أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك           

الفقه والعبادات كل ما يختص بفروع الفقه الإسلامي والمذاهب الفقهية الأربعة والفتاوي الفقهية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 05-19-2013
  #1
المريد علي المحمد
محب متألق
 الصورة الرمزية المريد علي المحمد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 119
معدل تقييم المستوى: 14
المريد علي المحمد is on a distinguished road
افتراضي الخشوع في الصلاة

بسم الله الرحمن الرحيم
● ـ الخشوع في الصلاة .

* ـ العبادات والقربات تتفاضل عند الله بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة والخشية والخشوع والإنابة .
والعابد حقاً والمتقرب لربه صدقاً، هو الذي تحقق في قلبه صدق الامتثال للأوامر على وجهها، وابتعد عن المخالفات بجميع وجوهها، يجمع بين الإخلاص والحب والخوف وحسن الطاعة .
ومن أجل تبين هذا التفاضل وإدراك هذا التمايز، هذه وقفة مع أعظم فرائض الإسلام بعد الشهادتين مع (الصلاة) عماد الدين .
صفات المؤمنين المفلحين مبدوءة بها، واستحقاقية ميراث الفردوس مختتمة بالمحافظة عليها .. (قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ إلى قوله : وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوٰتِهِمْ يُحَـٰفِظُونَ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْوٰرِثُونَ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ) [المؤمنون : 1-11] .
وفي استعراض آخر من كتاب الله للمكرمين من أهل الجنة تأتي المداومة على الصلاة في أول الصفات، وتأتي المحافظة عليها في خاتمتها (إِنَّ ٱلإنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً إِلاَّ ٱلْمُصَلّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ إلى قوله : وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُوْلَـئِكَ فِى جَنَّـٰتٍ مُّكْرَمُونَ) [المعارج : 19-35] .
ـ أيها الإخوة : إنه ثناء على هؤلاء المصلين ما بعده ثناء، وإغراء ما بعده إغراء، لكن هذه الصلاة التي أقاموها صلاة خاصة، ذات صفات خاصة، صلاة تامة كاملة، صلاة خاشعة في هيئة دائمة، ومحافظة شاملة .
إنها صفات إذا حصل خللٌ فيها أو نقصٌ؛ فقد حصل في صلاة العبد نقصٌ بقدر ذلك القصور، بل قد يتحول الوعد إلى وعيد، وينقلب رجاء الثواب إلى عرضة للعقاب، اقرءوا إن شئتم : (فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـٰتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون : 4،5] .. واقرءوا في صفات المنافقين : (وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَاءونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً) [النساء : 142] ... (وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ ..) [التوبة : 54] .
ـ أيها الإخوة : إن روح الصلاة ولبها هو الخشوع وحضور القلب، حتى قال بعض أهل العلم : صلاة بلا خشوع ولا حضور جثة هامدة بلا روح.
ـ إن الخشوع - أيها الأحبة – حالة في القلب تنبع من أعماقه مهابةً لله وتوقيراً، وتواضعاً في النفس وتذللاً. لينٌ في القلب، ورقة تورث انكساراً وحرقة.
وإذا خشع القلب خشع السمع والبصر، والوجه والجبين، وسائر الأعضاء والحواس .. إذا سكن القلب وخشع، خشعت الجوارح والحركات، حتى الصوت والكلام : (وَخَشَعَتِ ٱلاصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً) [طه : 108] .
ـ وقد كان من ذكر النبي في ركوعه : ((خشع لك سمعي وبصري، ومخي وعظمي وعصبي))، وفي رواية لأحمد : ((وما استقلَّت به قدمي لله رب العالمين)) .
وحينما رأى بعض السلف رجلاً يعبث بيده في الصلاة قال : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه .
ـ ويبين علي – رضي الله عنه – خشوع الصلاة فيقول : هو خشوع القلب، ولا تلتفت في صلاتك، وتلين كنفك للمرء المسلم .. يعني : حتى وأنت تسوي الصفوف مع إخوانك، ينبغي أن يعلوَك الخشوع .
ـ ويصف الحسن – رحمه الله – حال السلف بقوله : كان الخشوع في قلوبهم، فغضوا له البصر في الصلاة .
ـ عباد الله : إن القلب إذا خشع، سكنت خواطره، وترفعت عن الإرادات الدنيئة همته، وتجرد عن إتباع الهوى مسلكه، ينكسر ويخضع لله، ويزول ما فيه من التعاظم والترفع والتعالي والتكبر .
ـ الخشوع سكون واستكانة، وعزوف عن التوجه إلى العصيان والمخالفة .. والخاشعون والخاشعات هم الذين ذللوا أنفسهم، وكسروا حدتها، وعودوها أن تطمئنَّ إلى أمر الله وذكره، وتطلب حسن العاقبة، ووعد الآخرة، ولا تغتر بما تزينه الشهوات الحاضرة، والملذات العابرة .
إذا خشع قلب المصلي استشعر الوقوف بين يدي خالقه، وعظمت عنده مناجاته، فمن قدَرَ الأمر حق قدره، واستقرَّ في جنانه عظمة الله وجلاله، وامتلأ بالخوف قلبه، خشع في صلاته، وأقبل عليها، ولم يشتغل بسواها، وسكنت جوارحه فيها، واستحق المديح القرآني (قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ) [المؤمنون : 1،2] .
رُوي عن مجاهد – رحمه الله – في قوله تعالى : (وَقُومُواْ لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ) [البقرة ـ 238] قال : القنوت : الركون والخشوع، وغض البصر، وخفض الجناح .. قال : وكان العلماء إذا قام أحدهم في الصلاة هاب الرحمن – عزَّ وجلَّ – عن أن يشد نظره، أو يلتفت أو يقلب الحصى، أو يعبث بشيء، أو يحدث نفسه بشيء من أمر الدنيا ما دام في الصلاة .
بالخشوع الحق، يكون المصلون مخبتين لربهم، منكسرين لعظمته خاضعين لكبريائه، خاشعين لجلاله : (إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خـٰشِعِينَ) [الأنبياء : 90] .
ـ ولتعلموا – رحمكم الله – أن الخشوع يتفاوت في القلوب بحسب تفاوت معرفتها لمن خشعت له، وبحسب مشاهدة القلوب للصفات المقتضية للخشوع. وبمقدار هذا التفاوت يكون تفاضل الناس، في القبول والثواب، وفي رفع الدرجات، وحط السيئات .. عن عبد الله الصنابحي – رضي الله عنه – قال : أشهد أني سمعت رسول الله يقول : ((خمس صلوات افترضهن الله تعالى، من أحسن وضوءهن، وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن؛ كان له على الله عهدٌ أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد؛ إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه)) .
وفي خبر آخر عنه أخرجه مسلم وغيره قال : ((ما من امرئٍ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فأحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله)) .
وعن عثمان رضي الله عنه عن النبي أنه قال : ((... من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدِّث فيهما نفسه بشيء؛ غفر له ما تقدم من ذنبه)) .
الصلاة الخاشعة هي الراحة الدائمة للنفوس المطمئنة الواثقة بوعد ربها المؤمنة بلقائه.
ـ أين هذا من نفوس استحوذ عليها الهوى والشيطان ؟! فلا ترى من صلاتها إلا أجساداً تهوي إلى الأرض خفضاً ورفعاً .. أما قلوبها فخاوية، وأرواحها فبالدنيا متعلقة، ونفوسها بالأموال والأهلين مشغولة .
ـ لما سمع بعض السلف قوله تعالى : (لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمْ سُكَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ) [النساء : 43] قال : كم من مصل لم يشرب خمراً .. هو في صلاته لا يعلم ما يقول، وقد أسكرته الدنيا بهمومها .
ـ أيها الإخوة : وهناك نوع من الخشوع حذر منه السلف، وأنذروا وسموه خشوع النفاق، فقالوا : استعيذوا بالله من خشوع النفاق .. قالوا : وما خشوع النفاق ؟ قالوا : أن ترى الجسد خاشعاً، والقلب ليس بخاشع .. ولقد نظر عمر – رضي الله عنه – إلى شاب قد نكس رأسه فقال له : يا هذا، ارفع رأسك، فإن الخشوع لا يزيد على ما في القلب، فمن أظهر خشوعاً على ما في قلبه فإنما هو نفاق على نفاق.
وقال الحسن : إن أقواماً جعلوا التواضع في لباسهم، والكبر في قلوبهم، ولبسوا مداعج الصوف – أي: الصوف الأسود – واللهِ لأَحدُهم أشدُّ كبراً بمدرعته من صاحب السرير بسريره، وصاحب الديباج في ديباجه .
ـ فاتقوا الله – رحمكم الله: واحتفظوا صلاتكم، وحافظوا عليها، واستعيذوا بالله من قلب لا يخشع، فقد كان من دعاء نبيكم محمد : ((اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها)) .
* أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَـٰشِعِينَ) [البقرة : 45،46] .
● ـ أيها المسلمون : يذكر أهل العلم وجوهاً عدة، يتبين فيها حضور القلب، ويتحقق فيها حال الخشوع، وحقيقة التعبد .
ـ من هذه الوجوه : الاجتهاد في تفريغ القلب للعبادة، والانصراف عما سواها، ويقوى ذلك ويضعف بحسب قوة الإيمان بالله واليوم الآخر، والوعد والوعيد. ومنها : التفهم والتدبر لما تشتمل عليه الصلاة من قراءة وذكر ومناجاة؛ لأن حضور القلب والتخشع والسكون من غير فهم للمعاني لا يحقق المقصود.
ـ ومنها : الاجتهاد بدفع الخواطر النفسية، والبعد عن الصوارف الشاغلة .. وهذه الصوارف والشواغل عند أهل العلم نوعان :
ـ صوارف ظاهرة وهي ما يشغل السمع والبصر، وهذه تعالَج باقتراب المصلي من سترته وقبلته ونظره إلى موضع سجوده، والابتعاد عن المواقع المزخرفة والمنقوشة، والنبي لما صلى في خميصة لها أعلام وخطوط نزعها وقال : ((إنها ألهتني آنفاً عن صلاتي)) متفق عليه من حديث عائشة .
ـ والنوع الثاني : صوراف باطنة من تشعب الفكر في هموم الدنيا وانشغال الذهن بأودية الحياة، ومعالجة ذلك بشدة والتفكر والتدبر لما يَقرأ ويَذكر ويُناجي .
ـ ومما يعين على حضور القلب، وصدق التخشع؛ تعظيم المولى جل وعلا في القلب، وهيبته في النفس، ولا يكون ذلك إلا بالمعرفة الحقة بالله عزَّ شأنه، ومعرفة حقارة النفس وقلة حيلتها، وحينئذٍ تتولد الاستكانة والخشوع والذل والإنابة .
ـ أمرٌ آخر – أيها الإخوة – يحسن التنبيه إليه، وهو دال على نوع من الإنصراف والتشاغل، مع ما جاء من عظم الوعيد عليه، وخطر التهاون فيه، ذلكم هو مسابقة الإمام في الصلاة، فما جعل الإمام إلا ليؤتم به، فلا تتقدموا عليه، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ((أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار)) ، متفق عليه من حديث أبي هريرة .. وفي رواية : ((أو صورة كلب)) .. وانظروا إلى حال الصحابة رضوان الله عليهم مع نبيهم وإمامهم محمد ، يقول البراء بن عازب : كان خلف النبي فكان إذا انحط من قيامه للسجود، لا يحني أحد منا ظهره حتى يضع رسول الله جبهته على الأرض ويكبر، وكان يستوي قائماً وهم لا يزالون سجوداً بعد. ورأى ابن مسعود – رضي الله عنه – رجلاً يسابق إمامه فقال له : لا وحدك صليت، ولا أنت بإمامك اقتديت .
ـ فاتقوا الله – رحمكم الله - وأحسنوا صلاتكم، وأتموا ركوعها وسجودها، وحافظوا على أذكارها، وحسن المناجاة فيها، رزقنا الله وإياكم الفقه في الدين وحسن العمل .
المريد علي المحمد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-21-2013
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: الخشوع في الصلاة

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-23-2013
  #3
ابو معاويه
الفقير الى الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 181
معدل تقييم المستوى: 16
ابو معاويه is on a distinguished road
افتراضي رد: الخشوع في الصلاة

نسئل الله ان يصلح فساد قلوبنا بجاه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
__________________
ابو معاويه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من بركات الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 48 09-16-2023 09:03 PM
صاعقة من السماء تلتهم تمثال اليسوع في ولاية أوهايو الأمريكية admin القسم العام 1 06-17-2010 04:24 PM
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عبدالقادر حمود الفقه والعبادات 3 04-20-2010 11:25 AM
حركات في الصلاة تكون اسم أحمد عليه الصلاة والسلام هيثم السليمان ملتقى الأعضاء 12 03-30-2009 01:26 AM
الصلاة في وقتها الـــــفراتي الفقه والعبادات 6 01-12-2009 05:16 AM


الساعة الآن 12:30 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir