أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-2011
  #1
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي كلمات في التصوف

مابين الحق و الباطل شطئان من الظن و الريبة و الشك ، فهل يساورني الشك يوما في حقائق أهل التصوف ؟.
لطالما حدثني أحد الأصدقاء عن الشك ، وعن الظن في مقامات أهل الحقيقة ، لم يكن الجواب يسعفني أحيانا ، لأنني كنت أتيه في الأستدلال و الأستنباط من دون و عي ، و عن هم يشغلني دائما هم مقعد مليم ، كيف ننتقل من القعود إلى الفاعلية ، فيكون هذا العلم المنيف الشريف بابا بل و سيلة للتغيير . فتأي معضلة التأصيل ، و مصيبة التأويل ، و غوامض الإشارات ، و ستحلي البعض التهمة المريبة المذلة : ما ثبت ؟.
لكن سرعان ما لا حت في الأفق معنى من معان أهل الله ، وهو أن السند التربوي الذي نستظهره أحيانا عن ظهر القلب ليس مجرد كلمات ، بل هو حقيقة و جوهر و كنه أمر جليل : انتقال النبوة في ولايتها من شخص إلى شخص ، ومن ثم وراثة تبليغ الحقائق النبوية من شيخ إلى شيخ ووارث إلى وارث ومولى إلى مولى.
تنطرح بهذا الفهم الإيجابي كل ما يذم في التصوف ، الخرقة و الثياب الرثة و ننتقل من اللباس الى حلية الولي و هو قلبه . ما في قلبي تعظيم أم مجرد تذكر ؟ هل في فهمي فهم أم مجرد نقل ؟ هل في سيري منهاج أم مجرد تبرك ؟.
و تكون الصوى لا معة أمامي ، أعرف من هنا مر وجلس وتوضأ و قام و قعد و جاهد و ربى و بلغ ؟.
هنا أنبذ الأبتداع الذي يراه غيري ، ليكون في سري اتباع ، و في حقيقتي اقتفاء.
1.التزكية و التعليم :
الدين شرعة ومنهاج. الشرعة ما جاء به القرآن، والمنهاج ما جاءت به السنة كما قال حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. الشرعة خاطبت الإنسان، والمنهاج حقق النموذج الإنساني.
"المنهاج" هو اللفظة القرآنية لا المنهج.
المنهاج التطبيقي العملي المفصل المنظم المتدرج. فما كانت تربية النبي الرسول وتعليمه خبط عشواء.
أول ما بدأ به الوحي وبدأت به التربية ترسيخ وحدانية الخالق جل وعلا وترسيخ حقيقة البعث والنشور والجزاء والجنة والنار.
خاطب القرآن الكريم الأميين المستجيبين للداعي خطابا قويا في هذا الأمر. خاطب الإنسان من حيث إنسانيته، خاطبه من حيث فطرته ومخلوقيته. ولا يزال يخاطبه. الفرق بين الأميين الأولين وبين الناس أجمعين إلى يوم القيامة يتمثل في كون أولئك كانوا عارين أو شبه عارين عن العوائق الخارجية الحضارية التي تشوش على السمع، بينما الإنسان في عصر كعصرنا مكتظ الآفاق الحسية والعقلية بطفيليات صنعه وفلسفته وشغله وثروته وغناه وبؤسه وفاقته التي يلهبها منظر المترفين وآلة ترفهم.
والمنهاج صالح لا يزال متى توفرت في الدعاة مؤهلات التربية والتعليم، يبلغون عن الرسول، ويحذون حذو عمله الشريف.
خاطب القرآن المكي مدى ثلاث عشرة سنة الإنسان خطابا قويا بليغا. قال له من بين ما قال : ﴿يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه، فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا. وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا. إنه كان في أهله مسرورا. إنه ظن أن لن يحور. بلى. إن ربه كان به بصيرا﴾ (سورة الإنشقاق، الآيات : 6-15).
وحذره من الاغترار بالدنيا ونسيان مخلوقيته. فتح له بذلك بابا للاطلاع على سر وجوده ومآله بعد الموت. ﴿يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك، فسواك، فعدلك. في أي صورة ما شاء ركبك. كلا بل تكذبون بالدين. وإن عليكم لحافظين. كراما كاتبين. يعلمون ما تفعلون. إن الأبرار لفي نعيم. وإن الفجار لفي جحيم. يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين. وما أدراك ما يوم الدين. ثم ما أدراك ما يوم الدين. يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله﴾ (سورة الإنفطار، الآيات : 6-19).
وخاطب الإنسان في سربه الإنساني خطابا جماعيا فقال : ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم. إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد﴾ (سورة الحج، الآيتان : 1-2).
وحذر الإنسان المنغمس مع بني جنسه في ملهاة الدنيا ناسيا آخرته : ﴿يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور﴾ (سورة فاطر، الآية : 5).
آيات قوية تحرك الإنسان ليستيقظ من غفلته، ولينزح عن السلوك العبثي اللاهي، وعن التظالم والتقاتل بالباطل، و عن العدوان على حقوق الغير.
﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن الله عليم خبير﴾ (سورة الحجرات، الآية : 13).
مثل هذه الآية ترسم لذلك الأمي ولهذا الإنسان في كل زمان ومكان المسار الأمثل الذي يخطو به من مخلوقيته ومقهوريته إلى تتويج وجوده باختيار العمل الصالح الذي ينال به الكرامة عند الله في الدار الآخرة.
ذكر وأنثى ما اختار أحد جنسه، ولا استشاره أحد متى وأين وكيف يبرز من العدم إلى الوجود. شعوب وقبائل، ألوان ولغات وتاريخ. وجد الإنسان نفسه مظروفا مذهوبا به.
وله الاختيار في أن يسخر ما منح من قدرات لفعل الخير، والتعارف مع الأقوام والشعوب، وإسداء المعروف. وشكر نعمة الإيمان بتبليغ الشعوب والقبائل رحمة الإسلام وبشارة أن الإنسان ما خلق عبثا......كتاب محنة العقل المسلم.
2. الحديث عن الوحي
الدين شرعة ومنهاج. الشرعة ما جاء به القرآن، والمنهاج ما جاءت به السنة كما قال حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. الشرعة خاطبت الإنسان، والمنهاج حقق النموذج الإنساني.
"المنهاج" هو اللفظة القرآنية لا المنهج.
المنهاج التطبيقي العملي المفصل المنظم المتدرج. فما كانت تربية النبي الرسول وتعليمه خبط عشواء.
أول ما بدأ به الوحي وبدأت به التربية ترسيخ وحدانية الخالق جل وعلا وترسيخ حقيقة البعث والنشور والجزاء والجنة والنار.
خاطب القرآن الكريم الأميين المستجيبين للداعي خطابا قويا في هذا الأمر. خاطب الإنسان من حيث إنسانيته، خاطبه من حيث فطرته ومخلوقيته. ولا يزال يخاطبه. الفرق بين الأميين الأولين وبين الناس أجمعين إلى يوم القيامة يتمثل في كون أولئك كانوا عارين أو شبه عارين عن العوائق الخارجية الحضارية التي تشوش على السمع، بينما الإنسان في عصر كعصرنا مكتظ الآفاق الحسية والعقلية بطفيليات صنعه وفلسفته وشغله وثروته وغناه وبؤسه وفاقته التي يلهبها منظر المترفين وآلة ترفهم.
والمنهاج صالح لا يزال متى توفرت في الدعاة مؤهلات التربية والتعليم، يبلغون عن الرسول، ويحذون حذو عمله الشريف.
خاطب القرآن المكي مدى ثلاث عشرة سنة الإنسان خطابا قويا بليغا. قال له من بين ما قال : ﴿يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه، فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا. وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا. إنه كان في أهله مسرورا. إنه ظن أن لن يحور. بلى. إن ربه كان به بصيرا﴾ (سورة الإنشقاق، الآيات : 6-15).
وحذره من الاغترار بالدنيا ونسيان مخلوقيته. فتح له بذلك بابا للاطلاع على سر وجوده ومآله بعد الموت. ﴿يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك، فسواك، فعدلك. في أي صورة ما شاء ركبك. كلا بل تكذبون بالدين. وإن عليكم لحافظين. كراما كاتبين. يعلمون ما تفعلون. إن الأبرار لفي نعيم. وإن الفجار لفي جحيم. يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين. وما أدراك ما يوم الدين. ثم ما أدراك ما يوم الدين. يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله﴾ (سورة الإنفطار، الآيات : 6-19).
وخاطب الإنسان في سربه الإنساني خطابا جماعيا فقال : ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم. إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد﴾ (سورة الحج، الآيتان : 1-2).
وحذر الإنسان المنغمس مع بني جنسه في ملهاة الدنيا ناسيا آخرته : ﴿يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور﴾ (سورة فاطر، الآية : 5).
آيات قوية تحرك الإنسان ليستيقظ من غفلته، ولينزح عن السلوك العبثي اللاهي، وعن التظالم والتقاتل بالباطل، و عن العدوان على حقوق الغير.
﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن الله عليم خبير﴾ (سورة الحجرات، الآية : 13).
مثل هذه الآية ترسم لذلك الأمي ولهذا الإنسان في كل زمان ومكان المسار الأمثل الذي يخطو به من مخلوقيته ومقهوريته إلى تتويج وجوده باختيار العمل الصالح الذي ينال به الكرامة عند الله في الدار الآخرة.
ذكر وأنثى ما اختار أحد جنسه، ولا استشاره أحد متى وأين وكيف يبرز من العدم إلى الوجود. شعوب وقبائل، ألوان ولغات وتاريخ. وجد الإنسان نفسه مظروفا مذهوبا به.
وله الاختيار في أن يسخر ما منح من قدرات لفعل الخير، والتعارف مع الأقوام والشعوب، وإسداء المعروف. وشكر نعمة الإيمان بتبليغ الشعوب والقبائل رحمة الإسلام وبشارة أن الإنسان ما خلق عبثا........ كتاب القرآن و النبوة
3.الشيخ كإمام للصلاة :
لعامة العامة يقصدون الشيخ للتبرك به، يسألونه الدعاء في حاجة مريض أو غائب أو رزق. وقد يصادف أن تقضى تلك الحاجات والمزورُ كذّاب دجّال استدراجا من الله عز وجل وخذلانا. وقد يكون المقصودُ ممن قال الله فيهم: "ولئن سألني لأعطينّه"[1]. فيكون الزائر مغبونا أشد الغبن إذا أوقفه الله على باب من أبوابه فلم يسأل إلا عافية الأولاد وسراح السجين وإدرار الرزق.
من المشايخ من له حظ من الولاية لا يؤهله لأكثر من إشمام جلسائه وأصحابه رائحة الرائحة، فمهما كان باعث المريد القاصد عاليا فالغنيمة لا تعدو قبضة من الخير في درجة التقوى والاستقامة. ومن المشايخ بحارٌ زخارةٌ بالأنوار، مفتوح لهم الباب، يجذبون القاصد ويرفعونه ويرقونه ولو جاء بباعث دونٍ. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
كما أن هنالك درجات في سمو باعث المريد ودُنوهِّ، فهنالك أيضا درجات في أهلية الشيخ. والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف كما قرأنا في الحديث. وحظوظ العباد من الله تعالى ومما يؤدي إلى معرفته جل وعلا من لقاء الرجال الواصلين الموصلين قدَر مقدور وكتاب مكتوب. اللهم مُنَّ علينا بمعرفتك ومعرفة أحبابك.
يشترك العامة المتبرِّكون والمريدون الصّادقون في ميلهم إلى الغلوِّ في الشيخ، خاصَّة إن كان من أصحاب الكرامات الظاهرة والبراهين الساطعة والهداية والتيسير. وينبري علماء الشريعة رضي الله عنهم، حراسُ الحدود، ليدفعـوا بلاء الغلوِّ غيرةً منهم على مقام النبوة والإلهية أن يزاحما، وخوفا منهم أن يؤديَ الغلوّ إلى الشرك والعياذ بالله. لذا نجد الفطاحل من أمثال ابن تيمية يعترف بمقام المشيخة، لكن يهون من شأنه إلى حد ما. فالشيخ المربي عنده بمثابة إمام الصلاة يَجوز الاستغناء عنه إن صمم المصلّي أن يضيع أجر الخمس وعشرين ضعفا الموعودة لصلاة الجماعة خلف الإمام. فاعتراف ابن تيمية رحمه الله بالمشايخ وإعطاؤه إياهم مرتبة إمام الصلاة شيء لا يُستهان به. وهو حكم شبيه بفتوى ابن خلدون في الحالات التي يُطلب فيها ابتغاء الشيخ دون أن يكون ابتغاؤه شرطا ضروريا، حسب الباعث والمراد.
قال شيخ الإسلام: "والشيوخ الذين يُقتدى بهم يدلون عليه (أي على الله جل جلاله)، ويرشدون إليه، بمنزلة الأئمة في الصلاة(...)، وبمنزلة الدليل الذي للحاج، يدلهم على البيت وهو وَهُمْ جميعا يحجون إلى البيت، ليس لهم من الإلهية نصيب، بل من جعل لهم شيئا من ذلك فهو من جنس اليهود والنصارى الذين قال الله في حقهم: )اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ( (سورة التوبة، الآية: 31)"[2].
ويسرد جزاه الله خيرا، صيغ الاسثغاثة بالأحياء والأموات الفاشية في العامة ليشدد النكير عليها. وهذه ذريعة خليقٌ بكل صادق أن يتجند لسدِّها.
نستمع الآن إلى أهل الفن ماذا يقولون في المشيخة. واحد من أحبائهم، اللاحقين بهم إن شاء الله، هو عز الدين بن عبد السلام. له معهم "قدر مشترك" أوفى من قدر شيخ الإسلام الذي عاب عليه معاصروه أنه "لم يتأدب بشيخ". فمعرفة سلطان العلماء الشافعي المنفتح بالمشيخة وأنوارِها أدقّ من معرفة الفاضل الحنبلي الفارس المتصدي للبدع. وكلاهما مفخرة للمسلمين.
قال ابن عبد السلام: "اعلم أن الخلق كلهم أطفال في حجر تربية الحق سبحانه يُغذِّي كل واحد من خلقه على قدر احتمال معرفته. فغذاء الرجال لا يصلح للأطفال، ومراكب الأبطال لا تصلح للبطّال. ألا ترى أن الطفل لمّا لم يُطِق تناول الخبز واللحم، أطعمته حاضنته فوصل إليه (الغذاء الذي يتضمنه الخبز واللحم) بواسطة اللبن ولو أطعم ذلك مجردا لمات. ومن هنا يقال: من لا شيخ له لا قبلة له، ومن لا شيخ له فالشيطان شيخه"[3].
الشيخ إذن أكثر من إمام الصلاة، بل هو قبلة وحاضنة مُغذية.
فإذا جئنا إلى أساتذة الفن وجهابذته وجدنا المعرفة الأكمل بما هو الشيخ، لأن من يتكلم عن حال واتصاف ليس كمن يراقب من خارج الأسوار عن بعد أو قرب ويصف ما لحظته عيناه من ظواهر الأمور. ولئن كان سلطان العلماء طفلا أرضعته أثداء المشايخ السخيّة لمّا جاء طالبا راغبا، فإن أمثال الشيخ عبد القادر والشيخ الرفاعي قدس الله سرهما هم المغذون والأئمة والقبلة، قبلة القلوب والحب، لا قبلة العبادة والصلاة.
قال الشيخ أحمد الرفاعي: "عليكم أي سادة بذكر الله! فإن الذكر مغناطيس الوصل، وحبلُ القُرب. من ذكر الله طاب بالله. ومن طاب بالله وصل إلى الله. ذكر الله يَثْبُتُ في القلب ببركة الصحبة. المرء على دين خليله. عليكم بنا ! صُحْبَتُنَا تَرياقٌ مجرّب، والبعد عنّا سم قاتل. أيْ محجوب! تزعم أنك اكتفيت عنا بعلمك! ما الفائدة من علم بلا عمل؟ ما الفائدة من عمل بلا إخلاص؟(...) من ينهض بك إلى العمل؟ من يُداويك من سم الرياء؟ من يدلك على الطريق القويم بعد الإخلاص؟ ) فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ( (سورة النحل، الآية: 43).. هكذا أنبأنا العليم الخبير"[4].
إنك يا غافل لا تقرأ إشهار رجل يدعو الناس إلى نفسه، إنما تقرأ نصيحة عالم عَدْلٍ يمحض جلساءه الوصية، ويوصي مَن بَعْدَ زمانه من الصادقين بأن الدواء والترياق هو الصحبة والذكر. الذكر والصحبة. "والبعد عنا سم قاتل". نعم والله ولو حَيِيتَ حياة العافية في بدنك وظاهر إسلامك! هل طبت بالله كما طابوا؟ هل وصلت كما وصلوا؟ اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
من وراء الخبرة و"المعاناة" التي وصفها ابن خلدون أمْرٌ زائد، رحمة خاصة يجعلها الله في قلوب أصفيائه، ويجعل طريق امتصاصها إقبال المريد بصدق، وتعلقه بشيخه كما يتعلق الرضيع بأمه، بمحبة وجوعة وشوق.
كان سلوك القرون الأولى سلوك مجاهدة ورياضة لها قواعدها ورجالها كما وصف كلَّ ذلك القشيري في رسالته والغزالي في إحيائه. والشيخ في سلوك المجاهدة مُرشد وصاحب في الطريق وخبير بالعلل وبركة وقدوة. بعد أن أظهر الله كبار المشايخ مثل الجيلاني والرفاعي والشاذلي من بعدهم أصبح السلوك شيئا فشيئا عن طريق الشكر. المجاهدة مُكَابَدَةٌ وصبر وصمت وعزلة وصوم وذكر وهم في الخلوات، حتى كان من المشايخ من يمنع مريده من مخالطة أحدٍ عدا شيخه. وطريق الشكر أيسر وأقرب، للشيخ و"مغناطيسيته" وبركته فيها الغناء الأول.
ونرجو من كرم من له الفضل والمنة والرحمة سبحانه أن يتصل مدد السالكين فيما يستقبلنا من زمان بحضرة النبوة فيكون السلوك جهاديا عفويا جامعا مانعا رائعا كما كان في عهد الصحابة وهم في حضن خير البرية .
أنت يا من يعتز بعلمه، ولا عمل، فإن كان عمل فلا إخلاص، أيُّ شيء بيدك تريد أن تخرِق به سدود ما بينك وبين ربك مما صنعته غفلتك ورياؤك؟ معك إبرةٌ! اسمع الجيلاني ناصِحَكَ: "يا هَوَس! تغفل! ائتوا البيوت من أبوابها، من أبواب شيوخ الفناء الذين فنوا في طاعة الله عز وجل. صاروا معانيَ، صاروا جليسي بيت القرب. صاروا أضياف الملك يُغْدى عليهم بطَبَقٍ ويراح عليهم بآخر. وتُغَيَّر أنواع الخِلَع (الأوسمة بلسان العصر)، ويَطوف بهم مملكتَه، أراضيَه وسماواتِه، أسراره ومعرفتَه. أنت من وراء حائط عرضه فرسَخٌ، ومعك إبرة. كيف لك أن تثقُبَ! القوم إذا وصلوا إلى ذلك الحائط فتح لهم ألف باب، كل باب منها يدعوهم للدخول إليه"[5].
واسمعه يقول: "هذه الطريق لا تُسْلَكُ مع النفس والهوى(...)، هذا شيء لا يجيء بِعَجَلَتِكَ. يحتاج إلى حبال ورجال وصبر ومعاناة ومجاهدة. وأن تصحب بعض ملوك المعرفة حتى يدلك ويعرِّفك ويحمل عنك ثِقلك. تمشي في ركابه، فإذا تَعِبتَ أمر بحملك، أو أردفك خلفَه، إن كنت محبا أردفك خلفه، وإن كنت محبوبا أركبك في سَرْجه وركب هو خلفك. من ذاق هذا فقد عرفه. القعود مع أهل الأهليّة نعمة ومع الأغيار المكذبين نقمة"[6].
اللهم من علينا برحمتك العظمى، واحمل عنا الأثقال، ويسر لهذه الأمة من الرّجال من يفتح للجهاد ألف باب لا كَإِبَرِ المكذبين. .....كتاب الإحسان
ما بين الوحي ، و التزكية و التعليم ، و الشيخ إلا دوائر من العلم و العمل ، يكون الوحي هو السراج ، و التربية و التعليم منهاج العمل ، و الشيخ المربي منه نستمد الصحبة و الذكر و غيره من الستمدادات.
و الله و لي التوفيق
عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معراج التشوف إلى حقائق التصوف" و كتاب "كشف النقاب عن سر لب الألباب عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 5 11-30-2011 01:01 AM
دراسات في التصوف ، كلمات لابد منها: عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:14 PM
كلمات فوق الكلمات عبدالقادر حمود القسم العام 8 01-09-2009 01:58 PM
كلمات ومعناها من ذهب الـــــفراتي القسم العام 0 10-29-2008 01:54 PM
كلمات من ذهب الـــــفراتي القسم العام 6 08-26-2008 05:52 PM


الساعة الآن 08:43 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir