أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           

ركن وادي الفرات نادي مختص بتراث وتاريخ المنطقة الشرقية من سوريا

إضافة رد
قديم 08-17-2009
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي نفحات من اللهجة الديرية

دراسات لغوية نفحات من اللهجة الديرية


د . زهير حسون

في هذا البحث استطاع الدكتور الباحث زهير حسون من خلال تعامله مع انتروبلوجيا اللغة تفجير الكثير من المعطيات التاريخية المتعلقة بالتراث الاجتماعي والفكري والأخلاقي في منطقة الفرات ، مثلما فجر فينا نحن ذكريات الماضي وفتح أبوابها على الكثير

من القضايا ذاتها التي علمنا إياها وزرعها فينا من غادرنا من أهلنا الذين أحببناهم... لقد كان الباحث فيما قدم هنا أديبا وفقيه لغة وقاصا بارعا .‏

عدنان عويد‏

الفرات وحرصا منها على تعميم الفائدة تنشر هذه المحاضرة التي ألقاها الباحث الدكتور زهير حسون في أصبوحة أدبية بفرع اتحاد الكتاب العرب بدير الزور .‏

ستتناولُ مقالتي هذه فصيحَ لهجتِنا والتي يحاول بعضُ مثقفينا إنكارَها علينا بينما يحاول متشدقو التحضرِ والتقدمِ والمنادون بهِما استبدالَ هذا الفصيحِ رغم جمالِه بلهجاتٍ ولكناتٍ ممجوجةٍ لاتمتُ إلى العربيةِ بصلة ، وأصبوحتي هذه هي نُتفٌ من بحثٍ طويل مسندٍ بالشواهد والأدلّةِ والمراجعِ ، تناول اللهجةَ الديرية كما نطق بها الأوائل ، ويؤكد ذلك أشعارُهم وأمثالُهم وأمهاتُ كتبِهم ، بل وما جاء به قرآنُنا العظيمُ مؤكداً صحةَ وفصاحةَ الكثيرِ من مفرداتِها .‏

وأنا لست من دعاةِ العاميّة ، بل على العكس ، من المدافعين عن العربية حتى العظم ، لجمالِها أولاً ولأنني عربيٌ ولأنها لغةُ القرآنِ كما قال رسولُنا العظيم (ص) .‏

وإذا ما جِلتُ بذاكرتي بين مكوناتِ وجودِنا كالأرض والإنسان وتراثِه وثقافتِه التي تشكلُ اللغةُ ـ واللهجةُ جزءٌ منها ـ عاملََها الأساسَ فسأجدُ المفرداتِ المتعلقةَ بالأرضِ وقد تغيرت ، فالحارةُ والزابوقُ والجادّةُ والخرابةُ والقرنةُ محطاتُ ألعابِنا الشعبيةِ ، من الضايع والغمييةِ إلى الحوري والمستراحِ ، مفرداتٌ يجهلها تماماً جيلُ اليوم . وبات الفراتُ العظيم غريباً بفرعيه النهرين ، بحويقتِه وحويجاتِه وجسريِّه الصغيرِ والكبيرِ أو إن شئت قل : العتيق والجديد ، أما كسرُه وعصعوصُه وماردُه ومعبارُه وجرفُه ، وتلّة الديرِ التي تعتليه ، والزحلقينات المنصبةُ على واديه ، فعندما تتحدثُ عنها فكأنك تتحدث عن نهرِ آخرَ من أنهارِ الدنيا العجابِ ، ولم يُبقِ الدهرُ منها إلا مخاضاتِه ، ومع هذا فالذكرى عنه جميلةٌ حتى وهي تحمل بين طياتِها صورةَ أمٍ هَبِلَت لفقدِ ابنها الذي بلعته مياهه ، صورتُها وهي مباريةٌ الشطِّ ، حاملةً رغيفَ الخبزِ تلقّمُه النهرَ ، ليُخرجَ لها ابنَها بعد طولِ انتظارٍ ، ثم ترضى منه بعد أن أيَّست بجثة تُدفن في قبرٍ معلومٌ صاحبُه على الأقل .‏

أما صورة بيوتِنا القديمةُ ذات التكييف الرباني ، بما حوته من رواقٍ وكاشفٍ وعليّةٍ وطنيرةٍ وسراديبَ كانت غرفَ مونتِنا وأماكنَ قايلتنا التي ننام فيها نوماتٍ هانئةٍ مخشفين ومفنخرين . أما مشراقتُه وبسطتُه ، فكن أريحياً في حديثك عنها . ومع تلكَ الصور تجيء دكة رمضان وصبّة الجيران لتعكس علاقاتٍ اجتماعيةً وتكافليةً صادقةُ ، وتعبقَ بمشاعرَ أخويةٍ صادقةٍ يفوح عبقُها ، نفتقدها اليومَ حتى ضمنَ أسرِنا الصغيرةِ ، نتمنى عودتَها من القلبِ ، فهي لم تعدْ موجودةً إلا في حكاياتِ من بقى من الجدات وهنَّ يقُلنَ لك : لاعشتُ ولاعاش قلبي وعمري ، وقربانه وفِدوة ، وعزّ ، وعزا ببيتها ، وهي تتحدث لك عن عزيزٍ أو عزيزةٍ ، أو وهي تتكلمُ لك عن زواجِها وهي حييِِّةٌ محتشمةٌ لما رافقه بِدءاً من الخطابّةِ إلى الزفّةِ وما بينهما من طقوسٍ : من الحفّافةِ إلى الحوّافة إلى الصمْدةِ والزفّافةِ إلى سفطِ ذهبها الزغير ، وصندوقِ هدومها المعظم . أو عن ابنِها وطَهورِه ، وكيف كانت تناغيه أو تهدي له الهديواتِ أو لما صار يدرجُ، أو ذهابِِه للكُتّابِ وما رافقَ ذلك من أهازيجَ جميلةٍ مازالت حافظتُها تذكُرُها بكفاءةٍ ودقةٍ ، ثم روحتِه للإجباري ، ثم خطبتِه وزواجِه ، وقد تحدثُك عن وفاتُه ، وما رافقها من معادةٍ ونعيواتٍ وهكذا .‏

وأجدني أمام إبداعٍ فطريٍ رائعٍ للديرية الأولى وهي تستعيرُ من محيطِها مفرداتٍ رائعةً وظّفتها في حياتِها اليوميةٍ ثم ورّثـتها لحفيداتِها من جداتِنا وأمهاتِنا ، لتقولَ لك الواحدة منهن مثلاُ متأسيةُ على أطفالٍ تركهمْ معيلُهم وغادر الحياةََ الدنيا ، مستعيرةً الصورةََ من محيطِها الصحراوي ، وقد أحاطت به رمالُها : مساكين لساهم دكك أو دكداك . أو وهي تصفُ لك الماءَ وهو يدلعب ، والدَّعْلبةُ والدِّعلبة هي الناقةُ السريعةُ . ولا أنسى أن أُبدي إعجابي بمفرداتٍ كثيرةٍ ، منعني احترامي للذوقِ الاجتماعي من الخوضِ في تفاصيلها رغم روعةِ اشتقاقِها ودقةِّ استخدامِها , وأذكر منها: ركراكة وجفت وغيرهما.‏

ومن لهجتنا ماجاء فصيحاً استخدمناه كما هو كما في قولنا :‏

استلغى ، استمكن ، استهشّ ، أمر مني ، انزوى ، تمسكن وتبكبك ، جمغ ، زين وشين ، سقيع ورقيع ، كفخ ،‏

لخّ ولاخ ولبّة ولوله ، وهبد وهطر ، ملخ وممحلة وممحي ومصدّق ومصران ومحش ، نسيب ، ياخيبتي ، و يحط ويشيل ، يصول ويجول والكثير الكثير .‏

ومنه ما جاء مستبدِلاً حرفاً من الفصيح مثل : انجطل وصحيحها انجدل ، وأنجص وصحيحها أنشص ، وحنجلة وصحيحها حنكلة ، ومكنفش وصحيحها مقنفش .‏

ومنه ما جاء على الضّدِ كما في قولنا عن المُقعدِ تيمناً : مقعطل والقَعْطلُ هو السريع ، أو البوش عن الفارغِ والبَوْشُ هو الكثير .‏

وبعد أن قدمت صورةً بسيطةٍ للهجتِنا ودورِها في التوثيقِ لبعضِ مراحلِ حياتِنا الاجتماعيةِ وتصويرِها ــ والتراثُ اللهجيُّ تسجيلُ أمينٌ لهذا ــ سأحاول وبإيجاز أيضاً أن أُوردَ فنوناً حرفية وصوتية أدّت إلى تنوعِ لهجتِنا وشموليتِها ، بعد أن أَسقطتُ ذلك على العربيةِ .‏

وفي ذلك كلِه أنا أتحدثُ عن لهجة المدينةِ فقط ، وأوردتُ وأُوردُ ما ثبتَ فصاحتُه في كلامِ العربِ ، شعرِه ونثرِه وحِكَمِهم ووصاياهُم ، ثم ما في القرآنِ الكريمِ وقراءاتِه ، صحيحِها وشاذِّها ، التي وجدتْ مَنْ احتجّ لها ووثقَ (كابن جنّي ) . وقال أبو حيّان : والقراءاتُ جاءتْ على لغةِ العربِ قياسِها وشاذِّها.‏

فما فنونُ العربيةِ التي أسقطتها على لهجتِنا ؟ هذا ما سنقرؤه في عدد الغد ان شاء الله‏



جريدة الفرات
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-17-2009
  #2
علاء الدين
عضو شرف
 الصورة الرمزية علاء الدين
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: syria
المشاركات: 1,083
معدل تقييم المستوى: 17
علاء الدين is on a distinguished road
افتراضي رد: نفحات من اللهجة الديرية

مشكوووووووووووووور وجزاك الله كل خير
فما فنونُ العربيةِ التي أسقطتها على لهجتِنا ؟ هذا ما سنقرؤه في عدد الغد ان شاء الله‏

نحن بالانتظار
علاء الدين غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-19-2009
  #3
admin
مدير عام
 الصورة الرمزية admin
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: uae
المشاركات: 717
معدل تقييم المستوى: 10
admin تم تعطيل التقييم
افتراضي رد: نفحات من اللهجة الديرية

دراسات لغوية . . نفحات من اللهجة الديرية ( 2 )


د . زهير حسون
الثلاثاء/18/8/2009
في هذا البحث استطاع الدكتور الباحث زهير حسون من خلال تعامله مع انتروبلوجيا اللغة تفجير الكثير من المعطيات التاريخية المتعلقة بالتراث الاجتماعي والفكري والأخلاقي في منطقة الفرات ، مثلما فجر فينا نحن ذكريات الماضي وفتح أبوابها على الكثير من القضايا

ذاتها التي علمنا إياها وزرعها فينا من غادرنا من أهلنا الذين أحببناهم... لقد كان الباحث فيما قدم هنا أديبا وفقيه لغة وقاصا بارعا .‏

عدنان عويد‏

الفرات وحرصا منها على تعميم الفائدة تنشر هذه المحاضرة التي ألقاها الباحث الدكتور زهير حسون في أصبوحة أدبية بفرع اتحاد الكتاب العرب بدير الزور .‏

فما فنونُ العربيةِ التي أسقطتها على لهجتِنا ؟‏

القلب :‏

وهو تقديمُ أو تأخيرُ حرفٍ أو أكثرَ في اللفظِ الواحدِ مع حفظِ معناه . وقد سمّاه البعضُ التبادلَ المكانيَّ ، وقد كثُرت صورُه في العربيةِ وكثُرَ معها الخلافُ والاختلافُ بشأنه حتى بات من سُننِ العربيةِ كما قال ابن فارس . ومن صورِه ما ورد في مصحف ابنِ مسعود : من كل فجٍ معيق عن قوله جلّ وعلا : من كل فجٍ عميق .‏

أما صوره في لهجتنا فكثيرةُ منها : دحّق ، قضب ، أيّس ( التي قال فيها تاج العروس : إنها مقلوب يئس ولا مصدر لها ) .‏

كما أننا نقلب الهمزةَ المتوسطةَ إلى ياءٍ كما في قولنا : توضيت وبديت ُ .‏

ونقلب الهمزة ياءً كما مشّاء وبكّاء التي تصبح : مشّاي وبكّاي.‏

وقد استهدف القلبُ أساساً التخفيفَ من ثقل المقلوبِ ، واعتبره البعضُ مرحلةً من مراحلِ النطقِ وتعلمِه واستشهد على ذلك بمشاهدتِه عندَ الطفلِ في مراحلِ نطقِه الأولى وتطورِ كلامِه .‏

الإمالة :‏

وهو أن يُنحى بالفتحةِ نحوَ الكسرةِ . وقد قالوا : إنّ الفتحةَ من جنسِ الألفِ، والكسرةُ من جنسِ الياءِ ، والفرقُ بينهما هو فرقٌ في الكمِّ فقط . وعليه فإنّ الألفَ تُمال لتصبحَ وكأنها ياءٌ خفيفةٌ إذا ما جاء الحرفُ الذي يليها مكسوراً.‏

ونحن نقول : أنا قيتله لو ما أبوه . ومثلها : ريكب ، ضيرب ، عيبد ، قيهر، نييِم ، شيرب وغيرها .‏

فنحن نميل كلَ اسمِ فاعلٍ أصلُه فعلٌ ثلاثيٌ . كما نُميل الصفاتَ التي على وزن فعيلة ، مثل : طويلة ، جميلة لتصبح : طويلِه ، جميلِه . وتلك التي على وزن فاعلة كآخِرَة التي تصبح : آخْرِه . والتي على وزن فُعلى ، كحُبلى التي تصبح : حبلِه .‏

وقد ذكر سيبويه أنّ : الإمالةَ ليست في لهجةِ أهلِ الحجازِ بعد أن ذكر طَرفاً من إمالة تميمٍ ومَنْ تابعهم .‏

الاستنطاء:‏

وهو ظاهرةُ استبدالِ العينِ الساكنةِ نوناً إذا ما جاورتْ الطاءَ .‏

كما في : أعطى التي نقولها : انطى .‏

وهذا رسولُنا الكريم (ص) يكتب لأحدِهم وثيقةً تقول : هذا ما أنطى محمدٌ رسولُ اللهِ لتميمٍ الداري ِّ وإخوتِه ....‏

وهذا طلحةُ والحسنُ (رض) يقرآن : إنا أنطيناكَ الكوثرَ ....‏

وهذا الأعشى يقول :‏

جيادُك خيرُ جيادِ الملوكِ تُصان الجِلالَ وتُنطَى الشَعيرا‏

الإدغام :‏

وهو تقريبُ صوتٍ مِنْ صوتٍ وهو المماثلةُ عند المحدثين مِنْ علماءِ اللغةِ.‏

وكثيرةٌ هي صورُه في لهجتِنا :‏

ـ إدغام التاء والدال : كما في وَتَد التي تصبح ودّ في لهجِتنا .‏

ـ إدغام التاء والطاء كما في يطّوى ويطّوعون .‏

ـ إدغام التاء والسين كما في قولنا : يسّمعون .‏

وقوله تعالى : لايسّمعون إلى الملأ الأعلى ويُقذفون من كلِ جانبٍ .‏

التشديد :‏

ونكاد نشدّدُ في الأفعالِ جميعاً ، ونقصد من ذلك المبالغةَ أو التكرارَ أو الإشارةَ إلى شدّةِ الفعلِ ، كما في : بشّر ، قتّل ، كسّر ، وجمّع .‏

وقد أوردَ القرآن الكريمُ الصيغتين ، فتارةً نراه يشدّدُ بقوله :‏

إنّ الله يبشّرُك .‏

وأخرى يخفِّف بقوله : إنّ الله يَبشَرُك َ .‏

الوقف :‏

وأكثرُ صورِه شيوعاً عندنا : الوقفُ بهاءِ السكْتِ ، كما في : هوَّ ه وهيّه .‏

كما وردَ في قرآننا الكريمِ في قوله تعالى : وما أدراك ماهِيه .‏

وقول حسان بن ثابت :‏

إذا ما ترعرع فينا الغلامُ فما أنْ يُقال له : من هُوَّه‏

الاقتطاع والحذف :‏

ففي الاقتطاعِ نقول : ريكب مرسيدس . والقصدُ أنّ فلاناً راكبٌ سيارة مرسيدس ، فاقتطعنا من الجملة كلماتٍ وتركنا ما دلّ عليها .‏

أما في الحذفِ فنقولُ : استحيتُ بدلَ استحييتُ ، حيثُ استثقلنا اجتماعَ يائين فحذفنا إحداها . ووافقنا تميماً في ذلك . وكذا في كلمة اثنتين التي تصبح : ثنتين .‏

قوله :‏

فقالوا لنا ثنتان لابدّ منهما صدورُ رماح أُشرعتْ أو سلاسلُ‏

إسقاطُ الهمز :‏

عن كل مهموز الآخر . فنقول : نبي ، خوابي ، دني ، وواطي . عن نبيء، خوابيء، دنيء ووطيء .‏

وبذا نكون قد خالفنا تميماً صراحة ، لكننا وافقنا قريشاً التي لا تهمز .‏

كما أننا نقصر الممدود وهو كلُ اسمِ مؤنثٍ ينتهي بالألف والهمزة ، مثل : صحراء ، خنساء ، هيفاء وما شابه لتُصبح : صحرا ، خنسا ، هيفا .‏

صيغة انفعل أو ما يسمى بصيغة المطاوعة :‏

وهي التي يُعبرُ فيها عن حدوثِ الفعلِ دون الإشارةِ إلى فاعله ، فنقول :‏

انكسر الصحن ، انفتلت الطاولة ، وانقشع الغيم . وكأنما قصدنا بذلك التعبيرَ عن المبني للمجهول .‏

العنعنة :‏

وهي ظاهرة تنقلب فيها فاءُ الفعلِ إن كانت ألفاُ إلى عينٍ ، كما في أنّ وأنين التي تصبح : عنّ وعنين . ثم تعدتها لتشملَ الألفَ حيثما كان موقعها من الكلمةِ ، مثل : يجأر التي تصبح : يجعر .‏

التصغير :‏

وبه تتميزُ لهجتُنا إذ نُصغرُ من نفسِ الكلمةِ دون إضافةِ صفة ٍ للمصغّرِ ، فنقول:‏

بويت وصحيحُها بييت بدلَ بيتٍ صغيرٍ . كما نصغّرُ تحبباً بقولنا : شكّور ، سعّود . وتحقيراً بقولنا : اشكيّر ، اسعيّد . أو استصغاراً بقولنا : وليد ، مريّه وسوكت .‏

الاشتقاق :‏

وشكلُه الأهم هو النحتُ أو ما يُدعى باشتقاق الكبّار حيث يتألف من كلمتين أو أكثر نستخلص كلمةً واحدةً جامعةً لمعاني الكلمات التي نُحتتت منها . كما في قولِنا : هساع ، هلحز ، شكون ، شمدريني واثنعش .‏

والنحتً ظاهرةٌ جاهليةٌ في أصولِها ، ولعل أقدمَ ما جاء في شعرِ العربِ منه قولُ عبدِ يغوث بنِ وقاصٍ الحارثي :‏

وتضحكُ مني شيخةٌ عبشميةٌ كأنْ لم ترَ قبلي أسيراً يمانيا ثم شاع النحتُ بعد الإسلامِ لصياغتِه عباراتٍ جديدةً يكررّها المسلمُ في كثيرٍ مما يَعْرِض له في شؤونِ حياتِه ومن أمثلته : البسملة ، الحمدلة ، الحوقلة ، الهيللة ، الحيعلة ، والحسبلة وغيرها .‏

والكشكشةُ آخرُ محطة في ترحالِنا في رحابِ لهجتنا ، فهل الـCH عربيةٌ أم دخيلة؟‏

صحيحٌ أنّ أحرفَ العربية ثمانيةٌ وعشرون إلا أنها عند بعضهم ثلاثون ، وزادها بعضهم إلى الثلاثةِ والثلاثين .‏

وهذه الـ CH هي إشكاليةُ لهجتِنا التي وبسببِها يُنكِر علينا الكثيرون عربيتَها ويكيلون اتهاماتِهم لها ، ولولاها لكانت لهجتُنا أقربَ اللهَجات للفصحى ، كون الديري قادراً على إخراجِ حروفِ العربيةِ صحيحةً فصيحةً .‏

وسأطرح أمامكم بعض ما ورد في المراجع في هذا الشأن :‏

ورد عنه (ص) قوله :‏

" من سرّه أن يقرأ القرآن رطباً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابنِ أمِ عبدٍ " . وقصد عبَدَ الله بنَ مسعود .‏

وقراءةُ ابنِ مسعود وردت كأحدِ القراءاتِ الصحيحةِ وليس الشاذةََ كما قد يخطر ببال أحدِنا ، رغم أنّ الشاذةََ وَجدتْ ـ كما أسلفتُ ـ من احتجّ بها ولها . وقد قرأ هذا الصحابي :‏

قد جعل ربشِ تحتشِ سرياً . ولم ينكر عليه الرسول العظيم ذلك .‏

( الأشموني 4/ 282) .‏

كما قرأ :‏

إنّ الله اصطفاسٍ وطهرَشِ (لهجات العرب 69 - المكتبة الثقافية ) .‏

وإذا ما ذهبنا إلى شِعرِنا العربي فإننا نجد مجنونَ ليلى يصف غزالاً ذكّره بالمعشوقةِ ليلى بقوله :‏

فعيناشِ عيناها وجيدشِ جيدُها ولكن عظمَ الساقِ منشِ دقيقُ‏

وثعلبُ ينشد :‏

ومن يحلل بواديشِ يعشْ‏

كما يسوقُ السيرافي عن ثعلبَ قولَه :‏

عليّ فيما أبتغي أبغيشِ بيضاء ترضيني ولاترضيشِ‏

وتطبّـي وِدّ بـني أبيشِ إذا دنــوتِ جعـلت تُـدنـيشِ ‏

حتى تنــقي نـقـيـقَ الــديشِ‏

واستشهد لها لسانُ العرب حيث يجعلون الشينَ مكانَ الكافِ في خطاب المؤنثِ تمييزاً لها ـ عن كافِ المخاطبِ ـ عند الوقف عليها بالسكون .‏

ثم توسعتْ الظاهرةُ لتشملَ الكافَ المؤنثةَ قي حالةِ الوصلِ ، ثم تطورت لتنقلبَ هذه الكاف الشينُ ، إلى تشِ في لهجتِنا ، وتتعداها إلى الكاف سواءً كانت في أولِ الكلمةِ أم في وسطِها أم في آخرِها .‏

وأترك للقارئ الإجابة .‏
__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات
admin غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-19-2009
  #4
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 18
ابوعبدالله is on a distinguished road
افتراضي رد: نفحات من اللهجة الديرية

هاي اشكون أخوي
خوش محاضرة
الله ينطيك العافية
كثـَّر منها حيل وميل
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-19-2009
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: نفحات من اللهجة الديرية

وشهد شاهد من أهلها
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-10-2009
  #6
ابو معاويه
الفقير الى الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 181
معدل تقييم المستوى: 16
ابو معاويه is on a distinguished road
افتراضي رد: نفحات من اللهجة الديرية

نفحات طيبة :sm5:
ابو معاويه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"اللهجة الديرية"... من العدنانية إلى الديرية عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 1 10-02-2013 05:22 AM
نفحات رمضانية ابو معاويه المواضيع الاسلامية 0 07-25-2013 12:53 PM
من نفحات الحرم العين الساهرة الانشاد والشعر الاسلامي 10 07-08-2012 02:06 AM
من اللهجة المكية شاذلي ركن وادي الفرات 6 09-15-2009 02:37 AM
اللهجة الديرية بين هذا وذاك محمّد راشد القسم العام 4 11-14-2008 10:51 PM


الساعة الآن 02:41 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir