صلاة التراويح تحرق 200 سعر حراري
فيها فوائد جمة للنفس والجسد
عيسى المسكري: صلاة التراويح تحرق 200 سعر حراري
صلاة التراويح تريح المسلم نفسياً وبدنياً
في الصيام فائدة عظيمة لكثير من مرضى القلب، وذلك لأن 10 % من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم، وتنخفض هذه الكمية أثناء الصوم، حيث لا توجد عملية هضم أثناء النهار، وهذا يعني جهدا أقل وراحة أكبر لعضلة القلب، بحسب ما تفيد به الدراسات العلمية، هذا إلى جانب فوائد نفسية عظيمة. القلب في رمضان يطمئن ويسكن بالقرآن وتنخفض ضرباته بصور ملحوظة، فهو علاج في ارتفاع ضغط الدم، فإنقاص الوزن الذي يرافق الصيام يخفض ضغط الدم بصورة ملحوظة، كما أن الرياضة البدنية من صلاة التراويح والتهجد وغيرها تفيد في خفض ضغط الدم المرتفع.
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - يحرق المصلي خلال أداء صلاة التراويح 200 سعر حراري، بحسب بحث نشره الدكتور شاهد أطهر في بحثه منذ فترة، ويقول عيسى المسكري خبير التنمية الاجتماعية ان الوزن خلال هذه العبادات يدور في عجلة ايمانية موصولة بالسماء والأرض فيسافر القلب إلى جنة الاتقياء ففي حياة المؤمن محطات إيمانية ومواسم للطاعات، يقترب العبد بها إلى مولاه.
موسم الطاعات
يقول المسكري “أطل علينا رمضان بإشراقاته الندية، ونفحاته العليلة، وأطل علينا بعطر فواح بالتقوى، ونسمة إيمانية من مسك التسامح والدعاء، وهو ينساب كالماء الزلال الذي يروي الظمأ، فهلال رمضان يغازل سحب التفاؤل والأفراح، فتضحك الحياة كلها بالأمل لتسدل الستار على آخر مشهد من مشاهد اليأس والبأس والشقاء، يطمئن القلب بالصيام ويأنس بالقيام”. ويضيف “رمضان موسم ربح عظيم، لا يضيعه إلاّ خاسر، ولا يقعد عن المنافسة فيه إلاّ خائر، ولا يحرم فضله إلاّ شقي، فرمضان بركة عظيمة يجب أن تُشدَّ إليها الرحال، وأن ترتب لهما الظروف والأحوال، وأن تعدّ لهما العدة وأن تشحذ لهما الهمة، فإن الله تعالى جعل لنا محطات في حياتنا لتتزود فيها القلوب بالإيمان، حتى يقوى الجسد على القيام بالعبادات بقية شهور السنة”.
ويوضح “من أعظم هذه المحطات شهر رمضان، الذي تُفتح في أول يوم من أيامه أبواب الجنة، ولا يغلق منها باب، وتغلق أبواب جهنم ولا يفتح منها باب، وتصفد الشياطين، وتنزل البشائر والرحمات، فينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر اقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة من ليالي رمضان، فيا من كان بعيداً عن الله، وها هو رمضان فرصة للغافل أن يتذكر، وللجاهل أن يتعلم، وللعاصي أن يتوب، وللمؤمن أن يتعرض لنفحاته الإيمانية، فيشد من مئزره ويشمر إلى الله الطاعات والقربات، فيا من تكالبت عليه ظلمة المعصية، وحرم لذة المناجاة، وحلاوة الدعاء، وطعم القرب من مولاه”. ويضيف “لا تحرم نفسك في هذا الشهر من لذة الاستغفار في الأسحار، وأنس التضرع في الليل، ودمعة خاشعة في النهار، يتعين عليك أيها الصائم في هذه الأيام أن تقبل على الله تعالى بنية صالحة مخلصة وعزيمة قوية صادقة، وأن تفتح مع ربك صفحة جديدة بالتوبة من الذنوب والمعاصي، وتجدد النية لصيام شهر رمضان، إيماناً واحتساباً لوجه الله الكريم، ولتعلم أن من علامات قبول التوبة في رمضان، الندم الذي يجرد الإنسان من ثوب العصيان، والعزم الذي يدفعه إلى حب الرحمن، والإصرار الذي يقربه إلى فعل الإحسان والمجاهدة، التي تحرره من كيد الشيطان، والاجتهاد في العمل الصالح الذي يعمر قلبه بالإيمان”.
ويوضح السمكري “المؤمن يجدُّ في العبادة ويطلب من خالقه الغفران، والمذنب يلح بين يدي ربه ويبكي تائباً نادماً على ما فرط فيه وأسرف في العصيان، فالحسنة في رمضان عظيمة ولها أثرها البالغ في القلب، فتشرح الصدر، وتقوي الجسد، وتبيض الوجه، وتنور الفؤاد، وتصفي النفس، ولها أثر واضح في المجتمع، فتقوي الروابط بين الناس، وتجعل المحبة شعارهم، والتقوى دليلهم، والإيمان زادهم”.
نفحات إيمانية
يقول المسكري “افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، نفحات بر وإحسان، نفحات أنس وقرآن، نفحات حب وإيمان، نفحات تذكرنا بالله، نفحات تدفعنا إلى البذل والعطاء، لقد فرض الله تعالى الصيام تزكية للنفوس، ومغفرة للذنوب، وعتق الرقاب من النار، ينال الصائم منه الأجر الأوفر، والثواب الجزيل من الله الذي اختص بالأجر والثواب، فكل عمل بن آدم له إلا الصوم فانه لي وأنا أجزي به، ومن صام مخلصاً استحق أن يدخل من باب الريان، فإذا دخل أغلق فلم يدخل بعد أحد، وللصائم أنس وأفراح، يفرح في الدنيا عند فطره، ويفرح عند لقاء ربه، قال الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) ((يونس58)، كما أن رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، فهنيئاً للصائم يوم يناديه ربه الكريم الوهاب: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) (الحاقة24 )، والملائكة يدخلون عليه بالتهنئة بالفوز، وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ، فعلى الصائم أن يجعل سفينته في رمضان تقوى الله، وعدته التوكل على الله، وزاده الإحسان والإيمان”.
ويضيف المسكري “في شهر الصيام، تصوم الجوارح كلها عن معصية الله تعالى، فتصوم العين بغضها عما حرم الله النظر إليه، ويصوم اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة، وتصوم الأذن عن الإصغاء إلى ما نهى الله عنه، ويصوم البطن عن تناول الحرام، وتصوم اليد عن إيذاء الناس، والرجل يصوم عن المشي إلى الفساد فوق الأرض. قال أبو بكر عطية الأندلسي:
إذا لم يكن في السمع مني تصــامم
وفي مقلتي غــض، وفي منطقي صمت