنصرني على نفسي وعلى كل ما يشغلني عنك وعن طاعتك
(وأيدني بك لك) فأكون ممن قلت فيهم )أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ( (المجادلة: 22)،
(واجمع بيني وبينَك) فأزل عني حجاب الغفلة وكل شاغل يشغلني عنك فلا أغفل عن مشاهدتك طرفة عين ((ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين )) ((((إن الله كان عليكم رقيباً(( وقال تعالى ((والله على كل شيء شهيد)) وفي الحديث ((أن تعبد الله كأنك تراه))
(وحُل بيني وبينَ غيرِك) فلا يحجبنا عنك شيء لا نعيم ولا ابتلاء ((وهو معكم اينما كنتم )) ((إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون))
(الله. الله. الله). هذا من ذكر الله بالاسم المفرد عمل بقول الله تعالى ((واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا)) وقوله تعالى ((واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا)) ((ومن اظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها ﴾ البقرة 114.
﴿فى بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه﴾ النور 3.
﴿ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ٍ لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ﴾ الحج 40. ﴿واذكر ربك كثيرا ،وسبحه بالعشى والإ بكار﴾ وقال تعالى ((الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)) آل عمران 191. ﴿الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ الرعد 28.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ ) رواه مسلم (148). يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في "شرح مسلم" (2/178 : وفي الرواية الأخرى ( لا تقوم الساعة على أحد يقول : الله الله ) أما معنى الحديث فهو أن القيامة إنما تقوم على شرار الخلق كما جاء في الرواية الأخرى " وتأتي الريح من قبل اليمن فتقبض أرواح المؤمنين عند قرب الساعة " .... .وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : ( على أحد يقول اللهُ اللهُ )هو برفع اسم الله تعالى ،وقد يغلط فيه بعض الناس فلا يرفعه واعلم أن الروايات كلها متفقة على تكرير اسم الله تعالى في الروايتين وهكذا هو في جميع الأصول . انتهى كلام الإمام النووي .[إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ](القصص: 85فيظهر في ذلك الميعاد عظيم فضل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لكل الخلق مؤمنهم وكافرهم في مقام الشفاعة العظمى ولذا قال تعالى )وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا( (الإسراء: 79) وكذلك نحن لابد أن نرى ذلك الموقف العظيم فلا تغرنكم الحياة الدنيا وزخارفها فهي دار الغرور واستعد لدار البقاء الأبدي فهو معاد لابد منه فنسأل الله تعالى أن يوفقنا للإستقامة على ما أمر والظفر بحبه ورضاه كما وعد فهو غاية المقصود .
(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) فالمؤمن يرجو رحمة الله ويعمل بما أمره به ويكون عمله لله وحده ، وتوكله على الله وحده ،فلا حول ولا قوة إلا بالله. مع يقينه التام أنه لولا الله الرؤوف الرحيم الهادي ما اهتدى المهتدون ،ولا عمل العاملون قال تعالى ((ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ،وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون *فضلاً من الله ونعمة والله عليم حكيم )) الحجرات 7ـ8 فلله الحمد كله حمداً يكافىء نعمه ويوافي مزيده كما يحب ويرضى . سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين
هنية غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-07-2012
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: شرح الصلاة المشيشية

بارك الله بكم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-08-2012
  #3
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: شرح الصلاة المشيشية

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من بركات الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 48 09-16-2023 09:03 PM
شرح الصلاة المشيشية للإمام الصاوي محب الاولياء رسائل ووصايا في التزكية 6 07-24-2017 10:38 PM
شروح الصلاة المشيشية محب الاولياء رسائل ووصايا في التزكية 6 03-19-2013 09:51 PM
حركات في الصلاة تكون اسم أحمد عليه الصلاة والسلام هيثم السليمان ملتقى الأعضاء 12 03-30-2009 01:26 AM
قبس الفيض والمدد من بركة ورد الصلاة المشيشية عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 2 08-31-2008 04:26 PM


الساعة الآن 12:53 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir