أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعملت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
قديم 10-28-2014
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 139

إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(139)
قولُهُ ـ تَبارَكَتْ أَسماؤهُ: {إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ} أَخْرَجَ الطَبَرِيُّ وابنُ أبي حاتمٍ بسندهما عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما ـ في قولِهِ: {إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ} قال: (خسْرانٌ). الطَبري: برقم: 15061، وابْنُ أَبي حاتمٍ: برقم: 8908. كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة.
أي قَالَ لَهُمْ مُوسَى ـ عليه السلامُ: إِنَّ هَؤُلاَءِ الذِينَ يَعْبُدُونَ الأَصْنَامَ مَقْضِيٌّ عَلَى مَا هُمْ فِيهِ بِالتَتْبير، والمتبَّرُ كلُّ شيءٍ جَعَلْتَه مُكَسَّراً مُفتَّتاً ومنْه قيلَ تِبْرُ الزُجاجِ، وتِبْرُ الذَهَبِ لِمُكَسَّرِهِ، فالتِّبْرُ: الهلاكُ، والتبرُ: كِسارَةُ الذَهَبِ، لِتَهالُكِ الناسِ عَلَيْهِا. والمتَبَّرُ كذلك: المُدَمَّرُ، والتَبَارُ بِفَتْح التاءِ الهلاكُ، قالَ تعالى على لسانِ نبيِّهِ نوحٍ ـ عليه السلامُ: {وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً} سورةُ نوحٍ، الآية: 28. ويُقالُ تَبَرَ الشيءَ، ك "ضَرَبَ" و "تَبِرَ" ك "تَعِبَ". وتَبَّرَهُ تَضعيفٌ للتَعْدِيَتِهِ، أيْ أَهْلَكَهُ. والتَتَبِيرُ مُستعارٌ هُنا لِفَسادِ الحالِ، فَيَبْقى اسْمُ المَفعولِ على حَقيقَتِهِ في أَنَّهُ وَصْفٌ للمَوْصوفِ بِهِ في زَمَنِ الحالِ. ويجوزُ أَنْ يَكونَ التَتْبيرُ مُسْتَعاراً لِسُوءِ العاقِبَةِ، شَبَّهَ حالَهم المزخْرَف ظاهرُهُ بحالِ الشيءِ البَهيجِ الآيِلِ إلى الدَمارِ والتكَسيرِ، فيكونُ اسْمُ المفعولِ مجازاً في الاسْتِقْبالِ، أَيْ: هو صائرٌ إلى السُوءِ. وقد جاءتْ هذِه الآيةُ الكريمةُ بمعنى التعليلِ لِمَضْمونِ جملة: {إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} من الآيةِ التي قبلها، ولذلك فُصِلَتْ عَنْها، وقدْ أُكِدَتْ ب "إنَّ" وجُعِلَتْ اسميَّةً لمثلِ الأَغْراضِ التي ذُكِرَتْ في أُخْتِها، وقدْ عُرِفَ المُسْنَدُ إليْه باسمِ الإشارَةِ "هؤلاء" لِتَمييزِهم بِتِلْكَ الحالَةِ التي هُمْ مُتَلَبِّسونَ بها أَكْمَلَ تمييزٍ، وللتنبيهِ على أَنهم أَحْرياءُ بما يَرِدُ بَعْدَ اسْمِ الإشارةِ مِنَ الأوْصافِ، وهي كونُهم مُتَبَّراً أَمْرُهُم، وباطلاً عَمَلُهم، وقُدِّمَ المُسْنَدُ وهو "مُتَبَّرٌ" على المُسْنَدِ إليْهِ وهو "مَا هُمْ فِيهِ" لِيُفيدَ تخصيصَه بالمُسْنَدِ إليْهِ، أيْ: هُمُ المُعَرَّضونَ للتَبارِ، وأَنَّهُ لا يَعْدُوهُمُ البَتَّةَ، وأَنَّهُ لهمْ ضَرْبَةُ لازِبٍ، ولا يَصِحُّ أَنْ يُجْعَلَ "مُتَبَّرٌ" مُسْنَداً إليهِ لأنَّ المقصودَ بالإخبارِ هُو ما هُمْ فيهِ.
وقولُه: {مَا هُمْ فِيهِ} أي حالهم وما هم عليه من عِبادةِ الأَصْنامِ وما يتبعُها مِنْ ضَلالاتٍ وسيئاتٍ، ولذلك اخْتِيرَ لها الموْصولُ "ما" وصِلتُه "هم" لأنَّها تحيطُ بأَحوالهمُ التي لا يحيطُ بها المُتَكَلِّمُ ولا المُخاطَبُ. والظَرْفِيَّةُ "فِيهِ" مجازِيَّةٌ مُسْتَعارَةٌ للمُلابَسَةِ، تَشْبيهاً للتَلَبُّسِ باحْتِواءِ الظَرْفِ على المَظْروفِ.
قولُه: {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} باطلٌ: أي: زَائِلٌ، "مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" مِنْ عِبَادَةِ غَيْرِ اللهِ. والباطلُ: اسْمٌ لما هُوَ ضِدُّ الحقِّ، فالإخْبارُ بِهِ كالإخبارِ بالمَصْدَرِ يُفيدُ المُبالغةَ في بُطلانِهِ، لأنَّ المَقامَ هنا مَقام توبيخٍ ومُبالَغَةٍ في الإنْكارِ. و "يَعْملونَ" أَيْ يَقولونَ ويفعلون: فالقولُ والفِعْلُ مَعاً هما "عمل". قالَ تعالى في سورة الصفِّ: {يا أيها الذين آمنوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ} الصف: 2.فالأَحْداثُ إمَّا فِعْلٌ أَوْ قولٌ، والقولُ: من عملِ اللِّسانِ، والفِعْلُ: لبَقِيَّةِ الجَوارِحِ، وكلُّ الأَحداثِ ناشئةٌ عَنْ قولٍ أَوْ عَنْ فِعْلٍ، والعملُ هو اقترانُ القولِ بالفِعل. وقولُ الحقِّ تعالى: "وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" أيْ: إنَّ الأَصْنامَ التي كانوا يَصْنَعونَها بأيديهم ويَعبُدونَها بألسنتهم، كانت تقوم على أقوالٍ وأَفعالٍ، بأنْ ينادوها متوجهين إليها بحاجاتهم قائلين: يا هُبَلٍ، يا كذا يا كذا، إلى غير ذلك من أسماء كانوا هم الذين سموها بها، وكانوا يَقِفونَ أَمامَها بذلٍّ وصَغارٍ فالعَمَلُ إذاً يَشْمَلُ القولَ والفعل.
قولُه تعالى: {إِنَّ هؤلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ} هؤلاء: إشارةٌ لمَنْ عَكَفوا على الأصنام، اسمٌ ل "إنَّ"، و "مُتَبَّرٌ" إمّا أَنْ يَكونَ خبراً لِ "إنَّ" وتكونُ "ما" اسماً موصولاً بمعنى الذي، وتكون الجملةُ الاسميَّةُ "هُمْ فيهِ" صلةً لَهُ وعائداً، وهذا الموصولُ مرفوعٌ باسْمِ المَفعولِ، فيكونُ قد أَخْبَرْتَ بمفرَدٍ رَفَعَتَ بِهِ شيئاً. وإمَّا أَنْ يَكونَ الموصولُ مُبْتَدأً، و "مُتَبَّرٌ" خبرُه قُدِّمَ عليِه، والتقديرُ: (إنَّ هؤلاءِ ما هم فيه متبَّرٌ) والجُملةُ خَبرٌ لِ "إنَّ". والوجهُ الأوَّلُ أَوْجهُ. لأنَّ الأصلَ في الأخبارِ أَنْ تَكونَ مُفرَدَةً، فما أَمْكَنَ فيها ذَلكَ لا يُعْدَلُ عَنْه. والقولُ في "وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ" كالقولِ في "مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ" مِنْ حيثُ جَوازَ الوَجْهَين.
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 174 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 12-05-2014 01:28 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 98 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-22-2014 03:38 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:46 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:41 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 96 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:33 AM


الساعة الآن 06:21 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir