أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي أحْيَانا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النَشُور           

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 11-19-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي سَبق السيفُ العذل!



كان للنعمان بن ثواب العبدي بنون ثلاثة: سعد وسعيد وساعِدَة، وكان ذا شرف وحكمة، يوصي بنيه، ويحملهم على أدبه.. أما ابنه سعد فكان شجاعاً بطلاًَ من شياطين العرب، لم تفتُه طَلِبَتُه قط، ولم يفرّ عن قِرْن.. وأما سعيد فكان يُشبه أباه في شرفه وُسؤددِه، وأما ساعدة فكان صاحب شراب وندامى وإخوان،. فلما رأى الشيخ حال بنيه دعا سعداً - وكان صاحب حرب - فقال: يا بُني، إن الصارم ينبو، والجواد يكبو، والأثر يعفو، فإذا شهدت حرباً، فرأيت نارها تستعر، وبطلها يخطر وبحرها يزخر، وضعيفها يُنصر، وجبانها يجسر، فأقلل المكث والانتظار، فإن الفرار غير عار إذا لم تكن طالب ثار، وإياك أن تكون صيد رماحها، ونطيح نطاحها.

وقال لابنه سعيد - وكان جواداً -: «يا بني، لا يبخل الجواد، فابذُل الطارف والتلاد، وأقلل التلاح، تُذكر عند السماح، وابلُ إخوانك، فإن وَفيّهم قليل، واصنع المعروف عند مُحْتَمِله».

وقال لابنه ساعدة - وكان صاحب شراب - «يا بُني، إن كثرة الشراب تفسد القلب، وتقلل الكسب، فأبصر نديمك، واحم حريمك، وأعِن غريمك، واعلم أن الظمأ القامح خير من الري الفاضح، وعليك بالقصدِ فإن فيه بلاغاً».




ثم إن أباهم النعمان بن ثواب توفي، فقال ابنه سعيد - وكان جواداً سيداً: لآخذن بوصية أبي، ولأبلُونّ إخواني وثقاتي.
فعمد إلى كبش فذبحه، ثم وضعه في ناحية من خِبائه، وغشاه ثوباً، ثم دعا بعض ثِقاته، فقال: يا فلان، إن أخاك من وفى لك بعهده، وحاطك برفدِه، ونصرك بوده. قال: صدقت! فهل حدَثَ أمر؟ قال: نعم! إني قتلت فلاناً - وهو الذي تراه في ناحية الخباء - ولا بد من التعاون عليه، حتى يُوارى! فما عندك؟.. قال: يا لها سوأة وقعت فيها! قال: فإني أريد أن تُعينني عليّ حتى أُغيّبه! قال: لستُ لك من هذا بصاحب! وتركه وخرج. فبعث إلى آخر من ثقلته، فأخبره بذلك، وسأله معونته فرد عليه مثل ذلك! حتى بعث إلى عدد منهم. كلهم يرد عليه مثل جواب الأول.

ثم بعث إلى رجل من إخوانه يقال له: خُزيم بن نوفل، فلما أتاه، قال له: يا خُزيم، ما لي عندك؟ قال: ما يَسَرُّك، وما ذاك؟ قال: إني قتلت فلاناً، وهو الذي تراه مُسجّى! قال أيسرُ خطب! فتريد ماذا؟ قال: أريد أن تُعينني حتى أغيّبه! قال: هنا ما فَزِعتَ فيه إلى أخيك!

وكان غلام لسعيد قائماً بينهما، فقال خُزيم: هل اطلع على هذا الأمر أحدٌ غير غلامك هذا؟ قال: لا! قال: انظر ما تقول! قال: ما قلت إلا حقاً. فأهوى خُزيم إلى غلامه، فضربه بالسيف فقتله، وقال: ليس عبدٌ بأخٍ لك.

فارتاع سعيد، وفزع لقتل غلامه، وقال: ويحك! ما صنعت! وجعل يلومه... فقال خزيم: إن أخاك من وَاسَاك!

قال سعيد: فإني أردت تجربتك! ثم كشف له عن الكبش، وخبره بما لقي من إخوانه وثقاته، وما ردوا به عليه، فقال خزيم: سَبق السيفُ العذل!




إسماعيل ديب
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:37 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir