أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ، وارحمني ،واهدني ، واجبرني، وعافني،وارزقني ، وارفعني           

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي العطَّار والعِقْد



قَدِم رجل إلى بغداد في طريقه إلى الحج، وكان معه عِقد يساوي ألف دينار، فاجتهد في بيعه فلم يجد له مشترياً، فجاء إلى عَطَّار موصوف بالخير، فأودعه إيّاه.

ثم حجّ وعاد، وأتاه بهدية. فقال له العطار: من أنت؟ وما هذا؟

فقال: أنا صاحب العقد الذي أودعتك.




فما كلَّمه حتى رفسه العطار رفسة رماه عن دكانه. وقال: تدعي عليَّ مثل هذه الدعوى! فاجتمع الناس، وقالوا للحاج: ويلك! هذا رجل خير. ما وجدتَ من تدّعي عليه إلا هذا؟!
فتحيّر الرجل، وتردّد إليه، فما زاده إلا شتماً وضرباً.

فقيل للحاج: لو ذهبت إلى عضُد الدولة، فله في هذه الأشياء فراسة.

فكتب الحاج قصته، ورفعها إلى عضد الدولة. فصاح به فجاء.

فسأله عن حاله، فأخبره بالقصة، فقال عضد الدولة: اذهب إلى العطار بكرة، واقعد على الدّكّة أمام دكانه، فإن منعك فاقعد على دكة تقابله من الصّبح إلى المغرب، ولا تكلمه. وافعل هكذا ثلاثة أيام، فإني أمرّ عليك في اليوم الرابع، وأقف، وأسلّم عليك، فلا تَقُم لي، ولا تزِدني على ردّ السلام وجواب ما أسألك عنه.

فجاء الحاج إلى دكان العطار ليجلس فمنعه، فجلس بمقابلته ثلاثة أيام. فلما كان في اليوم الرابع، اجتاز عضد الدولة في موكبه العظيم. فلما رأى عضد الدولة الحاج وقف، وقال:

سلام عليكم! فقال الحاج دون أن يتحرَّك: وعليكم السلام.

قال عضد الدولة: يا أخي، تَقْدُم إلى بغداد، فلا تأتي إلينا، ولا تعرض حوائجك علينا؟!

قال الحاج: كما اتَّفَق!

ولم يشبعه الكلام، وعضد الدولة يسأله ويهتّم، وقد وقف ووقف العسكر كله، والعطار قد أغمي عليه من الخوف. فلما انصرف الموكب، التفت العطار إلى الحاج فقال: ويحك! متى أودعتني هذا العقد؟ وفي أي شيء كان ملفوفا؟ فَذَكِّرني لعلِّي أذكره! فقال: من صفته كذا وكذا.

فقام العطار وفتَّش، ثم نَقَضَ جَرَّة عنده فوقع العقد. فقال: قد كنتُ نسيت. ولو لم تذكِّرني في الحال ما ذكرت!

أبو تمام:

وَهُمُ بَعَيْنِ أُبَـــاغَ رَاشُوا لِلوَغَى

سَهْمَيْكَ عِنْدَ الحارِثِ الحَرَّابِ

فمضتْ كُهُولهمُ ودبَّــرَ أمْرَهُمْ

أحــــداثُهُمْ تدبيرَ غيْرِ صوابِ

لا رِقَّة ُالحضرِ اللَّطيف غذتْهُمُ

وتَباعَـدُوا عَنْ فِطْنَة ِ الأَعْرَابِ

فإذَا كَشَفْتَهُمُ وجَــدْتَ لَدَيْهِمُ

كَــــرَمَ النُّفُوسِ وقِلَّة َ الآدَابِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

إسماعيل ديب
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:13 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir