أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الشعاعات - الشعاع الثالث عشر


الشعاع الثالث عشر - ص: 348

الشعاع الثالث عشر

هذا الشعاع عبارة عن رسائل نيّرة في غاية الاهمية، بعث بها الاستاذ النورسي الى طلابه (في السجن) وهي تبين بوضوح تام جهاد رسائل النور الساطع.

باسمه سبحانه
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
اهنئ ليلتكم المباركة التي مرت، ليلة القدر، مع العيد السعيد المقبل، اهنئكم بكل ما املك، واودعكم امانةً الى رحمة الرحمن الرحيم والى وحدانيته جلّ وعلا.
ومع انني لا اراكم بحاجة للسلوان فمضمون "من آمَنَ بالقَدرِ أَمِنَ مِنَ الكَدَرِ" كافٍ ويغني ، الاّ انني اقول:
لقد شاهدت شهود يقين السلوان الكامل الذي يبعثه المعنى الاشاري للآية الكريمة: (واصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّكَ فَإنّكَ بِأعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) (الطور: 48) وذلك:
بينما كنت اتأمل في قضائنا شهر رمضان المبارك براحة وطمأنينة مع نسيان هموم الدنيا، اذا بهذه الحادثة الرهيبة التي لاتطاق، تحل بنا، والتي لم تخطر على بال، فاشهدها شهود عيان انها محض العناية الالهية لي، ولرسائل النور، ولكم ، ولشهر رمضاننا ولإخوتنا.
الشعاع الثالث عشر - ص: 349
وفيما يخصني من فوائدها الكثيرة اذكر بضع فوائد منها فقط:
اولاها:
انها دفعتني الى السعي المتواصل في شهر رمضان بانفعال شديد وجدية صارمة والتجاء قوي وتضرع رقيق، متغلباً على المرض.
ثانيتها:
ان الرغبة كانت شديدة في لقاء كل منكم وقريباً منكم في هذه السنة ايضاً، فقد كنت ارضى بهذه المعاناة والمشقات التي اتحملها ازاء لقاء واحد منكم والمجئ الى "اسبارطة".
ثالثتها:
ان جميع الحالات المؤلمة تتبدل فجأة ودفعة، سواء في "قسطموني" أو في الطريق أو هنا وبصورة غير معتادة وبخلاف رغبتي وتوقعي، بحيث تشاهد ان يد عناية ربانية وراء الاحداث، حتى تجعلنا ننطق بـ: "الخير فيما اختاره الله" وتستقرئ رسائل النور - التي افكر فيها دوماً - حتى الغارقين في الغفلة المتسنمين وظائف دنيوية مرموقة فاتحة ميادين عمل جديدة في ساحات اخرى.
انه ازاء آلام كلٍ منكم وحسراته، المتجمعة عليّ والتي تمسّ عطفي ورقتي اليكم كثيراً، فضلاً عن آلامي، و وقوع هذه المصيبة في شهر رمضان المبارك الذي كل ساعة منه في حكم مائة ساعة، يجعل كل ساعة من تلك الاثوبة المائة بمثابة عشر ساعات من العبادة، حتى يبلغها الالف ساعة من العبادة.
ثم ان الذىن درسوا رسائل النور من امثالكم المخلصين وفهموها حق الفهم، وادركوا ان الدنيا فانية عابرة، وانها ليست الاّ متجر موقت، والذين ضحّوا بكل ما يملكون في سبيل ايمانهم وآخرتهم، واعتقدوا ان المشقات الزائلة التي يعانونها في هذه المدرسة اليوسفية لذائذ دائمة وفوائد خالدة، قد بدّلت - هذه الفوائد - التألم لحالكم والبكاء عليكم النابع من العطف الشديد، الى حالة تهنئة وتقدير لثباتكم، فقلت بدوري: الحمدلله على كل حال سوى الكفر والضلال.
الشعاع الثالث عشر - ص: 350
فأمثال هذه الفوائد التي تخصني، هناك فوائد تخصكم، وتخص اخوتنا، وتخص رسائل النور، وشهرنا المبارك، شهر رمضان، بحيث لو رفع الحجاب، لحملتكم تلك الفوائد على القول: "يارب لك الحمد والشكر، حقاً ان هذا البلاء النازل بنا عناية بحقنا". وانا مطمئن من هذا ومقتنع به.
لاتعاتبوا - يا اخوتي - الذين اصبحوا السبب في وقوع الحادثة. ان هذه الخطة الرهيبة الواسعة قد حيكت منذ مدة مديدة، الاّ انها جاءت مخففة معنى وستزول بسرعة بإذن الله فلا تتألموا بل استرشدوا بالآية الكريمة:
(وَعَسَى أنْ تََكْرَهُوا شَيئاً وَهُوَ خَيرٌ لَكُمْ) (البقرة: 216).
سعيد النورسي
* * *

اخوتي الاعزاء!
انني محظوظ جداً لوجودي بقربكم، واخاطب احياناً خيالكم فأجد السلوان. اعلموا انه لو كان من المستطاع لتحملت جميع مشاقكم وضيقكم، وبكل فخر وسرور.
فانا احب لأجلكم "اسبارطة" وحواليها بترابها وحجرها، حتى انني اقول، وسأقوله في المحافل االرسمية: لو عاقبني مسؤولو الدولة في "اسبارطة" وبرّأتني ولاية اخرى لفضلت هذه المدينة ايضاً.
نعم، اننى من اسبارطة بثلاث جهات رغم اني لا استطيع الاثبات تاريخياً، ولكن لى القناعة بأن أصل (سعيد) المولود في ناحية "اسباريت" 1 قد رحل من هنا.
وكذا فان ولاية اسبارطة قد وهبت لى من الاخوة الصادقين ما يجعلنى لا اضحى لأجل كل منهم بـ(عبد المجيد) وبـ(عبد الرحمن) بل اضحي بسعيد وبكل امتنان ورضى.

_____________________
1 ناحية تقع بقربها قرية "نورس" حيث مسقط رأس الاستاذ النورسى.- المترجم.

الشعاع الثالث عشر - ص: 351
انني اعتقد انه ليس هناك على الكرة الارضية - حالياً - من يعاني من الضيق قلباً وروحاً وفكراً اقل من طلاب النور، لأن قلوبهم وارواحهم وعقولهم لا تعاني الضيق بفضل انوار الايمان التحقيقي. اما المصاعب المادية والمشقات الدنيوية فهم يقابلونها بصدور ملؤها الشكر والصبر لما تعلّموه من رسائل النور انها عابرة تافهة، حاملة للثواب ووسيلة لانفتاح مجال عمل لخدمة الايمان وتوسعها.. فهم يثبتون باحوالهم ان الايمان التحقيقي هو مبعث السعادة حتى في دار الدنيا.
نعم، انهم يسعون بجد لتحويل هذه المشقات الفانية الى رحمات باقية، قائلين:
لنر المولى ماذا يفعل، انما يفعله هو الاجمل.
نسأل الله الرحمن الرحيم ان يكثر من امثال اولئك ويجعلهم مدارشرف هذه البلاد واعتزازها وسعادتها ويرزقهم السعادة الابدية في جنة الفردوس. آمين.
سعيد النورسي
* * *
اخوتي الاعزاء الصادقين!
ان نزول هذا القضاء الإلهي بنا - من زاوية عدالة القدر - ناشئ من ميل عدد من طلاب النور الجدد الى كسب امور دنيوية ايضاً برسائل النور، مما لاينسجم مع سر الاخلاص؛ لذا وجدوا انفسهم امام نفعيين دنيويين، منافسين لهم.
ان الحصول على رسالة كُتب اصلها قبل خمس وعشرين سنة (اي الشعاع الخامس) في مكان بعيد، والتي لم احصل عليها الاّ مرة أو مرتين خلال ثماني سنوات، وضُيّعت في الوقت نفسه دفع اشباه العلماء الى تقلّد طور المنافس، فبثوا الاوهام والشكوك في صفوف دوائر العدل.
وفي الوقت نفسه فقد انعكس خبر طبع رسالة "الآية الكبرى" بالحروف الجديدة مع عدم موافقتي، بدلاً من رسالة "مفتاح الايمان" 1 التي كنت ارغب في طبعها، ووصول نسخٍ منها الى هنا، انعكس - هذا الخبر - على الدوائر الحكومية، فالتبست عليهم احدى المسألتين بالاخرى.
_____________________
1 كتيب يضم مستلات من كليات رسائل النور.- المترجم.

الشعاع الثالث عشر - ص: 352
فكأن "الشعاع الخامس" قد طبع، خلافاً للقوانين المدنية، مما استهول ذلك ارباب الاغراض الشخصية واستعظموه جاعلين من الحبة مائة قبة. حتى زجّونا ظلماً وعدواناً في هذا المعتكف.
اما القدر الإلهي فقد ساقنا الى هنا لنكسب به منافع. فلقد اكسبنا ثواباً عظيماً اكثر مما كان يغنمه الزهاد المنزوون في معتكفاتهم الاختيارية. ودعانا القدر الإلهي الى المدرسة اليوسفية مرة اخرى ليعلّمنا درس الاخلاص تعليماً تاماً وليقوّم علاقاتنا واواصرنا مع الدنيا التي هي تافهة حقاً.
اننا نقول ازاء شكوك اهل الدنيا واوهامهم:
ان "الشعاع السابع" من اوله الى اخره بحث في الايمان، فلقد إلتبس عليكم الامر وانخدعتم. وان "الشعاع الخامس" يختلف عنه كلياً وهو رسالة خاصة وسرية للغاية حتى لم يعثر عليها عندنا رغم التحريات الدقيقة. وان اصل هذه الرسالة قد كتب قبل عشرين سنة فنحن لا نرضى بطبعها وحدها بل ولا باراءتها ايضاً الى اى احد كان في الوقت الحاضر. فهي رسالة تخبر عن احداث مستقبلية، وقد صدّقها الواقع هناك، وهي لا تتحدى أحداً.
* * *
باسمه سبحانه
مع تهنئتي لكم بعيدكم السعيد مرة اخرى، اقول: لاتتأسفوا على عدم اللقاء فيما بيننا لقاءً ظاهرياً، فنحن في الحقيقة معاً دائماً. وستدوم هذه المعية في طريق الابد باذن الله. وانني على قناعة من ان الاثوبة الابدية التى تكسبونها في عملكم في سبيل الايمان والفضائل والمزايا الروحية والمباهج القلبية التي تحصلون عليها تزيل الغموم والضجر التي تنتابكم موقتاً في الوقت الحاضر.
نعم، انه لم يحصل لحد الان نظير طلاب النور بمعاناتهم اقل مشاق في سبيل اعظم عمل مقدس. نعم ان الجنة غالية ليست رخيصة، وان انقاذ الايمان من قبضة
الشعاع الثالث عشر - ص: 353
الكفر المطلق الذي يمحي الحياتين معاً له اهميته البالغة في هذا الوقت، وحتى لو وقع شئ من المشاق، فينبغي ان يجابه بالشوق والشكر والصبر، اذ لما كان خالقنا الذي يستخدمنا في هذه الخدمة ويدفعنا اليها، رحيم وحكيم. فعلينا اذن ان نستقبل كل مصيبة تنزل بنا بالرضى والسرور والالتجاء الى رحمته تعالى والاطمئنان الى حكمته.
ان احد اخواننا الابطال قد تحمل المسؤولية الكاملة المترتبة عل طبع رسالة " الآية الكبرى". انه اظهر حقاً انه اهل للفضيلة والشرف الاخروي الرفيع، باستنساخه للحزب القرآني 1 والحزب النوري 2 ، لقد ابكتني حالته بكاءً ممزوجاً بسرور عميق.
فلقد جلب الشعاع السابع "الآية الكبرى" الانظار اليها، اذ المصادرة الحالية الموقتة تنطوي على حكمة تهيئة مجالات وفتوحات لائقة بها في المستقبل. فنحن نأمل من رحمته تعالى الاّ يضيع خدمات ومصاريف اخينا المذكور ورفقائه بل يجعلها ساطعة منورة. ان الذي يدخلكم جميعاً ضمن ادعيته الواردة بصيغة المتكلم مع الغير، امثال: اجرنا وارحمنا واحفظنا، دون استثناء احد منكم، ويسعى على وفق دستورنا "الاشتراك المعنوى" الذى هو بمثابة اجساد كثيرة وروح واحدة، ويتألم اكثر من آلامكم ومقاساتكم، وينتظر الهمة والعون والثبات والمتانة والشفاعة من شخصكم المعنوي هو:
اخوكم
سعيد النورسي
* * *
اخي العزيز الصادق السيد رأفت!
ان اسئلتكم المتسمة بالعلم، قد اصبحت مفاتيح لحقائق جليلة من مجموعة "المكتوبات" لكليات رسائل النور، لذا لا اقف غير مكترث باسئلتكم. فالجواب المختصر لهذا السؤال هو:
_____________________
1 الحزب القرآني: عبارة عن مجموعة آيات مختارة من سور القرآن الكريم والتى تعمق الايمان وتخص التفكر الايماني فى الكون. المترجم.
2 الحزب النورى: عبارة عن خلاصة تأملات فكرية، كتبها الاستاذ النورسى باللغة العربية وسينشر باذن الله مع "الملاحق". المترجم.

الشعاع الثالث عشر - ص: 354
لما كان القرآن الكريم خطبة ازلية، يخاطب طبقات البشر كافة وطوائف اصحاب العبادة كافة، فلا بد ان يكون له من معانٍ متعددة على وفق مداركهم، وان يتضمن معناه الكلي مراتب كثيرة. وقد يفضل بعض المفسرين المعنى الاعم فحسب، أو المعنى الصريح وحده، أو الواجب فقط، أو المعنى الذى يفيد سنة مؤكدة. فمثلاًَ: يذكر ان قوله تعالى (وَمِنَ الّليْلِ فَسَبِّحْهُ) (الطور: 49) يبين ركعتي صلاة التهجد التي هي سنة نبوية مهمة، واستخلص من قوله تعالى (وإدْبَارَ النَجُوم) (الطور: 49) انها سنة الفجر المؤكدة.
والحال ان المعنى الاول له افراد كثيرة جداً فضلاً عن ذلك المعنى.
اخي! ان المحاورة معك لم تنقطع.
* * *
اخوتي الاعزاء الاوفياء:
ادّيت الآن صلاة الظهر، ووردتم بخاطري في اثناء الاذكار، بأن كلاً منكم يحزن لتفكره بنفسه وبأحوال أقاربه الساكنين معه. وفجأة ورد الى القلب:
ان الذين آثروا آخرتهم على دنياهم في السابق قد انزووا في مغارات وصوامع انقاذاً لأنفسهم من آثام الحياة الاجتماعية. وذلك سعياً لكسب الآخرة سعياً خالصاً، وقد قضوا حياتهم في المداومة على الرياضة الروحية.. اقول لو كان اولئك في هذا الزمان لكانوا طلاباً لرسائل النور.
فلاشك ان هؤلاء - وهم تحت هذه الظروف الحالية - محتاجون اكثر من اولئك بعشر مرات، ويغنمون من الفضائل والمزايا اكثر منهم بعشر مرات، و ينعمون بالاطمئنان اكثر منهم بعشر درجات.
* * *
الشعاع الثالث عشر - ص: 355
اخوتي الاعزاء الميامين!
سلام وافر كثير.. لقد كنا في مدينتنا سابقاً نقرأ سورة "الاخلاص" الف مرة يوم عرفة، ولكني الآن استطيع قراءتها خمسمائة مرة قبل يوم عرفة بيوم وخمسمائة مرة يوم عرفة. فمن يستطع منكم ان يقرأها كلها مرة واحدة فليفعل. وعلى الرغم من انني لا التقي معكم ولا بواحد منكم ولكنني في اغلب الاوقات استطيع رؤية كل منكم والتقيه لقاءً خاصاً ضمن الدعاء واحياناً بإسمه.
* * *

اخوتي الاعزاء!
لقد تألمت في اذكار صلاة الفجر اليوم على حال (الحافظ توفيق) 1، اذ خطر لي انه يعاني للمرة الثانية المشاق والعنت. ولكن خطر بالبال فجأة: هنّئه! انه كان يرغب في ان يسحب نفسه قليلاً عن المقام العظيم لرسائل النور ويتخلف عن كسب حظها العظيم لأجل حذر لانفع فيه. بيد ان قدسية عمله وعظمته، وفّقته ايضاً لإغتنام تلك الحصة العظيمة وذلك الثواب الجزيل. نعم، ينبغي عدم التخلف عن مثل هذا الشرف المعنوي الرفيع لأجل تعب قليل وضيق عابر.
نعم يا اخوتي! لما كان كل شئ عابراً زائلاً، إن كان لذة ومتعة، تذهب دون جدوى وتخلف حسرة وأسفاً. بينما يدع فوائد جليلة دنيوية واخروية إن كان تعباً وضيقاً، من حيث زاوية نظر الخدمة المقدسة. حيث تنطوى على فوائد لذيذة حلوة تزيل تلك المشقات. فانى اطمئنكم باننى راضٍ عن حالي واتحلى بالصبر الجميل والشكر الكامل على الرغم من انني اكبركم سناً - سوى واحد منكم - واكثركم معاناة ومشقات . وما الشكر على المصيبة الاّ لأجل الثواب الذي فيها، ولفوائدها الاخروية والدنيوية.
* * *
_____________________
1 الحافظ توفيق: (1887 - 1965م) من اوائل طلاب النور وكتابها، لقب بالحافظ لحفظه القرآن الكريم وبالشامي لطول بقائه بالشام بصحبة والده الذى كان ضابطاً هناك، وهو المشهود له بالصلاح والعلم والتقوى، لازم الاستاذ فى بارلا وفي سجون اسكى شهر ودنيزلي. تغمده الله برحمته. المترجم.

الشعاع الثالث عشر - ص: 356
اخوتي الاعزاء!
ان موانع كانت تحول دون اتمام مسائل رسالة " الثمرة". احدها البرد الشديد، والآخر: اندهاش الماسونيين من قوتها. ولكن بزوال تلك الموانع سيُباشر بها باذن الله. انني افكر جانبَ القدر الالهي في هذه المصيبة التي حلت بنا ، فاجد مصاعبي تتلاشى وتتحول الى رحمة إلهية.
نعم! كما هو موضح في "رساله القدر" ان في كل حادثة سببين اثنين:
الاول : سبب ظاهري، يحكم الناس على وفقه، وكثيراً ما يظلمون.
والآخر: سبب حقيقي،يقضي القدر الالهي على وفقه، فيعدل - تحت ظلم البشر- في الحادثة نفسها.
مثال ذلك : يلقى احد الاشخاص في السجن بتهمة سرقة لم يرتكبها. ولكن يقضي القدر الإلهي عليه بسجنه لجناية له خفية، فيعدل من خلال ظلم البشر نفسه.
ففي قضيتنا هذه، والامتحان العسير الذي دخلنا فيه لاجل تمييز الالماس من قطع زجاجية تافهة، وفرز الصدّيقين الفدائيين من المترددين المرتابين، وتمحيص الخالصين المخلصين ممن لايدعون انانيتهم ومصالحهم الشخصية.. هذا الامتحان العسير الذي دخلناه ينطوي على سببين:
الأول: خدمة الدين خدمة فائقة، من خلال تساند وترابط واخلاص قوي ، حتى أثار حفيظة اهل الدنيا والسياسة، وقد نظر البشر الى هذا السبب فظلمَنا.
الثاني: لمّا لم يبين كل منا اخلاصاً تاماً، ولا أظهر تسانداً كاملاً ولا اهلية تستحقها الخدمة المقدسة، نظر القدر الإلهي الى هذا السبب، وعدل في حقنا.
فهذا القدر الإلهي هو رحمة إلهية بحقنا في عين العدالة نفسها. اذ جمع في مجلس واحد اخوة مشتاق بعضهم الى بعض وبدّل المصاعب الى عبادات، وحوّل الاموال الضائعة الى صدقات، واستقطب الانظار الى الرسائل المستنسخة. وافهمنا ان اموال الدنيا واولادها، وراحة الانسان فيها امور مؤقتة زائلة، وانه سيدعها حتماً تمضي الى التراب، فلا داعي لان يفسد آخرته لاجلها، بل ليتعود على الصبر
الشعاع الثالث عشر - ص: 357
والتحمل، وان يكون قدوة حسنة ورائداً بطلاً بل اماماً لاخوانه في المستقبل.. وما شابهها من النواحي الاخرى التي كلها رحمة إلهية محضة.
بيد ان هناك جهة واحدة فقط تشغل فكري وهي:
ان القلب والروح سينشغلان بجروح ما المّ بنا من مصاعب ومضايقات في حياتنا التي دخلناها والتي هي بحكم الضرورة، مثلما يترك العقل والقلب والعين وظائفها المهمة اذا ما جرح اصبع من الانسان، فتنشغل تلك الجوارح بذلك الجرح.
حتى ان تلك الحالة ساقتني فكراً الى مجلس الماسونيين مع انه كان من الضروري نسيان الدنيا في ذلك الوقت. واشغلت فكرى بانزال صفعات التأديب بهم. وقد وجدت السلوان في احتمال ان يقبل سبحانه وتعالى هذه الحالة، حالة الغفلة، نوعاً من جهاد فكري.
لقد تسلمت سلام الاخ (علي كول) شقيق (الحافظ محمد) المعلم القدير لرسائل النور.
وانا بدوري ارسل الف سلام ودعاء اليه والى جميع اخوته، والى جميع اهالي قرية "ساو" 1 احياءً وامواتاً.
* * *
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشعاعات - الشعاع السابع عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 8 04-06-2011 03:13 PM
الشعاعات - الشعاع السادس عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-06-2011 02:55 PM
الشعاعات - الشعاع الخامس عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-06-2011 02:51 PM
الشعاعات - الشعاع الرابع عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 2 04-06-2011 02:45 PM
الشعاعات - الشعاع الثالث عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 1 04-06-2011 02:38 PM


الساعة الآن 05:53 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir