أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعملت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-29-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الخطيب البغدادي

شخصيات مفترى عليها أعظم علماء زمانه في الحديث
الخطيب البغدادي ضحية المؤامرات السياسية


عمرو أبوالفضل (القاهرة) -

الإمام الخطيب البغدادي من العلماء العاملين، الذين لهم قصب السبق، وقدم ثابت في نشر العلم والعمل به، وكان علم المحدثين وصاحب التصانيف الفائقة غير المسبوقة، وألمت به محنة قاسية بسبب جهوده في نشر السنة وصحيح الدين والتأريخ للأمة وحضارتها ورجالها، عندما هاجمه خصومه وقدحوا في مكانته وذموا في علمه وطاردوه وشردوه وحاولوا تصفيته جسدياً ومعنوياً.

نشأته

يقول الدكتور أحمد السايح - الأستاذ بجامعة الأزهر - ولد أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي، الملقب بالخطيب البغدادي، سنة 392 هـ في غزية من قرى الحجاز، ونشأ في درزيجان - جنوب غرب بغداد - وكان أبوه خطيب وإمام القرية ومن قراء القرآن، فدفعه إلى طريق العلم مبكراً، وحفظ القرآن الكريم ‏وتعلم القراءات، وأجلسه لسماع الحديث ودراسة الفقه، على يد والده وعلماء بلدته، ولما ترعرع ارتحل في طلب العلم والأخذ عن كبار علماء وفقهاء بغداد، والتزم حلقة المحدث أبي الحس بن رزقوية، وتردد على حلقة أبي بكر البرقاني، وأخذ عن الفقيه الشافعي الكبير أبي حامد الإسفرائيني، وأراد استكمال تحصيله العلمي فطاف أقاليم الإسلام، ودخل البصرة والتقى بعلمائها الكبار وأخذ عنهم، وتملكته الرغبة في زيارة نيسان وفي طريقه إليها مر بمدن كثيرة كانت من مراكز الثقافة وحواضر العلم، فنزل بالري والدينور والكوفة وأخذ عن شيوخها، واستقر بنيسابور واتصل بعلمائها وشيوخها، وانتقل إلى أصبهان ولازم أبا نعيم الأصبهاني، وأراد الحج فارتحل إلى مكة وقرأ “صحيح البخاري” على كريمة المروزية، وانتقل إلى دمشق، فسمع بها، وبمدينة صور، وعاد إلى بغداد واستقر بها مدة طويلة، وصار له قرب من الوزير رئيس الرؤساء، وبلغت شهرته الآفاق.




صفاته
وكان الخطيب البغدادي من كبار علماء الأمة، ومن أعظم رجالات الحديث، وأثنى عليه وعلى علمه وحفظه وعلى جميل خصاله وأخلاقه كل معاصريه، وصفه الحافظ السمعاني بأنه: “كان مهيباً وقوراً، ثقة متحرياً، حجة، ختم به الحفاظ”.

الحقد والحسد

وتتأكد من مطالعة البناء الفكري الذي تركه لنا الخطيب ببغداد إمامته العلمية لا في عصره وحده، بل وعلى امتداد تاريخنا الحضاري، وذكرت المصادر التاريخية أنه بالرغم من علمه وورعه اتهمه خصومه اتهامات لا تصح مطلقاً، بدافع الحسد والحقد على المكانة التي حققها في حاضرة الخلافة العباسية، وجلوسه للتدريس والتفاف طلاب العلم حوله وتهافت المحدثين على حضور مجالسه، وكان بجانب علمه الغزير بالحديث، فقيهاً متبحراً على مذهب الشافعي - رحمه الله - جامعاً معارف واسعة، ولتفرده كان مقرباً من كبار رجال الدولة، وعلى رأسهم الوزير ابن المسلمة، الذي اشتهر بالورع وحب أهل العلم، خاصة أهل الحديث، فأعجب بالخطيب البغدادي كثيراً وأعلى من شأنه، وزادت مكانته عند الوزير ابن المسلمة، بعد أن كشف التزوير الذي قام به أهل خيبر، من أجل إسقاط الجزية عنهم، عندما أظهروا في سنة 447 هـ - 1055م، كتاباً ادعوا فيه أنه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسقاط الجزية عن يهود خيبر، وفيه شهادات الصحابة، وأصدر أوامره إلى سائر خطباء ووعاظ وكتاب بغداد، ألا يرووا حديثاً حتى يعرضوه على الخطيب البغدادي.

محنته

كانت هذه العلاقة الوثيقة بين الخطيب البغدادي والوزير ابن المسلمة، السبب وراء المحنة التي تعرض لها الخطيب، إذ كانت بغداد عاصمة الخلافة العباسية تموج بالصراعات الطائفية والعرقية، وتعانى استمرار ضعف الخلفاء العباسيين، وسيطرة الدولة البويهية الشيعية على مقاليد الخلافة سنة 334 هـ، والحرب والعداوة كانت على أشدها بين الروافض وزعيمهم أبي الحارث أرسلان البساسيري وهو أحد كبار قادة الجيش العباسي، وأهل السنة وهم غالب البلد ويمثلهم زعيمهم وقتها رئيس الرؤساء الوزير ابن المسلمة، وكان يبغض الروافض بشدة. غير أن البساسيري قام بالتآمر مع الخليفة الفاطمي المستنصر بالله سنة 450 هـ، واستطاع بمساعدة روافض بغداد عزل الخليفة العباسي القائم بالله، ويطيح بالخلافة العباسية كلها، وتمكن من القبض على خصمه اللدود ابن المسلمة، وقام بتشهيره وتعذيبه والتنكيل به ثم قتله، بعدها سعى البساسيري وراء علماء أهل السنة وزعمائهم وكبرائهم ومن ظفر به قتله ومثل بجثته، وبذل جهده للقبض على الخطيب البغدادي، فاضطر الخطيب لأن يتخفى عن الأنظار فترة طويلة، وخرج من بغداد، في أوائل سنة 451 هـ، فتوجه إلى الشام، وسكن دمشق.

في دمشق

التف حوله الناس وطلبة العلم والشيوخ ورواة الحديث، وجلس للتدريس بالجامع الأموي، وأحدث نهضة فكرية وعلمية بدمشق زادت من شهرته، وكانت دمشق في تلك الفترة وسائر بلاد الشام تحت حكم الدولة الفاطمية فتوجس رجال الحكم ودعاتهم، وأخذ الوشاة يسعون في الإيقاع بالخطيب البغدادي، يتزعمهم حسين بن علي الدمنشي، فكاد له لدى أمير دمشق واتهمه بأنه ناصبي يروي فضائل الصحابة وفضائل العباس في الجامع، ونظراً لمكانة الخطيب العلمية الكبيرة، تردد أمير دمشق في الفتك به خوفاً من ثورة أهل دمشق، وتفتق ذهن الأمير ومعه ابن الدمنشي عن تدبير مكيدة للخطيب البغدادي، ونسج مؤامرة دنيئة من أجل تأليب الناس عليه، وضمان قتله بحيث لا يثورون عليهم، فراحوا يرمونه بفاحشة اللواط ولفقوا له واتهموه بشاب مليح الهيئة كان يتردد عليه لسماع الحديث، وأحاطوا بداره بالجند للقبض عليه بهذه التهمة النكراء.

التهمة الباطلة

لكن أنقذه من القتل قائد شرطة دمشق الذي كان يعرف قدره ومكانته، ولتأكده أن تلك التهمة باطلة ومحض كذب وافتراء، فلما ألقى القبض عليه قال له: “قد أمرت بقتلك، ولا أجد لك حيلة إلا أني أعبر بك عند دار الشريف ابن أبي الجن - وكان من أعيان البلد وله وجاهة عند أمير دمشق - فإذا حاذيت الدار اقفز وادخل داره، فإني لا أطلبك، بل أرجع إلى الأمير وأخبره بالقصة”، وبالفعل هرب كما اتفقا، فأرسل الأمير إلى الشريف يطلب منه تسليم الخطيب البغدادي، فقال الشريف: “أيها الأمير، إنه مشهور بالعراق، إن قتلته قتل به جماعة من الناس وخربت الدور”، فقال الأمير: فما ترى؟ قال: “أرى أن ينزح من بلدك”، فأمر بإخراجه، وطرده منها إلى صور والتهمة الشنيعة تلاحقه، ومرارة الظلم تتبعه وبقي بها مدة وجيزة من الزمان انقطع فيها عن الناس للتأليف والتصنيف، حتى توفى في سنة 463 هـ.

عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصيده عن الصيام للكاتب محمد مصطفى الخطيب ساره الانشاد والشعر الاسلامي 6 08-31-2009 09:43 PM
فضلية الشيخ محمد هاشم البغدادي قدس الله سره ابو محمد السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 9 01-29-2009 01:52 AM


الساعة الآن 12:48 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir