أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-23-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي المثنوي العربي النوري - لمعات


المثنوي العربي النوري - ص: 37
الرسالة الاولى
لمعات
من شمس التوحيد
[ النص العربي للكلمة "الثانية والعشرين" ] 1

_____________________
1 هذه الرسالة مع الرسالتين الموسومتين بـ(رشحات، لاسيما) عبارة عن رسالة واحدة في الطبعة الثانية، الاّ ان كلا منها رسالة مستقلة في المخطوط وفي الترجمة التركية ، فآثرنا فصلها الى رسائل مستقلة.
هذا وان الرسائل الثلاث من تأليفات "سعيد الجديد" باللغة العربية ألّفها في »بارلا« بعد نفيه اليها سنة 1927



المثنوي العربي النوري - ص: 38
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحانك يامن تُسبِّحُ بحمدك هذه الكائناتُ السيالة بتسبيحات لِسان محمدٍ عليه الصلاة والسلام؛ إذ هو الذي تتموج اصديةُ تسبيحاته لك، على امواج الاجيال، وافواج الاعصار، بمَر الفصول والعصور والادوار.
اللهم فأبّد على صفحات الكائنات وعلى اوراق الاوقات، أصديةَ تسبيحاته عليه الصلاة والسلام الى يوم القيامة والعرَصَات.
سبحانك يامَن تُسبِّحُ بحمدك الارضُ، ساجدةً تحت عرش عظمة قدرتك بلسان محمدها عليه افضلُ صلواتك واجمل تسليماتك؛ اذ هو الناطقُ والمترجمُ لتسبيحات الارض لك بألسنة احوالها. وبرسالته استقرت الارضُ في مستقرها في مدارها.
اللهم فأنطق الارضَ بأقطارها الى نهاية عمرها بتسبيحات لسانه عليه الصلاة والسلام.
سبحانك يامَن يُسبِّحُ بحمدك جميع المؤمنين والمؤمنات، في جميع الأمكنة والاوقات، بلسان محمدهم عليه اكملُ الصلوات واتم التسليمات؛ اذ هو الذي تتظاهر أنوار تسبيحاته لك من افواه اهل الايمان.
اللهم فأنطق بني آدم الى آخر عمر البشر بتسبيحات محمدك لك، عليه صلاتك وسلامك كما يليق بحرمته وبرحمتك وارحمنا وارحم أمته. آمين..


المثنوي العربي النوري - ص: 39
بسم الله الرحمن الرحيم
في بيان جواهر من خزائن هذه الآيات: 1

(الله خَالِقُ كُلِّ شئٍ وهوَ على كُلِّ شَئٍ وَكِيلٌ _ لَهُ مَقاليدُ السَّمــواتِ والارضِ) 2
(فَسُبحَانَ الَّذي بيدهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شئٍ) 3
(وإنْ من شئٍ إلاّ عِندَنا خَزائِنهُ) 4
(مَا من دآبةٍ إلاّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها) 5
يا ايها الغافل المنغمس فـــي الاسباب! انّ الاســـباب حجابُ تصرّف القدرة؛ اذ العزةُ والعظمة تقتضيان الحجابَ، لكنَّ المتصرف الفعال هو القدرة الصمدانية؛ اذ التوحيد والجلال هكذا يقتضيان. اذ سلطان الازل له مأمورون، لكن ليسوا وسائط الإجراء حتى يكونوا شركاء سلطنة الربوبية، بل هم من الدلالين الذين يُعلنون إجراآت الربوبية، ومن النُظَّار الذين يشاهدون ويشهدون، ويكتسبون - في الانقياد للاوامر التكوينية - عباداتٍ تُناسبُ استعداداتهم. فهذه الوسائط لإظهار عزةِ القدرة وحشمة 6 الربوبية.

_____________________
1 الدرس الرابع عشر من كتاب »المدخل الى النور« (NURUN ILK KAPISI) الذى يعدّ اول مؤلفات »سعيد الجديد« بالتركية.
2 الزمر: 62،63
3 يس: 83
4 الحجر: 21
5 هود: 56
6 عظمتها وهيبتها.



المثنوي العربي النوري - ص: 40
وامّا السلطان الانسانيّ، فلعجزه واحتياجه يحتاج الى وسائط ومأمورين يشتركون في سلطنته. فلا مناسبة 1 بين المأمور الالـهي والانساني.
نعم، ان نظر اكثر الغافلين لايدرك حُسنَ الحادثات ولايعرف حِكمَتَها، فيشتكي بلاحقٍ، ويعترض جهلاً. فُوضِعَتِ الاسبابُ لتتوجه الشكاوى اليها. واذا وُفِّقَ احدٌ لدَرك الحكمة والحقّ ارتَفعَت الاسبابُ عن نظره.
وقد قيل بتمثيل معنوي: انّ عزرائيل (عليه السلام) اشتكى اليه تعالى: بان عبادك يشتكون منّي في قبض الارواح، فالُقي اليه: انّي اضع بينك وبينهم، وسائط المصيبات حتى يتوجّه شكواهم اليها لا إليكَ..
الحاصل:
إنّ العزةَ والعظمة تقتضيان وضع الاسباب الظاهرية لردّ الشكايات الباطلة، ولئلا يرى العقل الظاهريُ مباشرةَ يد القدرة بالامور الخسيسة الجزئية. ولكن التوحيد والجلال يردّان ايدي الاسباب عن التأثير الحقيقي.
تنبيه:
انّ التوحيد توحيدان:
الاول: توحيد عامي يقول: "لاشريك له، ليس هذه الكائنات لغيره" فيمكن تداخل الغفلات بل الضلالات في افكار صاحبه.
والثاني: توحيد حقيقي يقول: "هو الله وحدَه له الملك، وله الكون، له كل شئ" فيرى سكتّه 2 على كل شئ ويقرأ خاتمه على كل شئ، فيثبته له اثباتاً حضورياً. لايمكن تداخل الضلالة والاوهام في هذا التوحيد.
فنحن نُسمِعُكَ لمعاتٍ من هذا التوحيد التي استفدناها من القرآن الحكيم:

_____________________
1 اي لا يمكن الموازنة والمقايسة.
2 السكة: شارة الدولة الموضوعة على مسكوكاتها.



المثنوي العربي النوري - ص: 41
اللمعة الاولى:
ان للصانع جل جلاله على كل مصنوع من مصنوعاته سكةً خاصةً بمن هو خالق كل شئ.. وعلى كل مخلوق من مخلوقاته خاتمٌ خاص بمن هو صانع كل شئ.. وعلى كل منشور من مكتوبات قدرته طغراء 1 غرّاء لاتُقلّد خاص بسلطان الازل والابد.
مثلاً: انظر ممالايعد من سكاته، الى هذه السكة التي وضعها على "الحياة". انظر الى الحياة كيف يصير فيها شئ كلّ شئٍ. وكذا يصير كلُّ شئٍ شيئاً.
نعم! يصير الماء المشروب - باذن الله - مالايعد من اعضاءٍ وجهازاتٍ حيوانية، فصار شئ بامر الله كلّ شئ. وكذا يصيرُ جميعُ الاطعمة المختلفة الاجناس - باذن الله - جسماً خاصاً وجلداً مخصوصاً وجهازاً بسيطاً، فيصير كلُ شئ شيئاً لامر الله. فمَن كان له عقل وشعور قلب يفهم: انّ جعل شئٍ كلّ شئ وجعل كلّ شئٍ شيئاً سكةٌ خاصة بصانع كل شئ وخالق كلّ شئ جلّ جلاله.
اللمعة الثانية:
انظر الى خاتم واحد من الخواتم الغير المعدودة الموضوعة على "ذوي الحياة" وهو:
ان الحيّ بجامعيته كأنه مثالٌ مصغّر للكائنات، وثَمر مُزْهِرٌ لشجرة العالم، ونَواةٌ منوّرة لمجموع الكون، أدرج الفاطر فيه انموذج اكثر انواع العالم، فكأنَّ الحيَّ قطرةٌ محلُوبةٌ من مجموع الكون بنظامات حكيمة معينة، وكأنهُ نقطةٌ جامعةٌ مأخوذة من المجموع بموازين حساسة علمية، فلايمكن ان يَخْلُقَ أدنى ذي حياةٍ إلاّ مَن يأخذ في قبضة تصرفه مجموع الكائنات. فمَن كان له عقل لم يفسد يفهم: أن مَن جعل النحل - مثلا - نوعَ فهرستةٍ 2 لأكثر الاشياء، ومن كتب في ماهية الانسان اكثر مسائل كتاب الكائنات، ومَن ادرج في نواة التينة هندسة شجرة التين، ومَن جعل قلب البشر انموذجاً ومرصاداً لآلاف عوالم، ومَن كتب في حافظة البشر مفصل تاريخ حياته وما يتعلق به.. ليس إلاّ خالق كل شئ، وان هذا التصرف خاتمٌ مخصوص برب العالمين.
_____________________
1 الطرة او الطغراء: علامة ترسم على المناشير السلطانية.
2 فهرس او فهرست : كلمة معربة ، وفهرستة هنا للافراد.



المثنوي العربي النوري - ص: 42
اللمعة الثالثة:
انظر الى نقش طغرائه المضروب على "الإحياء، واعطاء الحياة".. نذكر ممالايعد واحداً وهو أنه:
كما أن للشمس على كل شفاف - او كشفاف - من السيارات، الى القطرات، الى الذرات الزجاجية، والزجيجات الثلجية 1 سكة مثالية من جلواتها وطغراء غرّاء خاصة بها..
كذلك انّ للشمس الاحدية السرمدية 2 على كل ذي حياة من جهة الإحياء وافاضة الحياة، طرةً وسكةً من تجلي الأحدية تظهر بخصوصيــة، لو اجتمع الاسبابُ - بفرض الاقتدار والاختيار لها - على ان يقلدوا ويأتـــوا بمثــلهــا لم يــفعـــــلوا
(ولَوْ كَانَ بَعضُهُمْ لِبعضٍ ظَهيراً) 3.
فكما انه لو لم تُسنِد تماثيل الشمس 4 المتلألئة في القطرات، الى تَجلي الشمس، يلزم عليك ان تقبل شُميسة حقيقيةً وبالاصالة في كلّ قطرة قابلتها الشمسُ وفي كل زجاجة اضاءتها الشمسُ بل في كل ذرةٍ شفّافةٍ تشمّسَتْ. وما هذا الفرض إلاّ بلاهة من اعجب البلاهات..
كذلك انك لو لم تُسند كلَّ حي وحياة وإحياء بواسطة تجلي الأحدية الجامعة، وبواسطة كون الحياة نقطة مركزية لتجلي الاسماء - التي هي اشعةُ شمس الازل والابد - لَزِمَ عليك ان تَقبَل في كل ذي حياة - ولو ذبابةٍ او زهرة - قدرةً فاطرةً بلا نهاية وعلماً محيطاً وارادةً مطلقة. وكذا، صفاتٍ لايمكن وجودها إلاّ في الواجب الوجود. حتى تضطرَّ ان تعطي لكل ذرةٍ الوهيةً مطلقة، إنْ اسنَدت الشئ الى نفسه، او تقبل لكل سبب من الاسباب الغير المحدودة الوهية مطلقة ان اسندت الشئ الى الاسباب. وتَقْبَل شركاء غير متناهية في الالوهية التي شأنها الاستقلالية التي لاتَقبَلُ الشركة اصلاً.

_____________________
1 البلورات الثلجية.
2 الشمس السرمدية تعبير مألوف في الادب التركي والفارسي بحق الله جلّ جلاله المنّور لكل شئ بخلاف الادب العربي.
3 الاسراء: 88
4 اي صورتها المرتسمة في القطرة حيث انها صورة مثالية.

عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المثنوي العربي النوري - شُعْلَةٌ عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 2 03-23-2011 08:21 PM
المثنوي العربي النوري - قطعة من شمة عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 4 03-23-2011 08:14 PM
المثنوي العربي النوري - شَمَّةٌ عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 1 03-23-2011 08:07 PM
المثنوي العربي النوري - ذرة عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 1 03-23-2011 08:04 PM
المثنوي العربي النوري - حبة عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 3 03-23-2011 07:55 PM


الساعة الآن 09:56 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir