أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-30-2010
  #1
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي دراسات في التصوف، في الرحمة و الرأفة

اللهم صل على سيدنا محمد و على آله وصحبه ، وبعد
لا انتهي من مبحث خاص الا و يراودني عند النوم مبحث آخر ، هو اشد خصوصية من سابقيه ، هذا المبحث أهديه الى المؤمنين خاصة من أهل الطريق في هذا المنتدى المبارك، لكنه موجه الى كل أخ أو اخت ممن أنقذوني من براثن التصوف السلبي ، أو من أدعياء الحقيقة ، أو أصحاب النص الحاكم بهوى القلب بحسب الوقت و الحال وما تأتي به القدرة من الحكم.
اسمي هذه الآية دستور لمعرفة صدق الولي المربي ، فأن لم تجد فيه معالم هذا الدستور فأستقل من تربيته و استرح، وأطلب غيره.
يقول المولى تعالى في سورة التوبة لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، فأن تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم).
التوبة آ 128،129. يذكر ابن كثير في تفسيره ، أن سبب نزول هتين الآيتين ، ما وقع لسيدنا محمد بعد ابتلاء ثقيف ، فجائت الآية الكريمة تضع الوجود النبوي في شخصه الكريم في أعلى مقام وهي " من أنفسكم" ، ومن أهل الله و القراء من يقرأها بفتح الفاء، و أنفسكم لها دلالات كثيرة:
- منها أن قلبه يسع الأمة بأسرها في حياته ومماته ، يمد الصالح منها بالنور و الفيض ، و الغافل فيها بالتوبة و اليقظة ،و المتبرجة بصلاح حالها عند العودة ، وبالزاني بالأقلاع عن سفاحه و فجوره ، والظلم بأعادة مظالمه ، و الضال بالهداية ،والولي المربي بدقائق الفهوم و المواهب ، والوارث بوراثة حال العلم والقلب و الروح و العقل ، فهو صلى الله عليه في حياته بلغ و جاهد ووحد ، وفي مما ته في حياته البرزخية يستغفر لأمته و يدعو لها بالخير.
- من دلالات انفسكم لا يجوز للسائر في طريق الله ان يشعر باصطفاء ما ، بقدر ما تنبهه الى حقيقة مرة أن لم يخذم امة الحبيب ، فعلامة حبه للجناب النبوي علامة استفهام؟.
- من دلالات أنفسكم ، أنه له و لاية خاصة علينا في النفس و المال و القلب ، وولاية خاصة خاصة فيما رشحهم عبر الزمان لحمل همه التربوي عبر ما يسميه اهل الله تعالى بالسند التربوي.وهي أمانة ثقيلة تتطلب من صاحبها اجتهاد عظيم فيما جاء في كلام الله تعالى : بالمؤمنين رؤوف رحيم.
- من دلالات أنسكم ، انه يقسم الرزق الروحي بين الخلق ، ويمد سائر الولياء عبر الزمان بالمدد و الفيض، وانه الظاهر الباطن فيهم بحسب الزمان و المكان .
هذه دلالات أنفسكم.أرجو الله ان يفيض علينا من علوم أهل القرآن آمين.
ومن دلالات الرحمة و الرأفة ، أورد نموذجا من الفهم الأصيل لهته الكلمتين ، يقول الشيخ عبد السلام ياسين في المنهاج النبوي : روى الشيخان عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله". سواء أمرنا الخاص والأمر العام للمسلمين.
وفي رواية لمسلم: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه. ولا ينزع من شيء إلا شانه". وفي رواية أخرى له: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف". وفي الحديث الأخير تقابل بين الرفق والعنف.
أمرنا في الدين بالتيسير والتبشير، فهذا رفق يقابله عنف فقيه يكفر المسلمين، وداع لا يفتح أبواب التوبة، ومشتاق لحكم الإسلام يتصوره ويصوره وجها حانقا، وسيفا مصلتا، وقلوبا لا ترحم.
يكون من صلب التربية والتعليم النظر في أمثلة حلم رسول الله ، وأناته، وصبره، وتحمله، وشفقته على الخلق، ليكون ذلك لنا نموذجا يحتذى. فإننا لن نسع الناس، ولن ينفتح لنا الناس، إن تقدمنا إليهم بالوجه العابس والتشديد والتعسير. وفي السيرة المطهرة أمثلة رفيعة لرفق رسول الله في تعليم الناس دينهم، وتدرجه بهم، وحلمه على ذوي الطباع الخشنة وقليلي الفقه. إن حلمه ورفقه حتى بالمنافقين يعطينا نموذج السلوك في فترة الانتقال حين يتعين علينا أن نحبب الإسلام لأقوام ألفوا التحرر من كل ضابط خلقي.
نزلت الشريعة الإسلامية بتدرج، وخرج المسلمون من جاهلية لإسلام بتدرج، وتميزوا عن المجتمع الجاهلي بتدرج، وبعد الهجرة أقاموا مجتمعا ودولة إسلاميين بتدرج، وحتى قطع حبال الجاهلية حصل بتدرج. انظر كيف احتفظ المسلمون، ومنهم عمر، بأزواجهم المشركات حتى صلح الحديبية حين نزل قول الله تعالى: "ولا تمسكوا بعصم الكوافر".
رفق، حلم، أناة.
شريعة الله نزلت، ديننا كمل، نعمة الله علينا تمت والحمد لله، فلا نقول، مثل ما يقوله بعض أدعياء الإسلام من أننا في المرحلة المكية لا يجب علينا صلاة ولا صيام. لا ولسنا والحمد لله ممن يترخص في فرض ولا سنة ولا فضيلة من فضائل الإسلام وفرائضه وسننه. إنما نقصد أن سيادة السلوك الإيماني على المجتمع في كل مستوياته لن يتم ضربة لازب. ليس التحويل الإسلامي مسرحا يرفع معه ديكور ليوضع ديكور، ويخرج المجرمون ليدخل الأتقياء البررة.
كان محمد رسولا مؤيدا معصوما، وكانت مزايلة الجاهلية وهي ظلام بين، والخروج إلى الإسلام وهو نور ساطع، بنزول الوحي وحضور المصطفى القائم بالقسط، أمرا فاصلا له حدود واضحة. أما التجديد من فتنة وهي غبش معتم غامض، إلى إسلام يختلف الناس في فهمه، ويتفاوتون في إدراك ما يعنيه بالنسبة للفرد والمجتمع والسياسة والاقتصاد والحياة اليومية، فأمر شاق يطلب رفقا وتدرجا، إن آثرنا البناء على الكسر والسير الثابت على القفز لا سيما وقد انقطع الوحي، وانتفت العصمة، وعظم الخطب من كل جانب.
على أن جند الله ينبغي أن يمثلوا الكتاب والسنة، إن لم يكن سلوكا مكتملا فتطلعا. ينبغي أن يذكروا الأمة بحياة الصحابة، إن لم يكن كليا فمحاذاة.) خصلة التؤدة ، الشعبة السابعة والستون : الرفق والأناة والحلم ورحمة الخلق.
فمن علامات الولي المربي أن شئت ما يلي :
- أن يسع قلبه للمسلمين جميعا و يحبهم ، الوهابي منهم حتى يعود من وهابيته ، والسلفي من سلفيته ، والمتجهم من تجهمه ، والطرقي الضال من ضلاله ، والفاجر المسلم من فجوره، والفاسق من فسوقه ، والعاص من عصيانه.
و يسعى لجمع المسلمين على أمر جامع بالكلمة الطيبة و المودة.
- ان لا يستعملك لهوى نفسه و مصالحه الشخصية ، وأنما يدعوك الى الله بالرفق ، حتى تنضج ثمرته فيك.
- ان حقه عليك في التسليم له في معارفه و الأنقياد بالطاعة لأوامره و الأعتقاد بأنه الواسطية بينك و بين الجناب النبوي.
- ان يعلمك المحبة القلبية الصحيحة لكل أهل الله تعالى ، وكيف تتأدب في حضرتهم ؟.
- أن يعلمك الحكمة المستمدة من القلب المرحوم ، فأن لم يكن كذلك يدعوك للتعصب لمورده فاتركه و استرح.
وعليه فأن الرحمة و الرأفة كلمتان عظيمتان و هذا غيض من فيض .
اسال الله ان يرحمنا آمين.
عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسات في التصوف، في الذوق و السكر: عمرالحسني رسائل ووصايا في التزكية 0 07-09-2011 02:17 PM
دراسات في التصوف ، الغوث الجامع: عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:16 PM
دراسات في التصوف ، في المعرفة : عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:04 PM
دراسات في التصوف: 1.الأنسان و الغيب عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 02:59 PM
دراسات في التصوف عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 02:57 AM


الساعة الآن 06:40 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir