أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد،يُحيي ويُميت،وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شئ قدير           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-2014
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 120


وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ
(120)
قولُهُ ـ تعالى شأنُهُ: {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ} وَخَرَّ السَّحَرَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ سَاجِدِينَ للهِ إِيمَاناً بِهِ، وَاعْتِذَاراً عَمَّا كَانَ مِنْهُمْ مِنْ سِحْرٍ أَرَادُوا بِهِ مُعَارَضَةَ آيَاتِ اللهِ، كأنما ألقاهم على الأرض مُلْقٍ لسرعة خرورهم، لما رأَوْا مِنْ عظيمِ القُدرةِ، وما تَيَقَّنوا بِهِ نُبوَّةَ موسى، فآمنوا بقلوبهم واستعظموا ما رأوا من عجيب قدرة الله وبهروا بالمعجزة التي أَيَّدَ اللهُ تعالى بها نبيَّه موسى ـ عليه السلامٌ ـ و هيمن عليهم الفزعُ من عظيم قدرةِ الله تَعالى فخرُّوا سُجداً له ـ سبحانَه وتعالى ـ طارحين نفوسهم على الأرض، والسجودُ هيئةٌ خاصَّةٌ لإلْقاءِ المرءِ نفسِهِ على الأرضِ يُقصَدُ منها الإفراطُ في التعظيمِ، وسُجودُهم هذا كان لله الذي عَرَفوهُ حينئذٍ بِظُهورِ مُعجزةِ موسى ـ عليه السلامُ.
قال قَتادةُ: كانوا أَوَّلَ النَهارِ كُفَّاراً سَحَرَة؛ وفي آخرِهِ شهداءَ بَرَرَة. وقال ابنُ عباسٍ ـ رضي اللهُ تعالى عنهما: كانتِ السَحَرَةُ سبعين رَجُلاً أَصْبَحوا سَحَرَةً وأَمْسَوا شُهداء.
والإلقاءُ: مُستعملٌ هنا في التعبير عن سرعةِ الهَوْيِ إلى الأرضِ، أيْ: لم يَملُكوا أَنْفُسَهم فسَجَدوا بدون تَرَيُّثٍ ولا تَرَدُّدٍ. وكان هذا خاصًّا بهم دونَ بقيَّةِ الحاضرين، وفي سُجودِهم قولان: أَوَّلُهُما: أَنهم سَجَدوا لمِوسى تَسْلِيماً لَهُ وإيماناً بِهِ. وثانيهما: أنهم سَجَدوا للهِ إقراراً بربوبِيَّتِه، لأنهم قَالُوا بعد ذلك: {آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} الآية: 121.
وفي سببِ سُجودِهم قولان أيْضاً: أحدُهما: أنَّ اللهَ أَلهَمَهم ذلك وحَمَلَهم عليهِ لُطفاً بهم، فالمُلْقي هو الله تعالى، بإلهامِهِ لهم حتّى يَنْكَسِرَ فِرعوْنُ بالذين أَرادَ يهم كَسْرَ موسى ـ عليه السلامُ ـ ويَنقلِبَ الأمرُ عليه، ويُحتَمَلُ أنْ يَكونَ الكلامُ جارياً مجرى التمثيلِ مُبالَغَةً في سُرعةِ خُرورِهم وشدته، ويجوزُ أَنْ يكونَ التعبيرُ بذلك مُشاكَلَةً لما مَعَهُ مِنَ الإلقاء، (أَلْقَوا فأُلْقُوا). والثاني: أنَّ موسى وهارون سَجَدا شُكراً للهِ عندَ ظهورِ الحَقِّ على الباطلِ فاقتَدَوا بهما في السُجودِ للهِ طاعةً. يُروى أَنَّ اجتماعَ القومِ كان
بالإسكندريَّة.
قوله تعالى: {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ} أُلْقيَ: بُنيَ فِعلُ الإلقاءِ للمَجهولِ لِظُهورِ الفاعِلِ، وهو أَنْفُسُهم، والتقديرُ: وأَلْقى السَحَرَةُ أَنْفُسَهم على الأرضِ. فلذلك جِيءَ بالاسْمِ الظاهر "السَحَرةُ" دون الضميرِ لِئَلاَّ يَلْتَبِسَ بالضَميرِ الذي قبلَهُ الذي هو شاملٌ للسَحَرَةِ وغيرِهم. فلمَّا كان الضميرُ قبلُ مشتركاً جُرِّدَ المؤمنون، وأُفرِدوا بالذِكر.
وقولُهُ: {سَاجِدِينَ} حالٌ مِنَ "السَحَرَةِ" منصوبٌ وعلامة نصبِه الياءُ لأنّه جمعٌ مذكَّرٌ سالمٌ، والنونُ عِوَضاً عن التنوينِ في الاسم المفرد..
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 174 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 12-05-2014 01:28 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 98 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-22-2014 03:38 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:46 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:41 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 96 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:33 AM


الساعة الآن 03:20 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir