أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > الانشاد والشعر الاسلامي

الانشاد والشعر الاسلامي كل ما يختص بالشعر والأدب الصوفي من قصائد في المديح النبوي

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-2012
  #1
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 18
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي التائية الكبرىِ المسماة بنظم السلوك


قـافـيـة الـتــــاء



التائية الكبرىِ


المسماة بنظم السلوك


عدد أبياتها - 761 - بيتاً






1. سقتنـي حُميَّـا الحـبِّ راحـةَ مقلتـي،و كأسي محيَّـا مَـن عـنِ الحُسـنِ جلـتِ
2. فأوهمتُ صحبـي أنَّ شـربَ شرابهـم،بـهِ سـرَّ سـرِّي فـي انتشائـي بنـظـرةِ
3. و بالحدقِ استغنيتُ عنْ قدحـي ، و مِـنْشمائلهـا، لا مـنْ شمـولـيَ ، نشـوتـي
4. ففي حانِ سكري ، حانَ شكـري لفتيـةٍ،بهمْ تـمَّ لـي كتـمُ الهـوى مـع شهرتـي
5. و لمَّا انقضى صحوي ، تقاضيتُ وصلها،و لمْ يغشنى ، في بسطها ، قبـضُ خشيتـي
6. و أبثثتها ما بي ، و لـمْ يـكُ حاضـريرقيـبٌ لهـا ، حـاظٍ بخـلـوةِ جلـوتـي
7. و قلـتُ ، و حالـي بالصَّبابـةِ شاهـدٌ،و وجـدي بهـا ماحـيَّ ، و الفقـدُ مثبتـي
8. هَبي ، قبـلَ يفنـى الحـبُّ منِّـي بقيَّـةًأراكِ بـهـا ، لــي نـظـرةَ المتلـفِّـتِ
9. و منِّي على سمعي بلنْ ، إنْ منعـتِ أنْأراكِ ، فمِـنْ قبـلـي ، لغـيـريَ لــذَّتِ
10. فعنـدي ، لِسُكـري ، فاقـةُ لإفاقـةٍ،لهـا كبـدي ، لـولا الهـوى ، لـمْ تفتّـتِ
11. و لوْ أنَّ ما بي بالجبال ، و كـانَ طـورُ سينـا بهـا ، قبـلَ التَّجلِّـي ، لـدكَّـتِ
12. هَوًى ، عبرةٌ نمَّتْ بهِ ، و جَوًى نمـتْبــه حُــرَقٌ ، أدْوَاؤهــا بــي أوْدَتِ
13. فطوفانُ نوحٍ ، عندَ نوْحي ، كأدمعـي،و إيـقـادُ نـيـرانِ الخلـيـلِ كلوْعَـتـي
14. و لـولا زفيـري أغرقتنـي أدمعـي،و لـولا دُموعـي أحرقتـنـي زفـرتـي
15. و حُزني ، مـا يعقـوبُ بـثَّ أقلَّـهُ،و كـلُّ بلـى أيُّــوبَ بـعـضُ بليَّـتـي
16. و آخرُ ما لاقى الألى عشقِوا ، إلي الرَّدى ، بعـضُ مـا لاقـيـتُ أولَ محْنـتـي
17. فلـوْ سمعـتْ أذنُ الدَّليـل تـأوُّهـي،لآلامِ أسـقـامٍ ، بجسـمـي . أضــرَّتِ
18. لأذكَـرَهُ كربـي أذى عيـش أزمــةٍبمنقطعـي ركـبٍ ، إذا العـيـسُ زمَّــتِ
19. و قدْ برَّحَ التَّبريـحُ بـي ، و أبادنـي،و أبـدى الضَّنـى مِنـي خفـيَّ حقيقـتـي
20. فنادمتُ ، في سُكري ، النحولَ مراقبي،بجملـةِ أسـراري ، و تفصيـلِ سيـرتـي
21. ظهَرتُ لهُ وصفاً ، و ذاتي ، بحيـثُ لايراها ، لبلوى ، منْ جوى الحـبِّ ، أبلـتِ
22. فأبدتْ ، و لمْ ينطـقْ لسانـي لسمعـهِ،هواجـسُ نفسـي سِـرَّ مـا عنـهُ أخفـتِ
23. و ظلَّتْ ، لِفِكري ، أذنـهُ خلـداً بهـايـدورُ بـهِ ، عـنْ رؤيـةِ العيـنِ أغنـتِ
24. فأخبرَ مَنْ في الحيِّ عنِّـي ، ظاهـراً،بباطنِ أمري ، و هـوَ مـنْ أهـلِ خبرتـي
25. كـأنَّ الـكـرامَ الكاتبـيـنَ تنـزَّلـوا،على قلبـهِ وَحْيـاً ، بمـا فـي صحيفتـي


26. و ما كانَ يدري ما أجنُّ ، و ما الَّـذي،حشـايَ مـنَ السِّـرِ المصـونِ ، أكـنَّـتِ
27. و كشفُ حجابِ الجسمِ أبرزَ سـرَّ مـابـهِ كـانَ مستـوراً لـهُ ، مـنْ سريرتـي
28. فكنتُ بسرِّي عنهُ فـي خفيـةٍ ، و قـدْخفتـهُ ، لِوَهْـنٍ ، مِـنْ نحولـيَ أنَّـتـي
29. فأظهَرَنـي سُقـمٌ بـهِ ، كنـتُ خافيـاًلـه ، و الهـوى يأتـي بـكـلِّ غريـبـةِ
30. و أفرَطََ بـي ضُـرٌّ ، تلاشَـتْ لِمَسِّـهِأحـاديـثُ نـفـسٍ ، بالمـدامـعِ نـمَّـتِ
31. فلوْ هَمَّ مكروهُ الـرَّدى بـي لمـا دَرىمكانـي ، و مِـنْ إخفـاءِ حُبِّـكِ خفيـتـي
32. و ما بينَ شوقٍ و اشتيـاقٍ فنيـتُ فـيتـوَلٍّ بحَـظـرٍ ، أوْ تـجَـلٍّ بحَـضـرةِ
33. فلـوْ ، لِفنائـي مـنْ فِنائـكِ رُدَّ لـيفـؤاديَ ، لـمْ يرغـبْ إلـى دارِ غـرْبَـةِ
34. و عنوانُ شأنـي مـا أبثُّـكِ بعضَـهُ،و مـا تحتـهُ ، إظهـارهُ فـوقَ قـدرَتـي
35. و أمسِكُ ، عَجْزاً ، عنْ أمورٍ كثيـرةٍ،بنطقِيَ لـنْ تحْصـى ، و لـوْ قلـتُ قلَّـتِ
36. شفائيَ أشفى بلْ قضى الوَجدُ أنْ قضى،و بَـرْدُ غليلـي واجــدٌ حَــرَّ غلَّـتـي
37. و بالـيَ أبْلـى مِـنْ ثيـابِ تجلُّـدي،بهِ الذَّاتُ ، فـي الأعـدامِ ، نيطـتْ بلـذةِ
38. فلوْ كشفَ العُـوَّادُ بـي ، و تحقَّقـوا،مِـنَ اللـوحِ ، مـا مِنِّـي الصَّبابـةُ أبقـتِ
39. لما شاهَـدَتْ مِنِّـي بصائِرُهُـمْ سِـوىتخـلُّـلِ روحٍ ، بـيـنَ أثــوابِ مَـيِّـتِ
40. و مُنذ عفا رَسمى و هِمْتُ ، وَهَمْتُ فيوُجـودي ، فلـمْ تظفـرْ بكوْنـي فكرَتـي
41. و بعدُ ، فحالي فيـكِ قامـتْ بنفسِهـا،و بيِّنتـي فـي سَبْـقِ روحــي بنيَّـتـي
42. و لمْ أحكِ في حُبَّيـكِ ، حالـي تبرُّمـاًبهـا لاضطِـرَابٍ ، بـلْ لتنفيـس كُرْبَتـي
43. و يَحسُـنُ إظهـارُ التجلُّـدِ للـعِـدى،و يقبُـحُ غيـرُ العَجـزِ عـنـدَ الأحِـبَّـةِ
44. و يمنعُني شكـوَايَ حُسْـنُ تصبُّـري،و لـوْ أشـكُ للأعـداءِ مـا بـي لأشكَـتِ
45. و عُقبى اصطِباري ، في هَواكِ ، حميدةٌعليـكِ ، و لكـنْ عَنـكِ غـيـرُ حمـيـدَةِ
46. و ما حَلَّ بي مِنْ مِحْنةٍ ، فهـوَ مِنحَـةٌ،و قدْ سَلِمَتْ ، مِنْ حَـلِّ عَقـدٍ ، عزيمتـي
47. و كلُّ أذىً في الحبِّ مِنـكِ ، إذا بَـدا،جَعَلـتُ لـهُ شُكـري مـكـانَ شكيَّـتـي
48. نَعَمْ و تباريـحُ الصَّبابـةِ ، إنْ عَـدَتْعلىَّ ، مِنَ النعمـاءِ ، فـي الحُـبِّ عُـدَّتِ
49. و مِنـكِ شقائـي بَـلْ بَلائـي مِـنَّـةٌ،و فيـكِ لِبَـاسُ البـؤسِ أسـبَـغُ نِعـمَـةِ
50. أرانِـيَ مـا أولِيتـهُ خـيـرَ قِنـيـةٍ،قديـمُ وَلائـي فيـكِ مـنْ شــرِّ فِتـيَـةِ



51. فـلاحٍ و وَاشٍ : ذاكَ يُـهـدي لـعـزَّةٍضـلالاً ، و ذا بـي ظـلَّ يَهـذي لـغـرَّةِ
52. أخالفُ ذا ، في لومهِ ، عنْ تقىً ، كمـاأخالـفُ ذا ، فـي لؤمـهِ ، عــنْ تقـيَّـةِ
53. و ما ردَّ وجهي عنْ سبيلـكِ هَـوْلُ مـالقيـتُ ، و لا ضـرّاءُ ، فـي ذاكَ ، مسَّـتِ
54. و لا حِلمَ لي في حَمْلِ مـا فيـكِ نالنـييُـؤدِّي لِحَـمـدي ، أوْ لـمَـدحِ مَـوَدَّتـي
55. قضى حُسنكِ الدَّاعي إليكِ احتمـالَ مـاقصَصْتُ ، و أقصى بَعـدَ مـا بعـدَ قصَّـى
56. و مـا هـوَ إلاَّ أنْ ظهَـرْتِ لنـاظـرِيبأكمـلِ أوصـافٍ ، علـى الحُسْـنِ أرْبـتِ
57. فحلَّيْـتِ لـي البَلـوَى ، فخلَّيـتِ بينهـاو بينـي ، فكانـتْ منـكِ أجْـمَـلَ حِلـيَـةِ
58. و مَنْ يتحَرَّشْ بالجَمَـالِ إلـى الـرَّدى،رأى نفسَـهُ ، مِـنْ أنفـس العيـش ، ردَّتِ
59. و نفسٌ ترَى في الحبِّ أنْ لا ترَى عَنـاً،متـى مـا تـصَـدّتْ للصّبـابَـةِ صُــدّتِ
60. و ما ظفِرَتْ ، بالـوُدّ ، روحٌ مُرَاحَـةٌ،و لا بالـوَلا نفـسٌ ، صفـا العيـشِ ، وَدَّتِ
61. و أين الصَّفا ؟ هيهات منْ عيشِ عاشـقٍ،و جـنَّـةُ عَــدْنٍ بالمَـكـارِهِ ، حُـفَّــتِ
62. و لِي نفسُ حُرٍّ ، لوْ بَذلتِ لهـا ، علـىتسَلِّيـكِ ، مـا فـوقَ المُنـى مـا تسـلَّـتِ
63. و لو أبْعِدَتْ بالصدِّ و الهجـرِ و القِلـىو قطعِ الرَّجَا ، عـنْ خلّتـي ، مـا تخلّـتِ
64. و عنْ مَذهَبي ، في الحبِّ ، ماليَ مذهَبٌ،و إنْ مِلْـتُ يومـاً عنـهُ فـارَقـتُ مِلَّـتـي
65. و لوْ خطرَتْ لي ، فـي سِـواكِ ، إرادةٌعلى خاطـري ، سَهـواً ، قضيـتُ برِدَّتـي
66. لكِ الحُكمُ في أمْرِي ، فما شئتِ فاصْنعِي،فلـمْ تـكُ ، إلاّ فيـكِ لا عنـكِ ، رغبـتـي
67. و مُحْكـمِ عَهـدٍ ، لـمْ يُخامِـرْهُ بيننـاتخيُّـلُ نـسْـخٍ ، و هــوَ خـيـرُ ألـيَّـةِ
68. و أخذكِ ميثاقَ الـوَلا حيـثُ لـمْ أبـنْبمَظهَرِ لَبْـسِ النَّفـسِ ، فـي فـيء طينتـي
69. و سابقِ عهـدٍ لـمْ يَحُـلْ مُـذ عَهدتـهُ،و لاحِـقِ عقـدٍ ، جَـلَّ عـنْ حَـلِّ فـتـرَةِ
70. و مَطلـعِ أنـوَارٍ بطلعـتـكِ ، الَّـتـيلِبَهجَتِـهـا ، كــلُّ الـبُـدورِ استـسَـرَّتِ
71. و وَصْفِ كمَالٍ فيكِ ، أحسـنُ صُـورةٍ،و أقوَمُهـا ، فـي الخلـقِ ، منـهُ استمـدَّتِ
72. و نعتِ جلالٍ منـكِ ، يعـذبُ ، دونـهُ،عذابـي ، و تحلـو ، عِنـدهُ ، لـيَ قتلتـي
73. و سِـرُّ جَمَـالٍ ، عنـكِ كـلُّ مَلاحَـةٍبـهِ ظهَـرَتْ ، فـي العالميـنَ ، و تـمَّـتِ
74. و حُسْن بهِ تسبـى النُّهـى دَلَّنـي علـىهَـوىً ، حَسُنـتْ فيـهِ ، لِعِـزِّك ، ذِلَّـتـي
75. و معنىً وَرَاءَ الحُسنِ ، فيـكِ شهدتـهُ،بـهِ دَقَّ عــنْ إدْرَاكِ عَـيـنِ بَصيـرَتـي


76. لأنـتِ مُنـي قلبـي ، و غايـةُ بُغيتـي،و أقصى مُرادي ، و اختيـاري ، و خِيرَتـي
77. خلعتُ عذاري ، و اعتـذاريَ لابـسَ الخلاعـةِ ، مسـروراً بخلـعـي و خِلعـتـي
78. و خلعُ عذاري فيكِ فرْضي ، و إنْ أبى اقتِـرابـيَ قـوْمـي ، و الخـلاعـةُ سُنَّـتـي
79. و ليسوا بقوْمـي مـا استعَابـوا تهتُّكـي،فأبْـدَوا قِلـىً ، و استحسنـوا فيـكِ جفوتـي
80. و أهليَ ، في دينِ الهوى ، أهلهُ ، و قـدْرَضُوا ليَ عـاري ، و استطابـوا فضيحتـي
81. فمن شاء فليغضب ، سِـواكِ ، و لا أذىً،إذا رَضِـيَـتْ عـنَّـي كِــرَامُ عشيـرَتـي
82. و إنْ فتـنَ النُّسـاكِ بـعـضُ محـاسـنٍلديـكِ ، فـكـلٌّ مـنـكِ مـوضـعُ فِتنـتـي
83. و ما احترتُ ، حتَّى اخترتُ حُبِّيكِ مَذهباً،فواحيرتـي ، إنْ لـمْ تكـنْ فيـكِ خيـرتـي
84. فقالتْ : هوَى غيري قصدتَ ، و دونهُ اقْتصـدتَ ، عميّـاً ، عـنْ سـواءِ مَحجّـتـي
85. و غرّكَ ، حتى قلتَ مـا قُلـتَ ، لابسـاًبـهِ شَيْـنَ مَيْـنٍ ، لَـبْـسُ نـفـسٍ تمـنَّـتِ
86. و في أنفـسِ الأوطـارِ أمْسَيْـتَ طامعـاًبنـفـسٍ تـعـدَّت طَـورَهَـا ، فـتـعـدّتِ
87. و كيفَ بحُبّـى ، و هـوَ أحسـنُ خلـةٍ،تفـوزُ بدعـوى ، و هــيَ أقـبَـحُ خـلَّـةِ
88. و أينَ السُّهَـى مِـنْ أكْمَـهٍ عـن مُـرَادِهِسَهَـا ، عَمَهـاً ، لـكـنْ أمانـيـكَ غــرَّتِ
89. فقمـتَ مقامـاً حُـطَّ قــدرُكَ دونَــهُ،علـى قـدمٍ ، عـن حظِّهـا ، مـا تخـطَّـتِ
90. و رُمتَ مَرامـاً ، دونـهُ كـم تطاوَلـتْ،بِأعناقِـهـا ، قــومٌ إلـيــهِ ، فـجُــذَّت
91. أتيـتَ بُيوتـاً لـم تنـلْ مـن ظهُورهَـا،و أبوابُهـا ، عـن قـرْعِ مثـلِـكَ ، سُــدَّتِ
92. و بيـنَ يَـدَِي نجْـوَاكَ قدَّمـتَ زخرُفـاً،تـرومُ بــهِ عِــزاً ، مَرَامِـيـهِ عَــزَّتِ
93. و جئتَ بوَجْـهٍ أبيـضٍ ، غيـرَ مُسقِـطٍلِجاهِـكَ فـي دارَيْـكَ ، خاطِـبَ صَفـوَتـي
94. و لو كنتَ بي من نقطـةِ البـاءِ خفضـةً،رُفِعَـتَ إلـى مــا لَــمْ تنـلـهُ بحيـلـةِ
95. بحيـثُ تـرى أن لا تـرى مـا عَدَدتـهُ،و أنَّ الّــذي أعْـدَدتَـهُ غـيــرُ عُـــدَّةِ
96. و نهـجُ سبيلـي وَاضِـحٌ لَِمَـنِ اهتـدَى،و لكنَّـهـا الأهــواءُ عَـمَّـتْ ، فأعْـمَـتِ
97. و قدْ آنَ أنْ أُبْـدِي هـواكَ ، و مَـنْ بـهِضَنـاكَ ، بمـا يَنـفـي إدِّعــاكَ مَحبَّـتـي
98. حليـفُ غـرامٍ أنـتَ ، لكـنْ بنفـسِـهِ،و إبْقـاكَ ، وَصْفـاً منـكَ ، بعـضُ أدلَّـتـي
99. فلمْ تهْوَني ، مـا لـمْ تكـنْ فـيَّ فانيـاً،و لـم تفـنَ مـا لا تُجْتلَـى فيـكَ صورتِـي
100. فدَعْ عنكَ دعوى الحُبِّ ، و ادعُ لغيـرهِفـؤادَكَ ، و ادفـعْ عـنـكَ غـيَّـكَ بالَّـتـي


101. و جانِبْ جَنابَ الوصْلِ ، هيهاتَ لمْ يكنْ،و ها أنـتَ حـيٌّ ، إن تكُـنْ صادقـاً مُـتِ
102. هو الحبُّ ، إنْ لمْ تقضِ لمْ تقضِ مأرباًمنَ الحـبِّ ، فاختـرْ ذاكَ ، أو خـلِّ خُلَّتـي
103. فقلتُ لها : روحي لديـكِ ، و قبضُهـاإليـكِ ، و مَـن لـي أن تكـونَ بقبضَـتـي
104. و ما أنا بالشَّاني الوفاةَ علـى الهـوَى،و شأنـي الوَفـا تأبَـى سِــواهُ سجيَّـتـي
105. و ماذا عسى عنِّي يُقالُ سِـوى قضَـىفلانٌ ، هوًى ، مَن لي بـذا ، و هْـو بُغيتـي
106. أجَلْ أجَلِي أرْضَـى إنقِضـاهُ صبابـةً،و لا وَصْلَ ، إن صَحَّتْ ، لحبِّـك ، نِسبتـي
107. و إنْ لـم أفُـز حَقـاً إليـكِ بنسـبـةٍلعزَّتـهـا ، حسـبـي افتـخـاراً بتهـمـةِ
108. و دونَ إتِّهامي إن قضيـتُ أسًـى فمَـاأســأتُ بنـفـسٍ ، بالشـهـادةِ ، سُــرَّتِ
109. و لي منكِ كافٍ إن هَدَرْتِ دَمي ، و لمْأُعَـدَّ شهـيـداً ، عِـلـمُ داعــي منيَّـتـي
110. و لم تسْوَ روحي فـي وِصَالِـكِ بَذلَهـالــدَيّ لِـبَـونٍ بـيـنَ صَــونٍ و بـذلـةِ
111. و إنِّي إلى التهديدِ بالمـوتِ ، راكِـنٌ،و مِـن هَوْلِـهِ أرْكــانُ غـيـري هُــدَّتِ
112. و لم تعسِفي بالقتـلِ نفسِـيَ بـل لهـابـهِ تُسْعِفِـي ، إن أنـتِ أتلفـت مُهجـتـي
113. فإنْ صَحَّ هـذا القـالُ مِنـكِ رفعتِنـي،و أعْليْـتِ مِـقـداري و أغلـيْـتِ قِيمَـتـي
114. و ها أنا مَسْتـدْعٍ قضـاكِ و مـا بـهِرِضـاكِ ، و لا أخـتـارُ تأخـيـرَ مـدَّتـي
115. وَعِيدُكِ لـي وَعْـدٌ ، و إنجـازهُ مُنـىوَلِـيٍّ بغـيـرِ البُـعـدِ إن يُــرْمَ يَثـبُـتِ
116. و قد صِرتُ أرجو ما يُخافُ ، فأسعَدِيبــه روحَ مَـيـتٍ للحـيـاةِ اسْـتـعَـدَّتِ
117. و بي مَنْ بها نافسْـتُ بالـرُّوحِ سالكـاًسبيـلَ الألَـي قبلـي أبَـوا غيـرَ شِرْعَتـي
118. بكـلِّ قبيـلٍ كـم قتيـلٍ بهـا قـضَـىأسًـى ، لـم يَفـزْ يومـاً إليـهـا بنـظـرةِ
119. و كمْ في الوَرَى مِثلي أمَاتـتْ صَبابَـةً،و لـو نظـرَتْ عَطـفـاً إلـيـهِ لأحْـيَـتِ
120. إذا ما أحَلَّتْ ، في هوَاها ، دَمِي ، ففِيذُرى الـعِـزِّ والعَلـيـاءِ قــدْري أحَـلَّـتِ
121. لعَمْري ، و إن أتلفـتُ عُمْـري بحُبِّهـارَبحْـتُ ، و إن أبْـلـتْ حَـشـايَ أبـلّـتِ
122. ذللتُ لها فـي الحَـيِّ حتـى وَجَدْتُنِـيو أدْنـى مَنـالٍ عِنـدَهُـمْ فــوقَ هِمَّـتـي
123. و أخمَلني وَهْناً خُضوعي لهـم ، فلَـميرَونـي هَوانـاً بــي مَـحَـلاً لخِدمـتـي
124. و مِنْ دَرَجَاتِ العِـزِّ أمْسَيْـتُ مخلـداًإلـى دَرَكـاتِ الـذُّلِّ مـن بَعـدِ نخـوَتـي
125. فلا بابَ لي يُغشى ، و لا جاهَ يُرتجـى،و لا جَـارَ لـي يُحمـى لِفـقـدِ حَمِيَّـتـي


126. كأنْ لمْ أكن فيهـم خطيـراً ، و لـم أزلْلديـهـم حقـيـراً فــي رخــاءِ و شــدَّةِ
127. فلو قيلَ من تهوى ، و صرَّحتُ باسمِهـا،لقيـلَ كـنـى ، أو مـسَّـهُ طـيـفَ جـنَّـةِ
128. و لو عَزَّ فيها الذلُّ ما لـذ لـي الهـوَى،و لـم تـكُ لـولا الحـبُّ فـي الـذلُّ عِزَّتـي
129. فحالِـي بهـا حــالٍ بعـقـلٍ مُـدَلَّـةٍ،و صِـحَّـةِ مَجْـهـودٍ و عِـــزِّ مـذلَّــةِ
130. أسَرَّت تمنِّـى حبِّهـا النَّفـسُ حيـثُ لارقيـبَ حِجًـى ، سِـرّاً لسِـرِّي ، و خصَّـتِ
131. فأشفقتُ مـن سيـرِ الحديـثِ بسائـري،فتعـرِبُ ، عـن سِـرِّي ، عِبـارَةُ عَبْـرَتِـي
132. يُغالِطُ بَعْضي عنـهُ بَعْضـي ، صِيانـةً،و مَينَـى ، فـي إخفائـهِ ، صِـدْقُ لهْجَـتـي
133. و لمَّـا أبَـتْ إظهـارَهُ ، لِجَوَانِـحِـي،بَديهَـةُ فِكـري ، صُنـتـهُ عــن رويَّـتـي
134. و بالغـتُ فـي كتمـانـهِ ، فنسيـتـهُ،و أُنسيـتُ كتـمـي مــا إلـيـهِ أسَــرَّتِ
135. فإن أجنِ مِن غرْسِ المُنـى ثمَـرَ العَنـا،فِلَّـلـهِ نـفـسٌ ، فــي مُنـاهـا ، تعَـنَّـتِ
136. و أحلى أماني الحُبِّ ، للنَّفسِ ، ما قضَتْعَنَـاهَـا بــهِ مَــنْ أذكَرَتْـهـا و أنـسَـتِ
137. أقامَـتْ لهـا منِّـي عـلـيَّ مُراقـبـاً،خواطـرَ قلـبـي ، بالـهـوى ، إن ألـمَّـتِ
138. فإن طرَقتْ ، سرّاً ، من الوهمِ ، خاطري،بـلا حاظِـرٍ ، أطـرَقـتُ إجْــلالَ هَيْـبَـةِ
139. و يُطرَفُ طرْفِي ، إن هَمَمْـتُ بنظـرَةٍ،و إن بُسِطـتْ كفِّـي إلـى البَـسـطِ كـفَّـتِ
140. ففي كـلِّ عضـوٍ فِـيَّ إقـدامُ رغبـةٍ،و مِـنْ هَيبـةِ الإعْـظـامِ إحْـجَـامُ رَهْـبـةِ
141. لَِفِـيّ و سَمعـي فـيَّ آثــارُ زَحْـمَـةٍعليهـا بَــدَتْ عِـنـدي كإيـثـارِ رَحْـمَـةِ
142. لِسَانيَ ، إنْ أبدَى ، إذا ما تلا ، اسْمَهـا،لـهُ وصفُـه سَمْعـي ، و مـا صَـمَّ يَصْمُـتِ
143. و أذنـيَ ، إن أهـدَى لسانـيَ ذكـرَهـالقلبـي ، و لـم يستعبـدِ الصَّمـتَ ، صُمّـتِ
144. أغــارُ عليـهـا أن أهـيـمَ بحبِّـهـا،و أعْــرِفُ مِـقـداري ، فأنـكِـرُ غيـرَتـي
145. فتُختَلَسُ الـرُّوحُ ارتياحـاً لهـا ، و مـاأبــرِّئُ نفـسـي مِــن تـوَهُّـمِ مُـنـيـةِ
146. يَرَاها ، على بُعدٍ عن العَيْـنِ ، مسمعـي،بطيْـفِ مَــلامٍ زَائــرٍ ، حـيـنَ يقظـتـي
147. فيغبطُ طرْفِـي مِسمَعـي عِنـدَ ذكرِهـا،و تحْسِـدُ ، مــا أفنـتـهُ مِـنِّـي ، بقيّـتـي
148. أمَمْتُ أمامـي فـي الحقيقـةِ ، فالـورَىوَرَائـي ، و كانـت حَيـثُ وَجَّهـتُ وُجْهَتـي
149. يَرَاها إمَامي ، في صَلاتـيَ ، ناظِـري،و يَشهـدُنـي قـلـبـي أمـــامَ أئِـمَّـتـي
150. و لا غـرْوَ أنْ صَلَّـى الإمَـامُ إلـيَّ إنْثـوَتْ فـي فُـؤادِي ، و هْـيَ قِبْلـةُ قِبلـتـي



151. و كلُّ الجهاتِ السِّتّ ، نحوي ، توجَّهتبمـا تـمَّ مـن نُسـكٍ ، و حـجٍّ و عـمـرةِ
152. لهـا صلواتـي ، بالمقـامِ ، أُقيمهـا،و أشـهـدُ فيـهـا أنَّـهـا لــي صـلَّـتِ
153. كلانـا مُصَـلٍّ واحـدٌ ، ساجـدٌ إلـىحقيقتـهِ ، بالجمـعِ ، فـي كــلِّ سـجـدةِ
154. و ما كان لي صلَّى سوايَ ، و لم تكـنْصلاتـي لغيـري ، فـي أدا كـلِّ ركـعـةِ
155. إلى كم أُواخي السِّترَ ؟ ها قدْ هتكتُـهُ،وحلُّ أُواخـي الحُجـبِ فـي عقـدِ بيعتـي
156. مُُنِحْتُ وَلاها ، يومَ لا يـومَ ، قبـلَ أنْبـدتْ عنـدَ أخـذِ العهـدِ ، فـي أوّليَّـتـي
157. فِنلـتُ ولاهـا ، لابسمـعِ و ناظـرٍ،و لا باكتـسـابٍ ، و اجـتـلابِ جـبـلَّـةِ
158. و هِمْتُ بها في عالمِ الأمرِ ، حيـثُ لاظهـورٌ ، و كانـت نَشوتـي قبـلَ نشأتـي
159. فأفنىَ الهـوى مالـم يكـن ثـمَّ باقيـاًهُنـا ، مـن صفـاتٍ بينـنَـا فاضمحـلَّـتِ
160. فألفيـتُ مـا ألقيـتُ عنِّـي صـادراًإلـــيَّ ، و مـنِّــي وارداً بمـزيـدَتـي
161. و شاهدتُ نفسي بالصِّفاتِ ، الّتي بهـاتحجَّبتِ عنِّـي ، فـي شُهـودي و حِجبَتـي
162. و إنِّـي التـي أحببتُهـا ، لا محالـةً،و كانـت لهـا نفـسـي عـلـيَّ مُحيلَـتـي
163. فهامتْ بها من حيثُ لم تدرِ ، و هيَ فيشهـودي ، بنفـسِ الأمـرِ غيـر جهـولـةِ
164. و قدْ آن لي تفصيلُ ما قلـتُ مُجمـلاً،و إجمـالُ مـا فصَّلـتُ ، بسطـاً لبسطَتـي
165. أفـادَ اتَّخـاذي حبَّهـا ، لاتِّحـادنـا،نـوادرَ ، عـن عـادِ المحبِّيـنَ ، شــذَّتِ
166. يشي لي بيَ الواشي إليها ، و لائِمـيعليهـا ، بهـا يُبـدى ، لديهـا ، نصيحتـي
167. فأوسِعُهَا شكراً ، و ما أسلفَـتْ قِلَـىً،و تمَنحُـنِـي بِــرّاً ، لـصـدقِ المحـبَّـةِ
168. تقرَّبتُ بالنَّفسِ احتسابـاً لهـا ، و لـمْأكـن راجيـاً عنـهـا ثـوابـاً ، فـأدنَـتِ
169. و قدَّمتُ مالي فـي مآلـيَ ، عاجـلاً،و مـا إن عسـاهَـا أن تـكـونَ مُنيلـتـي
170. و خلَّفتُ خلفي رؤيتي ذاكَ ، مخلصـاً،و لسـتُ بــراضٍ أن تـكـونَ مطيَّـتـي
171. و يمَّمتهـا بالفقـرِ ، لكِـنْ بوصـفِـهِغنِيْـتُ ، فألقيـتُ افتـقـاري و ثـروتـي
172. فأثنيـتَ لـي إلقـاءُ فقـري و الغَنَـىفضيلـةَ قصـدي ، فاطَّـرحـتُ فضيلَـتـي
173. فلاحَ فلاحي في اطَّراحي ، فأصبحـتْثـوابـيَ ، لا شيـئـاً سِـواهَـا مُثيبَـتـي
174. و ظِلْتُ بها ، لا بي ، إليهـا أدُلُّ مَـنْبهِ ضلَّ عن سُبـلِ الهـدى ، و هـي دلَّـتِ
175. فخلِّ لها ، خلِّـي ، مُـرادكَ ، مُعطيـاًقِـيـادَك مــن نـفـسٍ بـهـا مطمئـنَّـةِ



176. و أمْسِ خليّاً مـن حظوظـكَ ، و اسْـمُ عـنْحَضيضِـكَ ، و اثبُـتْ ، بعـدَ ذلــكَ ، تنـبُـتِ
177. و سدِّد ، و قاربْ ، و اعتصم ، و استقم لها،مُجيـبـاً إليـهـا ، عــن إنـابــةِ مُـخـبـتِ
178. و عُد من قريب ، و استجِب ، و اجتنب ، غداًأشـمِّـرُ ، عــن ســاقِ اجتـهـادٍ ، بنهـضـةِ
179. و كنْ صارماً كالوقتِ ، فالمَقتُ فـي عسـى،و إيَّــاك عَــلاَّ ، فـهـيَ أخـطــرُ عـلَّــةِ
180. و قُمْ في رضاها ، و اسْـعَ ، غيـر محـاولٍنـشـاطـاً و لا تُـخـلِـدْ لـعـجـزٍ مُـفــوِّتِ
181. و سِرْ زمناً ، و انهضْ كسيـراً ، فحظّـكَ البطـالـةُ مــا أخّــرتَ عـزمــاً لـصـحَّـةِ
182. و أقـدِمْ ، و قـدِّم مـا قعـدتَ لـهُ مـعَ الخوالـفِ ، و اخــرُجْ عــن قـيـودِ التَّلـفّـتِ
183. و جُذّ ، بسيفِ العزمِ ، سـوفَ ، فـإن تجُـدْتجِـدْ نفـسـاً ، فالنَّـفـسُ إن جُــدتَ جَــدَّتِ
184. و أقبـلْ إليهـا ، و انحُهـا مُفلسـاً ، فـقـدْوصَـيْـتَ لنُصـحـي ، إن قبِـلـت نصيحـتـي
185. فلـمْ يَــدْنُ منـهـا مـوسـرٌ باجتـهـادهِو عنـهـا بــهِ لــم يـنـأَ مـؤثِـرُ عُـسـرَةِ
186. بـذاكَ جَـرَى شـرْطُ الهـوَى بيـنَ أهلـهِ،و طائـفـةٌ ، بالـعـهـدِ ، أوْفـــتْ فـوَفَّــتِ
187. متـى عصفَـتْ ريـحُ الـولا فصفـتْ أخـاغـنـاءٍ ، و لــو بالفـقـر هـبَّـت لـرَبَّــتِ
188. و أغنـى يمـيـنٍ ، باليـسـارِ جـزاؤهـا،مُدى القطعِ مـا ، للوصـلِ ، فـي الحـبِّ مُـدَّتِ
189. و أخلِص لها ، و اخْلُصْ بها عن رُعونةِ افتـقـارِكَ مــن أعـمــالِ بـــرٍّ تـزكَّــتِ
190. و عَادِ دواعي القيلِ و القـالِ ، و انْـجُ مـنْعَــوادي دَعَــاوٍ صِدقُـهـا قـصـدُ سُمـعـةِ
191. فألسُـنُ مَـن يُـدعـى بألـسـنِ عــارفٍو قــدْ عـبـرَت كــلَّ العـبـاراتِ ، كـلَّـتِ
192. و مـا عنـهُ لـم تُفصِـحْ ، فإنَّـكَ أهـلُـهُ،و أنـتَ غريـبٌ عنـهُ ، إن قـلـتَ ، فاصـمُـتِ
193. و في الصَّمتِ سَمتٌ ، عنـدهُ جـاهُ مُسكـةٍ،غــدا عـبـدَهُ مــن ظـنَّـهُ خـيـرُ مسـكـتِ
194. فكُنْ بصراً و انظرْ ، و سمعاً و عِهْ ، و كـنْلسـانـاً و قُــلْ ، فالجَـمـعُ أهــدَى طريـقـةِ
195. و لا تتَّبـع مـن سـوَّلـتْ نفـسَـهُ لــهُ،فـصـارَتْ لـــهُ أمَّـــارةً ، و اسـتـمـرَّتِ
196. و دَعْ ما عداهَا ، واعـدُ نفسـكَ فهـي مـنْعِـدَاهـا ، و عُــذ منـهـا بأحـصَـنِ جُـنَّــةِ
197. فنفسـيَ كانـت ، قبـلُ ، لـوَّامـةً مـتـىأُطعهَـا عَصَـتْ ، أو أعـصِ كانـت مُطيعـتـي
198. فأوردتُهـا مـا المـوتُ أيـسـرُ بعـضِـهِ،و أتعبتُـهـا ، كـيـمَـا تـكــونَ مُريـحَـتـي
199. فـعـادَتْ ، و مهـمـا حُمِّلَـتْـهُ تحمَّـلـتـهُ مِـنـي ، و إن خـفَّـفـتُ عـنـهـا تـــأذَّتِ
200. و كَّلفتُـهـا ، لا بــلْ كفـلـتُ قيَـامـهَـابتكليـفِـهَـا ، حـتــى كـلِـفْـتُ بكُـلـفـتـي


201. و أذهبتُ ، فـي تهذيبهـا ، كـلَّ لـذَّةٍ،بإبعـادهـا عــن عـادِهـا ، فاطـمـأنَّـتِ
202. و لم يبـقَ هـولٌ دونهَـا مـا ركِبتُـهُ،و أشـهـدُ نفـسـي فـيـه غـيـرَ زكـيَّـةِ
203. و كلُّ مقـامٍ ، عـن سلـوكٍ ، قطعتُـهُ،عـبـوديّــةً حقَّـقـتُـهـا ، بـعُــبــودةِ
204. و كنـتُ بهاصبـاً ، فلمَّـا تركـتُ مـاأريــدُ ، أرادَتـنـي لـهــا و أحـبَّــتِ
205. فصِـرتُ حبيبـاً ، بـل محبّـاً لنفسِـهِ،و ليـسَ كقـولٍ مــرَّ ، نفـسـي حبيبـتـي
206. خرجتُ بهـا عنـي إليهـا ، فلـمْ أعُـدإلــيَّ و مثـلـي لا يـقــولُ بـرجـعـةِ
207. و أفردتُ نفسي عن خروجـي تكرُّمـاً،فلـمْ أرضهَـا ، مـن بعـدِ ذاكَ ، لصحبَتـي
208. وغُيِّبتُ عن إفـرادِ نفسـي ، بحيـثُ لايُزاحمُـنـي إبــداءُ وصــفٍ بحضـرَتـي
209. و هَا أنا أُبدي ، في اتِّحـادي ، مبدئـي،و أُنهـي انتهائـي فـي تـواضُـعِ رِفعَـتـي
210. جَلَتْ ، في تجلِّيها ، الوجـودَ لناظـري،فـفـي كــلِّ مـرئـيٍ أراهــا بـرؤيــةِ
211. و أُشهدتُ غيبي ، إذ بدَتْ ، فوجَدْتُنـي،هُنـالـكَ ، إيّـاهـا ، بجـلـوةِ خـلـوتـي
212. و طاحَ وجودي في شهودي ، وَ بِنْتُ عنوُجـودِ شهـودي ، ماحِيـاً ، غيـرَ مُثـبـتِ
213. و عانقتُ ما شاهدتُ في محـوِ شاهـديبمشهـدهِ للصَّحـوِ ، مـن بـعـدِ سكـرتـي
214. ففي الصَّحو ، بعدَ المحوِ ، لم أكُ غيرَهَا،و ذاتــي بـذاتـي ، إذ تحَـلـت تجـلَّـتِ
215. فوصفي ، إذ لم تُدعَ باثنيـنِ ، وصفُهَـا،و هيئتُـهَـا ، إذ واحــدٌ نـحـنُ ، هيئـتـي
216. فإن دُعِيَتْ كنتُ المُجيـبَ ، و إن أكـنْمنـادًى أجابـت مـنْ دعـانـي ، و لـبَّـتِ
217. و إن نطقَتْ كُنتُ المناجـي ، كـذاكَ إنْقصَصـتُ حديثـاً ، إنَّـمـا هــي قـصَّـتِ
218. فقدْ رُفِعَتْ تاءُ المخاطَبِ بيننـا ، و فـيرَفعِهَـا ، عـن فُرقـةِ الـفـرقِ ، رِفعَـتـي
219. فإن لـم يُجـوِّزْ رؤيـةَ اثنيـن واحـداًحِجَـاكَ ، و لــم يثـبـت لبُـعـدِ تثـبُّـتُ
220. سأجْلـو إشـاراتٍ ، عليـكَ ، خفِـيـةً،بـهـا كعِـبـاراتٍ ، لـديّــكَ ، جَـلـيّـةِ
221. و أُغربُ عنها مُغرباً ، حيثُ لاتَ حـينَ لـبـسٍ ، بتبيـانـي سـمـاعٍ و رؤيــةِ
222. و أثبـتُ بالبرهـانِ قولـي ، ضـاربـاًمـثـالَ مـحـقٍّ ، و الحقيـقـةُ عُـمـدَتـي
223. بمتبوعةٍ ، يُنبيكَ ، في الصَّرعِ ، غيرُهـاعلـى فمِهـا فـي مسِّهـا ، حيـثُ جُـنَّـتِ
224. و مِـنْ لُغـةٍ تبـدو بغـيـرِ لسانـهـا،علـيـهِ بـراهـيـنُ الأدلَّـــة صـحــتِ
225. و في العلمِ ، حقاً ، أن مُبدي غريبِ مـاسمعتَ سواهَا ، و هـيَ فـي الحـسِّ أبـدتِ



226. فلـو واحـداً أمسيـتَ أصبحـتَ واجـداً،مُنـاَزلـةً ، مــا قلـتـهُ عـــن حقـيـقـةِ
227. و لكن على الشِّركِ الخفِّـي عكفـتَ ، لـوعرفـتَ بنفـسِ ، عـن هـدى الحـقِّ ، ضلَّـتِ
228. و فـي حُبِّـهِ مَـنْ عـزّ توحيـدُ حِـبِّـهِ،فبالـشِّـركِ يصـلـى مـنـهُ نــارَ قطيـعـةِ
229. و ما شانَ هذا الشأنَ منكَ سِـوى السِّـوى،و دعـواهُ ، حقّـاً ، عنـكَ إن تُـمـحَ تثـبُـتِ
230. كذا كنتُ حينـاً ، قبـلَ أن يُكشَـفَ الغِطَـامِــنَ الَّلـبـسِ ، لا أنـفـكُّ عــن ثنـويَّـةِ
231. أروحُ بفـقـدٍ ، بالشـهـودِ مـؤلِّـفـي،و أغــدوا بـوَجْـدٍ ، بالـوجـودِ مُشـتِّـتـي
232. يُفرِّقنـي لُبّـي ، التزامـاً ، بمحضَـري،و يجمعُنـي سَلبـي ، اصطـلامـاً ، بِغَيْبَـتـي
233. أخالُ حضيضي الصَّحوَ ، و السكرَ معرَجيإليهـا ، و مَحـوِي مُنتهـى قــابَ سِـدرتـي
234. فلمَّـا جَلـوْتُ الغيـنَ عنـي اجتليتُـنـيمفيقـاً ، و مِـنـي العـيـنُ بالعـيـنِ قــرَّتِ
235. و مِنْ فاقتـي ، سُكـراً ، غنيـتُ إفاقـةً،لـدى فَرقـي الثَّانـي ، فَجمـعـي كَوَحـدَتـي
236. فجاهِـدْ تُشاهـدْ فيـكَ منـكَ ، وراءَ مـاوصفـتُ ، سكونـاً عــن وجــودِ سكيـنـةِ
237. فمِن بعدَ مـا جاهـدتُ شاهـدتُ مشهـديو هـاديَّ لـي إيَّـايَ ، بــل بــيَ قُـدرتـي
238. و بـي موقفـي ، لا بـلْ إلـيَّ توجُّهـي،كـذاكَ صـلاتـي لــي ، و مِـنَـى كعبـتـي
239. فـلا تـكُ مفتونـاً بحسـنِـك ، مُعجـبـاًبنفـسِـكَ ، موقـوفـاً عـلـى لَـبْـسِ غِــرَّةِ
240. و فارقْ ضـلالَ الفـرقِ ، فالجمـعُ مُنتِـجٌهُـــدى فِـرقــةٍ ، بـالاتِّـحـادِ تـحــدَّتِ
241. و صـرِّحْ باطـلاقِ الجمـالِ و لا تـقـلْبتقـيـيـدهِ ، مـيــلاً لـزخــرفِ زيـنــةِ
242. فكُـلُّ مَليـحٍ ، حُسنـهُ ، مِـنْ جَمالـهـا،مُعـارٌ لـهُ ، بــل حُـسـنُ كــلِّ مليـحـةِ
243. بها قيسُ لبْنـى هـامَ ، بـلْ كـلُّ عاشـقٍ،كمجـنـونِ لـيـلـى ، أو كُـثـيِّـرِ عَـــزَّةِ
244. فكلُّ صبَـا منهـم إلـى وصـفِ لَبْسِهَـا،بصـورةِ حُسـنٍ ، لاحَ فـي حُسـنِ صــورةِ
245. و مــا ذاكَ إلاَّ أنْ بَــدَتْ بمـظـاهـرٍ،فظنُّـوا سِـواهَـا ، و هــيَ فيـهـا تجـلَّـتِ
246. بَـدَتْ باحتِجـابٍ ، و اختفـتْ بمظـاهـرٍعلـى صِبـغِ التَّلـويـنِ فــي كــلِّ بَــرزةِ
247. ففـي النَّـشـأةِ الأولــى تــرَاءتْ لآدمٍبمظهـرِ حَــوّا ، قـبـلِ حُـكـمِ الأمـومـةِ
248. فهـامَ بهـا ، كيمَـا يكـونَ بـهـا أبــاً،و يظـهـرَ بالـزَّوجـيـنِ حُـكــمُ الُـبـنـوَّةِ
249. و كـان ابتـدا حُـبِّ المظاهِـرِ بعضَهـالبـعـضٍ ، و لا ضــدُّ يُـصَــدُّ ببـغـضـةِ
250. و مـا برِحَـتْ تبـدو و تخفَـى ، لِعلَّـةٍ،علـى حَسَـبِ الأوقـاتِ فــي كــلِّ حِقـبـةِ



251. و تظهرُ للعُشَّـاقِ فـي كـلِّ مظهـرٍ،مـنَ الَّلبـس ، فـي أشكـالِ حُسـنٍ بديعـةِ
252. ففي مـرَّةٍ لُبنـى ، و أُخـرى بُثينـةً،و آوِنَــةً تُـدعَــى بـعــزَّةَ عـــزَّتِ
253. و لسنَ سِوَاها ، لا و لا كُـنَّ غيرهَـا،و ما إنْ لها ، فـي حُسنهـا ، مـن شريكـةِ
254. كـذاكَ بحكـمِ الاتِّـحـادِ بحُسنـهَـا،كمَـا لـي بَـدَت ، فـي غيرِهَـا و تزيَّـتِ
255. بـدوتُ لهـا فـي كـلِّ صـبّ متيَّـمٍ،بـــأيِّ بـديــعٍ حُـسـنُـهُ و بــأيَّــةِ
256. و ليسُوا ، بغيري في الهـوَى ، لتقـدُّمٍعلـيَّ ، لسبـقٍ فــي اللَّيـالـي القديـمـةِ
257. و ما القومُ غيري في هواهَـا ، و إنَّمـاظهـرتُ لهـم ، للَّبـس ، فـي كـلِّ هيئـةِ
258. ففي مـرَّةٍ قيسـاً ، و أخـرى كُثيـراً،و آونـــةً أبـــدو جـمـيـلَ بُثـيـنـةِ
259. تجَّليتُ فيهم ظاهـراً ، و احتجبـتُ بـاطِنـاً بِهـم ، فاعـجَـبْ لكـشـف بسـتـرةِ
260. و هُنَّ و هم ، لا وَهْـنَ وَهْـمٍ مظاهـرٌلـنـا ، بتجلِّيـنـا بـحُــبٍّ و نـضــرةِ
261. فكلُّ فتى حُـبٍّ أنـا هـو ، و هـيَ حِبُّ كـلِّ فتـى ، و الكـلُّ أسـمـاءُ لُبـسـةِ
262. أسامٍ بهـا كنـتُ المسمَّـى ، حقيقـةً،و كنـتُ لـيَ الـبـادي بنـفـسٍ تخـفَّـتِ
263. و ما زلتُ إيَّاها ، و إيَّـايَ لـم تـزلْ،و لا فـرقَ ، بـل ذاتـي لِـذاتـي أحـبَّـتِ
264. و ليس معي ، في الملكِ ، شئٌ سِـوَايَو المعيَّـةُ لـم تخـطُـرْ عـلـى ألمعـيَّـةِ
265. و هذِي يَـدي ، لا أنّ نفسـي تخوَّفـتْسـواي ، و لا غيـري ، لخيـري ، ترجَّـتِ
266. و لا ذلَّ إخمـالٍ لذكـري توقّـعـتْ،و لا عِــزّ إقـبـالٍ لشـكـري تـوخّــتِ
267. و لكن لصدِّ الضّدِّ عـن طعنـه علـىعُــلا أولـيـاءِ المنجـديـنَ ، بنـجـدتـي
268. رجعـتُ لأعمـالِ العبـادةِ ، عــادةَ،و أعــددتُ أحـــوالَ الإرادةِ عُـدَّتــي
269. و عُدتُ بنسكي ، بعد هتكي ، وعُدتُ منْخـلاعـةِ بسـطـي ، لانقـبـاضٍ بعِـفّـةِ
270. و صُمتُ نهاري ، رغبةً فـي مثوبـةٍ،و أحييـتُ ليلـي ، رهبـةً مــن عقـوبـةِ
271. و عمَّـرتُ أوقاتـي بـوِرْدٍ لِــوَارِدٍ،و صَمْـتٍ لِسَمْـتٍ ، و اعتكـافٍ لحُـرمـةِ
272. و بنتُ عَنِ الأوطانِ ، هجـرانَ قاطـعٍمُواصلـةَ الإخـوانِ و اخـتـرت عُزلـتـي
273. و دققتُ فكري في الحَـلالِ ، تورُّعـاً،و راعَيـتُ ، فـي إصـلاحِ قوتـي ، قوَّتـي
274. و أنفقتُ من يُسـر القناعـةِ ، راضيـاًمـن العيـشِ ، فـي الدُّنيـا بأيسَـرِ بُلـغـةِ
275. و هذَّبـتُ نفسـي بالرّياضـةِ ، ذاهبـاًإلى كشفِ مـا ، حُجـبُ العوائـدِ ، غطّـتِ


276. و جرَّدْت ، في التَّجريدِ ، عزمي ، تزَهُّداً،و آثـرتُ ، فـي نُسكـي ، استجابـةَ دعوَتـي
277. متى حِلتُ عن قولي : أناهِيَ ، أو أقُـلْ،و حاشَـا لمثـلـي ، إنَّـهـا فــي حـلّـتِ
278. و لسـتُ علـى غيـبٍ أُحيلـكَ ، لا ولاعلـى مستحيـلٍ ، موجـبٍ َسَـلْـبَ حيـلـةِ
279. و كيفَ ، و باسْمِ الحـقِّ ظَـلّ تحقُّقـي،تـكـونُ أراجـيـفُ الـضّـلالِ مُخيـفَـتـي
280. و هَـا دِحيـةٌ ، وافَـى الأميـنَ نبّينـا،بصورتِـهِ ، فـي بــدءِ وحْــي النَّـبـوءةِ
281. أجبريلُ قُل لي : كـانَ دحيـةَ ، إذ بـدالِمُهـدي الهـدى ، فــي هيـئـةٍ بشـريّـةِ؟
282. و في علمِهِ ، مـن حاضريـهِ ، مزيّـةٌ،بماهـيّـةِ المـرئـيِّ مــن غـيـرِ مـريـةِ
283. يـرى مَلَكـاً يُوحـي إليـهِ ، و غـيـرُهُيــرى رجُــلاً يُـدعَـى لـديـهِ بصُحـبـةِ
284. و لي ، مِـن أتـمِّ الرُّؤيتَيـنِ ، إشـارةٌ،تُـنـزِّهُ عــن رأى الحـلـولِ ، عقـيـدتـي
285. و في الذِّكرِ ذكرُ اللبـس ليـس بمنكـرٍ،و لـم أعْـدُ عـن حكمـي كـتـابٍ و سُـنّـةِ
286. منحتُكَ علمـاً ، إنْ تُـرِدْ كشفَـهُ ، فَـردْسبيلـي ، و اشـرَع فـي اتِّبـاع شريعـتـي
287. فمنبَـعُ صـدِّى مـن شـرابٍ ، نقيـعـهُلـديَّ ، فدعـنـي مــن ســرابِ بقيـعـةِ
288. و دونكَ بحـراً خُضتُـهُ ، وَقـفَ الأُلَـىبساحـلِـهِ ، صـونـاً لمـوضِـعِ حُرمـتـي
289. و لا تقربـوا مـالَ اليتـيـمِ ، إشــارةٌلكـفِّ يــدٍ صُــدَّتْ لــه ، إذ تـصـدّتِ
290. و ما نالَ شيئاً منهُ غيـري سـوى فتَـىً،على قدمي ، في القبضِ والبسـطِ ، مـا فتـي
291. فلا تعشُ عن آثارِ سَيريَ ، و اخشَ غـينَ إيثـار غيـري ، و اغـشَ عيـنَ طريقتـي
292. فؤادي ولاهَا ، صاحِ ، صاحي الفؤادِ فيولايـةِ أمـري ، داخــلٌ تـحـتَ إمـرتـي
293. و مُلكَ مَعالي العِشقِ مُلكي ، و جُندي المَعـانـي ، و كــلُّ العاشقـيـنَ رعـيَّـتـي
294. فتى الحبِّ ، ها قدْ بِنتُ عنهُ بحكـمِ مَـنْيــراهُ حِجـابـاً ، فالـهـوَى دونَ رُتبـتـي
295. و جاوزتُ حدَّ العِشقِ ، فالحبُّ كالقِلـى،و عـن شـأوِ معـراجِ اتّحـاديَ ، رِحْلـتـي
296. فطِبْ بالهوى نفساً ، فقدْ سُدْتَ أنفـس العِبـادِ مِـنَ العُـبَّـادِ ، فــي كــلِّ أمَّــةِ
297. و فُز بالعُلى ، و افخر على ناسـكٍ عـلابظـاهِـرِ أعـمـالٍ ، و نـفــسٍ تـزكــتِ
298. و جُزْ مُثقلاً ، لـو خـفَّ طـفَّ مُوكَّـلاًبمنـقـولِ أحـكـامٍ ، و معـقـولِ حـكـمـةِ
299. و حُزبالـولا ميـراثَ أرفـعِ عــارفٍغــدا هـمُّـهُ إيـثـارَ تـأثـيـرِ هِـمَّــةِ
300. و تِهْ ساحباً ، بالسُّحبِ ، أذيـالَ عاشـقٍ،بوصـلٍ ، علـى أعْلـى المَـجَـرَّةِ جُــرَّتِ



301. و جُـلْ فـي فنـون الاتِّحـادِ و لا تَـحِـدْإلـى فئـةٍ ، فــي غـيـرهِ العـمـرَ أفـنَـتِ
302. فواحـدُهُ الجـمُّ الغفيـرُ ، و مَـنْ غــداهُ شِـرذمـةٌ ، حُـجَّــتْ بـأبـلـغِ حُـجَّــةِ
303. فمُـتَّ بمعنـاهُ ، و عِـشْ فيـهِ أو فمُـتْمُعـنَّـاهُ ، و اتـبَـعْ أُمَّــةً فـيــهِ أمَّـــتِ
304. فأنتَ بهـذا المجـدِ أجـدرُ مِـنْ أخـي اجتـهـادٍ ، مُـجِـدٍّ عــن رجــاءٍ و خِـيـفـةِ
305. و غيـرُ عجيـبٍ هـزُّ عطفيـكَ ، دونـهُ،بِـأهـنَـا ، و أنـهَــى لـــذَّةٍ و مـســرَّةِ
306. و أوصافُ من تُعزى إليهِ ، كـمِ اصطفَـتمِــنَ الـنَّـاسِ منْسـيّـاً و أسـمـاهُ أسـمَـتِ
307. و أنـتَ علـى مـا أنـتَ عنِّـى نـازحٌ،و لـيـسَ الثُّـريَّـا ، لـلـثـرَى ، بقـريـنـةِ
308. فطـورُكَ قـدْ بُلِّغتـهُ ، و بلـغـتَ فــوق طـورِكَ ، حيـثُ النَّفـسُ لـم تـكُ ظُـنَّـتِ
309. و حَدُّكَ هـذا ، عنـدهُ قِـفْ ، فعنـهُ لـوتقـدَّمـتَ شيـئـاً ، لاخـتـرقـتِ بـجــذوةِ
310. و قـدري ، بحيـثُ المـرءُ يُغبَـطُ دونـهُسُمُـوّاً ، و لكـن ، فـوق قـدركَ ، غِبْطـتـي
311. و كـلُّ الـوَرى أبـنـاءُ آدمَ ، غـيـرَ أنّني حُزْتُ صحـوَ الجمـع ، مـن بيـنِ إخوتـي
312. فسـعـي كليـمـيُّ ، و قلـبـي مـنـبَّـأُبـأحـمـد ، رؤيـــا مُـقـلـةٍ أحـمـديــة
313. و روحـي لـلأرواح روحٌ ، و كـل مـاتـرى حسنـاً فـي الكـون مـن فيـض طينتـي
314. فـذرْ لـي مـا قبـلَ الظهـورِ عرفـتُـهُخصوصاً ، و بي لـم تـدرِ فـي الـذَّرِّ رُفقتـي
315. و لا تُسمِنـي فيهـا مُريـداً ، فمَـنْ دُعـيمُـراداً لـهـا ، جَـذبـاً ، فقـيـرٌ لعصمـتـي
316. و ألـغِ الكُنـى عنِّـي ، و لا تَلـغُ ألكَنـاًبهـا ، فهـيَ مـن آثــارِ صيـغـةِ صنعَـتـي
317. و عن لقبي بالعارفِ ارجع ، فـإنْ تـرَ التَّنابُـزَ بالألـقـابِ ، فــي الـذِّكـرِ ، تُمـقَـتِ
318. فأصْغـرُ أتباعـي ، علـى عيـنِ قلـبـهِ،عـرائـسُ أبـكـارِ الـمـعـارفِ ، زُفَّـــتِ
319. جَنى ثمـرَ العرفـانِ مـن فـرعِ فِطنـةٍ،زكـا باتِّباعـي ، و هـوَ مـن أصـلِ فِطرتـي
320. فـإن سِيـلَ عـن معنـىً أتـى بغرائـبٍ،عـن الفهـمِ جلَّـتِ ، بـلْ عـنْ الوَهـمِ دقَّـتِ
321. و لا تدعُنـي فيـهـا بنـعـتٍ مـقـرَّبٍ،أراهُ بحـكـمِ الـجـمـعِ فـــرقَ جـريــرةِ
322. فوصلـيَ قطعـي ، و اقترابـي تباعـدي،و وُدِّي صَـــدِّى ، و انتـهـائـي بَـداءتــي
323. و في مَنْ بهـا ورَّيـتُ عنِّـي ، و لـمْ أُرِدْسـوايَ ، خلعـتُ اسمـي و رسمـي و كنيتـي
324. فسِـرتً إلـى مـا دونَـهُ وَقـفَ الألَـى،و ضـلَّـتْ عـقـولٌ ، بالـعـوائـدِ ضـلَّــتِ
325. فلا وَصْفَ لي ، و الوصفُ رَسمٌ ، كذاكَ الاسـمُ وَسـمٌ ، فـإن تَكنـى ، فكَـنِّ أوِ انـعـتِ



326. و مِـن أنـا إيّاهـا إلـى حيـثُ لا إلـىعَرَجْـتُ ، و عَطَّـرْتُ الـوجـود برجعَـتـي
327. و عـنْ أنـا إيَّـايَ لبـاطـن حكـمـةٍ،و ظـاهـرِ أحـكـامٍ ، أقيـمـتْ لـدعـوتـي
328. فغايـةُ مجذوبـي إليـهـا ، و مُنتـهـىمُـراديـهِ مــا أسلفـتُـهُ ، قـبـلَ توبـتـي
329. و مِـنِّـي أوجُ السابقـيـنَ ، بزعمـهِـمْحضيـضُ ثَـرى آثــارِ مـوضـع وَطـأتـي
330. و آخـرُ مـا بعـدَ الاشـارةِ ، حيـثُ لاترقِّـى ارتـفـاعٍ ، وَضْــعُ أوَّلِ خَطْـوتـي
331. فـمـا عـالـمٌ إلاَّ بفضـلـي عـالــمٌ،و لا نـاطـقٌ فــي الـكـونِ إلاَّ بِمِدْحـتـي
332. و لا غروَ أن سُدْتُ الألَى سبقوا ، أو قـدْتمسَّكـتُ ، مــن طــهَ ، بـأوثـقِ عُــروةِ
333. عليهـا مـجـازيُّ سـلامـي ، فإنَّـمـاحقيـقـتُـهُ مـنِّــي إلَّــــيّ تـحـيَّـتـي
334. و أطيـبُ مـا فيهـا وجــدتُ بِمبـتـداغرامـي ، و قـدْ أبـدَى بِهَـا كــلَّ نــذرةِ
335. ظهوري ، و قـدْ أخفيـتُ حالـيَ مُنشـداًبهـا ، طـربـاً ، و الـحـالُ غـيـرُ خفـيَّـةِ
336. بدتْ ، فرأيتُ الحزمَ في نقـضِ توبتـي،و قـامَ بهـا عنـدَ النُّـهـى عُــذرُ مِحنـتـي
337. فَمنها أمانـي مـنْ ضَنـى جسـدي بِهـا،أمـانـيُّ آمــالٍ سَـخَـتْ ، ثــمَّ شـحَّـتِ
338. و فيها تلافـي الجسـمِ ، بالُّسقـمِ صحَّـةِلـه ، و تــلافُ الَّنـفـسِ نـفـسُ الفـتـوَّةِ
339. و مَوتـي بِهـا ، وَجـداً ، حيـاةٌ هنيئـةٌ،و إنْ لـم أمُـتْ فـي الحـبِّ عِشـتُ بغُصّـةِ
340. فيـا مُهجتـي ذوبـي جَـوىً و صبابـةً،و يـا لوعَتـي كونـي ، كــذاكَ ، مُذيبـتـي
341. و يا نارَ أحشائي أقيمي ، مِـنَ الجـوَى،حَنايَـا ضُلوعـي ، فـهـيَ غـيـرُ قويـمـةِ
342. و يا حُسنَ صبري ، في رِضى من أُحبُّها،تجمَّـل ، و كـن للدَّهـرِ بـي غيـرَ مُشمِـتِ
343. و يا جَلَدي ، فـي جنـبِ طاعـةِ حُبِّهـا،تحمَّـل ، عَـداَكَ الـكَـلُّ ، كُــلَّ عظيـمـةِ
344. و يا جسَدي المُضنَى تسَـلَّ عـن الشِّفَـا،و يـا كبِـدي ، مَــنْ لــي بــأنْ تتَفتَّـتـي
345. و يا سقَمـي لا تُبْـقِ لـي رَمقـاً ، فقـدْأبـيـتُ ، لبُـقـيـا الـعِــزِّ ، ذُلَّ البـقـيَّـةِ
346. و يا صحَّتي ، ما كانَ من صُحبتي انْقضى،و وصلُـك فـي الأحـشـاءِ ميـتـاً كهـجـرَةِ
347. و يا كُلَّ ما أبقَى الضَّنـى منِّـي ارتحِـلْ،فمـا لَـكَ مــأوىً فــي عـظـامٍ رميـمـةِ
348. و يا مـا عسَـى منِّـي أُناجـي ، توهُّمـاًبيـاءِ الـنّـدا ، أُونِـسـتُ مـنـكَ بوحـشـةِ
349. و كلُّ الَّذي ترضـاهُ ، و المـوتُ دونَـهُ،بــهِ أنــا راضٍ ، و الصَّبـابـةُ أرضَــتِ
350. و نفسـيَ لـمْ تجـزَعْ باتلافهَـا أسـىً،و لـو جَزِعَـتْ كـانـت بغـيـري تـأسَّـتِ

الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-05-2012
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: التائية الكبرىِ المسماة بنظم السلوك

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
منهج العلماء الربانيين في مواجهة الأزمات عبدالقادر حمود مقالات مختارة 3 03-20-2013 01:10 AM
كتاب مخ العبادة لأهل السلوك والأرادة عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 12-09-2012 07:43 AM
السلوك إلى ملك الملوك ( تائية الشرنوبي ) أبو يوسف رسائل ووصايا في التزكية 10 01-26-2012 09:42 AM
خدعة روزفيلت في الحرب الثانية عبدالقادر حمود ركن التاريخ 0 12-31-2011 01:05 PM
الشيخ محمد زكى إبراهيم -التواضع بداية السلوك الى الله -فيديو عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 0 11-07-2011 04:40 PM


الساعة الآن 09:34 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir