أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-2011
  #11
عبدالرزاق
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبدالرزاق
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 329
معدل تقييم المستوى: 14
عبدالرزاق is on a distinguished road
افتراضي رد: المكتوبات

المكتوب الحادي عشر

باسمه سبحانه

} وَاِنْ مِنْ شَيءٍْ اِلاَّ يُسَبِـّحُ بِحَمْدِهِ{

[ان هذا المكتوب علاج مهم، يشير الى دريرات اُخرجت من خزائن عظمى لآيات اربع كريمات].

اخي العزيز!

ان القرآن الحكيم قد درّس نفسي الامارة بالسوء هذه المسائل المختلفة الاربعة في اوقات متباينة.كتبته لمن شاء من اخواني الذين يرغبون ان يأخذوا حظاً أو درساً منه.

فهذه المسائل تبين دريرات من خزينة الحقائق لأربع آيات كريمات مختلفة من حيث المبحث، ولكل مبحث من تلك المباحث صورتها وفائدتها الخاصة بها.

l المبحث الأول

قال تعالى: } إنّ كيدَ الشّيطان كان ضَعيفاً{ (النساء: 76).

يا نفسي الآيسة من جراء الوساوس والشبهات!

ان تداعي الخيالات، وتخطر الفرضيات نوع من ارتسامٍ غير اختياري، والارتسام إن كان آتياً من الخير والنورانيات، يسري حكم حقيقته الى صورته ومثاله، الىٍ حدٍ ما. مثلما ينتقل ضوء الشمس وحرارتها الى صورتها في المرآة. وإن كان الارتسام صادراً من الشر ومن الكثيف فلا يسرى حكم الأصل وخاصيته الى صورته، ولا الى مثاله. كصورة النجس والقذارة في المرآة ليست نجسة ولا قذرة. وصورة الحية في المرآة لا تلدغ.

وبناء على هذا: ان تصور الكفر ليس كفراً، وتخيّل الشتم ليس شتماً، ولا سيما ان كان بلا اختيار، وكان تخطراً فرضياً، فلا ضرر فيه على الاطلاق.

ثم ان قبح الشئ ونجاسته وقذارته هو بسبب النهي الإلهي، حسب مذهب اهل الحق، اهل السنة والجماعة. وحيث أن الامر خاطر فرضي، وتداع خيالي، بلا اختيار ولا رضى، فلا يتعلق به النهى الإلهي، ولهذا فلا يكون الامر قبيحاً ولا قذراً ولا نجساً مهما كان صورةً لقبيح وقذر ونجس.

l لمسألة الثانية:

ثمرة اينعت في مرعى جبل في بارلا، تحت شجرة الصنوبر والقطران أدرجت في كتاب ((الكلمات)).

l المسألة الثالثة:

هذه المسألة والتي بعدها، قسم من الامثلة التي تبين عجز المدنية الحديثة ازاء اعجاز القرآن، والمذكور في ((الكلمة الخامسة والعشرين)). وهما مثالان من الوف الامثلة التي تثبت مدى الظلم والاجحاف في الحقوق المدنية للحضارة الحديثة والتي تخالف احكام القرآن.

ان الحكم القرآني } فللذكر مثلُ حظِّ الانُثيين{ (النساء: 176) محض العدالة وعين الرحمة في الوقت نفسه نعم، ان ذلك الحكم عدالة؛ لأن الرجل الذي ينكح امرأة يتكفل بنفقتها كما هو في الاكثرية المطلقة. أما المرأة فهي تتزوج الرجل وتذهب اليه، وتحمّل نفقتها عليه، فتلافي نقصها في الارث.

ثم ان الحكم القرآني رحمة؛ لأن تلك البنت الضعيفة محتاجة كثيراً الى شفقة والدها وعطفه عليها والى رحمة اخيها ورأفته بها فهي تجد - حسب الحكم القرآني - تلك الشفقة عليها من والدها وعطفه دون ان يكدرها حذر، اذ ينظر اليها والدها نظرة من لا يخشى منها ضرراً، ولا يقول بانها ستكون سبباً في انتقال نصف ثروتي الى الاجانب والاغيار. فلا يشوب تلك الشفقة والعطف الابوي الحذر والقلق.

ثم انها ترى من اخيها رحمة وحماية لا يعكرّها حسد ولا منافسة، اذ لا ينظر اليها اخوها نظر من يجد فيها منافساً له يمكن أن تبدد نصف ثروة ابيهما بوضعها في يد الاجانب. فلايعكر صفو تلك الرحمة والحماية حقد وكدر.

فتلك البنت اللطيفة الرقيقة فطرة، والضعيفة النحيفة خلقة، تفقد في هذه الحالة شيئاً قليلاً في ظاهر الأمر. الاّ انها تكسب - بدلاً منه - ثروة لا تفنى من شفقة الاقارب وعطفهم عليها ورحمتهم بها. والاّ فان اعطاءها نصيباً اكثر مما تستحق بزعم ان ذلك رحمة في حقها ازيد من رحمة الله سبحانه، ليس رحمة بها قط بل ظلم شنيع في حقها، ربما يفتح سبيلاً امام الحرص الوحشي المستولي على النفوس في هذا الزمان لارتكاب ظلم أشنع، يذكّر بالغيرة الوحشية التي كانت مستولية على النفوس في زمن الجاهلية في وأدهم البنات. فالاحكام القرآنية كلها تصدّق - كما يصدّق هذا الحكم - قوله تعالى: } وما ارسلناك الاّ رحمة للعالمين{ (الانبياء:107).

l المسألة الرابعة: قوله تعالى } فلأمّه السُدُس{ (النساء:11).

ان المدنية (وهي بلا ميم) - اي الدنية - كما قد اصبحت سبباً لمثل هذا الظلم (المذكور في المسألة السابقة) في حق البنات باعطائها اكثر مما تستحق، كذلك تقترف ظلماً أدهى وانكى بحق الوالدات وذلك بحرمانهن من حقوقهن.

نعم! ان شفقة الوالدة وحنانها الذي هو ألطف جلوة من رحمته تعالى بل ألذها واجدرها بالاحترام، اسمى واكرم حقيقة من حقائق الوجود.

والوالدة هي بالذات اكرم صديقة عزيزة وارحم مضحية، بل انها تضحي بدنياها وحياتها وراحتها لولدها، بدافع من حنانها وعطفها. حتى ان الدجاجة التي هي في ابسط مراتب الامومة وتحمل بصيصاً من تلك الشفقة، لا تتردد في الهجوم على الكلب والصولة على الاسد دفاعاً عن فراخها، رغم خوفها وجبنها.

فحرمان الوالدة التي تطوي جوانحها على مثل هذه الحقيقة العزيزة والى هذا الحد، من تركة ولدها، ظلم مريع وعمل اجرامي، واهانة بحقها، وكفران نعمة ازاء الحقيقة الجديرة بالتوقير، بحيث يهتز له عرش الرحمة. وفوق ذلك فهو دسّ للسم في الترياق النافع لحياة البشر الاجتماعية. فان لم يُدرك هذا وحوش البشرية الذين يدّعون خدمتها، فان الناس الحقيقيين الكاملين يعلمون ان حكم القرآن الحكيم في قوله تعالى } فلأمه السدس{ عين الحق ومحض العدل.

الباقي هو الباقي

سعيد النورسي
__________________
رفيقك علم الله فلابد ان لا تنسى رفيقك
عبدالرزاق غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المكتوبات للإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي admin المكتبة الاسلامية 1 02-13-2014 12:56 PM


الساعة الآن 03:20 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir