دقة مغيليث

دقة مغيليث هي اسم لاحد المعارك التي دارت بين العكيدات وشمروتدور احداثها على لسان احد الحاضرين والمقاتلين في هذه المعركة الى قيام شمر بسرقة 14 قطيعا من الغنم من غنم العكيدات وعندها جرد فرسان وخيالة العكيدات للحاق بشمر واسترداد حلالهم فلحقوا بهم على مشارف الحدود السورية العراقية في مكان يدعى الطريفاوي ويقع بالقرب من مملحة البوارة وعند الصبح وفي وقت الضحى غشى جيش العكيدات شمر واستردوا الغنم المسروقة ولم يكتفوا بذلك فدخلوا على مضارب شمر وتحديدا على عرب جناع الكعيط فقاموا بقلب دلال القهوة وشقوا البيت واخذوا منه الخدرة خدرة جناع الكعيط وفي ذلك قال فرسان العكيدات
الدقة اللي صارت على الكعيط الضحى *** من رعيد الفشق ما نسمع وحى

ازرف المكتوب لصفوق العجيل **** جناع يمنا ما ضلتلوا مصلحة


وعلى لسان شاعرهم اي شاعر شمر
يا جناع طفلة صيحت عليك شقت جديد ثيابها *** الدقة اللي صارت عليك تسوى الجزيرة ومابها
جناع ياقاد البخت دشر الغنم لاصحابها **** الدقة اللي صارت عليك تسوى الجزيرة ومالها

ولم يكتف عيال الابرز بذلك فقاموا بمهاجمة مضارب محمد النصار ابو مدلول فاغتنموا منها 100 ناقة وفي ذلك قال صاحب النياق

ما شربن عطين من بير سيان *** ولا من سموم القيض ردن مضميات

بجنابهن شبل وشرابي *** وين عيال غلبة يردون العوج عليا

انتخى ابو مدلول بشبل والشرابي الذين يقال انهم يعادلون 100 فارس لكن الحظ لم يسعفه لان عيال الابرز اردوهم قتلى وفي ذلك قيل عن الشرابي

الشرابي راع العوج فوق الحمرا مثل الدوج
واللي ينحروا روحوا تلوج

وبالعقيدي مجفيات هوشوا يارياق البنات


وقيل ايضا

طق الضحى قام ينوش وينتخي بيهم هلوش *** الشرابي مثل الهوش هو وربعه يلكدون

وبذلك قد تعرضت شمر لاكبر خسارة من حيث الرجال فقد قتل 16 رجلا من المع رجال شمر ومن ضمنهم الشرابي وهلوش الوليغي ومن الحلال 100 ناقة وخدرة جناع الكعيط وقد لخصها الشاعر خلف السراوي الذي كان موجودا بالمعركة بقوله

العقل روح وللحرب 16 من يمينوا طاحوا بالضرب ** خيول البداوة غلقت بالدرب بالعون عند العوج سووا مذبحة

وهربت شمر وانكسرت وبعد ذلك هم العكيدات بالانسحاب بعد ماتم لهم المطلوب وفي هذه الاثناء بدأت شمر بلم شملها من جديد وتجميع قواتها مستعينين بسيارة تحمل رشاش هوشكيز وكانت هذه السيارة الوحيدة في المعركة والرشاش الوحيد بينما كانت باقي الاسلحة عند الطرفين البارودة والسيف والخنجر فهاجموا جيش العكيدات فتصدوا لهم ولم ينل جيش شمر من هذه العقبة وهزموا مرة ثانية وبعدها تجمع خيالة العكيدات لوضع خطة للانسحاب ومنهم لطيف الهفل وجدعان المنادي ورجا الدندل ودحام رجا الدندل وعلي المحيمد وعبدالله الهجر وعلي الحسين فطلبوا من جدعان وضع الخطة فقال لهم الراي عند ابو جوزة بشير العجاج وكان بشير كعادته يجلس اثناء الحرب على راس التلة يرصد تحركات العدو ويستنى التالي فصعدوا اليه وقالوا له نريد الراي منك فقال لهم ينسحبون الرجيلية والخيالة وراهم يحمونهم حتى يصلوا الى حد معين ثم يلحقونهم الخيالة وهكذا حتى نصل الزور فبعدما قطعوا مسافة واطمأن البعض الى ان شمر بعد هذه الخسارة وبعد المسافة التي قطعوها لن تستطيع اللحاق بهم فمشى معظم اهل الخيل مخلفين وراهم الرجيلية وحدث غير المتوقع هو عقبة شمر للمرة الثالثة وكان هناك مجموعة من الرجيلية منذ البداية كانوا متمركزين في سرت ولم يعلموا بالانسحاب فبقوا في اماكنهم بينما جيش العكيدات قطع عنهم شوطا واثناء ملاحقة شمر للرجيلية بدأت تاتيهم طلقات من الخلف من اهل السرت عدد من الرجال فرجعوا اليهم وحاصروهم فبقي هؤلاء الشجعان يقاتلون حتى نفذت منهم الذخيرة ثم هجموا على شمر بالخناجروقد قيل فيهم
اللي كاونوا ربع فريح كاونوا كونا صحيح *** لما خلص الفشق بالخناجر يهوشون

راحت كروم النشامى ما ظنتي يعودون

لما شاف دحام الدندل ربعه محصورين بالقارة او السرت وبينهم شمر ركب العبية وغار على شمر لحالوا ولحق به والده رجا الدندل وارجعه قريب من الملح فرجعوا جميعاوبعدها حاولت شمر اللحاق بالرجيلية ولم يكن معهم من الخيالة غير ابو جوزة بشير العجاج و رجا الدندل وولده دحام وجدعان المنادي فتحاموا على الرجيلية حتى اوصلوهم سالمين الى اهلهم ومنعوا شمر وهم قلة بعد ما انسحب معظم الجيش ظنا" منهم بانتهاء المعركة وحموا اكثر من الف رجل من الرجيلية فلما وصل الجيش كاملا تلقاهم لطيف الهفل وقال لبشير العجاج شلون تحاميت على الجيش بالبداية لحالك قبل يوصلك رجا ودحام وجدعانفرد عليه بتلك الابيات

لرجم الرجمين ولا قلب مريب *** قفت القطعان بخيل مشعلنا
سابجي هجت مع المال بحديدو *** ووجد قلبي على قلب معنى
ان سلمنا سالمين من الشمات *** وان اذبحنا الذبح للغلمان سنة

وانتهت هذه المعركة التي بداتها شمر بالسرقة وانتهت بالخسارة لهم والخزي وقد قام رجلان من شمر من داخل سورية وهم سوريون بالوساطة لدى الحكومة وهما العاصي وجار الله وبعد مفاوضات مع الحكومة ردت للعكيدات ماتبقى من الحلال وايضا ردت لشمر نياقهم

كتبها الحسيني - عبد القادر الحمود