أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           أعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > القسم العام

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 01-23-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي صخرة ديان" مسمار "إسرائيل" في سيناء

سياسيون ورجال قانون دولي يطالبون بإزالتها
"صخرة ديان" مسمار "إسرائيل" في سيناء

سيناء - محمد سليم سلام:




مع طلعة كل صباح يتمنى أهالي مدينة الشيخ زويد في شبه جزيرة سيناء في مصر (325 كيلو متراً شرقي القاهرة) زوال الصخرة أو ما يطلق عليها “صخرة ديان” التي تقع على ربوة عالية بالقرب من ساحل البحر حتى تكون على مرمى البصر ويراها أهالي المدينة.

الصخرة أو “صخرة ديان” كما يطلق عليها نسبة إلى السفاح موشي ديان وزير الحرب “الإسرائيلي” الأسبق، شيدت كنصب تذكاري لعدد من الطيارين من سلاح الجو “الإسرائيلي”، سقطت طائرتهم العسكرية في مدينة الشيخ زويد في العريش في عام 1967 بالقرب من رفح المصرية، وكانت تضم 11 طياراً لقوا مصرعهم جميعاً.

تم نحت النصب بعناية فائقة في صخرة ضخمة جلبت من “جبل موسى” لإضفاء نوع من القدسية، وللنصب ثلاث واجهات، الأولى على شكل امرأة عربية تحمل طفلها وتهرول ناحية البحر في دلالة واضحة على خوف العرب من اعتداءات بني صهيون، والواجهة الثانية على شكل خريطة سيناء منكسة، والثالثة على شكل خريطة فلسطين كما يراها “الإسرائيليون”، فيما حفرت أسماء الطيارين القتلى على الصخرة باللغة العبرية.

اختار “ديان” المكان المخصص لإقامة النصب التذكاري بعناية فائقة، فهو المكان نفسه الذي شهد مذبحة مروعة للأسرى المصريين، كما أن ارتفاع المكان عن سطح البحر جعل النصب التذكاري على مرمى البصر من الجميع، وكان يقصد بذلك أن يظهر أن القتلى “الإسرائيليين” أغلى من الشهداء المصريين، والدليل على ذلك أن “إسرائيل” أقامت لقتلاها نصباً تذكارياً يخلد ذكراهم، ويحمل أسماءهم حتى اليوم.

الإيحاء الآخر الذي تمثله الصخرة يتمثل في ضخامتها وارتفاعها لتوحي بالهزيمة والانكسار، والمثير أن هذه الصخرة تحولت بعد ذلك إلى “حائط مبكى” جديد يزوره “الإسرائيليون” كل عام ليذرفوا دموع التماسيح على قتلاهم. الأخطر من ذلك أن النصب تحول إلى مزار سياحي للمصريين يحرصون على زيارته عند ذهابهم إلى سيناء، ويلتقطون الصور التذكارية بجواره، ومن خلف هذه الصور تبدو النقوش العبرية لأحد عشر سفاحاً “إسرائيلياً”، وتوضع الصور في ألبومات تضم صور شهداء مصريين في حربي 1967 و1973 ليصبح الشهيد وقاتله في ألبوم واحد.

ومن المفارقات العجيبة أن “صخرة ديان” مقامة على أرض مملوكة لأحد أهم رموز المقاومة الشعبية في العريش، وهو المجاهد إسماعيل خطابي، ومن بطولاته الرائعة أنه استطاع بمساعدة رجال المقاومة، تهريب طيارين مصريين سقطت طائرتهما في العريش في عام 1967 بعد اشتباك عنيف مع طائرتين “إسرائيليتين” سقطتا أيضاً ودخل الجميع مستشفى العريش، فمات الطيارون “الإسرائيليون” متأثرين بحروقهم فيما بقي الطياران المصريان، وهما اللواء محمد علي خميس واللواء محمد حسن شحاتة اللذان كانا ينويان تفجير طائرتيهما في قلب تل أبيب.

أسرع المجاهد إسماعيل خطابي إلى المستشفى ومزق بطاقتيهما وعمل بيانات جديدة لهما بعد أن علم أن “الإسرائيليين” يبحثون عنهما في كل مكان، وهربهما من المستشفى وأخفاهما في منزله القديم في العريش، فجن جنون “الإسرائيليين” وهددوا بنسف أي منزل يشتبه في وجود الطيارين المصريين فيه، بل هددوا بنسف المنطقة بكاملها وأعلنوا عن مكافأة قدرها 10 آلاف جنيه لمن يدلي بمعلومات عن مكان اختفائهما.

ولم يصلح الترهيب ولا الترغيب مع “خطابي” الذي نجح في تهريب الطيارين في سيارة مخصصة للموتى إلى مدافن العريش ومنها إلى بورسعيد حتى اطمأن على وصولهما إلى القاهرة.

وحينما أقام ديان النصب، اعترض المجاهد إسماعيل خطابي على إقامته على أرضه، وتقدم بعدة شكاوى إلى جهات دولية ومنها الصليب الأحمر، طالب فيها بحقه مؤكداً تمسكه بأرضه، وشاركه أخوته في هذه الشكاوى، وبسبب اعتراضه على بقاء هذا النصب على أرضه اعتقلته السلطات “الإسرائيلية” خمس مرات وقضى ثلاث سنوات في سجون تل أبيب.

بعد انتصار أكتوبر/ تشرين الأول في عام 1973 توقع “خطابي” أن تعود أرضه إليه، وإزالة “صخرة ديان” رمز الإهانة، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، فرفع عدداً من الدعاوى القضائية بداية إلى رئيس الجمهورية، حتى رئيس الوحدة المحلية في الشيخ زويد، يطالبهم فيها بهدم النصب، وعلى الرغم من كل هذا لا تزال صخرة الإهانة قائمة تتحدى من يحاول إزالتها، وتخرج لسانها لكل أهالي سيناء ولسان حالها يقول “تذكروا أيام الاحتلال”.

ويرى خبراء قانون دوليون أن من حق مصر إزالة هذا النصب، دون أن تواجه أية مساءلة دولية في حالة إزالته، مؤكدين أن مثل هذه الأمور تخضع لقواعد المجاملات بين الدول، ومن أمثلة ذلك مقابر الكومنولث الموجودة في الساحل الشمالي لمصر منذ الحرب العالمية الثانية، وهي مسائل متفق عليها، كذلك الأمر بالنسبة إلى مقابر العلمين التي تخضع لنظام المعاملة بالمثل، فما دام النصب مقاماً لموتى، فيجب أن نحترم حرمة الموتى، ومن حق مصر أن تطالب بإقامة نصب لشهدائها في حرب 1948.

ويضيف خبراء القانون الدولي أن مصر لن تواجه أية مساءلة في حالة إزالة “صخرة ديان” وفقاً لعدة اعتبارات، منها أن احتلال “إسرائيل” ل”سيناء” كان عملاً غير مشروع وفقاً لقواعد القانون الدولي، لأن الاعتداء عمل لا يجيزه القانون الدولي وسقوط طائرة هؤلاء “الإسرائيليين” خارج “إسرائيل”، أثناء مشاركتها في اعتداء عسكري على أراضي دولة أخرى، عمل إجرامي وخارج على قواعد الشرعية، وبالتالي لا يجوز تكريمهم، لأن مصر ليست مسؤولة عن دفن رفات المعتدين وتكريمهم، وبالتالي فإن أية محاولة مصرية لإزالة هذا النصب التذكاري “الإسرائيلي” سيكتب لها النجاح من الناحية القانونية، بخلاف الثغرة الوحيدة المتعلقة بوجود النصب في معاهدة السلام بين مصر و”إسرائيل”، والمعروفة باسم “كامب ديفيد”، وإن كان هناك من يرى أنه مع وجود “كامب ديفيد” يمكن إزالة الصخرة المثيرة للجدل، لأنه يمكن تعديل بنود الاتفاقية، وإخراج “صخرة ديان” منها إن أصرت مثلاً على ذلك.

ويطالب العديد من السياسيين والمفكرين المصريين بإزالة النصب “الإسرائيلي” حتى إن كان منصوصاً عليه في معاهدة كامب ديفيد، مؤكدين أن اليهود دائماً ما يخلقون مسامير جحا تمكنهم من التدخل في الشأن الداخلي المصري، كما حدث في أبو حصيرة، وأكدوا أن المطلوب إزالة هذه المسامير من أرض مصر إن كانت سيناء قد حررت بالكامل حقيقة، أما إن لم تتحرر فليعلنوا ذلك صراحة للمصريين والعالم.

ويتوقع هؤلاء أن تكون هناك ضغوط أمريكية و”إسرائيلية” وراء بقاء الصخرة، طالما تتعامل معها الحكومة المصرية بهذا التحفظ، رافضة أي تفكير في إزالتها أو المساس بها، في الوقت الذي يؤكد فيه العديد من خبراء الآثار أن الصخرة ليست أثراً، بل إنها تمثل تعدياً صارخاً على أحد أهم المناطق الأثرية بشمالي سيناء؛ حيث أقيمت على تل “الشيخ زويد”، وهي منطقة أثرية ترجع إلى العصر الروماني، وتم استخراج العديد من القطع الأثرية والفسيفساء منها، ووضعت في متحف الإسماعيلية.
الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	137518.jpg‏
المشاهدات:	2065
الحجـــم:	14.3 كيلوبايت
الرقم:	1961  
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
متطرفون يحرقون مسجدا في "الجليل" شمال إسرائيل عبدالقادر حمود ركن بلاد الشام 0 10-03-2011 10:29 PM
أول مؤتمر صوفى عالمى برئاسة شيخ الأزهر يناقش الإصلاح بمشاركة "البوطى" و "الجفرى" و "بن بيه" و"مفتى ا عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 0 09-17-2011 05:09 PM
بعد ارتياح عام بخروجه من " باب " وزارة المالية.. "محمد الحسين" يعود الى السوريين من " شباك " رئاسة م الـــــفراتي القسم العام 0 04-26-2011 01:42 PM
جبل "عبد العزيز".. موطن "البطم" و"الكونجوك" عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 2 04-20-2010 11:38 AM
"إسرائيل" تهدد سوريا بـ"حرب مفتوحة" نوح القسم العام 1 02-02-2010 01:34 PM


الساعة الآن 01:14 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir