وادي الفرات عنوان للحضارة وعراقة في التاريخ..مكتشفات ولقى أثرية جديدة خلال عامي 2008-2009


غسان إدوارة
تعتبر محافظة دير الزور من أهم المحافظات الغنية في اقتصادها وأوابدها الاثرية, حيث تنتشر فيها المواقع الأثرية في كل مكان تعبر عن قدم الحضارات التي مرت بها عبر العصور وعن عراقة التاريخ في الماضي وإشراقة المستقبل. حيث تشهد اهتماماً لتنميتها تنمية مستدامة في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والفكرية والسياحية, من خلال إقامة المشروعات التنموية المتنوعة. فمهما أردنا الحديث عن تراث دير الزور وحضارة وادي الفرات فلن نقول سوى القليل, حيث تستقبل كل عام بعثات أثرية متعددة بالتعاون مع البعثات الوطنية تقوم بأعمال التنقيب في كثير من المواقع الأثرية التي تشتهر بها المحافظة.. وفي كل مرحلة يكون هناك اكتشاف جديد ولقى أثرية تضاف للمكتشفات السابقة والتي تتحدث عن حضارة وتاريخ المنطقة.

summary: تعتبر محافظة دير الزور من أهم المحافظات الغنية في اقتصادها وأوابدها الاثرية, حيث تنتشر فيها المواقع الأثرية في كل مكان تعبر عن قدم الحضارات التي مرت بها عبر العصور وعن عراقة التاريخ في الماضي وإشراقة المستقبل. حيث تشهد اهتماماً لتنميتها تنمية مستدامة في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والفكرية والسياحية, من خلال إقامة المشروعات التنموية المتنوعة. فمهما أردنا الحديث عن تراث دير الزور وحضارة وادي الفرات فلن نقول سوى القليل, حيث تستقبل كل عام بعثات أثرية متعددة بالتعاون مع البعثات الوطنية تقوم بأعمال التنقيب في كثير من المواقع الأثرية التي تشتهر بها المحافظة.. وفي كل مرحلة يكون هناك اكتشاف جديد ولقى أثرية تضاف للمكتشفات السابقة والتي تتحدث عن حضارة وتاريخ المنطقة. ‏

متابعة التنقيب ‏

‏

للوقوف على أهم المكتشفات الأثرية خلال عامي 2008-2009 التقت تشرين بالسيد ياسر شوحان- مدير الآثار والمتاحف بدير الزور ليطلعنا على أهم المواقع الأثرية والمكتشفات الجديدة فقال: تقوم المديرية العامة للآثار والمتاحف بأعمال التنقيب والترميم في موقع جلدية بالتعاون مع جامعة /مونبيليه/ بفرنسا ويرأس البعثة الوطنية من الجانب السوري السيد ياسر شوحان مدير الآثار والمتاحف بدير الزور ومن الجانب الفرنسي السيد سليفي بيلتري. ‏

وتتركز أعمال التنقيب في البوابة الشمالية وسفح البازيليكا الجنوبي مع أعمال التنقيب في المنازل البيزنطية الى الجنوب من الموقع, إضافة الى أعمال توثيق المقابر الواقعة للشمال من الموقع وهي عبارة عن قبور برجية لن تتم دراستها في الأربعينيات من القرن الماضي, إضافة الى أعمال ترميم في الكنيسة للحفاظ على الأجزاء المهددة بالسقوط في الجدران. ‏

وأضاف السيد شوحان: تأتي هذه الأعمال متابعة لأعمال التنقيب التي تمت في السنوات السابقة اعتباراً من عام 2006 ولغاية أيلول 2008. ‏

وقد وضعت البعثة الأثرية المشتركة خطة للتنقيب في الموقع قد تستمر الأعمال عامين قادمين. ‏

ومما تجدر الاشارة إليه أن أعمال التنقيب في هذه المنطقة تتزامن مع النداء الدولي الذي أطلقته المديرية العامة للآثار والمتاحف بهدف الحفاظ على المواقع الأثرية المهددة بغمر سد حلبية المزمع إقامته مستقبلاً. ‏

وسيتم التنقيب في كل من موقع /تل قبر أبو العتيق وتل القصبي وتل معدان عتيق وتل الحميرة/. ‏

‏

أهم المكتشفات الأثرية ‏

عام 2008 ‏

‏

ذكر السيد شوحان بأن /تل القصبي/ كان من أهم المكتشفات الأثرية وما تضمنه من آثار قيمة. ‏

حيث قامت البعثة الوطنية للتنقيب الطارئ في موقع تل القصبي وتبين أن هذا المدفن يعود الى الألف الثاني قبل الميلاد ويتم النزول إليه بدرج وهو ذو ثلاثة قبور, حيث عثر في القبر الأوسط على العديد من الاواني الفخارية وهي أوان خاصة بالطقوس الجنائزية, ويبلغ عدد هذه القطع التي تم العثور عليها نحو 200 قطعة أثرية منها قطعة كاملة ومنها ما يحتاج الى ترميم. ‏

وأضاف بأن الأعمال في الموقع استمرت 20 يوماً خلال شهر آب من عام 2008 ولا تزال أعمال توثيق هذه القطع الفخارية المكتشفة جارية. ‏

‏

تل الشيخ حمد ‏

‏

كما ذكر السيد شوحان بأن أعمال التنقيب في بعثة تل الشيخ حمد خلال موسم عام 2008 تركزت في المنطقة الشمالية الشرقية من الموقع وقد كان الهدف من أعمال التنقيب متابعة الكشف عن المناطق غير المكتشفة في القصر الأحمر وما يحيط به إضافة الى ترميم الجزء الشمالي الشرقي من هذا القصر بمادة اللبن وهي المادة المصنعة محلياً وتغطية الجدران المعاد بناؤها بمادة الطين المخلوط /بالأكورونال/ وهذه المادة تعطي التغطية الصلابة المطلوبة وتمنع تسرب المياه الى جسم الجدران وأشار الى أن أعمال التنقيب في الموقع استمرت على مدى 50 يوماً واسفرت عن ترميم الجزء الأكبر من القصر, وأضاف: لدى دائرة آثار دير الزور خطة لعام 2009 بإكمال أعمال الترميم في القصر الأحمر وبعض الأدراج والأقواس والمصاطب التي تؤدي الى الطابق الثاني من القصر. ‏

‏

موقع الصالحية ‏

‏

أنهت البعثة الوطنية السورية الفرنسية المشتركة أعمال التنقيب في موقع الصالحية خلال شهر أيار عام 2008 حيث تركزت الأعمال في الألدورا / المحلات التجارية/ والرمبه الساساتية في خارج الموقع, إضافة الى إكمال أعمال التنقيبات الأثرية في بيت ليزياس. وأضاف بأن الهدف من أعمال التنقيب في بيت ليزياس هو الكشف عن ترابط هذا المنزل بمنازل الجوار وتحديد أهميته, حيث ان الاسم يعود لأحد القادة والذي يعتبر حاكماً عسكرياً تنفيذياً في الموقع.. كما جاءت أعمال الترميم في الموقع مترافقة لأعمال التنقيب, حيث قامت البعثة بإعادة عرض المتحف في الموقع مع دراسة الشارع المستقيم الذي يصل ما بين البوابة الرئيسية (بوابة تدمر) ونهاية هذا الشارع الذي يفضي الى الموقع الحجري. وأضاف بأنه تم إكمال التنقيب الأثري في أحد المعابد المجهولة الاسم والذي يقع في الجزء الشمالي الغربي من الموقع, حيث عثر على مذبح يتصدر هذا المعبد وهو من الحجر الكلسي المغطى بطبقة رقيقة من الحصى. ‏

‏

التنقيب في الصالحية ‏

‏

أنهت دائرة الآثار والمتاحف بدير الزور أعمال التنقيب والترميم في /دورا أوروبوس / الصالحية/ من خلال البعثة الأثرية السورية -الفرنسية المشتركة والتي يرأسها من الجانب السوري السيد ياسر الشومان ومن الجانب الفرنسي السيد بيير لوريش بتاريخ 7/5/2009. ‏

وقد هدفت أعمال البعثة خلال موسم 2009 الى انهاء كل أعمال التنقيبات الأثرية التي بوشر بها خلال الأعوام السابقة, إذ كان الهدف من هذه الأعمال هو الإعداد للنشر العلمي حول التنقيبات التي قامت اعتباراً من عام 1992 ولغاية عام 2009. ‏

وقد تضمنت أعمال دراسة الفخار المكتشف سابقاً إضافة الى النشر العلمي عن طبيعة الموقع الجيولوجي والبنى المعمارية التي قامت عليه ومن ناحية أخرى الكشف السابق في منطقة الأغوار ومعبد بل وبيت ليزياس وجميع هذه الأعمال سيقوم المجمع العلمي الفرنسي C.N.R.S بنشر جميع التقارير الأثرية والدراسات والأبحاث التي قام بها الأعضاء فيما يتعلق بهذا الموقع, إضافة الى إعداد دراسة جيوتكنيكية تتعلق بجدار القلعة وفق سبور وتجارب حقلية ومخبرية في الموقع تتضمن مقاطع جيولوجية مع توصيف السبورو الطبقات الجيولوجية تهدف الى قياس المقاومة وإعداد تجارب بالضغط الحر على العينات المأخوذة من الموقع وأشار الى أن المديرية العامة للمتاحف /دائرة دير الزور/ ستقوم بإعداد دراسة أثرية ترميمية لهذا الجدار الغاية منه الحفاظ على ميوله على الأقل مع امكانية الاستعانة بخبراء أجانب للحد من تزايد ميوله. ‏

‏

موقع ماري ‏

‏

أنهت البعثة الأثرية أعمال التنقيب في موقع ماري خلال شهر أيلول عام 2008 حيث تركزت الأعمال في الجزء الجنوبي من الموقع وخصوصاً في الأبراج الداخلية إضافة الى أعمال التنقيب في الجزء الواقع الى الجنوب من القصر وإضافة الى أعمال الترميم التي بوشر بها في الموقع منذ 17 عاماً وخاصة في منطقة الجدار الجنوبي وقاعة العرش وقاعة /ربة الينبوع/ وقد تضمنت هذه الأعمال إعادة ترميم قرميد الأرضيات في قاعة العرش والمدخل الذي يفضي الى هذه القاعة مع بعض الأدراج وقاعة ربة الينبوع, حيث تم قطع قرميد مشوي في معامل هرقله بالرقة تم الترميم به في موقع ماري وفقاً لمقاييس الترميم العالمية. ‏

‏

الجدير ذكره ‏

‏

ان المديرية العامة للآثار والمتاحف قامت بالتعاون مع جامعة السوريون في فرنسا وجمعية أصدقاء ماري بإعداد الدراسة التنفيذية لإنشاء مركز للزوار في موقع ماري خلال العام الجاري وتبلغ مساحته المسقوفة بحدود 300م2 ويتضمن هذا المركز قاعة لاستقبال السياح واستعلامات سياحية وكافيتريا ومكتباً لقطع التذاكر, وتم العمل بالتعاون مع المهندس المعماري /محمود بنذاكير/ جزائري الجنسية وقد قدمت المديرية العامة للمتاحف (دائرة آثار دير الزور) الدعم اللازم لإنشاء هذا المركز وبكلفة مشتركة تقدر بـ نحو مليون و 400 ألف ليرة ومن المتوقع افتتاحه خلال الأشهر القادمة من العام الجاري. ‏

‏

قلعة الرحبة ‏

‏

أما بالنسبة لأعمال التنقيب في قلعة الرحبة للعام الماضي فقد قامت دائرة الآثار والمتاحف بدير الزور بالتنقيب في المنطقة المحصورة ما بين السور الخارجي والداخلي, حيث باشرت البعثة أعمالها في أوائل تموز عام 2008 برئاسة السيد ياسر شومان وعضوية بعض الآثاريين وقد أسفرت الأعمال عن الكشف عن جدار مبني بالقرميد لممر مواز للسور الداخلي ويبلغ طول هذا الممر نحو 20م. ‏

‏

مقترحات ‏

‏

ذكر السيد ياسر الشومان بأن المواقع الأثرية بدير الزور تحتاج بشكل عام الى اهتمام وتعاون فيما بين الدوائر الحكومية وخصوصاً منها الخدمية التي تعمل لبعض المواقع القريبة من المواقع الأثرية. ‏

‏