أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > الانشاد والشعر الاسلامي

الانشاد والشعر الاسلامي كل ما يختص بالشعر والأدب الصوفي من قصائد في المديح النبوي

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 05-28-2011
  #1
فاروق العطاف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 107
معدل تقييم المستوى: 16
فاروق العطاف is on a distinguished road
افتراضي قصيدة نهج البردة لأحمد شوقي

بسم الله الرحمن الرحيم

هي أبيات في مدح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
بعد أبيات مقدم القصيدة بدأ في الجد فقال رحمه الله:

يـا وَيلَتـاهُ لِنَفسـي راعَـهـا وَدَهـــــــــــا
مُسـوَدَّةُ الصُحـفِ فـــــي مُبيَضَّـةِ اللَمَـمِ

رَكَضتُها فـي مَريــــعِ المَعصِيـاتِ وَمـا
أَخَـذتُ مِـن حِميَـةِ الطاعـــــــاتِ لِلتُخَـمِ

هامَـت عَلـى أَثَـــــــــرِ اللَـذّاتِ تَطلُبُـهـا
وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعـي الصِبـا تَهِـمِ

صَـلاحُ أَمـــــــــــــرِكَ لِـلأَخـلاقِ مَرجِـعُـهُ
فَقَـوِّمِ النَـفـسَ بِـالأَخــــــــــــلاقِ تَستَـقِـمِ

وَالنَفسُ مِن خَيرِهـا فـي خَيـــــرِ عافِيَـةٍ
وَالنَفسُ مِن شَرِّهـا فـي مَرتَـعٍ وَخِـــــمِ

تَطغـى إِذا مُكِّنَـت مِـن لَـــــــــذَّةٍ وَهَــوىً
طَغيَ الجِيـادِ إِذا عَضَّـت عَلـى الشُكُــــــمِ

إِن جَلَّ ذَنبي عَـنِ الغُفــــــرانِ لـي أَمَـلٌ
في اللَـهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـــــــرِ مُعتَصِـمِ

أَلقـى رَجائـي إِذا عَــــــــزَّ المُجيـرُ عَلـى
مُفَـرِّجِ الكَـرَبِ فــــــــي الدارَيـنِ وَالغَمَـمِ

إِذا خَفَضـتُ جَـنـــــــــــــاحَ الــذُلِّ أَسـأَلُـهُ
عِزَّ الشَفاعَـةِ لَــــــــم أَسـأَل سِـوى أُمَـمِ

وَإِن تَـقَـــــــــــدَّمَ ذو تَـقـوى بِصـالِـحَـةٍ
قَدَّمـتُ بَيـنَ يَـدَيـهِ عَـبـرَةَ الـنَــــــــــــــدَمِ

لَزِمـتُ بـابَ أَميــــــــــرِ الأَنبِيـاءِ وَمَــن
يُمسِـك بِمِفتـــــــــــاحِ بـابِ الـلَـهِ يَغتَـنِـمِ

فَـكُـلُّ فَـضـــــــــــــلٍ وَإِحـسـانٍ وَعـارِفَـةٍ
مـــــــــــــا بَيـنَ مُستَـلِـمٍ مِـنـهُ وَمُلـتَـزِمِ

عَلَّقـتُ مِـن مَدحِــــــــــهِ حَبـلاً أُعَـزُّ بِـهِ
فـي يَـــــــومِ لا عِـزَّ بِالأَنسـابِ وَاللُحَـمِ

يُزري قَريضـي زُهَيـراً حيــــنَ أَمدَحُـهُ
وَلا يُقـاسُ إِلـى جـــــــودي لَـدى هَـرِمِ

مُحَمَّــــــــــدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ
وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلــــــــقٍ وَمِـن نَسَـمِ

وَصاحِبُ الحَوضِ يَـومَ الرُسـلِ سائِلَـةٌ
مَتــى الـوُرودُ وَجِبريـلُ الأَميـنُ ظَمـي

سَنـــــــــــاؤُهُ وَسَـنـاهُ الشَـمـسُ طالِـعَـةً
فَالجِرمُ فـي فَلَـكٍ وَالضَــــــوءُ فـي عَلَـمِ

قَـد أَخطَـأَ النَجـمَ مـا نالَــــــــــت أُبُـوَّتُـهُ
مِـن سُـؤدُدٍ بــــــــاذِخٍ فـي مَظهَـرٍ سَنِـمِ

نُموا إِلَيهِ فَـــزادوا فـي الـوَرى شَرَفـاً
وَرُبَّ أَصـــــلٍ لِفَـرعٍ فـي الفَخـارِ نُمـي

حَـواهُ فــــــي سُبُحـاتِ الطُهـرِ قَبلَـهُـمُ
نـورانِ قامــــا مَقـامَ الصُلـبِ وَالرَحِـمِ

لَـمّــــــــــــــــا رَآهُ بَحـيـرا قــالَ نَـعـرِفُـهُ
بِمـا حَفِظنــــــــا مِـنَ الأَسمـاءِ وَالسِـيَـمِ

سائِل حِراءَ وَروحَ القُـدسِ هَـل عَلِمـا
مَصــــــــونَ سِـرٍّ عَــنِ الإِدراكِ مُنكَـتِـمِ

كَـم جيئَـةٍ وَذَهــــــــــابٍ شُـرِّفَـت بِهِـمـا
بَطحــــاءُ مَكَّـةَ فـي الإِصبـاحِ وَالغَسَـمِ

وَوَحشَــــــــةٍ لِاِبـنِ عَبـدِ اللَـهِ بينَهُـمـا
أَشهى مِنَ الأُنـسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشَـمِ

يُسامِـرُ الوَحـــــــيَ فيهـا قَبـلَ مَهبِـطِـهِ
وَمَـن يُبَشِّـر بِسيمـى الخَيــــــــرِ يَتَّـسِـمِ

لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقـونَ مِـن ظَمَـإٍ
فاضَـت يَـــــــداهُ مِـنَ التَسنيـمِ بِالسَـنَـمِ

وَظَلَّلَـتـهُ فَـصــــــــــــارَت تَستَـظِـلُّ بِــهِ
غَمـامَـــــــــــةٌ جَذَبَتـهـا خـيـرَةُ الـدِيَـمِ

مَحَـبَّـةٌ لِـرَسـولِ الـلَـهِ أُشرِبَـــــــــــهـا
قَعائِـدُ الدَيـرِ وَالرُهبـانُ فـي القِـمَــــــمِ

إِنَّ الشَمائِـلَ إِن رَقَّـت يَـكـــــــادُ بِـهـا
يُغـرى المـادُ وَيُغـرى كُـــلُّ ذي نَسَـمِ

وَنـودِيَ اِقـــــــرَأ تَعالـى الـلَـهُ قائِلُـهـا
لَم تَتَّصِـل قَبـلَ مَـن قيلَـت لَـــــهُ بِفَـمِ

هُـنـاكَ أَذَّنَ لِلـــــــــــرَحَـمَـنِ فَـاِمـتَـلَأَت
أَسمـاعُ مَكَّــــــــةَ مِـن قُدسِـيَّـةِ النَـغَـمِ

فَلا تَسَل عَـن قُرَيـشٍ كَيـفَ حَيرَتُهــا
وَكَيـفَ نُفرَتُهـا فـــي السَهـلِ وَالعَلَـمِ

تَساءَلواعَـن عَظيـمٍ قَـــــــد أَلَــمَّ بِـهِـم
رَمـى المَشايِـخَ وَالـــــوِلـدانِ بِاللَـمَـمِ

ياجاهِليـنَ عَلـى الـهـــــادي وَدَعـوَتِـهِ
هَـل تَجهَلـونَ مَكــانَ الصـادِقِ العَلَـمِ

لَقَّبتُمـوهُ أَميـنَ القَـومِ فــــــــي صِـغَـرٍ
وَمـا الأَميـنُ عَلـى قَـــــــــولٍ بِمُتَّـهَـمِ

فـاقَ البُـدورَ وَفــــــاقَ الأَنبِيـاءَ فَـكَـم
بِالخُلقِ والخَلقِ مِن حُسـنٍ وَمِـن عِظَـمِ

جـــاءَ النبِيّـونَ بِالآيـاتِ فَاِنصَـرَمَـت
وَجِئتَـنـا بِحَكـيـمٍ غَـيــــــــــرِ مُنـصَـرِمِ

آياتُـهُ كُلَّمـا طــــــــــالَ الـمَـدى جُــدُدٌ
يَزينُـهُـنَّ جَـــــــــــلالُ العِـتـقِ وَالـقِـدَمِ

يَكـــــــــــادُ فـي لَفـظَـةٍ مِـنـهُ مُشَـرَّفَـةٍ
يوصيـكَ بِالحَـقِّ وَالتَقـوى وَبِالــرَحِـمِ

يــا أَفـصَـحَ الناطِقـيـنَ الـضــادَ قاطِبَةً
حَديثُكَ الشَهـــــــدُ عِندَ الذائِـقِ الفَهِـمِ

حَلَّيـتَ مِـن عَطَـــــلٍ جيـدَ البَيـانِ بِـهِ
فـي كُـــــلِّ مُنتَثِـرٍ فـي حُسـنِ مُنتَظِـمِ

بِكُـلِّ قَـــــــــــــولٍ كَـريـمٍ أَنــتَ قائِـلُـهُ
تُحـيِ القُلــــوبَ وَتُحـيِ مَيِّـتَ الهِـمَـمِ

سَـرَت بَشائِــــــرُ باِلـهـادي وَمَـولِـدِهِ
في الشَرقِ والغَربِ مَسرىالنورِ في الظُلَمِ

تَخَطَّفَـت مُهَـجَ الطاغيـنَ مِـن عَــرَبٍ
وَطَيَّـرَت أَنفُـسَ الباغيـنَ مِــن عُجُـمِ

ريعَت لَها شَـرَفُ الإيـوانِ فَاِنصَدَعَـت
مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِـن صَدمَـةِالقُـدُمِ

أَتَيـتَ وَالنـاسُ فَوضـــى لا تَمُـرُّ بِهِـم
إِلّا عَلـــــى صَنَـمٍ قَـد هـامَ فـي صَنَـمِ

وَالأَرضُ مَملــوءَةٌ جَــوراً مُسَـخَّـرَةٌ
لِكُــــــلِّ طاغِيَـةٍ فـي الخَـلــقِ مُحتَـكِـمِ

مُسَيطِرُالفُــــرسِ يَبغـي فــي رَعِيَّـتِـهِ
وَقَيصَرُالـــــرومِ مِـن كِبـرٍأَصَـمُّ عَــمِ

يُعَذِّبـانِ عِبــــــــــادَ الـلَـهِ فــي شُـبَـهٍ
وَيَذبَـحـانِ كَـمــــــــا ضَحَّـيـتَ بِالغَـنَـمِ

وَالخَلـــقُ يَفتِـكُ أَقـواهُـم بِأَضعَفِـهِـم
كَاللَيـــثِ بِالبَهـمِ أَو كَالـحـوتِ بِالبَـلَـمِ

أَسـتتتترى بِـكَ اللَـهُ لَـيـلاً إِذ مَلائِـكُـهُ
والرُسلُ في المَسجِدِالأَقصى عَلى قَدَمِ

لَمّـا خَطَـــــــرتَ بِـهِ اِلتَـفّـوا بِسَيِّـدِهِـم
كَالشُهـبِ بِالبَـدرِ أَو كَالجُنـدِ بِالعَـلَـمِ

صَلّـى وَراءَكَ مِنهُـم كُــــلُّ ذي خَـطَـرٍ
وَمَـن يَفُـــــــــز بِحَبـيـبِ الـلَـهِ يَأتَـمِـمِ

جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُـنَّ بِهِـــم
عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّــــــــــــــــةِ الـلُـجُـمِ

رَكوبَـةً لَـكَ مِـن عِـــــــزٍّ وَمِـن شَـرَفٍ
لا في الجِيـادِ وَلا فــي الأَينُـقِ الرُسُـمِ

مَشيئَـةُ الخالِـــــــقِ البـاري وَصَنعَتُـهُ
وَقُــــــدرَةُ اللَـهِ فَـوقَ الشَـكِّ وَالتُهَـمِ

حَتّى بَلَغـتَ سَمــــــــاءً لا يُطـارُ لَهـا
عَلى جَنـــــاحٍ وَلا يُسعـى عَلـى قَـدَمِ

وَقيـلَ كُــــــــــــــلُّ نَبِـيٍّ عِـنـدَ رُتبَـتِـهِ
وَيا مُحَمَّـــــــدُ هَـذا العَـرشُ فَاِستَلِـمِ

خَطَطـتَ لِلديـــــنِ وَالدُنيـا عُلومَهُمـا
يا قارِئَ اللَــوحِ بَل يـا لامِـسَ القَلَـمِ

أَحَطــــــتَ بَينَهُمـا بِالسِـرِّ وَاِنكَشَفَـت
لَكَ الخَزائِنُ مِـــــــن عِلـمٍ وَمِـن حِكَـمِ

وَضــاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِـن مِنَـنٍ
بِلا عِــــــــــدادٍ وَمـا طُوِّقـتَ مِـن نِعَـمِ

سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً
لَــــــــــولا مُطـارَدَةُ المُختـارِ لَـم تُسَـمَ

هَل أَبصَروا الأَثَرَالوَضّاءَ أَم سَمِعـوا
هَمسَ التَسابيـــحِ وَالقُـرآنِ مِـن أُمَـمِ

وَهَل تَمَثَّــــــلَ نَسـجُ العَنكَبـوتِ لَهُـم
كَالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَمِ

فَأَدبَـروا وَوُجـــــوهُ الأَرضِ تَلعَنُـهُـم
كَباطِلٍ مِـن جَـــــــلالِ الحَـقِّ مُنهَـزِمِ

لَولا يَدُ اللَـهِ بِالجــــــارَيـنَ مـا سَلِمـا
وَعَينُهُ حَـــــولَ رُكـنِ الديـنِ لَـم يَقُـمِ

تَوارَيـا بِجَنــــــــــاحِ الـلَـهِ وَاِستَـتَـرا
وَمَن يَضُـمُّ جَنـــــــاحُ اللَـهِ لا يُضَـمِ

يا أَحمَدَ الخَيرِ لـي جــاهٌ بِتَسمِيَتـي
وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسـولِ سَمــي

المادِحـونَ وَأَربـــــابُ الهَـوى تَبَـعٌ
لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحـاءِ ذي القَـدَمِ

مَديحُهُ فيـكَ حُـــــبٌّ خالِـصٌ وَهَـوىً
وَصادِقُ الحُبِّ يُملـــي صـادِقَ الكَلَـمِ

اللَـهُ يَشهَـدُ أَنّـــــــــــــي لا أُعـارِضُـهُ
من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ

وَإِنَّما أَنــــــا بَعـضُ الغابِطيـنَ وَمَـن
يَغبِـط وَلِيَّـــــــــــكَ لا يُـذمَـم وَلا يُـلَـمِ

هَـــــذا مَقـامٌ مِـنَ الرَحمَـنِ مُقتَبَـسٌ
تَرمــــــــي مَهابَتُـهُ سَحبـانَ بِالبَـكَـمِ

البَدرُ دونَكَ فـي حُسنٍ وَفـي شَـرَفٍ
وَالبَحــــرُ دونَكَ في خَيـرٍ وَفـي كَـرَمِ

شُــمُّ الجِبـالِ إِذا طاوَلتَهـا اِنخَفَضَـت
وَالأَنجُمُ الزُهرُ مـــــا واسَمتَهـا تَسِـمِ

وَاللَيثُ دونَـكَ بَأسـاً عِنـــــــدَ وَثبَتِـهِ
إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِــلاحِ كَمـي

تَهفـو إِلَيـــــــكَ وَإِن أَدمَيـتَ حَبَّتَهـا
فــي الحَربِ أَفئِـدَةُ الأَبطـالِ وَالبُهَـمِ

مَحَبَّـةُ الـلَـهِ أَلقــــــــــــــاهـا وَهَيبَـتُـهُ
عَلى اِبنِ آمِنَـةٍ فــــــــي كُـلِّ مُصطَـدَمِ

كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقـعِ بَــــدرُ دُجـىً
يُضـيءُ مُلتَثِمـاً أَو غَيـــــــــــرَ مُلتَـثِـمِ

بَـدرٌ تَطَلَّـعَ فـي بَــــــــــــــــدرٍ فَغُـرَّتُـهُ
كَغُرَّةِ النَصـرِ تَجلـو داجِـــــــيَ الظُلَـمِ

ذُكِرتَ بِاليُتـمِ فـي القُــــــرآنِ تَكرِمَـةً
وَقيمَةُ اللُؤلُـؤِ المَكنــــونِ فـي اليُتُـمِ

اللَـهُ قَسَّـمَ بَيـــــــــنَ النـاسِ رِزقَهُـمُ
وأنتَ خُيِّــرتَ فـي الأَرزاقِ وَالقِسَـمِ

إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيهِ نَعَـم
فَخيرَةُ اللَـهِ فــــــي لا مِنـكَ أَو نَعَـمِ

أَخوكَ عيسى دَعــــــا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ
وَأَنتَ أَحيَيـتَ أَجيــــــالاً مِـنَ الزِمَـمِ

وَالجَهلُ مَوتٌ فَـــإِن أوتيـتَ مُعجِـزَةً
فَاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِنَ الرَجَمِ

قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ مـا بُعِثـوا
لِقَتــــــلِ نَفـسٍ وَلاجـاؤوا لِسَفـكِ دَمِ

جَهــــــلٌ وَتَضليـلُ أَحـلامٍ وَسَفسَطَـةٌ
فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعـدَ الفَتـــحِ بِالقَلَـمِ

لَمّـــا أَتى لَكَ عَفـواً كُـلُّ ذي حَسَـبٍ
تَكَفَّــــــــلَ السَيـفُ بِالجُهّـالِ وَالعَـمَـم

ِوَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيـــــرِ ضِقـتَ بِـهِ
ذَرعـاً وَإِن تَلقَـهُ بِالشَـــــــرِّ يَنحَسِـمِ

سَــــلِ المَسيحِيَّةَ الغَـرّاءَ كَـم شَرِبَـت
بِالصابِ مِن شَهَــــواتِ الظالِـمِ الغَلِـمِ

طَريدَةُ الشِـركِ يُؤذيـــهـا وَيوسِعُهـا
في كُلِّ حيـنٍ قِتـالاً ساطِـعَ الحَـــــــدَمِ

لَـولا حُمــــــــاةٌ لَهـا هَبّـوا لِنُصرَتِهـا
بِالسَيفِ ما اِنتَفَعَت بِالرِفـقِ وَالرُحَـمِ

لَولا مَكــــــــانٌ لِعيسـى عِنـدَ مُرسِلِـهِ
وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلـروحِ فــــي القِـدَمِ

لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُـهرُ الشَريـفُ عَلـى
لَـــوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيـهِ وَلَـم يَجِـمِ

جَلَّ المَسيــــحُ وَذاقَ الصَلـبَ شانِئُـهُ
إِنَّ العِقـــــــابَ بِقَـدرِ الذَنـبِ وَالجُـرُمِ

أَخو النَبِـيِّ وَروحُ اللَـهِ فـي نُــــــتزُلٍ
فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَـرشِ مُحتَـترَمِ

عَلَّمتَهُم كُـلَّ شَـيءٍ يَجهَلــــــــونَ بِـهِ
حَتّى القِتالَ وَمـا فيـــــــهِ مِـنَ الذِمَـمِ

دَعَوتَهُـم لِجِهـادٍ فيـــــــــهِ سُـؤدُدُهُـم
وَالحَربُ أُسُّ نِظـامِ الكَـتتتونِ وَالأُمَـمِ

لَولاهُ لَم نَـرَ لِلـدَولاتِ فـــــــــي زَمَـنٍ
ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَـــــرَّ مِـن دُهُـمِ

تِلـكَ الشَواهِـدُ تَتـرى كُـــــــــــلَّ آوِنَـةٍ
في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ

بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاِعتَلَت سُـــرُرٌ
لَولا القَذائِفُ لَـــــــــم تَثلَـم وَلَـم تَصُـمِ

أَشياعُ عيسى أَعَـدّوا كُــــــــلَّ قاصِمَـةٍ
وَلَم نُعِـدُّ سِـوى حــــــــــالاتِ مُنقَصِـمِ

مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجـــاءِ قُمـتَ لَهـا
تَرمي بِأُسدٍ وَيَرمــــــي اللَـهُ بِالرُجُـمِ

عَلـــــــــــــى لِوائِـكَ مِنهُـم كُـلُّ مُنتَـقِـمٍ
لِلَّـهِ مُستَقتِـلٍ فـــــــــــــي اللَـهِ مُعـتَـزِمِ

مُسَبِّـحٍ لِلِقـاءِ الـلَـهِ مُضـطَــــــــــــــرِمٍ
شَوقاً عَلى سابِخٍ كَالبَـرقِ مُضطَــــــرِمِ

لَوصادَفَ الدَهرَ يَبغـي نَقلَـةً فَرَمــــــى
بِعَزمِهِ في رِحــــــــــالِ الدَهـرِ لَـم يَـرِمِ

بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُـــروبِ بِهِـم
مِن أَسيُفِ اللَـهِ لا الهِندِيَّـةُ الخُــــــــذُمُ

كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَـن رَجُـــــلٍ
مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن مـاتَ بِالقَسَـمِ

لَولا مَواهِبُ في بَعـضِ الأَنـــــــامِ لَمـا
تَفاوَتَ الناسُ فـي الأَقـــــدارِ وَالقِيَـمِ

شَريعَةٌ لَـكَ فَجَّـــــــــرتَ العُقـولَ بِهـا
عَن زاخِرٍ بِصُنــــــوفِ العِلـمِ مُلتَطِـمِ

يَلوحُ حَولَ سَنـا التَوحيــــدِ جَوهَرُهـا
كَالحَليِ لِلسَيـفِ أَو كَالوَشــــــيِ لِلعَلَـمِ

غَرّاءُ حامَت عَلَيهــــــا أَنفُـسٌ وَنُهـىً
وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِـن حِكمَـــــــةٍ يَحُـمِ

نورُ السَبيلِ يُســـــاسُ العالِمـونَ بِهـا
تَكَفَّلَـت بِشَبـابِ الدَهـــــــــــرِ وَالـهَـرَمِ

يَجري الزَمانُ وَأَحكــامُ الزَمـانِ عَلـى
حُكمٍ لَها نافِـــــــذٍ فـي الخَلـقِ مُرتَسِـمِ

لَمّا اِعتَلَت دَولَـــةُ الإِسـلامِ وَاِتَّسَعَـت
مَشَت مَمالِكُــــــــهُ فـي نورِهـا التَمَـمِ

وَعَلَّمَـت أُمَّـــــــــــــــةً بِالقَـفـرِ نـازِلَـةً
رَعيَ القَياصِرِ بَعـدَ الشـــــاءِ وَالنَعَـمِ

كَم شَيَّدَ المُصلِحـونَ العامِلــــونَ بِهـا
في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكاً باذِخَ العِظَـمِ

لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمديـنِ مــــا عَزَمـوا
مِنَ الأُمورِ وَما شَـدّوا مِـنَ الحُــــــزُمِ

سُرعانَ مـا فَتَحـوا الدُنيـــــــا لِمِلَّتِهِـم
وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِهـــا الشَبِـمِ

ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِـم
إِلى الفَلاحِ طَريـقٌ واضِــــــحُ العَظَـمِ

لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنـاً شـــــــادَ عَدلَهُـمُ
وَحائِـــــــــطُ البَغـيِ إِن تَلمَسـهُ يَنهَـدِمِ

نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعـوا
عَلى عَميمٍ مِـنَ الرُضـــــــوانِ مُقتَسَـمِ

دَع عَنكَ روما وَآثينـا وَمـا حَوَتــــــا
كُلُّ اليَواقيـتِ فـي بَغـــــــدادَ وَالتُـوَمِ

وَخَـلِّ كِسـرى وَإيوانـاً يَـــــــــــدِلُّ بِـهِ
هَوىً عَلـى أَثَـرِ النيــــــــرانِ وَالأَيُـمِ

وَاِترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَـرُهُ
في نهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَـرَمِ

دارُ الشَرائِــــــــــعِ رومـا كُلَّمـا ذُكِـرَت
دارُ السَلامِ لَهـا أَلقَـت يَــــــــدَ السَلَـمِ

مـا ضارَعَتهـا بَيانـاً عِنــــــــــدَ مُلتَـأَمٍ
وَلا حَكَتهـا قَضــــــــاءً عِنـدَ مُختَصَـمِ

وَلا اِحتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِهـا
عَلـى رَشيــــــــدٍ وَمَأمـونٍ وَمُعتَصِـمِ

مَـنِ الَّذيـنَ إِذا ســــــــــارَت كَتائِبُـهُـم
تَصَرَّفـوا بِحُـــــدودِ الأَرضِ وَالتُخَـمِ

وَيَجلِسـونَ إِلــــــــــى عِلـمٍ وَمَعـرِفَـةٍ
فَـلا يُدانَـونَ فـــــــــي عَقـلٍ وَلا فَهَـمِ

يُطَأطِـئُ العُلَمـاءُ الهـــــامَ إِن نَبَسـوا
مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَـةِ iiالحُكُــمِ

وَيُمطِــــرونَ فَما بِـالأَرضِ مِـن مَحَـلٍ
وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُــدُمِ

خَلائِفُ اللَـهِ جَلّـــــــوا عَـن مُوازَنَـةٍ
فَلا تَقيسَـنَّ أَمـلاكَ الــــــــوَرى بِهِـمِ

مَن فـي البَرِيَّـةِ كَالفـــــــاروقِ مَعدَلَـةً
وَكَاِبنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِـعِ الحَشِــمِ

وَكَالإِمـامِ إِذا مـــــــــا فَـضَّ مُزدَحِـمـاً
بِمَدمَعٍ فـي مَآقـي القَـــــــومِ مُزدَحِـمِ

الزاخِرُ العَذبُ فـي عِلــــــمٍ وَفـي أَدَبٍ
وَالناصِرُالنَدبِ في حَــربٍ وَفـي سَلَـمِ

أَو كَاِبنِ عَفّانَ وَالقُـــــرآنُ فـي يَـدِهِ
يَحنوعَلَيهِ كَما تَحنـو عَلــــى الفُطُـمِ

وَيَجمَــــــــعُ الآيَ تَرتيـبـاً وَيَنظُمُـهـا
عِقداً بِجيـدِ اللَيالــــــي غَيـرَ مُنفَصِـمِ

جُرحانِ في كَبِـــدِ الإِسـلامِ مـا اِلتَأَمـا
جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتـابِ دَمي

وَمـا بَــــــــــــــلاءُ أَبـي بَـكـرٍ بِمُتَّـهَـمٍ
بَعدَ الجَلائِـلِ فـي الأَفعــــــالِ وَالخِـدَمِ

بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَـنٍ
أَضَلَّتِ الحُلـمَ مِـن كَهــــــــلٍ وَمُحتَلِـمِ

وَحِدنَ بِالراشِــــدِ الفاروقِ عَـن رُشـدٍ
في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيــــرُ مُنبَهِـمِ

يُجـادِلُ القَــــــــــــومَ مُسـتَـلّاً مُهَـنَّـدَهُ
في أَعظَمِ الرُسلِ قَدراً كَيفَ لَــــم يَـدُمِ

لا تَعذُلـوهُ إِذا طــــــــافَ الذُهـولُ بِـهِ
ماتَ الحَبيبُ فَضَـلَّ الصَبُّ عَن رَغَـمِ

يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّـم مـــــــا أَرَدتَ عَلـى
نَزيلِ عَرشِـكَ خَيـــــــــرِ الرُسـلِ كُلِّهِـمِ

مُحـيِ اللَيالـي صَــــــــلاةً لا يُقَطِّعُهـا
إِلا بِدَمـعٍ مِـنَ الإِشفـــــــــاقِ مُنسَجِـمِ

مُسَبِّحاً لَـكَ جُنـحَ اللَيــــــــلِ مُحتَمِـلاً
ضُرّاً مِنَ السُهدِ أَو ضُرّاً مِنَ الـوَرَمِ

رَضِيَّـةٌ نَفسُــــــــــهُ لا تَشتَكـي سَـأَمـاً
وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَـأَمِ

وَصَـلِّ رَبّـــــــــــي عَلـى آلٍ لَـهُ نُخَـبٍ
جَعَلتَ فيهِم لِـــــواءَ البَيـتِ وَالحَـرَمِ

بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَـكٍ
شُمُّ الأُنــوفِ وَأَنفُ الحادِثـاتِ حَمـى

وَأَهـدِ خَيــــــــــرَ صَـلاةٍ مِنـكَ أَربَعَـةً
في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُـرَمِ

الراكِبيـنَ إِذا نـادى النَبِـيُّ بِــــــــــهِـم
ماهالَ مِن جَلَلٍ وَاِشتَــــــدَّ مِـن عَمَـم

الصابِريـــــنَ وَنَفـسُ الأَرضِ واجِفَـةٌ
الضاحِكينَ إِلـى الأَخطــــــارِ وَالقُحَـمِ

يارَبِّ هَبَّـت شُعـوبٌ مِـــــــــن مَنِيَّتِهـا
وَاِستَيقَظَت أُمَـمٌ مِـن رَقـــــــدَةِ العَـدَمِ

سَعدٌ وَنَحـسٌ وَمُلـكٌ أَنـتَ مالِكُــــــــهُ
تُديــــــــــــلُ مِـن نِعَـمٍ فيـهِ وَمِـن نِقَـمِ

رَأى قَضـاؤُكَ فينـا رَأيَ حِكمَـتِـــــــــهِ
أَكــــــرِم بِوَجهِـكَ مِـن قـاضٍ وَمُنتَقِـمِ

فَاِلطُف لِأَجلِ رَســـــولِ العالَميـنَ بِنـا
وَلا تَــــــــزِد قَومَـهُ خَسفـاً وَلا تُسِـمِ

يا رَبِّ أَحسَنتَ بَــدءَ المُسلِميـنَ بِـهِ
فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَــــح حُسـنَ مُختَتَـمِ

التعديل الأخير تم بواسطة فاروق العطاف ; 05-30-2011 الساعة 03:41 PM
فاروق العطاف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-17-2011
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: قصيدة طلب مدد من سيدنا المرسي (منقول)

على منوال البردة


جزاكم الله خير
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسجد سيدي أبي العباس المرسي (منقول) فاروق العطاف المقدسات الاسلامية 1 03-03-2013 12:51 PM
رؤيا سيدنا المرشد الشاذلي الهمداني ملتقى الأعضاء 1 10-14-2012 12:35 AM
حضرة مع المرشد عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 10 05-24-2012 12:41 AM
الاعتكاف مع المرشد محمّد راشد رسائل ووصايا في التزكية 10 06-10-2011 03:56 PM
(وقفت لأصلي وسمعت شاب قال جملة طيرت عقلي )منقول حمامة المدينة القسم العام 4 02-07-2010 04:37 PM


الساعة الآن 05:05 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir