أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           

إضافة رد
قديم 08-31-2008
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي أبو الدرداء الأنصاري حكيم الأمة



الصحابة الرواة ... أبو الدرداء الأنصاري حكيم الأمة
هو أبو الدرداء المتعبد، الزاهد، الحكيم، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال البخاري: اسمه عامر بن مالك، ولقبه: عويمر، وهو من الأنصار من الخزرج، قال عنه صلى الله عليه وسلم: “حكيم أمتي عويمر”، وكان الصحابة يقولون: “أرحمنا بنا أبو بكر، وأنطقنا بالحق عمر، وأميننا أبو عبيدة، وأعلمنا بالحرام والحلال معاذ، وأقرأنا أبي، ورجل عنده علم ابن مسعود، وتبعهم عويمر أبو الدرداء بالعقل”.


وإن جاز لنا أن نختصر سيرة أبي الدرداء الأنصاري في كلمات نقول: كان رضي الله عنه رجل علم وعمل، جمع الله له بين العلم والفقه وبين العمل والدعوة، وكان أبو ذر يقول له:”ما حملت ورقاء، ولا أظلت خضراء أعلم منك يا أبا الدرداء”، وكان عبد الله بن عمر يضعه في خانة العاقلين فكان يقول: حدثونا عن العاقلين، فيقال: من العاقلان؟ فيقول: معاذ وأبو الدرداء، وكان معاذ يضعه على رأس أربعة حازوا العلم، ويروى أنه لما حضرت معاذا الوفاة قالوا: أوصنا، قال: العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما قالها ثلاثا فالتمسوا العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء، وسلمان، وابن مسعود، وعبدالله بن سلام، الذي كان يهوديا فأسلم.

روى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء ترتيبه رقم 22 فيمن رووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من صحابته، كما روى عن زيد بن ثابت، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم جميعا، وذكر صاحب كتاب: “أسماء الصحابة وما لكل واحد منهم من العدد” أن أبا الدرداء من أصحاب المائة رضي الله عنهم، وعد له مائة حديث وتسعة وسبعين حديثا، اتفق البخاري ومسلم على حديثين منهما، وانفرد البخاري بثلاثة أحاديث، وانفرد مسلم بثمانية أحاديث، كما روى له أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وروى عنه من الصحابة نفر كثير وممن رووا عنه: أنس بن مالك، وفضالة بن عبيد الأنصاري، وعبد الله بن عباس، وأبو أمامة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وجبير بن نفير، وزيد بن وهب، وأبو إدريس الخولاني، وعلقمة بن قيس، وقبيصة بن ذؤيب، وزوجته أم الدرداء العالمة، وابنه بلال بن أبي الدرداء، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن يسار، ومعدان بن أبي طلحة، وأبو عبد الرحمن السلمي.

تأخر إسلامه


جاء إسلام أبي الدرداء متأخرا، ولكنه جاء متدفقا مندفعا دافعا إلى محاولة تعويض ما فاته، فقد كان رضي الله عنه من آخر الأنصار إسلاما، وكان يعبد صنما، وضعه في أشرف مكان في بيته، يضمخه كل يوم بالطيب، ويلقي عليه أفخر الثياب وأغلاها، وذات يوم عزم عبدالله بن رواحة، وكان صديقا لأبي الدرداء في الجاهلية ومقربا إلى نفسه، على أن يحرك عقل وتفكير صاحبه الذي لا يزال يعبد صنما رغم نور الإسلام الذي أضاء المدينة المنورة، وتلك من خصال الصحبة الصالحة ومن محاسنها، وظل يدعوه إلى الإسلام فيقول: يا عويمر، أترضى أن تكون آخر دارك إسلاما؟، وكان قومه قد أسلموا قبله، فيأبى أبو الدرداء، وذات يوم انطلق ابن رواحة قاصدا بيت أبي الدرداء، وقد بيت أمرا لعله يفيد في إثارة عقل صاحبه، وتحكي أم الدرداء فتقول: جاء عبدالله بن رواحة ودخل بيتي فسأل عن عويمر، فأخبرته أنه خرج آنفا، وكنت أمشط رأسي، فدخل ابن رواحة ومعه قادوم فأنزل الصنم وجعل يقدده “أي جعله قطعا”، وسمعت صوت القادوم وهو يضرب ذلك الصنم، فقلت: أهلكتني يا ابن رواحة، فخرج، وأقبل عويمر، فوجدني أبكي شفقا منه، فقال: ما شأنك؟، قلت: أخوك عبد الله بن رواحة دخل فصنع ما ترى، فنظر أبو الدرداء إلى الصنم المحطم، وغضب غضبا شديدا، ثم فكر وانكشف أمام عينيه فجأة زيف ما كان يفعل، وأحس للوهلة الأولى أنه أهان نفسه، وأهان عقله، وأهان إنسانيته، حين كان يعبد قطعة خشب، لا تضر، ولا تنفع، وأحس بنور الحقيقة يملأ قلبه، فجعل يجمع الصنم ويقول: ويحك هلا امتنعت؟، ألا دفعت عن نفسك؟، فقالت أم الدرداء: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد دفع عن نفسه ونفعها، فقال أبو الدرداء كمن استيقظ من سبات عميق: أعدي لي ماءً في المغتسل، فاغتسل، ولبس حلته ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إليه ابن رواحة مقبلا، فقال: يا رسول الله هذا أبو الدرداء، وما أراه إلا جاء في طلبنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “إنما جاء ليسلم، إن ربي وعدني بأبي الدرداء أن يسلم”.

عبادة التفكر


وقصة إسلام أبي الدرداء تبين أن الإنسان قد يكون في حاجة إلى صاعق يفجر فيه القدرة على إعادة التفكير في حاله، وتدعوه إلى إعادة ترتيب أحواله، وإلى الكثير من التفكير والاعتبار، ولا شك أنه فكر طويلا في اللحظة الفارقة بين الحق الذي أصبح فيه، والباطل الذي كان عليه، ولا شك أيضا أنه عرف قيمة أن يعقل الإنسان أفعاله وأقواله، فقد كان يمكن أن يبقى لاهيا سادرا في غيه، مقبلا على صنمه، مدبرا عن ربه وخالقه، لو أنه لم يُعمل عقله، ولو أن الله لم يهد قلبه إلى نور الإسلام، وهذا ما سوف يجعله فيما نظن يقبل على عبادة التفكر، ويتقن فن الاعتبار، حتى صار صاحب باع طويل في التفكر والتدبر، وكان قد تملكه حب العلم واشتد شوقه إلى الحقيقة، وعرف قيمة “فاعتبروا يا أولي الألباب”، فكان رضي الله عنه يحض نفسه وإخوانه على التعلم، والتفكر، وكان دائما يردد أمام سامعيه: “تفكُرُ ساعة خيرٌ من قيام ليلة”، حتى أن أم الدرداء حين سئلت: أي عبادة أبي الدرداء كانت أكثر؟ قالت: التفكر والاعتبار.

حرص أبو الدرداء رضي الله عنه على العلم، وكان حرصه على العمل بما يعلم أقوى وأشد، وكان ملازماً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال عنه الصحابة: “أتْبَعُنَا للعلم والعمل أبو الدرداء”، وكان يعلم الناس القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحثهم على طلب العلم، ويأخذ بأيديهم إلى الصواب، ويقول لأحدهم: “ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يعظم حلمك، ويكثر علمك، وأن تبارى الناس في عبادة الله تعالى”.

والذي يقرأ سيرة أبي الدرداء يلحظ أنه ربما لتأخر إسلامه آثر في إقباله على العبادات وإدباره عن الدنيا، كأنه يحاول أن يعوض ما فاته من فضل السبق الذي حازه الذين سبقوه، والقصة التي جرت وقائعها بين أبي الدرداء وسلمان الفارسي ويرويها البخاري لها دلالة واضحة على ما نقول، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بين أبي الدرداء وسلمان، وذات يوم جاءه سلمان يزوره، فرأى أم الدرداء متبذلة، يدل عليها ثيابها الرثة، ما دفع سلمان لأن يتساءل عن السبب وراء هذا المظهر، فقال سلمان لأم الدرداء: ما شأنك؟، قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، وهي تشير إلى أن أبا الدرداء يقوم ليله، ويصوم نهاره، وجاء أبو الدرداء مرحبا بأخيه سلمان، فصنع له طعاما، وقرب إليه الطعام، فقال سلمان: كُلْ معي، فقال أبو الدرداء: فإني صائم، قال سلمان: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل أبو الدرداء، ثم بات سلمان عنده، فلما كان الليل، ذهب أبو الدرداء يقوم فيتهجد ويصلي، فمنعه سلمان وقال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان قم الآن، فصليا، وكانت فرصة سلمان لكي ينصح أخاه النصيحة الغالية في عبادته وفي معاملته لأهله ولنفسه ولجسده فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، ولكن أبا الدرداء أبى إلا أن يستفتي رسول الله فيما قاله سلمان فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يقص عليه ما كان من سلمان معه فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “صدق سلمان”

الفارس النبيل


شهد أبو الدرداء أُحداً والمشاهد كلها، وكان بلاؤه يوم أُحد مشهودا، ونال تنويه القائد الأعلى لقوات المسلمين المحاربة في سبيل الله محمد صلى الله عليه وسلم، وتقول الروايات أنه لما هُزم أصحاب رسول الله يوم أحد، كان أبو الدرداء يومئذ فيمن فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فلما أظلهم المشركون من فوقهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ليس لهم أن يعلونا، فثاب إليه ناس، وانتدبوا “أسرعوا”، وفيهم عويمر أبو الدرداء، حتى أدحضوهم عن مكانهم، وكان أبو الدرداء يومئذٍ حسن البلاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعم الفارس عويمر”، وكان ذلك وسام الشرف من الطبقة الأولى يضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدر الصحابي الجليل.

ترك أبو الدرداء التجارة وكانت مهنته وانكب على العبادة يريد رضا ربه، وكان يقول: “كنت تاجرا قبل المبعث فلما جاء الإسلام جمعت التجارة والعبادة، فلم يجتمعا فتركت التجارة ولزمت العبادة”، وهو معدود فيمن جمع القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو أحد القراء السبعة المشهورين الثقاة، وروى سعد بن إسحاق عن محمد بن كعب قال: جمع القرآن خمسة: معاذ، وعبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، وأبي بن كعب، وأبو أيوب، فلما كان زمن عمر كتب إليه يزيد بن أبي سفيان: إن أهل الشام قد كثروا وملأوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم فأَعني برجال يعلمونهم، فدعا عمر الخمسة، فقال: إن إخوانكم قد استعانوني من يعلمهم القرآن، ويفقههم في الدين، فأعينوني يرحمكم الله بثلاثة منكم إن أحببتم، وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا، فقالوا: ما كنا لننساهم، هذا شيخ كبير لأبي أيوب وأما هذا فسقيم لأُبيّ فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء، فقال عمر: ابدأوا بحمص فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة، منهم من يلقن فإذا رأيتم ذلك، فوجهوا إليهم طائفة من الناس، فإذا رضيتم منهم فليقم بها واحد وليخرج واحد إلى دمشق، والآخر إلى فلسطين قال: فقدموا حمص فكانوا بها، حتى إذا رضوا من الناس أقام بها عبادة بن الصامت، وخرج أبو الدرداء إلى دمشق، ومعاذ إلى فلسطين فمات في طاعون عمواس، ثم صار عبادة إلى فلسطين وبها مات، ولم يزل أبو الدرداء بدمشق وتصدر للإقراء فيها في عهد عمر بن الخطاب وإليه انتهت مشيخة الإقراء فيها، وولي قضاءها في خلافة عثمان، وظل بها حتى مات.

قالت أم الدرداء: لما احتضر أبو الدرداء جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا؟، من يعمل لمثل مضجعي هذا؟، وكان رضي الله عنه قد عاش حياة زهد وتواضع وعلم وذكر، ويروى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب زاره في بيته فلم ير فيه غير فراش من جلد، وكساء رقيق لا يحميه من البرد، فقال له: رحمك الله، ألم أوسع عليك؟ فقال له أبو الدرداء: أتذكر حديثاً حدثناه رسول الله؟ قال عمر: أي حديث؟ قال: “ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب”، قال: نعم، قال أبو الدرداء: فماذا فعلنا بعده يا عمر؟ فبكى عمر، وبكى أبو الدرداء.
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-16-2008
  #2
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 18
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي رد: أبو الدرداء الأنصاري حكيم الأمة

معلومات طبية ابو معاوية كل الشكر


[imgr]http://sobe3.com/up/uploads/images/sobe3-6e0f60d4e1.gif[/imgr]
الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصحابي الجليل أبو الدرداء (رضي الله عنه) قاضي دمشق عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 12-25-2010 03:20 PM
الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 03-10-2010 12:35 AM
حكيم بن خزام نوح السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 02-16-2010 03:09 PM
وصية حكيم ....... سئل حكيم صبا الجمال القسم العام 4 03-28-2009 07:40 PM
صنع حكيم عبدالقادر حمود القسم العام 6 01-31-2009 11:04 AM


الساعة الآن 08:54 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir