أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ           

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الشعاعات - الشعاع التاسع


الشعاع التاسع - ص: 226

الشعاع التاسع
القطعة الاولى من اللاحقة والتذييل المهم للكلمة العاشرة
بسْمِ الله الرّحمنِ الرّحيم
(فسُبحَانَ الله حينَ تُمسونَ وحينَ تُصبِحُونَ ولهُ الحَمدُ في السّمواتِ والأرضِ وعَشياً وحينَ تُظهِرونَ _ يُخرجُ الحيَّ من الميتِ ويُخرِجُ الميّتَ من الحيّ ويُحيي الأرضَ بعدَ موتِها وكذَلِكَ تُخرَجُونَ _ ومنْ آياتِهِ أنْ خَلَقكُم من تُرابٍ ثُم اذا أنتُم بَشَرٌ تنتَشِرونَ _ ومنْ آياتهِ أن خَلَق لكُم من أنفُسِكُم أزواجاً لِتَسكُنوا إليها وجَعَلَ بَينَكُم مَوَدةً ورحمةً إنَ في ذلِكَ لآياتٍ لِقَومٍ يَتفَكّرونَ _ ومنْ آياتِهِ خَلقُ السّمواتِ والارضِ واختِلافُ ألسِنتِكُمْ وَألوانِكُمْ انّ في ذلِكَ لآياتٍ للعالمين _ ومن آياتِهِ مَنامُكم بالّيلِ والنّهارِ وإبتِغاؤكُم من فضلِهِ ان في ذلكَ لآياتٍ لِقَومٍ يسمَعُونَ _ ومن آياتِهِ يُريكُمُ البَرقَ خوفاً وطمعاً ويُنزّلُ من السَماءِ ماءً فيُحيي به الأرضَ بعد موتها انّ في ذلكَ لآياتٍ لقومٍ يعقِلونَ _ ومن آياتِهِ انّ تَقومَ السّماءُ والأرضُ بأمرهِ ثمّ اذا دَعاكُم دعوةً من الأرضِ اذا أنتُم تَخرُجونَ _ ولهُ مَن في السّمواتِ والأرضِ كلٌ لهُ قانِتُونَ _ وهوَ الذي يَبدؤا الخلقَ ثُمّ يُعيدُهُ وهوَ أهونُ عليهِ ولهُ المثلُ الأعلى في السّمواتِ والأرضِ وهوَ العَزيزُ الحكيمُ) (الروم: 17 ـ 27)
الشعاع التاسع - ص: 227
سنُبيّن في هذا (الشعاع التاسع) برهاناً قوياً وحجة كبرى لما تبينه هذه الآيات الكريمة من محور الايمان وقطبه، وهو الحشر. ومن البراهين السامية المقدسة الدالة عليه.
وانه لعناية ربانية لطيفة ان كتب (سعيد القديم) قبل ثلاثين سنة في ختام مؤلّفه (المحاكمات) الذي كتبه مقدمة لتفسير (اشارات الاعجاز في مظان الايجاز) ما يأتي:
المقصد الثاني: سوف يفسر آيتين تبيّنان الحشر وتشيران اليه.
ولكنه ابتدأ بـ: نخو 1 بسم الله الرحمن الرحيم. وتوقف، ولم تتح له الكتابة.
فألف شكر وشكر للخالق الكريم - وبعدد دلائل الحشر وأماراته - اذ وفّقني لبيان ذلك التفسير بعد ثلاثين سنة، فأنعمَ سبحانه وتعالى بتفسير الآية الاولى (فانظر الى آثار رحمتِ الله كيفَ يحيي الارضَ بعدَ موتِها اِن ذلكَ لمُحيي الموتى وهو على كل شئ قدير) (الروم : 50) وذلك بعد نحو عشر سنوات، فأصبحت (الكلمة العاشرة) و (الكلمة التاسعة والعشرين) وهما حجتان ساطعتان قويتان أخرستا المنكرين الجاحدين. وبعد حوالي عشر سنوات من بيان ذلك الحصن الحصين للحشر، أفاض عليّ سبحانه وتعالى وانعم بتفسير الآيات المتصدرة لهذا الشعاع ، فكانت هذه الرسالة. فهذا (الشعاع التاسع) عبارة عن تسعة مقامات سامية مما أشارت اليها الآيات الكريمة مع مقدمة مهمة.
_____________________
1
نخو: كلمة كردية باللهجة الكرمانجية الشمالية، تعنى: اذن - المترجم.

الشعاع التاسع - ص: 228
المقدمة
هذه المقدمة نقطتان:
سنذكر اولاً وباختصار نتيجة واحدة جامعة - من بين النتائج الحياتية والفوائد الروحية لعقيدة الحشر - مبينين مدى ضرورة هذه العقيدة للحياة الانسانية ولاسيما الاجتماعية. ونورد كذلك حجة كلية واحدة - من بين الحجج العديدة لعقيدة الايمان بالحشر - مبينين ايضاً مدى بداهتها ووضوحها حيث لا يداخلها ريب ولاشبهة.
النقطة الاولى
سنشير الى اربعة أدلة على سبيل المثال - وكنموذج قياسي - من بين مئات الادلة على أن عقيدة الآخرة هي أس الاساس لحياة الانسان الاجتماعية والفردية، واساس جميع كمالاته ومُثله وسعادته.
الدليل الاول:
ان الاطفال الذين يمثلون نصف البشرية، لايمكنهم ان يتحملوا تلك الحالة التي تبدو مؤلمةً ومفجعةً للموت والوفاة إلاّ بما يجدونه في انفسهم وكيانهم الرقيق اللطيف من القوة المعنوية الناشئة من "الايمان بالجنة". ذلك الايمان الذي يفتح باب الامل المشرق امام طبائعهم الرقيقة التي لاتتمكن من المقاومة والصمود وتبكي لأدنى سبب. فيتمكنون به من العيش بهناء وفرح وسرور. فيحاور الطفل المؤمن بالجنة نفسه : "ان اخي الصغير او صديقي الحبيب الذي توفي، أصبح الآن طيراً من طيور الجنة، فهو اذن يسرح من الجنة حيث يشاء، ويعيش أفضل وأهنأ منا". وإلاّ فلولا هذا الايمان بالجنة لهدم الموت الذي يصيب أطفالاً امثاله - وكذلك الكبار - تلك القوة المعنوية
الشعاع التاسع - ص: 229
لاولئك الذين لاحيلة لهم ولاقوة، ولحطّم نفسياتهم، ولدمّر حياتهم ونغّصها، فتبكي عندئذٍ جميع جوارحهم ولطائفهم من روح وقلب وعقل مع بكاء عيونهم. فاما أن تموت احاسيسهم وتغلظ مشاعرهم او يصبحوا كالحيوانات الضالة التعسة.
الدليل الثاني:
اِن الشيوخ الذين هم نصف البشرية، انما يتحملون ويصبرون وهم على شفير القبر بـ"الايمان بالآخرة". ولايجدون الصبر والسلوان من قرب انطفاء شعلة حياتهم العزيزة عليهم، ولا من انغلاق باب دنياهم الحلوة الجميلة في وجوههم إلاّ في ذلك الايمان. فهؤلاء الشيوخ الذين عادوا كالاطفال واصبحوا مرهفي الحس في ارواحهم وطبائعهم، انما يقابلون ذلك اليأس القاتل الأليم الناشئ من الموت والزوال ويصبرون عليه بالامل في الحياة الآخرة. وإلاّ فلولا هذا الايمان بالآخرة لشعر هؤلاء الآباء والامهات - الذين هم اجدر بالشفقة والرأفة والذين هم في أشد الحاجة الى الاطمئنان والسكينة والحياة الهادئة - ضراماً روحياً واضطراباً نفسياً وقلقاً قلبياً، ولضاقت عليهم الدنيا بما رحبت، ولتحولت سجناً مظلماً رهيباً، ولانقلبت الحياة الى عذاب أليم قاسٍ.
الدليل الثالث:
ان الشباب والمراهقين الذين يمثلون محور الحياة الاجتماعية لايهدّئ فورة مشاعرهم، ولايمنعهم من تجاوز الحدود الى الظلم والتخريب، ولايمنع طيش انفسهم ونزواتها، ولايؤمّن السير الافضل في علاقاتهم الاجتماعية إلاّ الخوف من نار جهنم، فلولا هذا الخوف من عذاب جهنم لقلب هؤلاء المراهقون الطائشون الثملون بأهوائهم الدنيا الى جحيم تتأجج على الضعفاء والعجائز حيث الحُكمُ للغالب، ولحوّلوا الحياة الانسانية السامية الى حياة حيوانية سافلة .
الدليل الرابع:
ان الحياة العائلية هي مركز تجمع الحياة الدنيوية ولولبها وهي جنة سعادتها وقلعتها الحصينة وملجأها الامين. وان بيت كل فرد هو عَالمه ودنياه الخاصة. فلا سعادة لروح الحياة العائلية إلاّ بالاحترام المتبادل الجاد والوفاء الخالص بين الجميع، والرأفة الصادقة
الشعاع التاسع - ص: 230
والرحمة التي تصل الى حد التضحية والايثار. ولا يحصل هذا الاحترام الخالص والرحمة المتبادلة الوفية إلاّ بالايمان بوجود علاقات صداقة أبدية ورفقة دائمة ومعيّة سرمدية في زمن لانهاية له وتحت ظل حياة لاحدود لها، تربطها علاقات أبوةٍ محترمة مرموقة واخوّةٍ خالصة نقية وصداقةٍ وفيّة نزيهة حيث يحدّث الزوج نفسه: "ان زوجتي هذه رفيقة حياتي وصاحبتي في عالم الابد والحياة الخالدة، فلا ضير إن اصبحت الآن دميمة او عجوزاً، اذ ان لها جمالاً أبدياً سيأتي، لذا فأنا مستعد لتقديم اقصى ما يستوجبه الوفاء والرأفة، وأضحى بكل ما تتطلبه تلك الصداقة الدائمة".. وهكذا يمكن أن يكنّ هذا الرجل حباً ورحمة لزوجته العجوز كما يكنّه للحور العين. والاّ فان صحبة وصداقة صورية تستغرق ساعة او ساعتين ثم يعقبها فراق أبدي ومفارقة دائمة لهي صحبة وصداقة ظاهرية لا اساس لها ولاسند. ولايمكنها ان تعطي الاّ رحمة مجازية، واحتراماً مصطنعاً، وعطفاً حيواني المشاعر، فضلاً عن تدخل المصالح والشهوات النفسانية وسيطرتها على تلك الرحمة والاحترام فتنقلب عندئذٍ تلك الجنة الدنيوية الى جحيم لاتطاق.
وهكذا فان نتيجة واحدة للايمان بالحشر من بين مئات النتائج التي تتعلق بحياة الانسان الاجتماعية، وتعود اليها، والتي لها مئات الاوجه والفوائد، اذا ما قيست على تلك الدلائل الاربعة المذكورة آنفاً، يُدرك أن وقوع حقيقة الحشر وتحققها قطعي كقطعية ثبوت حقيقة الانسان السامية وحاجاته الكلية. بل انها اظهر دلالة من حاجة المعدة الى الاطعمة والاغذية، وأوضح شهادةً منها. ويمكن ان يقدر مدى تحققها تحققاً أعمق واكثر اذا ما سلبت الانسانية من هذه الحقيقة، الحشر. حيث تصبح ماهيتها التي هي سامية ومهمة وحيوية بمثابة جيفة نتنة ومأوى الميكروبات والجراثيم.
فليصغ الى هذا علماء الاجتماع والسياسة والاخلاق من المعنيين بشؤون الانسان واخلاقه واجتماعه، وليأتوا ويبينوا بماذا سيملأون هذا الفراغ ؟ وبماذا سيداوون ويضمدون هذه الجروح الغائرة العميقة ؟!.
الشعاع التاسع - ص: 231
النقطة الثانية
تبين هذه النقطة بايجاز شديد برهاناً واحداً - من بين البراهين التي لاحصر لها - على حقيقة الحشر وهو ناشئ من خلاصة شهادة سائر الاركان الايمانية. وعلى النحو الآتي:
ان جميع المعجزات الدالة على رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع جميع دلائل نبوته، وجميع البراهين الدالة على صدقه، تشهد بمجموعها معاً، على حقيقة الحشر، وتدل عليها وتثبتها. لأن دعوته صلى الله عليه وسلم طوال حياته المباركة قد انصبّت - بعد التوحيد - على الحشر. وأن جميع معجزاته وحججه التي تدل على صدق الانبياء عليهم السلام وتحمل الآخرين على تصديقهم تشهد على الحقيقة نفسها، وهي الحشر. وكذا شهادة "الكتب المنزلة" التي رقّت الشهادة الصادرة من "الرسل الكرام" الى درجة البداهة ووضحتها، تشهدان على الحقيقة نفسها. وعلى النحو الآتي:
ففي المقدمة القرآن الكريم - ذو البيان المعجز - يشهد بجميع معجزاته وحججه وحقائقه - التي تثبت أحقيّته - على حدوث الحشر ويثبته، حيث أن ثُلث القرآن تقريباً، وأوائل أغلب السور القصار، آيات جلية دالة على الحشر. أي أن القرآن الكريم ينبئ عن الحقيقة نفسِها بآلاف من آياته الكريمة صراحة او إشارةً ويثبتها بوضوح ، ويظهرها بجلاء . فمثلاً : -
(اذا الشمسُ كُوّرتْ) (التكوير: 1)
(يا أيها الناسُ اتقوا رَبّكم ان زَلزَلةَ السّاعَةِ شئ عظيم) (الحج: 1)
(اذا زلزلت الارضُ زلزالها) (الزلزلة: 1)
(اذا السّماءُ انفطَرت) (الانفطار: 1)
(اذا السّماءُ انشقتْ) (الانشقاق: 1)
(عمّ يتساءلون) (النبأ: 1)
(هلّ أتاكَ حديثُ الغاشية) (الغاشية:1)
الشعاع التاسع - ص: 232
فيثبت القرآن الكريم بهذه الآيات وأمثالها في مفتتح ما يقارب أربعين سورة ان الحشر لاريب فيه، وأنه حَدثٌ في غاية الاهمية في الكون، وان حدوثه ضروري جداً ولابد منه، ويبين بالآيات الاخرى دلائل مختلفة مقنعة على تلك الحقيقة.
فيا ترى ان كتاباً تثمر اشارةٌ واحدةٌ لآيةٍ من آياته تلك الحقائق العلمية والكونية المعروفة بالعلوم الاسلامية، فكيف بشهادة آلاف من آياته ودلائله التي تبين الايمان بالحشر كالشمس ساطعة ؟ ألا يكون الجحود بهذا الايمان كانكار الشمس بل كانكار الكون قاطبة ؟! ألا يكون ذلك باطلاً ومحالاً في مائة محال ؟!
تُرى هل يمكن ان يوصَم آلاف الوعد والوعيد لكلام سلطان عزيزٍ عظيم بالكذب أو انها بلا حقيقة، في حين يخوض الجيش غمار الحرب لئلا تُكذَّب اشارةٌ صادرة من سلطان.
فكيف السلطان المعنوي العظيم الذي دام حكمه وهيمنته ثلاثة عشر قرناً دون انقطاع، فربّى ما لاتعد من الارواح والعقول والقلوب والنفوس، وزكّاها وأدارها على الحق والحقيقة، ألا تكفي اشارة واحدة منه لاثبات حقيقة الحشر ؟ علماً أن فيه آلاف الصراحة الواضحة المثبتة ! أليس الذي لا يدرك هذه الحقيقة الواضحة احمق جاهلاً ؟ ألا يكون من العدالة المحضة ان تكون النار مثواه ؟
ثم ان الصحف السماوية والكتب المقدسة جميعها التي حكمت كلٌ منها لفترة من العصور والازمنة، قد صدّقت بآلاف من الدلائل دعوى القرآن الكريم في حقيقة الحشر - مع ان بيانها لها مختصر وموجز، وذلك بمقتضى زمانها وعصرها - تلك الحقيقة القاطعة التي بيّنها القرآن الكريم الذي ساد حكمه على العصور جميعها، وهيمن على المستقبل كله، بيّنها بجلاء وافاض في ايضاحها.
* * *
يُدرج هنا نص ما جاء في آخر رسالة (المناجاة) - انسجاماً مع البحث - تلك الحجة القاطعة الملخِّصة للحشر، والناشئة من شهادة سائر الاركان الايمانية ودلائلها على الايمان باليوم الآخر، ولاسيما الايمان بالرسل والكتب، والتي تبدد الاوهام والشكوك، حيث جاءت باسلوب موجز ، وعلى صورة مناجاة.
الشعاع التاسع - ص: 233
"
ياربي الرحيم.. لقد أدركت بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم وفهمتُ من تدريس القرآن الحكيم: ان الكتب المقدسة جميعها، وفي مقدمتها القرآن الكريم، والانبياء عليهم السلام جميعهم، وفي مقدمتهم الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم، يدلّون ويشهدون ويشيرون بالاجماع والاتفاق الى ان تجليات الاسماء الحسنى ذات الجلال والجمال، الظاهرة آثارها في هذه الدنيا، وفي العوالم كافة، ستدوم دواماً أسطعَ وأبهرَ في أبد الآباد.. وان تجلياتها ذات الرحمة وآلاءها المشاهدة نماذجها في هذا العالم الفاني، ستثمر بأبهى نور وأعظم تألق، وستبقى دوماً في دار السعادة.. وأن اولئك المشتاقين الذين يتملّونها - في هذه الحياة الدنيا القصيرة - بلهفةٍ وشوق سيرافقونها بالمحبة والوّد، ويصحبونها الى الابد، ويظلون معها خالدين.. وان جميع الانبياء وهم ذوو الارواح النيرة وفي مقدمتهم الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم، وجميع الاولياء وهم اقطاب ذوي القلوب المنورة، وجميع الصديقين وهم منابع العقول النافذة النيّرة... كل اولئك يؤمنون ايماناً راسخاً عميقاً بالحشر ويشهدون عليه، ويبشرون البشرية بالسعادة الابدية، وينذرون اهل الضلالة بأن مصيرهم النار، ويبشرون اهل الهداية بأن عاقبتهم الجنة، مستندين الى مئات المعجزات الباهرة والآيات القاطعة، والى ما ذكرته - ياربي - مراراً وتكراراً في الصحف السماوية والكتب المقدسة كلها من آلاف الوعد والوعيد.. ومعتمدين على عزة جلالك وسلطان ربوبيتك، وشؤونك الجليلة، وصفاتك المقدسة التي تقتضي الحشر كالقدرة والرحمة والعناية والحكمة والجلال والجمال، وبناءً على مشاهداتهم وكشفياتهم غير المعدودة التي تنبئ عن آثار الآخرة ورشحاتها. وبناءً على ايمانهم واعتقادهم الجازم الذي هو بدرجة علم اليقين وعين اليقين.
فيا قدير وياحكيم ويارحمن ويارحيم وياصادق الوعد الكريم، وياذا العزة والعظمة والجلال وياقهار ياذا الجلال. انت مقدّسٌ ومنزّهٌ، وانت متعال عن ان تُوصِمَ بالكذب كل اوليائك وكل وعودك وصفاتك الجليلة وشؤونك المقدسة.. فتكذّبهم، او تحجب ما يقتضيه قطعاً سلطان ربوبيتك بعدم استجابتك لتلك الادعية الصادرة من عبادك الصالحين الذين احببتهم وأحبّوكَ، وحببوا انفسهم اليك بالايمان والتصديق والطاعة، فأنت منزّه ومتعال مطلق من أن تصدّق أهل الضلالة والكفر في انكارهم الحشر، اولئك الذين بتجاوزون على عظمتك وكبريائك بكفرهم وعصيانهم وتكذيبهم لك ولوعودك، والذين يستخفّون بعزة جلالك وعظمة ألوهيتك ورأفة ربوبيتك.

الشعاع التاسع - ص: 234
فنحن نقدس بلا حد ولا نهاية عدالتَك وجمالك المطلقين ورحمتك الواسعة وننزهها من هذا الظلم والقبح غير المتناهي. ونعتقد ونؤمن بكل ما أوتينا من قوة بأن الالآف من الرسل الكرام، وبما لايعدّ ولايحصى من الانبياء والاصفياء والاولياء الذين هم المنادون اليك هم شاهدون بحق اليقين وعين اليقين وعلم اليقين على خزائن رحمتك الاخروية وكنوز احساناتك في عالم البقاء، وتجليات اسمائك الحسنى التي تنكشف كلياً في دار السعادة . ونؤمن ان هذه الشهادة حق وحقيقة، وان اشاراتهم صدق وواقع، وان بشاراتهم صادقة وواقعة.. فهؤلاء جميعاً يؤمنون بأن هذه الحقيقة الكبرى - اي الحشر - شعاع عظيم من اسم "الحق" الذي هو مرجع جميع الحقائق وشمسها، فيرشدون عبادك باذن منك ضمن دائرة الحق، ويعلمونهم بعين الحقيقة.
فياربي ! بحق دروس هؤلاء، وبحرمة ارشاداتهم، آتنا ايماناً كاملاً وارزقنا حسن الخاتمة، لنا ولطلاب النور، واجعلنا أهلاً لشفاعتهم.. آمين".
* * *
وهكذا فكما ان الدلائل والحجج التي تثبت صدق القرآن الكريم بل جميع الكتب السماوية، وان المعجزات والبراهين التي تثبت نبوة حبيب الله بل الانبياء جميعهم، تثبت بدورها اهم ما يدعون اليه، وهو تحقق الآخرة وتدل عليها. كذلك فان اغلب الادلة والحجج الشاهدة على وجوب واجب الوجود ووحدته سبحانه، هي بدورها شاهدة على دار السعادة وعالم البقاء التي هي مدار الربوبية والالوهية واعظم مظهر لهما، وهي شاهدة على وجود تلك الدار وانفتاح ابوابها - كما سيُبين في المقامات الآتية - لأن وجوده سبحانه وتعالى، وصفاته الجليلة، واغلب اسمائه الحسنى، وشؤونه الحكيمة، واوصافه المقدسة - امثال الربوبية والالوهية والرحمة والعناية والحكمة والعدالة - تقتضي جميعها الآخرة وتلازمها، بل تستلزم وجود عالم البقاء بدرجة الوجوب وتطلب الحشر والنشور للثواب والعقاب بدرجة الضرورة ايضاً.
نعم، ما دام الله موجوداً، وهو واحدٌ أحدٌ أزلي أبدي، فلابد ان محور سلطان الوهيته - وهو الآخرة - موجود ايضاً.. وما دامت الربوبية المطلقة تتجلى في هذه الكائنات ولاسيما في الاحياء، وهي ذات جلال وعظمة وحكمة ورأفة ظاهرة
الشعاع التاسع - ص: 235
واضحة، فلابد أن هناك سعادة ابدية تنفي عن الربوبية المطلقة اي ظن بكونها تترك الخلق هملاً دون ثواب، وتبرئ الحكمة من العبث، وتصون الرأفة من الغدر. اي أن تلك الدار موجودة قطعاً ولابد من الدخول فيها.
وما دامت هذه الانواع من الإنعام والاحسان واللطف والكرم والعناية والرحمة مشاهدة وظاهرة امام العقول التي لم تنطفئ وامام القلوب التي لم تمت وتدلنا على وجود رب رحمن رحيم وراء الحجاب، فلابد من حياة باقية خالدة، لتنقذ الانعام من الاستهزاء اي يأخذ الانعام مداه، وتصون الاحسان من الخداع ليستوفي حقيقته، وتنقذ العناية من العبث لتستكمل تحققها، وتنجي الرحمة من النقمة فيتم وجوهها، وتبرئ اللطف والكرم من الاهانة، ليفيضا على العباد. نعم ، ان الذي يجعل الاحسان احساناً حقاً، والنعمة نعمةً حقاً، هو وجود حياةٍ باقية خالدة في عالم البقاء والخلود.. نعم، لابد ان يتحقق هذا.
وما دام قلم القدرة الذي يكتب في فصل الربيع وفي صحيفة ضيقة صغيرة، مائة ألف كتاب، كتابةً متداخلة دون خطأ ولانصب ولاتعب، كما هو واضح جليٌ امام اعيننا. وان صاحب ذلك القلم قد تعهد ووعد مائة ألف مرة لأكتبنّ كتاباً اسهل من كتاب الربيع المكتوب امامكم، ولأكتبنّه كتابة خالدة، في مكان اوسعَ وارحبَ وأجملَ من هذا المكان الضيق المختلط المتداخل.. فهو كتاب لايفنى ابداً، ولأجعلنكم تقرأونه بحيرة واعجاب!. وانه سبحانه يذكر ذلك الكتاب في جميع اوامره، فان اصول ذلك الكتاب اذن قد كُتبت بلاريب، وستُكتب حواشيه وهوامشه بالحشر والنشور، وستدوّن فيه صحائف اعمال الجميع.
ومادامت هذه الارض قد اصبحت ذات اهمية عظمى من حيث احتواؤها على كثرة المخلوقات، ومئات الالوف من انواع ذوي الحياة والارواح المختلفة المتبدلة، حتى صارت قلب الكون وخلاصته ومركزه وزبدته ونتيجته وسبب خلقه. فذُكرت دائماً صنواً للسموات كما في (رب السموات والارض) في جميع الاوامر السماوية.. ومادام ابن آدم يحكم في شتى جهات هذه الارض - التي لها هذه الماهيات والخواص - ويتصرف في اغلب مخلوقاتها مسخّراً اكثر الاحياء له، جاعلاً اكثر المصنوعات تحوم حوله وفق مقاييسه وهواه، وحسب حاجاته الفطرية، وينظمها،
الشعاع التاسع - ص: 236
ويعرضها ويزينها، وينسق الانواع العجيبة منها في كل مكان بحيث لايلفت نظر الانس والجن وحدهم، بل يلفت ايضاً نظر اهل السموات والكون قاطبة، بل حتى نظر الاستحسان من مالك الكون، فنال الاعجاب والتقدير والاستحسان، واصبحت له - من هذه الجهة - اهمية عظيمة، وقيمة عالية، فاظهر بما أوتي من علم ومهارة انه هو المقصود من حكمة خلق الكائنات، وانه هو نتيجتها العظمى، وثمرتها النفيسة، ولاغرو فهو خليفة الارض.. ولكن لكونه يعرض الصنائع البديعة للخالق سبحانه، وينظّمها بشكل جميل جذاب في هذه الدنيا، فقد أُجل عذاب عصيانه وكفره، وسُمح له بالعيش في الدنيا وأُمهل ليقوم بهذه المهمة بنجاح.
ومادام لابن آدم - الذي له هذه الماهية والمزايا خلقةً وطبعاً، وله حاجات لاتُحدّ مع ضعفه الشديد، وآلام لاتُعدّ مع عجزه الكامل - ربٌ قدير، له من القدرة والرأفة المطلقة ما يجعل هذه الارض الهائلة العظيمة مخزناً عظيماً لأنواع المعادن التي يحتاجها الانسان، ومستودعاً لأنواع الاطعمة الضرورية له، وحانوتاً للأموال المختلفة التي يرغب بها، وانه سبحانه ينظر اليه بعين العناية والرأفة ويربيه ويزوده بما يريد..
ومادام الرب سبحانه - كما في هذه الحقيقة - يحبّ الانسان، ويحبّب نفسه اليه، وهو باقٍ، وله عوالم باقية، ويُجري الامور وفق عدالته، ويعمل كل شئ وفق حكمته، وان عظمة سلطان هذا الخالق الازلي وسرمدية حاكميته لاتحصرهما هذه الدنيا القصيرة، ولايكفيهما عمر الانسان القصير جداً، ولاعمر هذه الارض المؤقتة الفانية. حيث يظل الانسان دون جزاء في هذه الدنيا لما يرتكبه من وقائع الظلم والعصيان، وما يقترفه من انكار وكفر وعصيان تجاه مولاه الذي انعم عليه ورباه برأفة كاملة وشفقة تامة، مما ينافي النظام المنسق للكون، ويخالف العدالة والموازنة الكاملة التي فيها، ويخالف جماله وحُسنه، اذ يقضي الظالم القاسي حياته براحة، بينما المظلوم البائس يقضيها بشظف من العيش. فلاشك ان ماهية تلك العدالة المطلقة - التي يشاهد آثارها في الكائنات - لاتقبل أبداً، ولاترضى مطلقاً، عدم بعث الظالمين العتاة مع المظلومين البائسين الذين يساوون معاً امام الموت.
ومادام مالك الملك قد اختار الارض من الكون، واختار الانسان من الارض، ووهب له مكانة سامية، وأولاه الاهتمام والعناية، واختار الانبياء والاولياء والاصفياء
الشعاع التاسع - ص: 237
من بين الناس، وهم الذين انسجموا مع المقاصد الربانية، وحببّوا انفسهم اليه بالايمان والتسليم، وجعلهم اولياءه المحبوبين المخاطبين له، واكرمهم بالمعجزات والتوفيق في الاعمال وأدّب اعداءهم بالصفعات السماوية. واصطفى من بين هؤلاء المحبوبين إمامَهم ورمزَ فخرهم واعتزازهم، ألا وهو محمد صلى الله عليه وسلم. فنوّر بنوره نصف الكرة الارضية ذات الاهمية، وخُمس البشرية ذوي الاهمية، طوال قرون عدة، حتى كأن الكائنات قد خُلقت لأجله، لبروز غاياتها جميعاً به، وظهورها بالدين الذي بُعث به، وانجلائها بالقرآن الذي أُنزل عليه. فبينما يستحق أن يكافأ على خدماته الجليلة غير المحدودة بعُمرٍ مديد غير محدود وهو اهل له، إلا أنه قضى عمراً وهو ثلاث وستون سنة في مجاهدة ونصب وتعب ! فهل يمكن، وهل يعقل مطلقاً، وهل هناك اي احتمال ألاّ يُبعث هو وامثاله وأحباؤه معاً ؟! وألاّ يكون الآن حياً بروحه ؟! وان يفنى نهائياً ويصير الى العدم ؟ كلا.. ثم كلا.. وحاشاه ألف ألف مرة.
نعم، ان الكون وجميع حقائق العالم يدعو الى بعثه ويريده ويطلب من صاحب الكون حياته.. ولقد بيّّنت رسالة "الآية الكبرى" وهى الشعاع السابع واثبتت بثلاثة وثلاثين اجماعاً عظيماً، كل منه يعتبر كالجبل الأشم في قوة حجّته، بأن هذا الكون لم يصدر إلاّ من يد واحدٍ أحد، وليس ملكاً إلاّ لواحدٍ أحد. فاظهرت التوحيد - بتلك البراهين والمراتب بداهةً - انه محور الكمال الإلهي وقطبه. وبيّنت أنه بالوحدة والأحدية يتحول جميعُ الكون بمثابة جنودٍ مستنفرين لذلك الواحد الاحد، وموظفين مسخّرين له. وبمجئ الآخرة ووجودها تتحقق كمالاته وتصان من السقوط، وتسود عدالته المطلقة وتنجو من الظلم، وتُنزّه حكمته العامة وتبرأ من العبث والسفاهة، وتأخذ رحمته الواسعة مداها وتُنقذ من التعذيب المشين، وتبدو عزته وقدرته المطلقتان وتنقَذان من العجز الذليل، وتتقدس كل صفة من صفاته سبحانه وتتجلى منزهةً جليلة.
فلابد ولاريب مطلقاً ان القيامة ستقوم، وان الحشر والنشور سيحدث، وان أبواب دار الثواب والعقاب ستُفتح، بمقتضى ما في حقائق هذه الفقرات الستة المذكورة المبتدئة بـ"مادام" التي هي مسألة دقيقة ونكتة ذات مغزى لطيف من بين مئات النكات الدقيقة للايمان بالله وذلك: كي تتحقق اهمية الارض ومركزيتها، واهمية
الشعاع التاسع - ص: 238
الانسانية ومكانتها.. ولكي تتقرر العدالةُ والحكمة والرحمة والسلطنة لخالق الارض والانسان وربهما.. ولكي ينجو الاولياء والاحبّاء الحقيقيون والمشتاقون الى الرب الباقي من الفناء والاعدام الابدي.. ولكي يرى أعظمُهم وأحبّهم وأعزّهم ثواب عمله، ونتائج خدماته الجليلة التي جعلت الكائنات في امتنان ورضى دائمين.. ولكي يتقدس كمال السلطان السرمدي من النقص والتقصير، وتتنزّه قدرته من العجز، وتبرأ حكمتُه من السفاهة، وتتعالى عدالته عن الظلم.
والخلاصة: مادام الله جل جلاله موجوداً فان الآخرة لاريب فيها مطلقاً.
* * *
وكما تثبت الاركان الايمانية الثلاثة - المذكورة آنفاً - الحشر بجميع دلائلها وتشهد عليه. كذلك يستلزم الركنان الايمانيان "وبملئكته، وبالقدر خيره وشره من الله تعالى" ايضاً الحشر، ويشهدان شهادة قوية على العالم الباقي ويدلان عليه، على النحو الآتي:
ان جميع الدلائل والمشاهدات والمكالمات الدالة على وجود الملائكة ووظائف عبوديتهم، هي بدورها دلائل على وجود عالم الارواح وعالم الغيب، وعالم البقاء وعالم الاخرة، ودار السعادة والجنة والنار اللتين ستعمران بالجن والانس، لان الملائكة يمكنهم - بإذن إلهي - ان يشاهدوا هذه العوالم ويدخلوها. لذا فالملائكة المقربون يخبرون بالاتفاق - كجبريل عليه السلام الذي قابل البشر - بوجود تلك العوالم المذكورة وتجوالهم فيها. فكما اننا نعلم بديهة وجود قارة امريكا التي لم نرها من كلام القادمين منها، كذلك يكون الايمان بديهة بما اخبرت به الملائكة - وهو بقوة مائة تواتر - عن وجود عالم البقاء ودار الآخرة والجنة والنار.. وهكذا نؤمن ونصدق.
* * *
وكذلك الدلائل التي تثبت "الايمان بالقدر" - كما جاءت في "الكلمة السادسة والعشرين" - هي بدورها دلائل على الحشر، ونشر الصحف، وموازنة الاعمال عند الميزان الاكبر، ذلك لأن مانراه امام اعيننا من تدوين مقدّرات كل شئ على ألواح النظام والميزان، وكتابة الاحداث الحياتية ووقائعها لكل ذي حياة في قواه الحافظة،
الشعاع التاسع - ص: 239
وفي حبوبه ونواه، وفي سائر الالواح المثالية. وتثبيت دفاتر الاعمال لكل ذي روح ولاسيما الانسان واقرارها في ألواح محفوظة.. كل هذا القدر من القَدَر ذي الاحاطة التامة، ومن التقدير ذي الحكمة، ومن التدوين ذي الدقة المتناهية، ومن الكتابة ذات الحفظ والامانة، لايمكن أن يكون الاّ لأجل محكمة كبرى، ولنيل ثواب وعقاب دائمين. والاّ فلا يبقى مغزى اطلاقاً، ولافائدة أبداً، لذلك التدوين المحيط، والكتابة التي تسجل وتحفظ أدق الامور. فيقع اذن ما هو خلاف الحكمة والحقيقة. اي إنْ لم يحدث الحشر فان جميع المعاني الحقة لكتاب الكون التي كتبت بقلم القَدر سوف تمسخ وتفسد ! وهذا لايمكن ان يكون مطلقاً، وليس له احتمال قط، بل هو محال في محال. كانكار هذه الكائنات، بل هو هذيان ليس إلاّ.
نحصل مما تقدم:
ان جميع دلائل اركان الايمان الخمسة هي بدورها دلائل على الحشر ووجوده، وعلى النشور وحدوثه، وعلى وجود الدار الآخرة وانفتاح ابوابها. بل تستدعيه وتشهد عليه، لذا فانه من الوفاق الكامل والانسجام التام ان يبحث ثلث القرآن الكريم المعجز البيان بكامله عن الحشر لما له من الاسس والبراهين التي لاتتزعزع، ويجعله أساساً وركيزة لجميع حقائقه التي يرفعها على ذلك الحجر الاساس.
(انتهت المقدمة)
* * *
الشعاع العاشر
عبارة عن رسالة "الفهرس" اعتباراً من اللمعة الخامسة عشرة. نظّمه طلاب النور الاوائل، وادرج كلٌ فى موضعه من المجموعات.
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشعاعات - الشعاع الثالث عشر عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 5 04-06-2011 03:41 PM
الشعاعات - الشعاع الحادي عشر عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 8 04-06-2011 03:31 PM
الشعاعات - الشعاع السابع عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 8 04-06-2011 03:13 PM
الشعاعات - الشعاع السادس عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-06-2011 02:55 PM
الشعاعات - الشعاع الخامس عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-06-2011 02:51 PM


الساعة الآن 06:11 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir