أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-2015
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 204


وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
(204)
قولُه ـ جلَّ وعلا: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} لَمَّا ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى أَنَّ القُرْآنَ بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ للمؤمنين، أَمَرَ المُؤْمِنِينَ بِالإِنْصَاتِ إِلَيْهِ عِنْدَ تَلاَوَتِهِ للانْتِفَاعِ بِهُدَاهُ، وَإِعْظَاماً لَهُ وَاحْتِرَاماً، ولِيَعتَبِروا ويَتَدَبَّروا. فأعاد تَذكيرَ المشركين تَصْريحاً أَوْ تَعريضاً بأنْ لا يُعرِضوا عَنِ اسْتِماعِ القُرآنِ، وبِأَنْ يَتَأَمَّلوهُ لِيَعْلَموا أَنَّهُ آيةٌ عَظيمَةٌ، وأَنَّهُ بَصائرُ وهُدًى ورَحمةٌ لمن يُؤمِنُ بِهِ ولا يُعانِدُ فيه ولا يُجادلُ، وقدْ عُلِمَ مِنْ أَحوالِ المُشركينَ أنهم كانوا يَتَناهون عَنِ الإنْصاتِ إلى القرآنِ، قال تعالى فاضحاً لهم في سورةِ فُصِّلَتْ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} الآية:26.
والاسْتِماعُ الإصْغاءُ وصِيغةُ الافْتِعالِ دَالَّةٌ على المُبالَغَةِ في الفِعْلِ، والإنْصاتُ الاسْتِماعُ مَعَ تَرْك الكلامِ.
وذَكَرَ الطَبَرِيُّ وغيرُهُ أَنَّ سَبَبَ هذِهِ الآيةِ هُوَ أَنَّ أَصحابَ رَسُولِ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلَّم، كانوا بمكَّةَ يَتَكَلَّمونَ في المكتوبَةِ بِحَوائجِهم، ويَصيحونَ عِنْدَ آياتِ الرحمةِ والعَذابِ، ويَسألُهم أَحَدُهم إذا أَتاهم صَلَّيْتُم؟ وكَمْ بَقِيَ؟ فَيُخْبرونَهُ ونحوُ هذا، فَنَزلَتِ الآيةُ أَمْراً لهم بالاسْتِماعِ والإنْصاتِ في الصَلاةَ.
وقد اخْتَلَفَ الفُقَهاءُ في القِراءَةِ خَلْفَ الإمامِ. فَقالَ أَبو حَنيفةَ وأَصْحابُهُ، وابْنُ أَبي ليلى، والثَوْرِيُّ والحَسَنُ بْنُ صالح: لا يَقْرَأُ فيما جُهِرَ ولا فيما أُسِرَّ. وقالَ مَالك: يَقْرَأُ فيما أُسِرَّ ولا يَقرأُ فيما جُهِرَ، وهُو قولٌ للشافعيِّ، رَواهُ عنه المزني. وروى عنه البُوَيْطِيُّ، أَنَّه كان يَقْرَأُ بِفاتِحَةِ الكِتابِ وسُورَةٍ فيما يُسَرُّ فِيه، ولا يَقرَأُ فيما يُجْهَرُ فِيهِ إلاَّ بِفاتِحَةِ الكَتابِ. وسَبَقَ أَنْ تَوَسَّعْنا في ذلك عندَ تَفسيرِنا لِسُورَةِ الفاتحةِ وذَكَرْنا هُناكَ اخْتِلافَ الأَئمَّةِ في هذا مع أدلةِ كلٍّ منهم بِشَيءٍ مِنَ التَفْصيل، وهذه طائفةٌ أخرى مما رواهُ الأئمَّة من أحاديث في سببِ نزول هذه الآية المباركة، والمُرادِ بها. فقد أَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ الطبريُّ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، وأَبو الشَيْخِ، وابْنُ مَرْدَويْهِ، وابْنُ عَساكِرَ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رضي اللهُ عنه، في قولِه: "وإذا قُرئَ القُرآنُ فاسْتَمِعوا لَهُ وأَنْصِتُوا" قال: نَزَلَتْ في رَفْعِ الأَصْواتِ، وهُمْ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، في الصَلاةِ. وأَخْرَجَ ابْنُ جريرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما: "وإذا قُرِئَِ القُرآنُ فاسْتَمِعوا لَهُ وأَنْصِتُوا" يَعْني في الصَلاةِ المفروضَةِ. وأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما، قالَ: صَلّى النَبيُّ ـ صَلّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، فَقَرَأَ خَلْفَهُ قومٌ، فَنَزَلَتْ. وأخرجَ سَعيد بْنُ مَنْصُور، وابْنُ أَبي حاتمٍ عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ قال: كانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، إذا قَرَأَ في الصلاةِ أَجابَهُ مَنْ وَراءَهُ، إذا قال: بِسْمِ اللهِ الرِحمنِ الرحيم، قالوا مِثلَ ما يَقولُ حَتى تَنْقَضي فاتحةُ الكِتابِ والسُورَةُ، فَلَبِثَ ما شاءَ اللهُ أَنْ يَلْبَثَ ثمَّ نَزَلَتْ "وإذا قُرِئَ القُرآنُ فاسْتَمِعُوا لَهُ وأَنْصِتُوا" الآية. فَقَرَأَ وأَنْصَتُوا. وأَخْرَجَ عَبْدٌ بْنُ حميدٍ، وابْنُ أَبي حاتمٍ والبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ عَنْ مجاهِدٍ قالَ: قَرَأَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ خَلْفَ النَبيِّ ـ صلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، في الصَلاةِ، فَأُنزِلَتْ. وأَخَرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وابْنُ أَبي حاتم، وأَبو الشَيْخِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مغفلٍ أَنَّه سُئِلَ أَكُلُّ مَنْ سمِعَ القُرآنَ يُقْرَأْ وَجَبَ عَلَيْهِ الاسْتِماعُ والإِنْصاتُ؟ قالَ: لا. قال: إنَّما نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في قِراءَةِ الإِمامِ، إذا قَرَأَ الإِمامُ فاسْتَمِعْ لَهُ وأَنْصِتْ. وأَخْرَجَ عَبدٌ بْنُ حميدٍ، وابْنُ جَريرٍ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، وأَبو الشَيْخِ، عَنْ ابْنِ مَسْعودٍ ـ رضي اللهُ عنه، أَنَّهُ صَلّى بِأَصْحابِهِ فَسَمِعَ ناساً يَقْرَؤونَ خَلْفَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قال: أَمَا آنَ لَكْمُ أَنْ تَفْهَموا، أَمَا آنَ لَكم أَنْ تَعْقِلوا: "وإذا قُرِئَ القُرآنُ فاسْتَمِعوا لَهُ وأَنْصِتُوا" كَما أَمَرَكُمُ اللهُ. وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، والطَبرانيُّ في الأَوْسَطِ، وابْنُ مَردَوَيْهِ عَنْ أَبي وائلٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعودٍ ـ رضي اللهُ عنه، أَنَّهُ قالَ في القِراءَةِ خَلْفَ الإِمامِ: أنْصِتْ للقُرآنِ كَما أُمِرْتَ فإنَّ في الصَلاةِ شُغْلاً وسَيَكْفيكَ ذاكَ الإِمامُ. وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ عَنْ عَلِيٍّ ـ رضي اللهُ عنه، قال: مَنْ قَرَأَ خَلْفَ الإِمامِ فَقَدْ أَخْطَأَ الفِطْرَةَ. وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ عَنْ زَيْدٍ بْنِ ثابت ـ رضيَ اللهُ عنه، قال: لا قِراءَةَ خَلْفَ الإِمامِ. وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ عَنْ جابِرٍ بنِ عبد اللهِ ـ رضي اللهُ عنه، أَنَّ النَبيَّ ـ صَلّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، قال: مَنْ كانَ لَهُ إمامٌ فَقِراءَتُهُ لَهُ قِراءَةٌ)). وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رضي اللهُ عنه، قال: قالَ رَسُولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسَلَّمَ: ((إنَّما جُعِلَ الإِمامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فإذا كَبَّرَ فَكَبِّروا، وإذا قَرَأَ فأنْصِتُوا)). وقد أخرجَ الأئمَّةُ أحاديث كثيرة في هذا المعنى اكتفينا منها بهذه الباقة العطرةِ تحاشياً للإطالة ودفعاً للملل والسآمَةِ، فذَكَرْنا ما فيه بُلْغَةٌ وذكرى.
وقيلَ المَقْصودُ هو القِراءَةُ أَثْناءَ الخُطْبَةِ، فقد أَخْرَجَ ابْنُ أَبي حاتمٍ وأَبو الشَيْخِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما، قال: المؤمِنُ في سَعَةٍ مِنَ الاسْتِماعِ إلَيْهِ إلاَّ في صَلاةِ الجُمُعَةِ، وفي صَلاةِ العِيدَيْنِ، وفِيما جُهِرَ بِهِ مِنَ القِراءةِ في الصَلاةِ. فقد أَخْرَجَ ابْنُ مَردويْهِ عَنه أيضاً، قال: نَزَلَتْ في رَفْعِ الأَصْواتِ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، في الصلاة، وفي الخُطْبَةِ لأنها صَلاةُ، وقال: مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الجُمُعَةِ والإِمامُ يَخْطُبُ فَلا صَلاةَ لَهُ. وأَخْرَجَ عَبدُ الرزّاقِ، وابْنُ أَبي شَيْبَةَ وعَبْدٌ بْنُ حميدٍ، وابْنُ جَريرٍ وابْنُ المُنذرِ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، وأَبو الشيخِ عَنْ مجاهد في هذه الآية قال: هذا في الصَلاةِ، والخُطْبَةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ. وأخرج عبدُ الرَزّاقِ، وعبدٌ بْنُ حميدٍ، وابْنُ جريرٍ عَنْه أيضاً قال: وَجَبَ الإِنْصاتُ في اثْنَتَينِ، في الصلاةِ والإِمامُ يَقْرَأُ، ويومَ الجُمُعَةِ والإِمامُ يخطُبُ. وأَخرجَ أَبو الشَيخِ، عَنِ ابْنِ جُريجٍ قال: قُلتُ لعطاءَ: ما أَوْجَبَ الإِنْصاتَ يَومَ الجُمُعَةِ؟ قال: قوله: "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا" قال: ذاك زَعَموا في الصَلاةِ وفي الجُمُعَةِ؟ قلتُ: والإِنْصاتُ يَومَ الجُمعةِ كالإِنْصاتِ في القراءةِ سَواءٌ. قال: نَعَم. لكنَّ الآيَةَ مَكِيَّةٌ، والخُطْبَةُ إنِّما شُرِعَتْ بالمَدينَةِ. واللَّفْظُ عامُّ مُطْلَقٌ، ولا دَليلَ عَلى تَخْصيصِهِ. واللهُ أعلم.
وقيلَ الأمرُ للوجوبِ فإنَّ الآيةَ تَأْمُرُ بِوُجوبِ الاسْتِماعِ والإنْصاتِ عِندَ قِراءةِ القُرآنِ في الصلاة ِوفي غيرِ الصَلاةِ، لأنَّ تَعاليمَ الإسْلامِ وآدابَه تَقْتَضي مِنَّا أَنْ نَسْتَمِعَ إلى القُرآنِ بِتَدَبُّرٍ وإنْصاتٍ وخُشوعٍ، لِيُؤَثِّرَ تأثيرَهُ الشافي في القُلوبِ، ولِيَقودَها إلى الطاعةِ والتَقْوى، فَتَنَالَ المَغْفِرَةَ والرَحمةَ. وقيلَ الأمرُ للاسْتِحْبابِ. وقدِ اتَّفَقَ عُلَماءُ الأُمَّةِ على أَنَّ ظاهِرَ الآيةِ بِمُجَرَّدِهِ في صُوَرٍ كَثيرةٍ مُؤوَّلٌ، فلا يَقولُ أَحَدٌ مِنْهم بأنَّهُ يجبُ عَلى كُلِّ مُسْلِمٍ إذا سمِعَ أَحَداً يَقْرَأُ القُرآنَ أَنْ يَشْتَغِلَ بالاسْتِماعِ ويُنْصِتَ، إذْ قَدْ يَكونُ القارئُ يَقْرَأُ بمَحْضَرِ صانِعٍ في صَنْعَتِهِ، فَلَوْ وَجَبَ عَلَيْهِ الاسْتِماعُ لأُمِرَ بِتَرْكَ عَمَلِهِ، ولكنَّهم اخْتَلَفوا في محْمَلِ تَأْويلِها: فمِنْهم مَنْ خَصَّها بِسببٍ رَأَوا أنَّهُ سَبَبُ نَزُولها. وهذا الخِطابُ شاملٌ للكُفَّارِ على وَجْهِ التَبْليغِ، وللمُسْلِمين على وَجْهِ الإرشادِ لأنهم أَرْجى للانْتِفاعِ بهديِهِ فقد جاءَ قبْلَها قولُهُ: {وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}. فالاستماعُ والإنْصاتُ المأمورُ بهِما هما المُؤدِّيانِ بالسامِعِ إلى النَظَرِ والاسْتِدْلالِ، والاهْتِداءِ بما يحتوي عليه القرآنُ مِنَ الدَلالَةِ على صِدْقِ الرَسُولِ ـ صلى الله عليه وسلم، المُفضيِ إلى الإيمان بِهِ، ولمِا جاءَ بِهِ مِنْ إِصْلاحِ النُفوسِ، فالأمرُ بالاستماعِ مَقْصودٌ بِهِ التَبْليغُ واسْتِدْعاءُ النَظَرِ والعَمَلِ بما فِيهِ، فالاسْتِماعُ والإنْصاتُ مَراتِبُ بحَسَبِ مَراتِبِ المُسْتَمِعين.
قولُهُ: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}أَيْ: لعلَّ اللهَ تعالى يرحمكم بِسَبَبِ ما تَكْتَسِبُهُ القُلوبُ مِنَ الرِقَّةِ والخَشْيَةِ عِنْدَ اسْتِماعِ القُرآنِ، قالَ بَعضُهم: الرَحمةُ أَقْرَبُ شَيْءٍ إلى مُسْتَمِعِ القَرآنِ؛ لهَذِهِ الآيَةِ، وقيلَ: إنَّ الاسْتِماعَ لِكَلامِ الحَبيبِ أَشْهى للقلوبِ مِنْ كُلِّ حَبيبٍ، في شَرْعِ المُحِبّينَ، لا سِيَّما لمن ْسمِعَهُ بِلا واسِطَةٍ، فَكُلُّ واحدٍ يَنالُ مِنْ لَذَّةِ الكَلامِ على قَدْرِ حُضورِهِ مَعَ المُتَكَلِّمِ، وكُلُّ واحدٍ يَنالُ مِنْ لَذَةِ شُهودِ المُتَكَلِّمِ على قَدْرِ الحِجابِ عَنِ المُسْتَمِعِ. وإنَّ الاسْتِماعَ لِكَلامِ الحَبيبِ أَشْهى للقلوبِ مِنْ كُلِّ حَبيبٍ، في شَرْعِ المُحِبّينَ، لا سِيَّما لمن ْسمِعَهُ بِلا واسِطَةٍ، فَكُلُّ واحدٍ يَنالُ مِنْ لَذَّةِ الكَلامِ على قَدْرِ حُضورِهِ مَعَ المُتَكَلِّمِ، وكُلُّ واحدٍ يَنالُ مِنْ لَذَةِ شُهودِ المُتَكَلِّمِ على قَدْرِ الحِجابِ عَنِ المُسْتَمِعِ.
قولُه تعالى: {فاستمعوا لَهُ} له: مُتَعلَّقٌ ب "استمعوا"، على مَعْنى لأَجْلِهِ، والضَميرُ للقُرآنِ. ويجوزُ أَنْ يَكونَ بمَعنى للهِ، أَيْ: لأجْلِهِ، وفيهِ بُعْدٌ، وجَوِّزَ أَيْضاً أَنْ تَكونَ اللامُ زائدةً، أيْ: فاسْتَمْعوهُ، وهذا غيرُ جائزٍ عِنَد الجُمهورِ إلاَّ في مَوْضِعَين: إمّا في تَقديمِ المعمولِ أَوْ كَوْنِ العامِلِ فَرْعاً. وجُوِّزَ أَيْضاً أَنْ تَكونَ بمعنى "إلى" ولا حاجَةَ إلى ذلك.
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 174 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 12-05-2014 01:28 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 98 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-22-2014 03:38 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:46 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:41 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 96 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:33 AM


الساعة الآن 05:40 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir