* كان النبي يطلب من السيدة عائشة وهو معها في الفراش أن تدعه يقوم لربه ساعة فتقول له السيدة عائشة أحب قربك وأؤثر هواك فيقوم عليه الصلاة والسلام يصلي والسيدة عائشة بينه وبين القبلة ورجليها باتجاه القبلة فإذا أراد أن يسجد غمز السيدة عائشة فتضم قدماها حتى يسجد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا قام من سجوده أطلقت السيدة عائشة قدماها.
* تقول السيدة عائشة كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم في إناء واحد أنا أقول له دع لي وهو يقول لي دعي لي.
* وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسهر الليالي يسمع لما تريد أن تقوله السيدة عائشة. ففي أحد أحاديث السيدة عائشة الطويلة جدا كانت تخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قصة أحد عشر إمراة الى أن وصلت الى آخر إمراة وتدعى أم زرع وتقول السيدة عائشة بأن أبا زرع كان يحب أم زرع كثيرا ولكنه تغير فطلق أم زرع فحزنت وتأثرت السيدة عائشة فلاحظ النبي صلى الل عليه وسلم تأثر السيدة عائشة فقال لها عليه الصلاة والسلام: كنت لك كأبا زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك .
* أما عن عيشة النبي صلى الله عليه وسلم فكانت ضيقة حيث تقول السيدة عائشة :كان يمر الهلال ثم الهلال ثم الهلال ولا يوقد في بيت رسول الله نار. فسألها عروة بن الزبير: فكيف كنتم تعيشون؟ فردت السيدة عائشة: كنا نعيش على الأسودان التمر والماء غير أن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعض جيران من الأنصار يجلبون له اللبن. أما عندما تغير الوضع المادي للأمة الإسلامية وزاردت الأموال, طلبت نساء النبي منه أن يوسع عليهن حتى أثقلن عليه, فبدأ النبي صلى الله علهي وسلم يبتعد عن زوجاته الى أن نزلت آية التخيير"يا أيها النبي قل لأزواجك إن كتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن الله ورسول والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما"(آية 28,سورة الأحزاب ). فلما نزلت هذه الآية بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يخير زوجاته وبدأ بالسيدة عائشة فدخل عليها وقال لها:يا عائشة إني أعرض عليك أمرا فلا تعجلي وأستأمري أبويك ثم تلا عليها آية التخيير, فنظرت السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله وفي ذلك أستأمر أبوي؟ بل يا رسول الله أختار الله ورسوله والدار الآخرة ففرح النبي صلى الله عليه وسلم بها.
السيدة عائشة في اللحظات الأخيرة مع النبي صلى الله عليه وسلم:
عند إقتراب أجل النبي, سأل زوجاته أي ليلة هذه؟ فكانت ليلة السيدة ميمونة فقال: إجمعوا لي زوجاتي فاجتمعن فقال لهن: أتأذن أن أمرض في بيت عائشة؟ فقلن أذن لك يا رسول الله. فحمل كل من علي بن أبي طالب والفضل بن العباس النبي صلى الله عليه وسلم الى بيت السيدة عائشة فدخل بيت السيدة عائشة وهو يتصبب عرقا حيث تقول السيدة عائشة كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: لا إله إلا الله إن للموت لسكرات فكانت السيدة عائشة تأخذ بيد النبي وتمسح بها على وجهه صلى الله عليه وسلم لأن يد النبي أطيب وأكرم من يدها. في اللحظات الأخيرة من وفاة النبي دخل أخ السيدة عائشة عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي ومعه سواك فنظر النبي الى السواك فعرفت السيدة عائشة أن النبي يريد أن يستاك ليلقى ربه بفم طاهر فأخذت السيدة عائشة السواك من عبد الرحمن وأعطته للنبي فما إستطاع النبي أن يستاك فأخذت السيدة عائشة السواك من النبي صلى الله عليه وسلم ووضعته في فمها لتلينه للنبي صلى الله عليه وسلم ثم أعطته للرسول صلى للنبي صلى الله عليه وسلم فاستاك به الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت تقول السيدة عائشة:كان من نعمة الله علي أن جعل آخر ما يدخل في جوف النبي هو ريقي. ثم طلب النبي من كل من في الغرفة أن يخرجوا ما عدا السيدة عائشة فكانت اللحظات الآخيرة مع السيدة عائشة حيث أنها تروي لحظات وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم وتقول: وإذا بالنبي يرفع يده للسماء ويقول بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى فعرفت السيدة عائشة أنه يخير وأن ملك الموت بالموت فما كان إلا أن دخل جبريل وألقى السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام فقال له جبريل يستأذن عليك ملك الموت أن يدخل عليك وما إستأذن على أحد من قبلك ولن يستأذن على أحد من بعدك, فأذن له النبي. فدخل ملك الموت وألقى السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه النبي السلام. فقال ملك الموت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن الله أرسلني كي أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين لقاء الله عز وجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل الرفيق الأعلى. فوقف ملك الموت على رأس النبي وقلل: أيتها الروح الطيبة روح محمد بن عبد الله أخرجي الى رضا من الله ورضوان ورب راض غير غضبان فتقول السيدة عائشة فسقطت يد النبي وثقلت رأس النبي في صدري فعرفت السيدة عائشة أنه مات فلم تدر ما تفعل فما كان منها إلا أن فتحت باب حجرتها ودخلت على الناس في المسجد وقالت مات رسول الله مات رسول الله فانفجر المسجد بالبكاء. توفى النبي صلى الله عليه وسلم وعمر السيدة عائشة ثمانية عشر عاما وعاشت السيدة عائشة سبع وأربعين عاما بعد وفاة النبي تنشر العلم.
صفات السيدة عائشة:
علم السيدة عائشة:
إن السيدة عائشة تعتبر أكثر من روى عن النبي وحجتنا في ذلك أنه بالرغم من أن عدد الأحاديث التي روتها السيدة عائشة لا تتجاوز الألفان ومائتان وخمسين حديثا من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أحايث السيدة عائشة كانت قد سمعتها مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم فهي منقولة عن النبي مباشرة وتفردت بأحاديث كانت قد روتها السيدة عائشة فقط. ومن علم السيدة عائشة أنها فتحت أول مدرسة لتعليم الفقه والحديث في الإسلام. بلغ عدد من روى عن السيدة عائشة الى مائة ومنهم عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمر وأبو هريرة وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وأم الحسن البصري. وكانت السيدة عائشة من نقل السنة العملية للمسليمن فكانت تبين للمسلمين كيف كان النبي يتوضأ. وكان الفضل للسيدة عائشة في التيمم حيث كانت في سفر مع الرسول والصحابة فتأخروا ولم يعد معهم ماء للتوضأ فسألت السيدة عائشة النبي ماذا تفعل فنزلت آية التيمم حتى قيل والله ما هذه أول بركات آل أبو بكرعلينا. بل أن السيدة عائشة كانت تصحح للصحابة أمور كثيرة, حتى أن أبو موسى الأشعري قال: كان يستعصي علينا أمر من أمور الإسلام فنجد عند السيدة عائشة العلم. وقال عروة بن الزبير للسيدة عائشة: يا أماه والله ما أعجب من علمك في الأنساب أقول بنت أبي بكر ولا أعجب من علمك في الدين أقول علمك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعجب من علمك بالشعر ولكن الذي أعجب منه علمك بالطب فمن أن لك بالطب يا أماه؟ فردت عليه السيدة عائشة: كان رسول الله في آخر عمره يمرض كثيرا وكانت وفود العرب تأتينا وتعطينا الوصفات للنبي صلى الله عليه وسلم فتعلمت الطب من ذلك . و قيل عن السيدة عائشة أنها أكثر الناس علما بالحلال والحرم والفرائض والنوافل.
فصاحة السيدة عائشة:
يقول معاوية بن أبي سفيان: أفصح العرب عائشة. ويقول أبو موسى الأشعري: لقد رأيت أبو بكر وهو يخطب ورأيت عمر وهو يخطب ورأيت عثمان وهو يخطب و رأيت علي وهو يخطب و رأيت معاوية وهو يخطب, والله ما رأيت أفصح في الخطابة من عائشة
عبادة السيدة عائشة:
كانت السيدة عائشة كثيرة الصلاة كثيرة الصيام حتى أن عروة بن الزبير يقول: دخلت على أمي السيدة عائشة ليلة وهي تصلي فوجدتها تقرأ هذه الآية"فمن الله علينا ووقنا عذاب السموم, إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم(آية27,28,سورة الطور) تقرأها وتبكي تقول اللهم مُن علي وقني عذاب السموم, فبكى عروة لبكاء السيدة عائشة. ورجع عروة بعد ساعات فوجدها تصلي بنفس الآية وتدعو نفس الدعاء. أما عن صيام السيدة عائشة, ففعندما كبرت وبلغت الخمس وستين كانت صائمة في يوم عرفة فكانوا لشدة الحر يلقون عليها الماء كي تصحو فدخل عليها عروة بن الزبير وقال لها: يا أماه, هوني عليك, قد فعلت كثيرا, أفطري يا أماه فكانت عندما تسمع ذلك فكأنما تعود إليها حيويتها وتقول: أفطر في يوم يغفر الله تبارك وتعالى فيه ذنوب سنة ماضية وسنة قادمة؟!!! والله لا أفطر أبدا.
إنفاق السيدة عائشة:
في حديثنا عن إنفاق السيدة عائشة ندهش بصائم ينسى أن يبقى طعاماا ليفطر عليه. ففي يوم أخرجت السيدة عائشة كل ما في بيتها حتى أن جاريتها أخبرتها أنها ما أبقت شيئا لتفطر عليه فردت عليها السيدة عائشة لو ذكرتيني ؟. وكانت السيدة عائشة عندما تنفق تضع المال في إناء فيه مسك ثم تعطيه للفقير لأن المال يقع في يد الله قبل أن يقع في يد الفقير.
السيدة عائشة الجهاد:
شهدت السيدة عائشة غزوة أحد وبدر والخندق . ففي غزوة أحد كانت السيدة عائشة تسقي الجرحى و في غزوة الخندق وجدها سيدنا عمر أمامه في وسط المعركة فقال لها: يا لجرأتك فاستيحت من قول عمر فقال له سعد بن معاذ: دعها يا عمر.
السيدة عائشة والإيثار:
آثرت السيدة عائشة سيدنا عمر عن نفسها في الدفن بجانب النبي صلى الله عليه وسلم, فعند قرب وفاة سيدنا عمر بعث الى السيدة عائشة يستأذنها أن يدفن بجوار النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: والله كنت أريد هذا المكان لنفسي ولكني أؤثر عمر اليوم على نفسي. وبعد دفن سيدنا عمر تبقى مساحة لتدفن السيدة عائشة بجانب النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها رضي الله عنها تأبى أن تدفن بجانب النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: إدفنوني بجوار صاحباتي زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا أتميز عليهن وحتى لا يظن الناس بي فيلقون علي الخير الكثير ولا أكون أستحق ذلك.
حياء السيدة عائشة:
بعد دفن سيدنا عمر بجانب النبي كانت عندما تدخل السيدة عائشة غرفتها كانت تشد عليها ثيابها حياء من عمر.
اللحظات الأخيرة من حياة السيدة عائشة:
أما عند قرب وفاة السيدة عائشة, فيدخل عليها إبن عباس ويقول لها: يا أماه أبشري فسألته: بم يا أبن عباس؟ فقال لها:أبشري ما بين أن تلقي حبيبك محمد إلا خروج الروح من الجسد وإنك والله كنت حبيبة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وإنك والله المبرأة من السماء في حديث الإفك وإنك والله أحب زوجات الرسول الى الرسول وإنك والله التي علمت العلم. فردت عليه السيدة عائشة: يا إبن عباس دعني ليتني كنت نسيا منسيا فإن أفتخر بشيء فأفتخر وأفرح بأن رسول الله مات بين سحري ونحري.
توفت السيدة عائشة ليلا عن ست وستين عاما في السابع عشر من رمضان سنة سبع وخمسين هجريا يوم الثلاثاء. ودفنت بجانب زوجات النبي وصلى عليها أبو هريرة ونزل قبرها عبد الله بن الزبير وكان في مقدمة الجنازة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يقلن ماتت حبيبة رسول الله.