أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           أعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 01-14-2015
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 3

الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
(3)
قولُهُ ـ سبحانَه وتعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ} أيْ: الذين يُؤدّون الصلواتِ الخمسَ تامَّةً بقيامها وقراءتها برُكوعِها وسُجودها وجميعِ أَرْكانها بخُشوع وخضوعٍ وسكينةٍ وطمأنينةٍ في أَوقاتها كما أَمرَ رسول اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم. فبَعْدَ أَنْ بَيَّنَ تَعَالَى إِيمَانَ المُؤْمِنِينَ وَاعْتِقَادَهُم، أَشَارَ هُنَا إلَى أعْمَالِهِمْ.
أخرج ابْنُ أَبي حاتم في تفسيرِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَوْلُهُ: {يُقِيمُونَ الصَّلاةَ}، إِقَامَتُهَا: الْمُحَافَظَةُ عَلَى مَوَاقِيتُهَا، وَإِسْبَاغِ الطُّهُورِ فِيهَا، وَتَمَامُ رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا، وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ فِيهَا، وَالتَّشَهُّدِ، وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا إِقَامَتُهَا".
قولُهُ: { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } والذين يكسبون المال من حلِّه وينفقونه في الوجوهِ التي حددها الشرعُ الحنيفُ، النَفَقَةَ الشَرْعيَّة المعتدلة على النَفْسِ والأهلِ ومن تلزم النفقةُ عليهم دون إسراف ولا تقتير، ويؤدُّونَ حقَّ اللهِ في مالهم للفقراء والمساكين وفي سبيل لله وابن السبيل وفي أعمال البرِّ كما أمر الشارعُ سبحانه وتعالى. فهو عامٌّ في النفقة والزَكاةِ ونَوافِلِ الصَدَقاتِ وصِلاتِ الرَحِمِ، وغيرِ ذلك مِنَ المَبارِّ المالِيَّةِ، وخَصَّ ذلك جماعةٌ مِنَ المُفَسِّرين بالزَكاةِ لاقْتِرانها بالصَلاةِ.
أخرج ابْنُ أبي حاتمٍ في تفسيرِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما، قَوْلُهُ: "وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ"، يَقُولُ: زَكَاةُ أَمْوَالِهِمْ". وأَخْرَجَ عَنِ السُّدِّيِّ: "وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ"، فَهِيَ نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ، وَهَذَا قَبْلُ أَنْ تَنْزِلَ الزَّكَاةَ". وأخرج أيضاً عَنْ قَتَادَةَ: "وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ"، فَأَنْفِقُوا مِمَّا أَعْطَاكُمُ اللهُ، فَإِنَّمَا هَذِهِ الأَمْوَالُ عَوَارِي وَوَدَائِعُ عِنْدَكَ يَا ابْنَ آدم، أَوْشَكْتَ أَنْ تُفَارِقَهَا".
قولُهُ تَعالى: {الذين يُقِيمُونَ} هذا الموصولُ مَرْفوعٌ على النَعْتِ للمَوْصُولِ الأَوَّلِ، وهو أحسَنُ الوجوه حتى تدخلَ في حيِّزِ الجزئيَّةِ فيكون ذلك إخباراً عن المؤمنين بصفاتهم الثلاث القلبيَّةِ والبَدنيَّةِ والماليَّة. ويجوزُ أن يكون رفعُه على البَدَلِ منه، أَوْ على البَيانِ لَهُ، ويجوزُ أَنْ يَكونَ مَنْصوباً على القَطْعِ المُشْعِرِ بالمَدْحِ.
وقولُهُ: {وعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} قدِّمَ الجارِّ والمجرورُ هنا لِيُفيدَ الاخْتِصاصَ، أَيْ: عليْهِ سبحانَه التوكُّلُ لا عَلى غَيرِهِ. وهذِهِ الجُملةُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكونَ لها محَلٌّ مِنَ الإِعْرابِ وهُو النَصْبُ على الحالِ مِنْ مَفْعولِ "زادَتْهم" ويُحْتَمَلُ أَنْ تَكونَ مُسْتَأْنَفَةً، ويحتَمَلُ أَنْ تَكونَ مَعْطوفةً على الصِلَةِ قَبْلَها فَتَدْخُلَ في حَيِّزِ الصِلاتِ المُتَقَدِّمَةِ، وعلى هذيْنِ الوَجْهَينِ فلا محَلَّ لها مِنَ الإِعْرابِ.
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 16 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 01-27-2015 09:27 AM
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 15 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 01-26-2015 08:54 PM
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 14 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 01-26-2015 10:08 AM
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 13 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 01-25-2015 10:20 AM
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 12 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 01-23-2015 09:31 PM


الساعة الآن 10:43 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir