أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           أعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > ركن التاريخ

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-2009
  #1
ساره
محب نشيط
 الصورة الرمزية ساره
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 404
معدل تقييم المستوى: 16
ساره is on a distinguished road
افتراضي ديانة العرب قبل الإسلام (الحلقة الأولى )

ديانة العرب قبل الإسلام (الحلقة الأولى )



أحمد قشعم
تمتدّ بلاد العرب على رقعةٍ شاسعةٍ من الأرض، وهذه الأرض هي الأرض التي جاء منها الإنسان الأوّل، وهي الأرض التي انبثقت منها الدّيانات السّماويّة، وهي الأرض البكر التي أهدت للعالم أبجديّاته وفنونه وعلومه،

ونشأت بين ظهرانيها الحضارات، واغترف العالم كلّه من ثقافات ومعارف وعادات وأساطير هذه الأرض، ونسبوها إليهم، وضاع الأصل العربيّ في كثيرٍ منها مع مرور الأزمنة، وتغيّر الأمكنة وانقلاب الأوضاع، فالواجب علينا أن نعيد كتابة التّاريخ لردّ الاعتبار إلى أهل هذه الأرض، وإعادة الحقوق إلى أصحابها الحقيقيّين.‏

إنّ الدّيانات السّماويّة والرّسل والأنبياء الذي أرسلهم الله إلى هداية البشر كانوا يأتون على مراحل متباعدةٍ، وإلى أممٍ وقبائل مختلفةٍ، وبسبب البعد الزّمانيّ بين الرّسالات السّماويّة، فإنّ الكثير من الانحراف والتّشويه كان يصيب هذه الدّيانات، وكان ذلك من خلال جهل النّاس بأصول الدّين، وبعدهم عن المنابع الأساسيّة للدّيانات النّقيّة، وظهور بعض الدّجّالين والمشعوذين الذين كانوا يؤثّرون على النّاس بأعمالهم الشّيطانيّة، ويخلبون عقولهم، ويسيطرون على مشاعرهم، فيشلّون قدرة التّفكير عندهم لكي يصبحوا مسلوبي الإرادة، وهنا يستطيع هؤلاء المشعوذون أن يسلبوهم كلّ شيءٍ: المال والعيال والحلال.‏

ومن أسباب انحراف النّاس عن جادّة الحقّ، وظهور الشّرك هو أنّ بعض الملوك والقادة جعلوا من أنفسهم أرباباً، وأمروا العامّة أن يعبدوهم ويؤلّهوهم، وكلّ هذا في سبيل توريث الحكم، وإضفاء صبغةٍ دينيّةٍ مقدّسةٍ عليه لكي يبقى مستقرّاً، ومن جانبٍ آخر لسلب النّاس أشياءهم، وهكذا تشوّهت عقيدة التّوحيد، وأصابها الكثير من التّغيير حسبما تقتضيه الحال التي أرادها المستفيدون من هذا الأمر:‏

((يقول الطّبريّ: ولمّا هلكت ثمود قيل لسائر بني آرام: أرمان، فهم النّبط، فكلّ هؤلاء كان على الإسلام (أي التّوحيد)، وهم ببابل حتّى ملكهم (نمرود بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح)، فدعاهم إلى عبادة الأوثان، ففعلوا، فأمسوا وكلامهم السّريانيّة، ثمّ أصبحوا، وقد بلبل الله ألسنتهم، وعن ابن عبّاسٍ قال: لمّا هرب إبراهيم من كوش، وخرج من النّار كان لسانه يومئذٍ السّريانيّ)). " "‏

من خلال هذا النّصّ الذي ورد عند المؤرّخ الطّبريّ يبدو واضحاً وجليّاً أنّ الآراميّين هم الذين تسمّوا بالأرمان أو النّبط، وهم ذاتهم الكنعانيّون أو السّريان، أو غير ذلك من التّسميات الكثيرة التي كانت تتغيّر حسب الأرض أو المدن أو الأجداد أو الملوك، وكلّ هؤلاء كانوا موحّدين إلى أن جاء (نمرود بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح) فأجبرهم على عبادة الأوثان، ومن هنا انتشرت عبادة الأوثان، وأخذ النّاس يتفنّنون في هذه العبادات، وأخذوا يتخيّلون آلهتهم كما يريدون ويشتهون، ولذلك كثرت أسماء الآلهة كما كثرت أوصافها وأشكالها وأحجامها، وكثرت أيضاً المهامّ والرّموز التي ألصقها النّاس بهذه الآلهة التي ظنّوا أنّها هي التي تفيد وتضرّ.‏

وممّا زاد الأمر سوءاً هو اتّفاق الكهنة والمشعوذين مع الملوك والقادة والزّعماء على التّغرير بالنّاس وخداعهم، وحملهم على عبادة الأصنام والمخلوقات الأخرى، وكلّ ذلك في سبيل السّيطرة عليهم ونهب أشيائهم باسم الآلهة أو الدّين.‏

ثمّ أمعن النّاس في هذا الأمر وأوغلوا فيه أيّما إيغالٍ، فأضلّوا التّفكير، وخلطوا الحقّ بالباطل، وشوّهوا عبادة التّوحيد، وهذا ما أدّى إلى التّهوّر في هذا الأمر، والمغالاة فيه، فراحوا يعبدون مظاهر الطّبيعة التي تتجلّى لهم بصورٍ مبهرةٍ فاتنةٍ جذّابةٍ أحياناً، وبصورٍ مخيفةٍ مرعبةٍ أحياناً أخرى، وهذا ما يجعلهم يستشعرون الخوف والوجل من هذه الظّواهر، فلم يجدوا بدّاً من عبادتها وتقديسها، والعرب –مثل غيرهم من الأمم- عبدوا مظاهر الطّبيعة التي لم يجدوا لها تفسيراً، أو أنّهم رأوا أنّها هي سبب الحياة والوجود، والمثال على ذلك أنّ بعض أسماء الآلهة كان مرتبطاً بمظاهر متعلّقةٍ بوجودها وعملها وسبب عبادتها، فالإله (بعل) هو إله الأرض البعليّة، وهو الذي يسقي الأرض، ويجود بالمطر، ومازالت كلمة البعل تعني (الزّوج) إلى يومنا هذا.‏

ومن أمثلة ذلك أيضاً عبادة الإلهين الخيّرين: (يرحبول وعجبول) إلهي الشّمس والقمر، وقد اعتقد العرب أنّ هذين الإلهين هما سبب الحياة، فالشّمس تهب الدّفء والنّور، والقمر هو الذي يشرق في الليل، فيكون سميراً ومؤنساً للنّاس والقوافل، وهذا الأمر يكاد يكون عامّاً على كلّ آلهة العرب التي عبدوها، فلكلّ إلهٍ قصّةٌ وأسطورةٌ حاكتها مخيّلة النّاس من خلال ما تراءى لهم، فنسجوا الأساطير حولها، وحاكوا قصصاً وحكاياتٍ كثيرةً، كانت تزداد غنىً وتنوّعاً وتضخّماً خلال مسيرة الحياة، وتراكم التّجارب، وانفتاح الخيال الرّحب لهؤلاء الذين أحبّوا هذه الآلهة، وأضفوا عليها صفاتٍ يضيق المجال عن حصرها.‏

وظهرت الكثير من أسماء الآلهة التي تشير إلى الأجرام السّماويّة والنّجوم والكواكب عند العرب، وهذه هي حالة الإنسان الذي لا يمتلك معرفةً، ولم يتلقَّ أصول الدّين إلاّ عن آبائه وأجداده، فسار على نهجهم، وعبد آلهتهم، وأخذ بشريعتهم، إلى أنّ جاءت الدّيانات السّماويّة، فتغيّر الحال، واختلف الأمر.‏

وبعد أن جاءت ديانة التّوحيد زمن (إبراهيم) عليه السّلام، فإنّ النّاس قد أخذوا بها، وظلّت بعض الأقوام على وثنيّتها وجهالتها، ولمّا تطاول العهد، وبعدت الشّقّة بين إبراهيم عليه السّلام وبين النّاس الذي آمنوا به، فإنّنا أخذنا نرى انحراف النّاس في أمر العبادات، فقد أخذوا يشركون مع الله أصناماً وأوثاناً، واعتبروا أنّها تقرّبهم إلى الله زلفى كما جاء في القرآن الكريم، ونرى أنّ بعض العرب قد آمن باليهوديّة، وهم أقلّةٌ، والبعض الآخر أجبر على اعتناقها، وإلاّ كان مصيره الأخدود، وقسمٌ كبيرٌ من قبائل العرب آمن بالمسيحيّة أيضاً، ونجد بعض العبادات الأخرى التي كان عدد المؤمنين بها أقلّ من المعتقدات الأخرى.‏

صندوق الرّخام الجميل الذي وجد في الكنيسة الواقعة في الحيّ الغربيّ بتدمر، والذي يعود إلى القرن السّادس الميلاديّ، وهو صندوقٌ معدٌّ لحفظ الذّخائر الثّمينة.‏

وعند انحراف النّاس وعبادة الأوثان، فإنّهم لم يستطيعوا أنّ يعرفوا اسم الله، فأخذ يطلقون عليه صفاتٍ وألقاباً تدلّ عليه، وعلى قدرته وعظمته، وقوّته المطلقة، ونلحظ هذا في تعدّد الألقاب والصّفات التي أطلقت على الله عند الأقوام العربيّة، فقد كانت تتغيّر من قومٍ إلى قومٍ آخرين، ومن زمانٍ إلى زمنٍ آخر، ومن مكانٍ إلى مكانٍ آخر، ولكنّها كلّها تعود إلى نعت اسم الله جلّ جلاله بهذه الصّفات والألقاب، أي أنّها جميعاً تشير إلى القوّة المطلقة العالية التي في السّماء:‏

((وقد ألمحنا في ما تقدّم إلى أنّ صيغة (إيل) لم تكن في العصور القديمة اسماً، وإنّما كانت هي الصّفة التي أطلقها الآكّاديّون على القوّة والسّلطة المطلقتين اللتين توحي بهما السّماء (العالي)، ولم تعرف الشّعوب القديمة في سوريّا الطّبيعيّة اسماً للقوّة العالية، أو ما نطلق عليه اليوم اسم إله والله، وإنّما كان في أذهانهم مفهومٌ عن القوّة العالية عبّروا عنه بصفةٍ من مثل (آن= السّيّد)، (إيل= العالي)، (ماردوك= السّيّد العظيم)، (آشور= السّيّد)، (البعل= السّيّد)، (آدون= السّيّد)، (الرّبّ= السّيّد)، (شيع القوم= مخلّص القوم)، (يثع= المخلّص)، (صدق= العادل)، وما شابه ذلك، حتّى أواسط الألف الأولى قبل الميلاد حين تحوّلت الصّفة (إيل) إلى اسمٍ، وتطوّرت الصّيغة من (إيل) إلى (إيلاه) فـ (الله)...)).‏
__________________
اللهم صلى على خير خلقك سيدنا محمد عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك وعلى اله وصحبه وسلم

ساره غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2009
  #2
هاجر
زهرة المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 357
معدل تقييم المستوى: 16
هاجر is on a distinguished road
افتراضي رد: ديانة العرب قبل الإسلام (الحلقة الأولى )

شكرا لك اختي ساره

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
هاجر غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-08-2009
  #3
ساره
محب نشيط
 الصورة الرمزية ساره
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 404
معدل تقييم المستوى: 16
ساره is on a distinguished road
افتراضي رد: ديانة العرب قبل الإسلام (الحلقة الأولى )

موفقة بإذن الله خيتوه هاجر
__________________
اللهم صلى على خير خلقك سيدنا محمد عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك وعلى اله وصحبه وسلم

ساره غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديانة العرب قبل الإسلام (الحلقة الثانية) نوح ركن التاريخ 0 04-26-2009 04:00 PM


الساعة الآن 08:37 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir