أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           

ركن وادي الفرات نادي مختص بتراث وتاريخ المنطقة الشرقية من سوريا

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-31-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الشاعر العشاري


الشاعر العشاري (( حياته )) :
هو حسين بن علي بن حسن بن محمد بن فارس ولد في بغداد و توفي فيها (( 1710-1781 م)) " على وجه التقريب " من أسرة علمية دينية كانت قد قدمت إلى بغداد من بلدة العشارة في سوريا .
يقول العشاري معرفاً بنفسه :
من معشر نزلوا العشارة برهة
...................................... والآن نزلــوا على بغدان
ما شانهم ضد الغنى بل زانهم
.................................... درس العلوم ونغمـة القرآن
و يقول أيضاً :
من النفر السامين من آل حِمْيرٍ
.....................................يخوضون نار الحرب بالضمر الشقر
فروع تيقنا بــأن أصولها
.................................من البـاسقات الطلع والسادة الغر
و كان أبوه الشيخ علي بن الشيخ حسن "ملاّ " و هي وظيفة من كان يمتهن تدريس العلوم الدينية ، درس العشاري على يدي والده قراءة القرآن الكريم و حفظ الحديث الشريف ثم نهل من معارف عصره ما استطاع إليه وصولاً بين مدارس بغداد و مساجدها ، و قد أولع بالنحو و اللغة و الأدب و الشعر )) قد كنت في إبان الشباب و أوان التحصيل و الاكتساب مشغوفاً بصناعة الأدب متقصّياً عن لطائف العرب متعلّقاً من فنون الفصاحة بكل سبب .أُزاحم فحول الشعراء و ملوك الفصحاء فأجول معهم كل مقام و أضرب في معترك المعاني بكل حسام (( .و قد أولى العشاري الفقه اهتماماً خاصاً فانكب على دراسته أصولاً و فروعاً : (( كنت في أيام الصبا و عنفوان الشباب مكباً على مطالعة مؤلّفات فقه أصحابنا السادة الأنجاب متقصّيا ًمنها كل بحر عباب (( و غدا العشاري مرجعاً يُشار إليه في فقه الإمام الشافعي حتى أنه لُقِّبَ بـ " الشافعي الصغير " و " الشافعي الثاني " و ذهب الآلوسي إلى القول بأنه كان من أعلم أهل عصره بفقه الشافعي
تعلّم فن الخط العربي منذ صغره و أجاد فيه و قد قام بنسخ عدد كبير من المؤلّفات الهامة في اللغة و الأدب و المنطق و العقائد و الفقه و هو لم يزل بعد شاباً .
تتلمذ العشاري على أشهر علماء بغداد و مدرسيها في عصره ، فكان من أساتذته عالم العراق و أديبه الشيخ جمال الدين عبد الله بن حسين بن مرعي العباسي (( 1692-1760 )) و كان هذا قد تصدّر للتدريس و الإفادة في داره و في حضرة الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان و في حضرة مقام الشيخ عبد القادر الجيلاني (( المدرسة القادرية )) و في المدرسة المرجانية (( جامع مرجان)) .
تزوج العشاري من إحدى بنات أسرة شريفة النسب يرتقي أصلها إلى الإمام عمر الأشرف ابن زين الدين و اسم زوجته " آسيا " ، خلّفت له أربع بنات : " عائشة و صالحة و زمزم و طيبة " .
تزوجت صالحة من السيد عبد الله الآلوسي جد الأسرة الآلوسية الشهيرة


" العروبية " في وجه العثمانيين (( في شعر العشاري)) :

لم تكن علاقة العشاري بالولاة العثمانيين في بغداد حسنة ما دفعه أن يُعرّض بهم في بعض شعره بل يشتمهم صراحة و لم ينظم في الولاة الذين عاصرهم إلاّ واليين اثنين فقط و لمناسبات عامة و هما عمر باشا (( 1763 - 1775 )) م و ذلك بمناسبة خروجه في حملة في نواحي البصرة و تعميره لمرقد أحد الأولياء المشاهير ببغداد .
و سليمان باشا الكبير (( 1780 – 1802 )) م لدوره المحمود في القضاء على بعض الفتن .
و كان نصيب كل منهما أبياتاً معدودات هذا في حين نجده يمدح أسراً و شخصيّات عربية لم يكن لها من السلطة و النفوذ ما كان لأولئك الولاة بل إنه مدح أفراداً و أسراً كانوا يُعدّون ثائرين على الولاة خارجين عليهم.
إن إباءه و عزة نفسه كانا يمنعانه من التودّد و التردّد إلى حكام عصره تزلّفاً أو طمعاً في مكاسب مادية و هذا يفسِّر لماذا لم يستلم العشاري أي منصب و هو العالم الفقيه الناثر الناظم و صاحب التآليف المتنوعة حتى السنوات الأخيرة من عمره ، حيث عيُّن قاضياً أو مفتياً للبصرة ..
يقول العشاري : " مع أني في زمانٍ تباً له و تب ، ما أحقّه بأن يُدعى أبا لهب ، قد أصلى أهله بنارٍ ذات لهب ، قدّم كل ركيك ضعيف ، و رأّس كل دني سخيف ، و أذل كل سري شريف " .
لا يتردّد العشاري بمهاجمة حكّام زمانه بأشد الأوصاف قسوة و أقبح النعوت و ها هو يصورهم : " فتية مردة ، كأنهم خنازير أو قردة ، قلوبهم طاغية ، و أيديهم باغية ، و ألسنتهم لاغية .. في جماعة كبيرها صغير ، و رئيسها حقير ، و دنيّها أمير، و شريفها أسير " .
لهذا نجد العشاري غير هانئ بعيشه في بغداد و قد حاول الهجرة عنها كثيراً ، فنجده مرّة ميّالاً إلى الموصل و مرة إلى البادية و في كل المرات تظل إعالته لأسرة فقيرة تشدّه إلى الأرض و تقيّد قدرته على الترحال : (( و لولا عيال تثب عليم الغيرة وثوب الشرر ، و تـنهمل الحمية دونهم انهمال المطر ، و أطفال كأفراخ القطا ، تقصر عنهم الخطى ، لتزوّدت الشيح و القيصوم ، و تمتّعت البصل و الثوم ، و فررت عنها فرار الغيور من مواطن الزور )) .
ربطت الصداقة بين الشاعر و بين آل " الشاوي " أمراء قبيلة " العبيد " العربية و شيوخ البادية في وسط العراق فمدحهم بأحسن قصائده و أثنى على مواقفهم السياسية حتى ما كان منها مخالفاً رغبة الولاة :
العز في مشق الحسام الأخضر
..................................... والمجد من فوق الجياد الضمّر
فإذا ضربت فكن بسيفٍ ضارباً
.................................... وإذا انتسبت ففي قبـائل حِمْيَر
أقيال حِمْير من يجاري مجدهم
................................... و محلّهم فـوق السماك المزهر
قومي بهم أرقى إلى رتب العلا
.......................................وأصكّ أنف المــارد المتجبر
أنا فرع ذاك الأصل طبت بطيبه
.................................... إذ كان عنصره المشرّف عنصري
قل للذي طلب الفخــار بقومه
................................... إن كان قومك مثـل قومي فافخر
و حينما يشتد العداء بين الأمير العربي عبد الله الشاوي و الولاة العثمانيين و يغادر الأمير بغداد إلى النجف مؤقتاً يجد العشاري أن من واجبه مناصرة الأمير العربي معرّضاً بخصومه و أعدائه :

يحمي من اللؤم عرضاً ما به دنس
......................................... و ينتضي مرهفاً ما شانه فلل
طابت أرومته حتى أناف على
........................................ زهر الربيع فقد أودى به الخجل
أبا الفضائل طال العهد فيك و قد
........................................ تحرّك الشوق و استولى بنا الوجل
خلّــفتـنا مثل شاء لا رعاة لهم
..................................... و راكـب الدو لا رسم و لا طلل
منا السلام (( لعبد الله )) مـا طلعت
.......................................... شمس فأشرق منها السهل و الجبل
و ردّك الله محروس الجناب على
....................................... رغم الأعادي فيـا بئس الذي فعلوا
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كعب بن مالك الشاعر الصادق عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 03-04-2011 04:57 AM
مهرجان العشاري الأدبي الرابع يختتم فعالياته هيثم السليمان القسم العام 4 05-06-2009 10:22 PM
الشاعر تـوفيق قـنبر عبدالقادر حمود القسم العام 4 03-09-2009 03:26 PM
الشاعر عبد الناصر حداد ابوعبدالله القسم العام 7 01-04-2009 05:44 PM
الشاعر أبو رداني محمّد راشد ركن وادي الفرات 4 08-17-2008 05:35 PM


الساعة الآن 07:17 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir